الحمد لله رب العالمين ,
والصلاة والسلام على سيد المرسلين ,
وعلى آله وصحبه أجمعين
أحبتي ..
أرسل لي أحد الأحبة مقالة رائعة لأخينا ابن رواحة وفقه الله ..
ولما فيها من فائدة وحكمة ..
أردت أن أشارككم بها ..
فهي والله من أعظم المقالات التي تهم جميع من يدخل الإنترنت ..
وإني لأرجوا من الله .. أن يـعمل بها كل من يقرأها .. وأن ينفع بها كاتبها
وقارئها .. وبالرغم بأن الكاتب كان مقصراً في التفصيل ببعض الجوانب
إلا أن مقالته بشكل عام .. ممتازة ..
وإن كان بالإمكان من الأحبة أن يضيفوا شيئاً يثري الموضوع
وينفع القراء , فالموضوع لكم ....
وإلى المقالة:
[line]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد ..
* تمهيد :
بدأت الإنترنت تقريبا منذ عام 1415هجرية أي منذ زمن ليس بالقصير وكنت من أوآئل من عاصر دخول هذه التقنية في المملكة, كانت عن طريق مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض أولا ثم تم إدخالها تباعا لعموم المجتمع عبر الزمن إلى ان وصلنا ما وصلنا إليه الآن، الشاهد من هذا، أحببت أن أبعث رسالة لإخواني الأحبة في عموم المنتديات ومنتدى (أنا المسلم) على وجه الخصوص، ومقامي هذا مقام مُذكر وليس بناصح، أسأل الله أن يوفقني وإياكم لما فيه صلاح القول والعمل، كما أرجو من الله أن أكون ضيفا خفيفا على قلوبكم وعيونكم! , ففي الجعبة الكثير، وكما يقول المثل العامي (ياحيى الله من زار وخفف) لكن معذرة قد أطيل هذه المرة !
* تنبيه :
رسالتي هذه ليست موجهة لفئة عن فئة، ولاشريحة عن شريحة، بل هي عامة لجميع الأحبة والأخوات حتى لمن أختلف معهم في كثير أو قليل فهم يبقون إخوة وأخوات همنا هذا الدين وإن أختلفت نظرتنا ووسائلنا لخدمة هذا الدين، كذلك عند ذكري لخطأ لايستدعي ذلك تجنبي له بل قد تجدني أنهى عنه هنا وأرتكبه هناك، وآمر به هنا ولا أفعله هناك، فالباب باب تناصح وتذكير، والكمال لله سبحانه وتعالى ..
* رسالة :
1- من أنت وأين تكتب ؟
انت -نحسبك والله حسيبك- من الأخيار الصالحين، من أهل الإستقامة، أو ممن يحبهم وليس بمنهم ولا يوجد من لايحب أهل الخير إلا من في قلبه مرض وهم معروفون كما أنهم ليس مجالنا هنا بل أنت، أقول فأنت -إن شاء الله- من الأخيار همك هذا الدين بجميع جوانبه، فرسالتك سامية وموقعك حساس لا تنسى أن تضع ذلك نصب عينيك، فالجميع ينظر إليك على أنك ذلك الملاك -وإن شاب ماشاب هذه الصورة مؤخرا نتيجة لأفعال فردية أو نتيجة لتشوية مُشوه- لكن تبقى تلك النظرة فلا تشوهها بخطة قلم أو لحظة غضب أو قرار لحظي أو خلاف شخصي, سرعان ما تندم على ذلك، كما أن الشر يعم هنا فأنت لاتشوه صورتك فقط هنا بل عموم ممن يُحسبون من أهل الخير والصلاح، فإتق الله في نفسك وإخوانك فموقعك جلل، وليست المسألة موضوع او رد في مُنتدى وإنتهى الأمر لا وربي فأنت مُحاسب على كل كلمة تكتبها ..
أما أين تكتب فأنت تكتب في صفوة المنتديات بل في صفوة الإنترنت، تكتب في منتدى إسلامي (إسلامي)، ليس في مُنتدى للفسق والمجون، فالمكان له قيمته وله إحترامه، لاتنسى هذين الأمرين أخي الكريم واجعلهما نصب عينيك ..
