تحيةبعطرالكــــــــاديللجميع
.
.
.
الشاعر د. عبدالرحمن صالح العشماوي شاعر عربي مسلم من المملكة العربية السعودية ..
* ولد في قرية عــراء في منطقة الباحة بجنوب المملكة عام 1956م
* تلقى دراسته الابتدائية هناك والمتوسطة والثانوية .
* إلتحق بكلية اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ليتخرج منها 1397هـ
* حصل على شهادة الماجستير عام 1403هـ
* حصل على شهادة الدكتوراة من قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي عام 1409هـ.
* تدرج العشماوي في وظائف التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حتى أصبح أستاذاً مساعداً للنقد الحديث في كلية اللغة العربية في الجامعة .
* عمل محاضراً في قسم البلاغة والنقد ومنهج الأدب الإسلامي حتى تقاعد قبل سنوات.
شاعرنا الدكتور عبدالرحمن العشماوي شاعر إسلامي بالدرجة الأولى كرّس معظم دواوينه وقصائده للشعر الإسلامي ولجراح الأمّة فأعاد إليه بريقه ورونقه في عصر الغناء والطرب فهو صاحب تلكم القصائد التي تدعو إلى بزوغ فجر جديد في هذه الأمة الميتة والتي تشحذ الهمم وتقوي القلب كما تدميه كلما كشف عن جراح الأمة وضعفها وهوانها فهو صاحب أسلوب حماسي لا يحتاج إلا إلى رجال يفهمون ما تعنيه أبيات هذه قصائده وهو في نفس الوقت يتكلم عن الأمل القادم وعن الإشراقة الجديدة للشمس التي يتمنى العشماوي أن تنير سماء الأمة الإسلامية من جديد..
عبدالرحمن العشماوي شاعر نشيط وكاتب متفتح الذهن على درجة عالية من الثقافة والدراية الاسلامية والنفسية والاجتماعية ناهيك عن ثقافته الإدبية في علوم الأدب تخصصه ومجال عمله .
ومن الجميل حقاً أن ترى شاعراً مسلماً يتفاعل بقوة مع أحوال أمته ومشكلاتها وبشكل دائم يدعو إلى الإعجاب فقد كتب العشماوي أشعاره ومقالاته في البوسنة والشيشان ولبنان وبالتأكيد في أطفال الحجارة وفي أحوال الأمة وفي الخير والشر وفي أهوال يوم القيامة وغير ذلك .
وهكذا هو العشماوي دائماً يسخر قلمــه وقصائده في خدمة الإسلام والمسلمين وفي شحذ الهمم والتذكير بعزة الإسلام وقوة المسلمين كما أن العشماوي كاتب نشيط وله مقالاته الدائمة في الصحف السعودية ..
كما أن للعشماوي مشاركات في الأمسيات الشعرية والندوات الأدبية ، وله حضوره الإعلامي من خلال برامجه الإذاعية والتلفازية مثل (من ذاكرة التاريخ الإسلامي ، قراءة من كتاب ، وآفاق تربوية) ، بالإضافة إلى دواوينه وقصائده ومقالاته التي تنشر بشكل دائم في الصحافة وعلى شبكة الإنترنت..
للشاعر دواوين كثيرة مثل : إلى أمتي - صراع مع النفس - بائعة الريحان - مأساة التاريخ - نقوش على واجهة القرن الخامس عشر - إلى حواء - عندما يعزف الرصاص - شموخ في زمن الانكسار - يا أمة الإسلام - مشاهد من يوم القيامة - ورقة من مذكرات مدمن تائب - من القدس إلى سراييفو - عندما تشرق الشمس - يا ساكنة القلب - حوار فوق شراع الزمن و قصائد إلى لبنان ..
