** بعض فقرات هذا الموضوع مستوحاة من قراءات خارج نطاق الدرر .. أتمنى أن أوفق في سردها هنا .. **
.
.
(1)
منذ أن وُجد الإنسان العربي المعاصر وهو يصرخ محتجاً على كل شيء لا يعجبه ويطالب بحريته بكل صفاقة .. مما جعلني أتساءل ذات مرة ..
أي حرية تلك التي يطالبها .. ؟!
وما شكلها .. ؟!
ما لونها .. ؟!
وما طعمها .. ؟!
إن كانت حرية تفكير .. فهذا يقودني لتساؤل آخر ..
فما يمنع هذا الإنسان العربي المعاصر من التفكير وبالصورة التي يبتغيها .. ؟!
وأي قوة تلك التي لها أن تصادر الأحلام والأفكار من عقل الإنسان .. ؟!
فما من قوة ( باستثناء الموت والجنون والجهل .. !! ) لها أن تمنع استرسال الفكر عبر خلايا المخ لتعوق القدرة على التفكير كأي كائن بشري آخر ..
إذا الحرية المطلوبة ليست حرية تفكير ..
فما هي إذا .. ؟!
هل هي حرية تعبير .. ؟!
و إن كانت كذلك .. فما هي حدود هذه الحرية .. ؟!
فنحن لسنا محقون بكل ما نعبر عنه ..
أيضاً عدم صحة ما نفكر فيه .. لا يحرمنا الحق في أن نعبر عنه ..
وبنفس الوقت .. حرية التعبير تعطينا الحق لنرفض ما يفكر فيه الآخرون إن تم فرضه علينا .. !!
فكيف نوفق بين هذا وذاك .. ؟!
ثم هناك ألف صورة وصورة لحرية التعبير ..
هناك التعبير باللسان .. وبالجسد .. بالصمت .. و .. و .. الخ
وأيضاً هناك المجتمع بكل عوائقه وعوالقه .. بأفراده الأحرار في التعبير .. والأحرار في رفض هذا التعبير .. !!
فهل يحق للفرد الحر أن يمشي عارياً في الشارع .. ؟!
كيف لا .. وهو حر في التعبير عن رفضه واعتراضه بصورة علنية .. !!
فباقي الأفراد لهم حرية رفض أسلوبه التعبيري .. ولا يحق لهم منعه من تطبيقه .. !!
إن كانت هذه هي حرية التعبير .. فهنيئاً لمغتصبيها .. !!
لذا دوماً أفضل أن تكون حرية التعبير ناقصة وغير كاملة .. حتى لا ينقلب مفهوم الحرية .. إلى فوضوية .. !!
.
.
ولا يزال إنساننا العربي المعاصر .. يصرخ محتجاً مطالباً بحريته بكل صفاقة .. دون أن يحاول فهم مفهوم الحرية التي يطالبها ونوعيتها .. وطرق ممارستها دون تعدي خطوطها الحمراء ..
فهل أجد بينكم من له أن يبين لي مفهوم هذه الحرية ونوعها .. لعلي أُطالبها أنا الآخر .. ؟!