[ALIGN=CENTER]
تقشير وتصفية البشرة تلاقي شعبية بين أوساط الشباب[/ALIGN]
صار ملحوظا اهتمام الشباب بالتجميل والعناية البشرة التي كانت مقتصرة في الماضي على المرأة، فلم يعد غريبا مشاهدة أحدهم في صالون للحلاقة وهو يجري تنظيفا للبشرة، أو آخر يقوم بصبغ خصلات شعره، وثالث يقوم بعمل "بوديكيير" لأظافره, فيما يذهب آخرون إلى استخدام المكياج، فيسميهم بعضهم "الجنس الآخر" لتشبههم بالنساء.
ويتفق بعضهم على أن اهتمام الشباب بالتجميل أصبح أمرا عاديا، خاصة في هذا العصر فهو أمر لم يعد مستهجناً الآن، وإن كان غريبا في السابق حتى عندما يستخدم رجلا مستحضرا للعناية بعد الحلاقة. بعض خبراء التجميل في عدد من مراكز بيع مستحضرات العناية بالبشرة أكدوا الإقبال المتزايد من قبل الشباب على تلك المستحضرات. حاتم العمودي مدير التسويق في إحدى شركات مستحضرات التجميل يشير إلى أن نسبة مستحضرات تجميل الشباب تبلغ 20% من إجمالي المستحضرات التي تبيعها الشركة، حيث يقبل الشباب حتى 26 عاما على جميع المستحضرات من العطور وكريمات الجسم والبشرة والحلاقة, فيما يقتصر الشباب من 27 عاما فما فوق على شراء العطور وكريمات الحلاقة، ويتوقف معظمهم تماما في سن الثلاثين عن شراء مستحضرات العناية بالجسم، ويضيف العمودي: من الملاحظ عزوف معظم المتزوجين عن استخدام تلك المستحضرات، ويبلغ متوسط مبيعات مستحضرات الرجل 70% من إجمالي المبيعات، وبالطبع هذا يختلف من شركة إلى أخرى وما تسوقه من مستحضرات للرجل.
ويتردد على بعض مراكز مستحضرات التجميل شباب يستخدم مستحضرات مكياج المرأة ويقول العمودي " تمر لدينا حالات ممن يستخدمون (الماكياج) لأغراض تجميلية محاكاة للفتيات باستخدام مرطبات الشفاه وكريمات الأساس وأحيانا الماسكرا وملاقط الشعر وسكر نزع الشعر بوضع ماكياج خفيف لا يلاحظ، ولكن هذه قلة ضئيلة لا تذكر.
وفي استطلاع أجرته "الوطن" عن علاقة الشباب بالتجميل وأدوات التجميل ظهر كثير من المفارقات الغريبة حيث يتوقف الأمر على مدى فهم الشباب لمسألة "التجميل" وعنايتهم بأنفسهم، فبينما اهتم بعضهم بالعناية الشخصية بالجسم. " تامر.ق" نموذج من الشباب يحرص على شراء مستحضرات تسمير البشرة "البرونزاج" والتمدد تحت الشمس لساعات طويلة كي يحصل على بشرة مسمرة يحسده عليها أصدقاؤه ويرفض تماما إخبارهم بنوع المستحضر حتى يحتفظ بسر جمال بشرته وحده.
ويعلق "ماجد.س" على اهتمامه ببشرته باستخدامه كريمات البشرة من مستحضرات الليل والنهار "ليس بالضرورة أن يكون خروجا عن طبيعتي كرجل، فأنا أرى أن الاهتمام بالجمال مطلوب للجنسين"، وتشير "أسماء.أ" إلى أن أحدهم وضع أحمر الشفاه الروج الفاتح، وأضافت "أصابني الذهول من طريقة وضع ذلك الشاب لأحمر الشفاه"
وعن أسرار التجميل لدى الشباب يقول المزين أحمد المقدم مالك صالون "كانت الخدمات التي يقدمها المزين في السابق تقتصر على قص الشعر وحلاقة الذقن ولكن تطورت مع الوقت حيث صاحب تلك الخدمات خدمات تكميلية مثل نزع الشعر بالفتلة في الوجه وخدمات تجميلية بتنظيف البشرة وتحديد الحواجب و"البودكيير" العناية بالأظافر التي لن أستطيع تصنيفه كخدمة تجميلية كليا لأنه يستخدم منذ القديم لتنظيف الأظافر والعناية بها".
