أولاً : أنا أعلن إمتناني لك عابدة. . .

قد وضعتُ ديباجة ترحيبك في إطار عاجي

شاكرًا طيب ذوقك ورهافة حسك .



@ من أنت ؟

رجلٌ عشق الحياة ، والانطلاق .....والبهجة

قد وجدَ ضالته في ( الصباح ) ( وأبكار الفجر ) . .

قبيل الظهيرة تعلن الأشجار والأطيار ( موته ) . فتحمله ( نعشًا ) في رحلةٍ بين الكائنات

البشرية ، وحين تصل به لمحطة ( الصفر ) وتهم بدفنه غسقًا ، يصحو : صوتًا وصباح .

@ أين تكمن موقعية نهج البلاغة في الفكر الإنساني؟

( احم احم ، على السؤال الدسم ) أتمنى أن تكون مثله الإجابة :

في رائيي المتواضع : أن ( نهج البلاغة ) هو خلق لحالة قائمة ، أو الأجدر أن تكون كذلك

بمعنى آخر ، أن تلك الإمامة وذلك المجتمع _ بكل ضروبه وأطروحاته وقضاياه _


هو مرتبط ارتباطًا مشدود الوثاق ، بخاتم الرسالات ونور المرسلين علية الصلاة

والسلام .

هي معالجة تذكيرية تقدمية لماهو كائن أو لماهو سيكون . إن الآداب والأحكام

والتجارب التي حواه ( نهج البلاغة ) هي معين فكري لبناء إنسان حر لا يعني

خللاً أو ازدوجيةً فكرية .

والله أعلم .

@ بإعتقادي أنك قارئ نهم ... فما هي أخر الكتب التي قرأتها ؟

أثمن فيكِ هذا الاعتقاد ، ولكني أخبرك أن ( الكتاب الواحد ) يطول قراءةً .

هناك كتابٌ _ بين يدي الآن _ أتمنى لو اطلعتِ عليه :

( حوار مع صديقي الملحد ) لمصطفى محمود . وهو جديرٌ أن يكون مقروءًا .

@ من صاحب المقولة : "إنما يشقى الانسان بذاكرته !!"

أعترف _ عابدة _ أن هذه المقولة مرت بذاكرتي . ولكني لا أعلم يقينًا قائلها

وإن كانت رياح حدسي تجنح بي صوب خليفة راشدي ، إن لم يكن عليٌّ فعمر ،

رضي الله عنهما .


@ خذ الحكمة من أفواه المجانين ... هل تؤمن بهذه الحكمة ؟

بالتأكيد ( نعم ) .

الحكمة ليست مرتبطة بـ( العقلانية ) دومًا . كما أن الحكيم ليس دومًا حكيمًا .

الحكمة المطلقة مرتبطة بالله ثم برسله الكرام .

@ الإلهام هو نبع لكل خاطر .. كيف اقتل إلهامي ؟

الإلهام يُقتل _ ياعابدة _ إذا لم يجد ضيافةً لائقة ، أو استقبالاً حارًّا

هو لا يطمح في كرم حاتمي بقدر ما يريد الزيارة والبوح .

الإلهام إيقونة إبداعية ، هي ( افتح ياسمسم ) .من قتل إلهامه ، قتل أملاً

شعوريًا لشيء ما .

كلُّ إنسانٍ له طارقٌ من الإلهام ، يتكرر _ وإذا لم يجد وجدًا _ يموت

ثم نصاب بـ( الموت ) ونعجز عن البوح بالمشاعر التي تليق .



@ مارأيك بـ أقلام كلٍ من ؟

1ـ ميخائيل نعيمة

بصراحة مرَّ بذاكرتي وقرأتُ عنه ، ولم أقرأ له .

كلُّ ما أعرفه أنه أديب مهجري في مطلع القرن

العشرين من مؤسسي الرابطة القلمية إن لم تخني الذاكرة .

2ـ نجيب محفوظ ...

أول ما قرأت له _ أبان المرحلة الثانوية _ رواية ( السمان والخريف ) . أكثر ما

أعجبني في كتاباته التنويع اللغوي لشخوص روياته بصورة تطابق تمامًا حال الشخصية

. بل أني لا أذهب بعيدًا ، حين أقول : أنه أكثر الروائيين العرب دقةً في نقل الواقع المعاش .

ورغم أني أختلف معه في بعض أفكاره ورؤيته السردية التي يسقط عليها قناعاته

، إلا أنه يملكُ قلمًا روائيًا يستحق ( النوبلية ) .

3ـ مي زيادة ...حقيقة لم أقرأ لها كانت

( ثلوثيتها ) هي الأشهر . قرأت أنها امرأة خطابية لم ينصفها من كان معها ؛

حيث لم يتعرضو لأدبها ومقالاتها . . .

أعتقد أنها ماتت وفي قلبها حسرةً ما .

وإليكِ عبارةً نسبت لها _ حيثُ تتجلى تلك الحسرة _ :

( ولدتُ في بلد ، وأبي من بلد ، وأمي من بلد ،وسكني في بلد ، وأ شباح

نفسي تنتقل من بلدٍ إلى بلد ، فلأي البلدان أنتمي ؟ وعن أي البلدان أدافع ؟ ) .

يالهول معضلة الإنتماء بشقِّيها ، هذا والآخر !!

@ هل المرأة الخليجية قادرة على العطاء للأدب ؟
المرأة الخليجية معين خصب للعطاء ورافد أدبي .

يرفد من خضم معاناة وسلطة ذكورية مُصادِرة ، للرأي أو الاختيار .

ورغم تفاوت النسبية وتصيد الآخر في الماء العكر .

إلا أن الثقة بالأديبة الخليجية أصبحت أكثر نضجًا ووعيًا .

وقد أعتب على سؤالك ، حيث أن الأدب يتجاوز التنظير ، أو التأطير الأنثوي

والذكوري . إلى رحب أوسع وأكثر شمولية هو الأدب الإنساني .


@ هل تؤمن بـ الحب ؟ وهل عشته ؟


الحب ، إني أعيشه دومًا في كلِّ ثنايا الوقت .

أما إن كنتِ تقصدين ( الحب ) بدرجة العشق ، فقد عشته مرة واحدة فقط . في

ماضٍ سحيق ، أشبه بمركبة فضائية طافت بمدار القدر. .

ثم توارت وأختفت في غيابات الكون السحيق .

عابدة . . .

أكرر اعتذاري لكِ

مشفوعًا بحلمك وإناءتك ، ونقاء قلبك وسريرتك .

رعاك الله بأمانه .