كما أن الشاعر عبدالرحمن العشماوي أديب ومؤلف وله مجموعة من الكتب نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :
- كتاب الاتجاه الإسلامي في آثار على أحمد باكثير
- من ذاكرة التاريخ الإسلامي
- بلادنا والتميز
- إسلامية الأدب كما أنه له مجموعة من الدراسات مثل دراسة (إسلامية الأدب ، لماذا وكيف ؟)
والآن أترككم مع بعض القصائد المختارة لشاعرنا الكبير
[ALIGN=CENTER]عندما يعزف الرصاص[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]
[poet font="Simplified Arabic,4,crimson,normal,normal " bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,black" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
نسـبى و نطرد يا أبي و نباد=فإلى متى يتطاول الأوغاد
وإلى متى تدمي الجراح قلوبنا=وإلى متى تتقرح الأكباد
نـصحـوا على عزف الرصاص كأننا=زرع وغارات العدو حصاد
ونبيت يجلدنـا الشتاء بسوطه=جلدا فما يغشي العيون رقاد
يتسامر الأعداء في أوطاننا=ونصيبنا التشريد والإبعاد
وتفرخ الأمراض في أجسادنا=أواه مما تحمل الأجساد
كم من مريض مل منه فراشه=ما زاره آسٍ ولا عوّاد
نشرى كأنا في المحافل سلعة=ونباع كي يتمتع الأسياد
في نهر (جيحون) الحزين مراكب=غرقت ودنس صفوه الإلحاد
وعلى ضفاف النهر جثة زورق=يبكي على أشلائها الصياد
وأمامه دار على جدرانها=صور يجدد رسمها ويعاد
صور تلونها دماء أحبة=غرسوا أصول المكرمات وشادوا
رحلوا وللقرآن في أعماقهم=ألق أضاء نفوسهم فانقادوا
أنى اتجهنا يا أبي ظهرت لنا=إحن يحرك جمرها الحساد
أو ما ترى من فوق كل ثنية=صنما يزيد غروره العباد
نصحوا على أصوات ألف مبشر=عزفوا لنا أوهامهم فأجادوا
جاءوا وسيف الجوع يخلع غمده=فشدوا بألحان الغذاء وجادوا
أما دعاة المسلمين فهمهم=أن تكثر الأموال والأولاد
هم في الخوالف حين ينطق مدفع=وإذا تحدث درهم رواد
أرأيت أظلم يا أبي من صاحب=تختال في أعماقه الأحقاد
يسعى ليبني بالخداع حياته=أرأيت صرحا في الهواء يشاد
أين الأحبة يا أبي أو ما دروا=أنـَّا إلى ساح الفناء نقاد ؟
أو ما دروا كم دمية في أرضنا=تعلو وكم يزري بنا استعباد؟
أو ما لنا في المسلمين أحبة=فيهم من العوز المميت سداد؟
ما بال إخواننا استكانوا يا أبي=لا شامنا انتفضت ولا بغداد؟
قالوا الحياد وتلك أكبر كذبة=فحيادهم ألا يكون حياد
هذي بساتين الجنان تزينت=للخاطبين فأين من يرتاد؟
يا ويحنا ماذا أصاب رجالنا=أو مالنا سعد ولا مقداد؟
نامت ليالي الغافلين وليلنا=أرق يذيب قلوبناوسهاد
سلت سيوف المعتديـن وعربدت=وسيوفنا ضاقت بها الأغماد
هذا هو الأقصى يلوك جراحه=والمسلمون جموعهم آحاد
دمع اليتامى فـيه شاهد ذلة=وسواد أعينهن فيه حداد
أواه يا أبتي على أمجادنا=يخـتال فوق رفاتها الجلاد
خمسون عاما أتخمت سنواتها=ذلا فكل زمانها إخلاد
ها نحن يا أبتي يسير وراءنا=ليل له فوق السواد سواد
ها نحن يا أبتي نبيت هنا=ولا طـنب لخيمتنا ولا أوتاد
أهو القنوط يهد ركن عزيمتي=وبه ظلام مخاوفي يزداد
أهو القنوط فأين إيماني بمن=خلق الوجود وما له أنداد
يا أمة ما زال يكتب نثرها=طه ويروي شعرها حماد
ويرتب الحلاج دفتر فكرها=ويقيم مأتم عرسها حداد
ترعى حماها كل سائبة وفي=تمزيقها تتجمع الأضداد
تصغي لأغنية الهوى فنهارها=نوم ثقيل والمساء سفاد
أجدادنا كتبوا مآثر عزها=فمحا مآثر عزها الأحفاد
يا ليل أمتنا الطويل متى نرى=فجرا تغرد فوقه الأمجاد
ومتى نرى بوابة مفتوحة=للحق تقصـر عندها الآماد
أنا يا أبي طفل و لكن همتي=فجر به يحلو لي استشهاد
لا تخش يا أبتي علي فربما=قامت على عزم الصغير بلاد
ولربما مات القوي بسيفه=وقضى على مال الغني كساد
في سيف عنترة الفوارس قوة=ما كان يعرف سرها شداد
قل لي بربك يا أبي هل ننزوي=خوفا فليس للعدو قياد
دعنا نسافر في دروب آبائنا=ولنا من الهمم العظيمة زاد
ميعادنا النصرالمبين فإن يكن=موت فعند إلهناالميعاد
دعنا نمت حتى ننال شهادة=فالموت فـي درب الهدى ميلاد
[/poet][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]وقـفـة على أعـتـاب مستوطـنـة يهوديـة
يا أبي
هذي روابينا تغشَّاها سكونُ الموتِ ..
