[c]
وذهب المسافر إلى دنيا بعيدة وتركني
ذهب .. وبقيت أنا .. كما كنت .. كحفنة رمل تناثرت هباء
كقطع السحاب التي تطايرت كالقطن .. كالريح التي لا تفتأ أن تستغرق في اليأس
كدموع متثائبة أثقلها السهر
ذهب .. وانا كما كنت من قبل .. أبحث عن الرحلة الحالمة .. عن ورقة تكون آخر المذكرات
عن رجل ليس ككل الرجال .. هو ينقذني من اليأس
وهو يصنعني أخرى .. هو يعشقني أخرى .. بل هو يستبدل حياتي بأخرى
فلا أكون أنا ..
روحٌ يعرفونها بل واحدة أخرى ..
غير كل الأخريات
ولكن .. أستفسر .. لم ذهب المسافر ؟؟
هل قطاري لم يعجبه .. أم دموعي أتعبته .. أم رحلتي لم تكن مستقراً نهائياً له ..
ذهب ..
أشتاقه أكثر من ذي قبل ..
أعشقه أكثر من ذي قبل ..
أية رحلة .. وأي قطار ..
وأي راحلة تلك التي حملته ...
لا أدري ؟؟
فعلاً لا أدري ..
عمري يتضائل وأيامي تتضائل ..
وقلبي دخله العشق حتى آخر المحطات ..
ألا تعود ؟؟ ألا تحس بي وتعود ؟؟
أخيراً مرة أخرى ...
المسافر راح ...
[/c]