هذا عمل للأستاذ و الناقد المغربي مصطفى الصباني الذي قدم عدة إسهامات أدبية و قراءات جدية في الكثير من الاعمال لكتاب من مختلف ربوع الوطن العربي . كما نشرت أعماله في صحف متخصصة هنا وهناك . و قد كان من بين الطاقم الذي اشرف على إدارة جريدة " أنفاس الشمال" التي كان رئيس تحريرها الدكتور عبد الرحيم أبطي. و للاسف لم تستمر تلك التجربة طويلا بالرغم من أهميتها . و يسرني أن أضع هذه القراءة هنا بطلب منه .

إن اقتحام العالم القصصي للقاص عبد الله البقالي رهان على احتواء واقع منفلت يصعب على الرؤية السردية الإحاطة به ، لأنه واقع متخيل أرادت الذاكرة ان تجعل منه حلما مشاكلا للواقع ، بحيث يستحيل وضع حدود فارقة بينهما دون ان تتشابك خيوط بعضهما البعض قي لعبة السرد القصصية . ذلك ان الكتابة تجاوزت في بنائها لأنماط السرد -تسجيل الوقائع و الأحداث باعتبارها واقعا اكتمل إنجازه - ما على الرؤية السردية سوى نقله نقلا مباشرة من زاوية خلفية ، بل تصاهرت الأحداث مع الأخيلة وتناضدت الوقائع مع الأحلام بحيث يغدو في غرابته حلما و الحلم في ألفته واقعا ، في نسيج سردي تضيع في ثناياه الحقيقة و يفتقد اليقين .
إن هذا النمط من السرد يعمد إلى وضع إشكال علاقة الذات بالواقع على محك الكتابة القصصية و عالمها المتخيل متسائلا عن حدود الواقع ومدى إدراك الذات لحقيقته إدراكا موافقا لمقاييس الصدق و المتواضع عليها . مغتبرا الواقع المعاين مهما بلغ الوعي به واقعا ناقصا بموازاة واقع مخلوم به هو الخلم واقعا ممكنا يستحيل تحققه لوجود واقع قائم يحول دون قيامه. ورفم ذلك تتعايش الذات معه كواقع آت ليحل محل الواقع القائم . ولذلك يتجذر اختواء الواقع كشئ معطى قابل للوصف دون أن يكون لأعمال الوعي به دورا في خلق تصورات و رؤى متطابقة أو متناقضة على حسب قربها أو بعدها من ذلك الواقع.