ويبرر المقدم بقوله "ليس من الضروري أن يكون دافع كل الشباب تجميلي بعمل تنظيف البشرة أو العناية بها، فهناك من يقوم بها بدافع المعالجة من البثور وحب الشباب، أما بالنسبة لمن يبالغ في العناية إما بتحديد حواجبه أو أظافره وينافس الفتيات فأرى أن هذا الأمر قد تجاوز المألوف.
وبالنسبة لـ(صبغات الشعر) فهي متعارف عليها قديما، فكثير من الرجال يستخدمونها لإخفاء الشيب إما بالصبغة السوداء أو البنية، وهذا عموما يرجع إلى العامل النفسي ومحاولة تصغير السن, وقد تجاوز هذا الأمر أخيرا إلى حد المبالغة باستخدام الألوان الفاتحة والفاقعة للصبغات مثل الأحمر التي تقتصر على الشباب بدافع التشبه بالغرب والنجوم, ويرجع ذلك في الغالب إلى وجود خلل لدى بعضهم, فالصبغات موجودة ولكن طريقة استخدامها اختلفت فقد كانت مقتصرة على المرأة وانتقلت إلى الشباب. ويعلل المقدم التفاوت في أسعار تنظيف البشرة في الصالونات حيث تتراوح بين 300-500 ريال بالمنافسة الشديدة بين الصالونات، كما أن وجود عمالة وافدة لديها أفكار تجميلية جديدة زاد من الإقبال ورفع من أسعار العناية بالبشرة والتنظيف للشاب. وعلى الرغم من وجود هذا النوع من العمالة إلا أنهم ليسوا العامل الرئيس في ظهور تلك الفئة المبالغة في العناية من الشباب، فالتطور هو الذي أوجد هذا الاتجاه, كما أصبح هناك تنافس بين الشاب والفتاة باهتمام كليهما بالجمال.
ولكن ماذا عن رأي الفتيات تجاه الشباب المتجملين. سعاد رشاد تؤيد عناية الشباب بأنفسهم شرط ألا تصل العناية إلى حد المبالغة التي تعد تشبها بالفتيات وتضيف "عندما تتجاوز عناية الشاب بنفسه إلى عمل صبغات الشعر وتحديد شعر الوجه بالفتلة فهذه أمور مستنكرة ومنفرة وتفقد الشاب وقاره، على الإنسان أن يماشي الموضة ولكن في حدود المقبول والمعقول".
فيما تعتقد فاطمة.ع أن هناك بعض الاهتمامات الضرورية التي يقوم بها الشاب حيث ترى أن (البودكيير) من متطلبات النظافة لكل من الجنسين " أما بالنسبة لتنظيف البشرة فهو أمر طبيعي لا يثير الاستفزاز، ولكن هذا لا يعني أن ينافس الشاب الفتاة في استخدام كريمات الليل والنهار وعمل الصبغات وقضاء أوقات طويلة في العناية بالبشرة لأن ذلك يخرجه عن شخصيته كرجل". ومن جهته يقول رئيس قسم علم الاجتماع في جامعة الملك عبد العزيزالدكتور بكر باقادر" فيما يتعلق بهذه الظواهر السلبية إذا كانت عبارة عن موضات وتقليعات فهي هوجة وصرعات مصيرها إلى الزوال، وأنصح بألا نتوقف أمامها كثيرا لأن ذلك يؤصل جذورها ويزيد من تأثيرها"
ويضيف الدكتور باقادر" هناك عدة أمور يمارسها الشباب جزء منها تقليد، والشباب يستملحون كل ما هو داخل من الموضات رغبة في التفرد، ومع انخراط الآباء في حياتهم اليومية وانشغالهم عن أبنائهم يندفع الأبناء للقيام بهذه الأفعال من أجل لفت نظر الآباء، ومن هنا لابد من إعطاء الأبناء الاهتمام الكافي ومحاولة استدراجهم لفهم الذي ينقصهم. وهناك بعد آخر لا نسأل عادة عن أسبابه حيث قد يتجه الأبناء لاعتناق اعتقادات خارجة عن دينهم نتيجة لاستغلال بعض الناس ومنظمات منحرفة لهذه الأمور، ومن ثم زرعها في الشباب الذين يحتاجون إلى التوجيهات، فينبغي للأهل أن يعيدوا الثقة بينهم وبين أبنائهم، ويجب ألا نضيق على الشباب كثيرا لأن بعض الموضات والتقليعات غير دائمة، فعلينا أن نعلمهم أن الاعتدال مطلوب في النظافة والعناية بالجسم والشكل، وأن أي خروج على ذلك سيكون منافيا للفطرة والطبيعة.
http://www.alwatan.com.sa/daily/2004...y/socity05.htm
[/align]