أدماها الضجرْ ..
هذه قريتنا تشكو ..
وهذا غصن أحلامي انكسرْ ..
يا أبي ..
وجهك معروق ..
وهذا دمع عينيك انهمرْ ..
هذه قريتنا كاسفة الخدينِ ..
صفراء الشجرْ ..
ما الذي يجري هنا يا أبتي ..
هل نفضَ الموتَ التتَرْ ؟!
يا أبي ..
هذا هو الفجر تدلَّى فوقنا من جانب الأُفُقْ ..
وفي طلعته لون الأسى ..
هاهو المركب في شاطئنا الغالي رَسَى ..
غيرَ أنا ما سمعنا يا أبي ..
صوتَ الأذانْ ..
عجبًا ..
صوتُ الأذانْ ؟؟
منذ أنْ صاحبني الوعيُ بما يحدث في هذا المكانْ ..
منذ أنْ أصغيتُ للجدَّةِ ..
تروي من حكاياتِ الزمانْ :
( كان في الماضي وكان )
منذ أن أدركتُ معنى ما يُقالْ ..
وأنا أسمع تكبيرَ أذان الفجرِ ..
ينساب على هذي التِّلالْ ..
فلماذا سكت اليومَ ..
فلم أسمعْ سوى رَجْعِ السؤالْ ؟؟!
يا أبي ..
هذا هو الفجر ترامى في الأُفُقْ ..
هذه الشمس تمادت في عروق الكونِ ..
ساحت في الطرقْ ..
فلماذا يا أبي لم نسمع اليومَ الأذانْ ؟!
ولماذا اشتدت الوحشة في هذا المكانْ ؟؟
يا أبي ..
كنا على التكبير نستقبل أفواج الصَّباحْ ..
وعلى التكبير نستقبل أفواج المساءْ ..
وعلى التكبير نغدو ونروحُ ..
وبه تنتعش الأنفس تلتأم الجروحُ ..
وبه عطر أمانينا يفوحُ ..
فلماذا يا أبي لم نسمع اليوم الأذانْ ؟!
ولماذا اشتدت الوحشة في هذا المكان ؟!
يا بُنَيَّ اسكتْ فقد أحرقني هذا السُّؤالْ ..
أنت لم تسألْ ولكنّك أطلقت النِّبال ..
أوَ تدري لِم لمْ نسمع هنا صوت الأذانْ ؟!
ولماذا اشتدت الوحشة في هذا المكانْ ؟!
هذه القرية ما عادتْ لنا ..
هذه القرية كانت آمنهْ ..
هي بالأمس لنا ..
