كشفت جريدة شيكاغو تربيين النقاب عن ان رئيس دولة السلفادور كان ينفق على نفسه من مائة دولار تحول اليه من اخيه الذي يعيش في امريكا وجاء في الجريدة حين يجتر ريكاردو ادواردو السقا الذي يطلق عليه ذووه ومعارفه اسم “للو” ذكريات تسلله من السلفادور الى المكسيك ودخوله الولايات المتحدة لاجئاً غير شرعي في منتصف سبعينات القرن الماضي، لا يبدو ثمة وجه للمقارنة بين ما يحكيه وبين الواقع الذي يعيشه شقيقه توني السقا الذي انتخب أخيراً رئيساً لجمهورية السلفادور الذي يملك تسع محطات إذاعية ومنزلاً ريفياً فخماً على مشارف العاصمة سان سلفادور.
وكان “للو” الذي يعمل طبيباً في بلدة قرب لوس انجلوس قد عاد أخيراً الى سان سلفادور للمشاركة في احتفال اقيم ابتهاجاً بفوز شقيقه بالرئاسة. وسرد حكايات تشير الى أن الرئيس السلفادوري الجديد المتحدر من أصل فلسطيني يعرف جيداً شكل الفقر وطعمه ولماذا يعتمد اقتصاد البلاد اعتماداً كبيراً على المليارين من الدولارات التي يحوّلها سنوياً المغتربون السلفادوريون في الولايات المتحدة إلى ذويهم.
ذكر “للو” (47 عاماً) أنه غادر السلفادور في عام 1967 إثر اشهار والده افلاسه بعد فشل احد مواسم القطن الذي يتاجر فيه. هرب الى المكسيك ومنها الى الولايات المتحدة بعدما دفع مبلغاً من المال لمهربين قاموا بلصق صورته الشمسية على جوار سفر امريكي مزور. وبعد وصوله الى الولايات المتحدة عمل نادلاً في مطعم مكسيكي تملكه عمته في لوس انجلوس، وحصل على عمل اضافي لتقطيع البصل في مقهى صغير يتبع لادارة الشرطة. وقال “للو” ضاحكاً: “كنت أبكي طوال الوقت” بسبب تقطيع البصل.
وأوضح أنه اضطر لقبول تلك الاشغال لانه كان لزاماً عليه ان يحول لأسرته 100 دولار شهرياً لتغطية ايجار شقتها في العاصمة سان سلفادور. وشملت احدى هداياه ساعة يد لشقيقه الذي كان في نحو ال 18 من عمره. وأضاف انه تلقى رسالة من شقيقه توني يطلب فيها منه وقف ارسال حوالاته الشهرية الى الأسرة، لأنه أضحى مندوباً ناجحاً في استقطاب الاعلانات الاذاعية... وهو النجاح الذي انتهى بتوني السقا الى امتلاك تسع قنوات إذاعية تدر عائداً إعلانياً ضخماً.
وربما لذلك دأب الرئيس السلفادوري الجديد على ابلاغ الناخبين اثناء حملته الانتخابية بأنه يدرك جيداً قيمة الحوالات التي يرسلها المغتربون السلفادوريون الى ذويهم من الولايات المتحدة “لأنني كنت اعتمد عليها في احدى مراحل حياتي”.
ويأمل منتقدو السقا أن تنجح تلك الذكريات في حمل الحزب الذي يتزعمه الرئيس السلفادوري على التخلي عن سياساته الاقتصادية التي تحظى بدعم الولايات المتحدة التي يرون أنها أدت الى زيادة كلفة المعيشة ومعدل الفقر وارغمت مزيداً من السلفادوريين على محاولة الهجرة شمالاً الى الولايات المتحدة بحثاً عن غد أفضل. ويقول “للو” ان الهدف ينبغي ان يتمثل في بقاء السلفادوريين في وطنهم ليحققوا أحلامهم بأن يصبحوا أطباء.. ورؤساء