الواقع : وجود مأساوي مميت
تطارد شخصية العالم القصصي لعبد الله البقالي أطياف حلم هارب تريد الإيقاع به في حبال الواقع ، حلم طفولي تستعيده الذاكرة كلما ضاقت الذات .لكنه حلم نضج بتأثير وعي نقدي للواقع القائم ، دفع الشخصية إن تنجو جاهدة إلى تغيير واقعها بما يتطابق و تطلعاتها الحالمة. ربما أن الوعي يولد الشقاء عند عجزه عن إقامة واقع ممكن مكان آخر كائن فإن الشخصية أضخت تعيش غربتها في ذاتها و عن محيطها الذي يعاديها لمناقضته واقع الحلم الذي يسالمها بالانجراف نحو العزلة بعيدا عن عالم كان من الممكن ان يكون هو ضامن انسجامها و تواصلها .
هكذا يرتجف الطفل من قناع النسوة الذي تلبسه الأم في "صور و صور " و يشمئز "غيوم" من الجماعة ووعيها الزائف في " من هزم غيوم الحياة أم الأحياء؟"
و يعلق بابه في وجه الجميع في "سور العاطلين" وتنعزل الطفلة عن مجموع التلاميذ في " الطفولة و الورق الأخضر" ويعادي عبد الغني الممتحن الذي استقزه بأسئلة مهينة في "الامتحان الشفاهي" . ولذلك يرسم العالم القصصي واقعا غريبا مجهول المكان غير محدد الزمن . تتيه في فضائه شخصية منفردة تتوارى خلف الأحداث مقذوف بها في خضم أقدار مجهولة العواقب ، تهيش فراغا روحيا و شرودا ذهنيا تتلكأ بخطوات مثقلة باليأس إثر سقوط كل القيم و القناعات التي كانت تبسط لها السبيل لاقتناص حلمها . و تصف قصة "قبل الرواح" معالم هاتخ الشخصية بالقول
.." يمد خطوات مثقلة باليأس... يهيم على أرصفة الأمنيات الجميلة المصادرة... يستفيق على حلمه القديم ليرى الحياة تتحول إلى موت مستمر ... و الخواتم و الالواح السحرية تفقد مفعولها ... وعصا موسى نفسها و التي لا يعرف من أي شجرة اجتثت لم يعد لها إلا معنى واحد... اغتصاب جزء من الحياة ..."
على هذا الأساس تعدو الحياة فضلة زائدة و تكرارا لحركة بطيئة داخل مساحة ضيقة مثل ذلك السور الممتد الذي يصطف الناس عليه من مختلف الاعمار في انتظار ساعة الموت ، و الذي وصفه "غيوم" في سور العاطلين بقوله
"... انظر . تامل جيدا هذا التسلسل . الطفل عندما يولد في هذه القرية يجد له مكانا في الجهة الغربية من السور ، وعندما يشب يجد نفسه في منتصفه. وعندما يشيخ ينتقل إلى الجهة الشرقية ، وعندما سيموت سيكتشف أنه أتى إلى هذا العالم كي يقوم برحلة عبر مراتب هذا السور اللعين."
وقد انعكس تصور الشخصية للوجود و الفناء على تصورها لذاتها و التي أخذت تنظر إليها كمظر زائف يخفي خلفه حثة فانية سرعان ما تنجلي حقيقتها لحظة إدراك اللحظات الأخيرة من الحياة . ولهذا السبب يساءل السارد في "الجسر و القلعة" عن حقيقة هويته الشخصية و حقيقة الوجه الذي تبدو عليه بقوله.
"حاول ان يثنع المفجأة... اقتفى أثر وجه قديم ، تحدث إليه ، قوبل بالتجاهل . نظر في مرآة مفبتة على جدران القلعة . رأى وجهه يشبه وجه ميت . أحس بالرعب ...جرى إلى حيث الأجنبية ... أخرجت مرآتها ، نظر فيها ... عاوده الإطمئنان، لكن تملكه السؤال : أي الوجهين زائف ؟ أيهما الأصيل و أيهما الدخيل ؟"

لذلك لا ترى الشخصية جدوى من الإيمان بقيم لا تنقذها من هلاك محقق ، و لا ترى في الآخرين المحيطين بها عونا يساعدها على مقاومة عجزها ما دام هذا الأخير ممتد من من عجزهم كما تقول شخصية الطفل في " صور و صور "
"..غير أنه في العمق كان ثمة إحساس متمرد استطاع أن يغالط الجميع. إحساس كان يتحول داخلي إلى حريق يدفعني كي أستغيث ، و الناس الذين كانوا حولي و أحاطوني كنت أجدهم رمادا ما كان بإمكانهم ان يفعلوا شيئا من أجلي ."
كما ترى باستغراب استمرار الناس في مخادعة أنفسهم بالاحتفال المتكرر عند بداية كل سنة جديدة ، متغافلين عن قصد الإعتراف بحقيقة نهايتهم المحتومة بحيث يصبح هذا الاحتفال تسريعا لوثيرة الزمن نحو الفناء. وهذا ما تبديه إحدى شخصيات قصة"سنة أخرى وماذا بعد؟" بقولها
"لو كان الأمر يتطلب احتفالا حقا ، لكان يجب أن يكون احتفالا صامتا حزينا ، ذلك أن هؤلاء المحتفلينلن يكونوا أكثر من متفرجين يقفون عند مسار سباق يصفقون و يشجعون المتسابقين كي يرفعوا من سرعتهم للوصول إلى خط النهاية . إلا أن الفارق بين الحالتين هو ان المتسابق هنا هو الزمن . لذلك فتشجيعهم أو احتفائهم ليس أكثر من كونهم يحثونه على أن يسرع بالقذف بهم في حصون العدم"