وهي اليوم لهم مستوطنَهْ [/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]مشاهد من يوم القيامة[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]
[poet font="Simplified Arabic,4,crimson,normal,normal " bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
وقفت جميع مشاعري تتأمل=وفمي عن النطق المبين معطل
ما كنت في حلم ولا في يقظة=بل كنت بين يديهما أتململ
أرنو إلى الأفق البعيد فماأرى=إلا دخانا تائهـا يتجول
وحشود أسئلة تجر ذيولها=نحوي وباب الذهن عنها مقفل
أحسست أن إرادتي مسلوبة=وشعرت أن مخاوفـي تترهل
وشعرت أني في القيامة واقف=والناس في ساحاتها قد هرولوا
يسعون كالموج العنيف عيونهم=مشدوهـة وعقولهـم لا تعقـل
والكون من حولي ضجيج مرعب=والأرض من حولي امتداد مذهل
قد أخرجت أثقالها وتأهبـت=للحشر وانكسر الرتاج المقفـل
والناس أمثال الفراش تقاطروا=من كل صوب هاهنا وتكتلـوا
كل الجبال تحولت من حولهم=عهنا وكل الشامخـات تزلـزل
وجميع من حولي بما في نفسهم=لاه فلا معـط ولا متفضــل
كل الخلائق في صعيد واحـد=جمعت فسبحـان الذي لايغفـل
وأقيم ميزان العدالـة بينهـم=هـذا بـه يعلـو وذلك يـنزل
وتجمعت كل البهائم بعضهـا=يقتص من بعض وربـك أعـدل
حتى إذا فرغ الحساب وأنصفت=من بعضها نزل القضاء الأمثـل
كوني ترابا يا بهائم..عندهـا=صاح الطغاة وبالأماني جلجلـوا
يا ليتنا كنـا ترابـا مثلهــا=يا ليتنا عـن أصلنـا نتحـول
هيهات لا تجدي الندامة بعدما=نصب الصراط لكم وقام الفيصل
ومضيت أقرأ في الوجوه حكاية=إجمالهـا عنـد الذكي مفصـل
ورأيت مالا كنت أحلم أن أرى=حولي وقد كشف الستار المسدل
هذا هو النمرود يندب حظـه=والدمع مـن هول المصيبة يهطل
وهناك فرعون المألـه نفسـه=يسعى بغـير بصيرة ويولول
وهناك كسرى تـاه عند إيوانه=مترنـح فـي سـيره متملمـل
وهناك قيصر نفسـه مكسورة=وبقـلبـه ممـا يعانـي مرجـل
وهنا ابو جهل يراجع نفسـه=عينـاه توحـي أنـه يتـوسـل
يارب أرجعنا لنعمـل صالحـا=غير الذي كنـا نقـول ونعمـل
هيهات قد طوي الكتاب ألم يكن=فيكـم نـبي بالهدايـة مرسـل
سبحان ربك هؤلاء جميعهـم=كانـت لهـم دار هنـاك تبجـل
لكنهم كفروا بمن أعطاهــم=ملكـا وعاثوا في البـلاد وقتلـوا
ورموا بشرع الله خلف ظهورهم=عزلوه عن حكم الزمان وعطلـوا
جمع الطغاة هنا وقد هانوا علـى=ربـي وعـد المؤمـن المتبتـل
وقفوا وآلاف الضحايا حولهـم=فاليوم ينظر في الأمور ويبطل
واليوم يسعـد مؤمـن بيقينـه=واليوم يشقى الفاسق المتحلل
واليوم يمتد الصراط فمسـرع=نحو النعيم وزاحف متمهل
ومحمل بالذنب زلـت رجلـه=فهوى ونار جهنم تستقبل
فأجلت طرفي ساعة فرأيت من=أمر القيامة مايروع ويذهل
هذا أب يسعى إلـيه وحيـده=وبمقلته ترقب وتـوسل
أبتاه أرهقني المسـير وحاجـتي=شيء يسير لايمض ويثقل
شيء من الحسنات ينقذني وقـد=خفت موازيني وفيك أؤمل
أنت الذي عودتني فيما مضـى=بذلا ومثلك في المصائب يبذل
