الأجزاء السابقة:
باقة زهر
متجر الزهور
هل عاد بدر
الماضي الجميل
[ALIGN=CENTER]الأحمر[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]و[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]الأصفر[/ALIGN]
الأصفر والأحمر
تستيقظ سوسن, ولم يكن حامد بجنبها, فقد ذهب إلى عمله. كان وقع الطرق على الباب قوياً, كانت أحدى الخادمات بالتأكيد, فقد سبق لسوسن وان طلبت من الخادمات ايقاظها في حال ظهر أي مستجد في موضوع باقة الزهور المشؤومة. تتذكر سوسن ذلك, فتنهض من سريرها بسرعة.
طلبت سوسن من الخادمة- والتي كانت سلوى- أنا تكف عن الطرق, ثم ذهبت إلى الحمام واغتسلت.
خرجت سوسن مسرعة من غرفتها ونزلت إلى الصالة الرئيسية, حيث وجدت سلوى.
"ماذا هناك يا سلوى؟" قالتها سوسن بحزم.
قالت سلوى:"سيدتي, لقد أحضر أحدهم هذه... يبدو أن الشخص عينه أرسل الباقة عن طريق متجر الزهور نفسه..."
توجهت سلوى إلى منضدة من المنضدات المتوزعة في محيط الصالة, وأحضرت بيدها باقة زهور حمراء.
كانت ملامح سوسن اكثر ما تدل على مزيج من المفاجأة والخوف.
أخذت سوسن الباقة من سلوى بيدين ترتعشان, ثم تفحصتها جيداً وأخذت تقلبها, حتى سقطت منها ورقة حمراء اللون أيضاً, فسارعت سلوى إلى التقاطها وسلمتها لسوسن.
"باقة ورود حمراء, كتلك التي تعشقينها"
ثم ذيلت البطاقة باسم رجل.
أخذت تضحك بهستيرية, تضحك ساخرة من نفسها, أما جل ضحكها فكان لتبدد مخاوفها. لا لم يكن بدر, كان حامد. طلبت سوسن من سلوى الانصراف ثم توجهت إلى أقرب هاتف حتى تتصل بزوجها حامد.
ترفع السماعة بنشوة, تضغط على رقم هاتف حامد.
تقول:"ألو.... حامد؟"
يرد بجفاف:"نعم... ما الأمر؟"
تصطنع الغضب وتقول:"ألا تكف عن مقالبك السخيفة هذه؟"
يضحك بصورة هستيرية, هو أيضاً كان يصطنع الجفاف, كأنه لم يعرف شيئاً. هي أيضاً لم تستطع الاحتمال وأخذت تضحك بهستيرية.
توقفت نوبة الضحك التي انتابتهم, فقال حامد:"حسناً..."
قاطعته سوسن:"أريد تبريراً لكل ما حصل!"
قال حامد بنبرة ماكرة:"بإمكانك أن تسألي أبا قاسم..."
قطبت سوسن جبينها, ثم أدركت أن كل ما قاله أبو قاسم لم يكن صحيحاً. ابتسمت وحدثت نفسها:"الحمدلله, لم يكن بدر..."
قالت سوسن:"حسناً, ما الغرض من كل ما فعلت؟"
قال حامد:"حتى لا تتذكري أن اليوم هو يوم ميلادك!"
صرخت سوسن صرخة مدوية من وقع المفاجأة, وهنا ضحك حامد ثم أضاف:"ستقام حفلة ميلادك الليلة. لا تخافي, لقد دبرت كل شيء, في ظرف نصف ساعة ستتواجد مصففات الشعر ومعدات المكيياج قريباً, كما اخترت لكِ فستاناً فحمي اللون من المتجر الذي تفضلينه ودار الأزياء التي تفضلينها..."
قالت سوسن والدموع التي صفاهما الفرح تنسابان كجدولين نقيين:"أوه حامد... إنك مليء بالمفاجآت... كم أحبك..."
رد حامد بنبرة خجولة:"وأنا كذلك..." ثم أضاف مستدركاً:"عليكِ أن تكوني في أفضل حلة, سيأتي عدداً كبيراً من وجهاء الدولة وأصحاب الشركات... كما دعيت صاحب شركة "ري-بلد" التي حدثتكِ عنها..."
تمنت سوسن لو يكف عن عمليته للحظة, وينسى عمله للحظة أخرى, ويدخرهما ليفكر بها فقط.
"على الأقل أراد أن يفاجأني أولاً وأخيراً, وهذا هو المهم في الموضوع" هكذا حدثت نفسها.
قالت سوسن:"لا أعرف كيف لي أن أرد على فعلتك المبهرة هذه..."
قال:"لا عليك, إني لا أريد منك شيئاً سوى أن تضلي بجانبي في السراء والضراء..."
استغربت سوسن من كلامه, فهو يوماً لم يجرأ على قول مثل هذا الكلام.
ثم أضاف وكأنه استدرك شيئاً:"لقد وضعت الفستان في خزانة ملابس السحرة بغرفة التبديل... عليّ القيام بجولة تفقدية الآن, إلى اللقاء..."
قالت بصوت منخفض:"إلى اللقاء..." ثم أغلقت السماعة.
ارتمست ابتسامة عابثة على وجهها, أخبرت الخادمة سلوى بقدوم معدات المكياج ومصصفات الشعر, ثم ذهبت إلى غرفتها.
***
بانتظار تعليقاتكم وانتقاداتكم,
لكم مني جزيل الشكر, وأزكى تحية,,,