مكذا تبدو الشخصية متأثرة منفعلة لا فاعلة . تذعن دون عراك لمشيئة قدرها ن وتساق نحو حتفها وهي واعية بنهاية مصيرها ، ممتلكة لإرادتها الحرة في اختيار شكل تلك النهاية ، محطوة بذلك صورة البطل التقليدي و صراعه التراجيدي مع قوى القدر العاتية ، معتبرة ان أي صراع مهما بلغ من الوعي بنتائجه لن يؤجل أو يلغي النهاية الموت للتحرر من عبء الواقع كما يصف بذلك السارد بقوله في نص " الجحيم"
" ماذا يفعل المقاتل حين يصاب في معركة ؟ هل ينزوي الى ركن آمن يضمد فيه جراحه و يتحسس المنفذ الذي قد يتسرب عبره الموت ام يتابع القتال بشراسة و ضرواة بلا مثيل ؟
هل يتمكن منه نداء الحياة و يسحبه للوراء حيث وجوه يحبها تقف في انتظار عودته أم أن ضغط الألم يحوله إلى أسد جريح يدفعه بإصرار نحو متاريس عدوه باحثا عن طلقة رحمة ؟"

الفن بحياة أقوى من الواقع undefined
إن الحلم الذي تريد الشخصية موضعته محل الواقع هو ما ينتجه الفن في ذهن المتلقي في عوالم المتخيلة لحياة حقيقية ليست بغريبة عن الواقع و لا مفارقة له ، بل تصحبه و تعيش على حافته ، توازيه في سيره و تعكس صوره الباهتة إلى صور لامعة ، لأنها عالم الأبدية و الخلود . و يصبح الحلم في الفن واقعا يعلو على الواقع الحقيقي الذي يندغم معه لحظة انصراف شخصيات العالم القصصي إلى تصديقه باعتباره عالم الحقيقة وتجنب عالم الواقع لزيف قيمه و انقلاب أحواله ، لذلك تسعى الشخصية جاهدة إلى تحويل الحلم ليصيح واقعا يرغب أزاحة الأول أو يقبل بالعايش معه كي يحفظ للحياة استمرارها على خط الاستقرار و التوازن.
وهكذا تعيش الشخصية حلمها الأول كواقع عندما تكتشف في اللعب الطفولي الذي يكسر الحدود بين عالم الكبار و الصغار ويحل الماضي باعتباره مستقبلا في حاضر كبر الطفل كما تبين ذلك شخصية قصة "الغصرار و الترصد"
" ..أنا إنسان بسيط جدا .. شخص وجد نفسه ذات صباح بعد أن انجلى الظلام و لاح نور الفجر في الأفق أني أتيت إلى هذا العالم. كبرت. خطوت خطواتب الأولى خارج البيت. تعرفت على أقران . كنا نلعب . نحول علب السمك المصبر الفارغى غلى سيارات ن نجرها بخيوط ونحدث أزيزا بأفواهنا. نبني منازل من طين . نصنع عرائس من قصب . ويوم كبرت عرفت أن مشوار حياتي قد حددنه ألعاب و أحلام الطفولة. ركضت وراءها في كل الاتجاهات . سعيت في كل الدروب. طفت كل الأرجاء. كنت أقع... أقوم و امسح العرق ، و اطوي سجلات الخيبة و اعمد إلى فتح صفحات جديدة . وتحولت حياتي إلى فتح وطي الصفحات عوض كتابتها . .."
و يزداد هذا الحلم اتساعا و الواقع ضيقا هند ملامسة الطفل جمال الصور في الكتاب المدرسي الذي يفتح له ابواب عالم فسيح يمكن ان ينعم فيه بالسعادة و السكينة لو استطاع الإفلات من سلطة الواقع و قيوده التعجيزية إلتي تكبح جماحه في اختراق الحدود الفاصلة بين الواقع و الحلم . ولذلك عاش الطفل صراعا محموما لبلوغ عالم الصور في قصة " صور و صور " و الذي يصفه بقوله.
.." وحدهم الأشخاص القابعون داخل الصور من كنت أجدهم الأقدر على إغاثتي ، بل كنت أسمع نداءاتهم ، ولذلك كنت أقلب الصور و أبحث خلفها عن ممر ، بوابة، ثغرة حيث أنتهي إلى ذلك العالم الجميل الحالم ...
..أنظر بانبهار إلى أم رائعة الجمال بمنمتهى الرقة احتضنت وحيدها و الذي ضمته إلى صدرها بشكل يتوحد جسديهما و حيث لا يصير الطفل في حاجة إلى نبض قلبه كي يعيش ، و لا خو في حاجة إلى أغطية كي يحس بالدفء. أحاسيس الأم الفياضة التي كانت تلفه تذيب جسده ليتحول إلى أي كنه يستطيع ان يسبح في الفضاء كأي ملاك لا تأثير للجاذبية على جسده.."
ويحدد الفن الحياة الرتيبة القاسية بأن يبعث في شرايينها روح الموسيقى الساحرة وجمال الصورة الفاتنة لتحييان الإحساس المتبلد و العقل الخامل اللذان يدبان في جسد القرية الراكد عندما أخذت أصوات الفونوغراف تصدح ومشاهد الافلام تتابع في مقهى "لاجودان" و"سور العاطلين" معبدة نشوة الحياة المخملية في باريس كما عاشها لاجودان و كما يحكيها لسامعيه و كانها عالم من الأحلام ضاع في أثناء تسارع أحداث الواقع .كذلك يسمح الفن بتنسيم عبير الحرية و هدم الحدود و الحواجز التي تقف أمام الفرد في استكشاف ذاته و التعرف على مكوناته الداخلية بأن يعيد الثقة إلة نفسه و يصالحها مع محيطه. فقد أظهر عبد الغني أهمية و ضرورة دراسة الأدب و الفن في الحياة عند إجابته على أسئلة الممتحن بقوله في "الامتحان الشفاهي"
...أشياء كثيرة ، ليس أقلها من أن أحس أنني حر طليق في فضاء لا أحتاج إلى جواز سفر أو تأشيرة."