وإزور وجه أبيه عنه مـرددا=نفسي أحق بما تقول وأمثـل
ومضى كسيف البال يسأل نفسه=ماذا جرى لأبي .. أهذا يعقل ؟
وبدت له بين الجموع حليلة=كانت تفضله وكـان يفضـل
وغدا يناديها رويدك زوجتي=فأنا الحبيب وليس مثلك يجهل
ريحانتي أنسيت أيام الصبا=أيام كنا من هوانـا ننهـل ؟
أنا من وهبتك في فؤادي منزل=ماكان فيه لغير حبك منزل
شيء من الحسنات ينقذني وقد=خفت موازيني وفيك أؤمـل
قالت له والهـم يشعـل قلبهـا=لهبا وفي أحشائهـا يتغلغـل
عذرا فـأنت رفيق عمري إنمـا=نفسي أحق بما تقول وأمثـل
ومضى كسيف البال حتى لاح في=وسط الزحام خيال من لايبخل
أم رؤوم راح يركـض نحوهـا=جذلا وهل بعد الأمومة موئل ؟
حملته في أحشائهـا وتحملـت=من أجل راحته الذي لايحمـل
أمـاه ياأمـاه مـدي لي يـدا=فلكم بذلت إذا أتيتك أسـأل
شيء من الحسنات ينقذني وقد=خفت موازيني وفيـك أؤمـل
قالت له والدمع يغلب صـبرها=نفسي أحق بما تقـول وأمثـل
ونقلت طرفي لحظة فرأيت مـا=لاتستريح له النفـوس وتقبـل
بشر كأنهم الحوامل قد مشـوا=مشيا ثقيـلا والمصيـبة أثقـل
من هؤلاء ؟ فقال من يدري بهم :=أهل الربا بئس المقام المخجـل
أكلوا الربا جهرا ولم يتورعـوا=عن أكله ومشوا إليه وأرملـوا
ماصدهم عن أكلـه بطلانـه=وكذاك باطل كـل قـوم يبطـل
وأخذت ناحية أفكـر بالـذي=يجري وأرسل ناظـري وأنقـل
ماذا أرى رجل يحيـط برأسـه=طوق وفي رجليه قيـد محجـل
من ذلك الرجل التعيس ؟ فقال لي=من عنده خـبر يقـين ينقـل
هذا الذي خان العهود وعاش في=دنياه يغتصب الحقوق ويأكـل
يسطوا على مال الضعيف وأرضه=واليوم يجـني ماثـراه ويحمـل
الشبر في الدنيـا يقابلـه هنا=سبع من الأرضين بئس المحمـل
ورأيت قومـا يدعسون كأنـهم=نمل وقد ذاقـوا الهوان وجللـوا
من هؤلاء البائسـون أراهـم=هانوا ومن كتب الكرامة أعقلوا
فأجابني : هم كل مختـال لـه=فيما مضى كـبر عليـه يعـول
وذهلت عنهم حين أبصر ناظري=رجل يساق الى الجحيم ويعتــل
ووراءه امرأة يحيـط بجيدهـا=حبل يلف مـن الجحيـم ويفتـل
من ذلك الرجل الشقي وهذه=تجـري علـى أعقابـه وتولـول
هذا أبو لهب وزوجتـه الـتي=كانت تجول على النـبي وتجهـل
وأخذت ناحية فـلاح لناظـري=روض وأزهـار ونـور مقبـل
غرف بطائنهـا الحريـر وتربها=مسك بماء المكرمـات مبلـل
ونساؤهـا حور فوجه مشـرق=كالشمس ساطعة وطرف أكحل
أنهارهـا عسـل وخمـر لـذة=للشاربـين وشربهـا لايثمـل
وبناؤها من فضـة من فوقهـا=ذهب وعند الله ماهو افضـل
أقـل من فيهـا نصيبا حظـه=أضعاف دنيانا وربـك يجـزل
رأيت فيها الساكنين ربوعهـا=نحو الجنان وفي المنازل أنزلـوا
على الأرائك يجلسون حديثهم=مستبشرين بما رأوه وحصلـوا
يتذكرون حوادث الدنيا الـتي=صمدوا لها وعلى الإله توكلـوا
طوبى لكم هذي منازلكم فمـا=خابـت مساعي من يجد ويعمل
أجلت طرفي في الوجوه فـلاح لي=وجه بدا وكأنما هـو مشعـل
وجه الرسول يشع نورا صادقـا=قد جاء في حلل السعادة يغفل