وتفتح السينيما باب ولوج عالم آخر يتحرر فيه المشاهد من ثقل الزمان و المكان . و يستشعر في نفسه وهج الإحساس و صفائه حيث يشدو الحب افتتانه الأبدي و تبحث الذات عن كينونة لا يطوقها الفناء، وهذا نا تصفه شخصية قصة " من السوليما إلى السينيما"
" نغوص مع البداية مغادرين المكان و الزمن، مخترقين مسارات استدعتنا بإلحاح لنجوب مجاهلها ، متوزعين بين مشاعر شتى ن مكتشفين عبر كل صورة موحية أو لمسة حنونة ، أو باب موصد ينفتح على الشساعة أن الحياة ليست عدا تنزليا ينتهي بالموت فقط ، يل يجعل تلك الأرقام التي تتابع في طريقها إلى الصفر خطوط سكة يعبرها على عجل قطار مثقل بترسبات أحلام تواقة لهدم الفواصل و التباين"

إن إدراج العوالم المتخيلة التي يبتجها الفن في المتخيل القصصي إيحاء للقارئ بضرورة التخلي عن الاعتقاد بمحاكاة القصص للواقع و التخلي عن اعتبار الفن مجرد تنشيطات جمالية بعيدة عن الواقع و ذلك الوعي النسبي لحدود الواقع و بضرورة الفن في بناء التصورات و الأخيلة و الأحلام التي يحيا بها الناس كي تستمر حياتهم على الأرض . و كان القاص يريد أن يقنعنا بأننا نحيا حياتين . حياة واقع و حياة حلم ، ولكن أي الحياتين أصدق حقيقة من الأخرى ‘ذغ استطعنا أن نفصل بينهما ؟