ورأيت أصحاب الرسول وقد مضوا=نحو الجنان وفي المنازل أنزلـوا
ورأيت مؤمن آل فرعون الـذي= نبذوا .. وصفحة وجهه تتهلل
والكوثر الرقراق لاتسـأل فمـا=مثلي يجيب وليس مثلي يُسأل
نهر كأن الـدر يجـري بينـه=أو أنه النور الذي يتسلسـل
سبحـان ربك هاهنا حصل الذي=ماكان لولا فضل ربك يحصل
ورفعت طرفي لحظة فرأيت مـن=لاشيء يشبهـه وليس يمثـل
نور تجلـى للخـلائـق كلهـا=فتواضعـوا لجلالـه وتذللوا
وقعوا سجودا يلهجون بذكـره=والكون بالصمت المهيب مكلل
سجدوا وأما المبطلون فحاولـوا=أن يسجدوا لكنهم لم يفعلـوا
وصحوت من حلمي ونفسي بالذي=شاهدت مؤمنة وعيني تهمـل
وشعرت أن مظاهر الدنيا الـتي=لهوى ..مظاهر نشوة لا تكمـل
وعلمت ان الله يمهـل عبــده=عطفـا عليـه وأنـه لا يهمـل
وهنا وقفت وفي فؤادي دوحـة=تحنـو علي غصونهـا وتظلـل
هي روضة الإيمان يجري نهرها=عذبـا ويشدوا في رباها البلبل
[/poet][/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]حوار مع التاريخ[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]
[poet font="Simplified Arabic,4,crimson,normal,normal " bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
أَفقِْ أَيُّها التّاريخُ ، نَبِّهْ رِجالَنَا=فَيارُبَّ مَرْموقٍ لهُ أَلْفُ هَفْوَةِ
َأِفْق أَيُّها التاريخُ ، أَدْرِكْ حَقيقَتي=فَعَنْ نَهْجَ ديني لن تَضِلَّ مَسيرَتي
أَفِق ، و انتَظِر من أُمَّتي وَثَباتِها=فَلَن تَقِفَ الأعْداءُ في وَجْهِ وَثْبَتي
فَلي من كِتابِ اللهِ أَعظمُ رائد=ومِنْ سُنَّةِ العَدْنانِ أَعْظَمُ قُدْوَةِ
أَفِقْ فالفُؤادُ الحُّرِ لا يَعْرِفُ الخَنا=ولن تَصْلُحَ الأَيامٌ إلا بِسُنَّتي
سَفَحَتْ دَمَ الأَحْقادِ دُونَ شَريعَتي=وأَعْدَدْتُ للأَيامِ كامِلَ عُدَّتي
وكَيْفَ يَنالُ اليَأْسُ قَلْبًا مُوَحِّدًا=إلى اللهِ يَرْنو مُؤْمِنًا كُل لَحْظَةِ
أُخوتًنا في اللهِ ، مَهْما تَباعَدَتْ=مَسافاتُ أَوْطاني مِثالُ الأُخُوَّةِ
عَليها بَنى أَسلافُنا صَرْحَ مَجْدِنا=فَكَيْفَ هَدَمْنا صَرْحَنا بالتَّعَنُّتِ
وقُلْ لَلعِدى مَهْمَا يَجُورُنَ إننَا=حَمَلْنا إلى الدُّنْيا مَعالِمَ نَهْضَةِ
وَإِنّا سَنَمْضي في الطَّريقِ الذي مَضى=على نَهْجِهِ أَسْلافُنَا سَيْرَ حِكْمَةِ
وَإِنْ تَكُ أَوْطاني تَشَتَتَ جَمْعُها=فَعَمّا قَريب سَوْفَ تَمْضي بِهِمَّةِ
أَيا أُمَّةَ الإِسْلامِ لا زِلْتُ صامِدًا=ولا زُلْتُ رَغْمَ الصَّدِّ والهَجْرِ أُمَّتِي
لَكَ اللهُ مازالَ الزَّمانُ مُغَرِّدًا=َعلى قِمَّةِ الإِسْلامِ أَعْظَمُ قِمَّةِ
ُخذُوا كُلَّ ما تَبْغونَ إِلا كَرامَتي=فَمَوْتي لَذيذٌ في سَبيلِ عَقيدَتي
بَني أُمَّتِي ، إِنّ الحَياةَ رَخيصَة=إِذا لَمْ نَقُمْ فيها بإِحْياءِ شِرْعَةِ
أَفِيقُوا ، فَما للذِّئْبِ يا قَوْمُ ذِمَّة=وأَكْبَرُ عارٍ أَنْ أُضَيِّعَ ذِمَّتي
[/poet][/ALIGN]
ولكم خالص الحب والتحيّة،،،،،