النفس موطن الحقيقة و الصواب


في تطواف الذات عن واقع ممكن يرسو على أرض الواقع ، وفي تحليقها في سماء حلم تطير فيه نحو آفاق النشوة و السكينة تبحث عن حقيقة وجودها في هذا الكون ، حقيقة ثابتة و راسخة لا تضيع سؤابا كحلم خاطف ولا تتغير و لا تتبدل لتقلب أحوال الواقع المفاجئة التي لا تستقر على قرار . وفي جريها المستمر وراء حلم يتراءى لها بعيدا و منفلتا كلما رأت أقدامها تزداد تشبثا الأرض و التصاقا بالواقع .فإنها كانت ترغب في العثور على مكان تستطيع أن تجد فيه القبول و الإستجابة للرد على أسئلة الوجود المقلقة . وهذا المكان لا يمكن ان يكون خارجا عن الذات أو بعيدا عنها ، لأنه الذي يوجه خطواتها إلى تلمس طريقها نحو الحقيقة التي هي مكان للأمان و الطمأنينة و ملاذ الراحة الأبدية . ففي قصة "قبل الرواح" يوجه الفقيه نداء إلى شخصية محبطة كلت التطواف بعد أن فقدت يقينها و صوابها بعد تزلزل كل القناعات و القيم و انحلال كل البراهين وتفككها وتصرم الأحلام و تبخرها بالقول
" ابحث عن نفسك قبل وقت الرواح"
وبذلك يقصر الجهد و الطريق على الشخصية بالتوجه إلى البحث عن النفس لأنها موطن الحقيقة ، وبذلك الانصات إلى صوت الضمير و خفقان القلب ووعظ العقل الذين يفتحون بصيرة الشخصية لرؤية الأشياء على حقيقتها في مطلق صوابها بعيدا عن اوهام الواقع الخادعة و أطياف الأحلام الكاذبة .ففي قصة "من هزم غيوم"
يقف غيوم مستنكرا فرحة النس بزوال الاحتلال وعودة الحرية إلى البلاد في حواره مع أهل القرية:
" قالوا : النصر على الأبواب .
أجاب: أي نصر تعنون؟
قالوا: سيرحل المستعمر.
أجاب: ماذا ستفعلون بعده؟
قالوا : سنحيا حياة حرة
أجاب: ماذل ستقعلون بالضبط؟
قالوا: ما كنا نفعله قبل دخوله
دمعت عيناه وقال : متى ستهتدون إلى المعركة الحقيقية الحاسمة؟
نظروا إليه باستغراب وقالوا : وهل ما زال أمامنا معركة اخرى ؟
أجاب : معارككم ضد أنفسكم "
لعل غيوم يقصد أن معركة تحقيق النصر و نيل الحرية تقتضي تطهير النفس من اللؤم و الحقد و الضغينة و الكراهية التي تغلف قلوب أهلا القرية و تعمي أبصارهم وتدفع بعضهم لماعادة البعض في نيل كسب سرعان ما يسحبه القدر من يد مالكه بعد أن يذيقه مرارة الموت . ولذلك فمعركة الانسان هي مواجهة نفسه لما في نفسه مثل الشخص المتهم لوجهه المنعكس صورته على صفحة المرآة و الذي لا يمكن أن يسالم الناس إلا إذا سالم نفسه بمصارحتها بالحقيقة . و إجبارها على القبول بنواقصها وعيوبها و زرع بذور المحبة و الصدق و السلام فيها بعدان تنزل عن كاهلها اوزار الواقع ومطامح الاحلام. وفي ختام قصة الطفولة و الورق الاخضر" تبين الشخصية رغبتها في تطهير نفسها و في ذلك تطهير للانسانية جمعاء بقولها
" ...سأظل أنا أسير رهان مجنون وتمن في أن ينطلق داخل كل إنسان إعصار داخلي عنيف يجتث الخلايا المسؤولة عن موت الإحساس و المشاعر داخل الإنسان."