2- ماهدفك ؟
أحسب الجميع -والله حسيبهم- هدفهم خدمة هذا الدين وإعلآء كلمته، فهل أخلصت النية ؟ هل كتبت رغبة في الأجر ؟ أم لمجرد ثناء وإطرآء ؟ أم كتبت فقط (فضفضة) كتابة لمجرد الكتابة ؟
3- ماذا تكتب ؟
هل تكتب (مشي حالك) ماأاتى على لسانك نثرته على المنتدى فلم تستفد ولم تُفد، بل مجموعة كلمات متناثرة هنا وهناك، لا يخرج منها القاريء بشيء بل أضعت الوقت هذا إن لم تكسب إثما عليه، أم تكتب عصارة أفكارك فتمحص موضوعك تمحيصا فتجعله مترابطا، سلسلا، غير كثير مُمل ولا قليل مُخل، خاليا من الأخطاء النحوية، يُعالج موضوعا جللا يأتي على جميع جوانبه فلا يأتي على شاردة أو واردة إلا أتى بها، وإن كان امر ليس بالهين لكن يبقى ان تُحاول وتبذل قصارى جهدك ولايُكلف الله نفسا إلا وسعها ..
4- ماهي شخصيتك ؟
في رأيي أن يكون للكاتب شخصية، تستطيع أن تعرف الكاتب من دون ذكر إسمه، فتجد مصطلحاته، كلماته، طريقة كتابته، طبيعته في معالجة للأمور متناثرة هنا وهناك تلمس فيها شخصية الكاتب، الأمر ليس بالصعب مع مرور الوقت الكاتب يستطيع ان يكتسب شخصية كتابية يُعرف من خلالها ومن خلال نمطية تفكير الكاتب تعرف هل تمد قدميك أم تكفها، بل بعضهم تستطيع ان تمد كلتا قدميك !
5- سد الثغور :
أ- نحن أمة الإسلام، أمة كلن على ثغر، فهل سددت ثغراً ؟
هل دعوت إلى الله ، هل أمرت بمعروف ونهيت عن مُنكر، هل ساعدت سائل، هل رددت على طائفة منحرفة، وهل وهل ثغور كثيرة بحاجة إلى من يسدها فأنظر إلى نفسك أين أنت من هذا كله ؟
ب- الشمولية :
أمتنا ولله الحمد ُأمة شمولية بطبعها، فكما نحن بحاجة لمن يسد الثغور نحن بحاجة لمن يأتي عليها، فليس الأمر إن ذهب مجموعة لطلب العلم نذهب كلنا، أو من ذهب من يُجاهد في سبيل الله نُجاهد كلنا، أو من ذهب لدعوة نذهب كلنا، بل كلن على ثغر فهذا يطلب العلم وهذا يُجاهد وهذا يرد على الطوائف المُنحرفة، كما ان من يطلب العلم لايتقوقع في هذا المجال بل يجب أن يكون بنفسه شموليا وإن كان لايُجيد غير مجاله لايُكلف الله نفسا إلا وسعها لكن يستطيع أن يتعلم مجالا غير المجال الذي يجيده فيكون المُجاهد العالم الداعي !
6- من تُخاطب ؟
بعض الُكتاب -وفقنا الله وإياهم- قد حملوا الإخوة مالا يحتملون، فتجده قد وضع مسائل جلل وأمور عظام أو مسائل دقيقة لا يُفتي فيها إلا العلماء بل بعد دراسة وتمحيص، فتجده بكل بساطة قد وضع هذا الموضوع للعامة والرائح والغادي بل تجده هو أصلا لم يفهمه ويُريد ان يُناظر ويصول ويجول، خاطبوا الناس بما يعقلون، نعم منتدى إسلامي نعم مستقيمون لكن هذا لايقتضي أن أكون عالماً أو طالب علم، غالبية الاخوة ياتون هنا للتحاور بما يفيدهم وبما يقدرون عليه وكل لما ُهيْ له فلا تكلفوا إخوانكم/ اخواتكم بما لايحتملونه فكل امر له أهله، هناك ما هو مُخصص للمسائل العظام، ثم ليس كل ما يُعلم يُقال تذكر هذا يا أخي/ أختي وإجعله نصب عينيك وفي رأيي الشخصي أن مثل هذه الامور تُحال إلى العلماء مهما كان وضع المنتدى أو من فيه، يجمعنا الكثير لكن نبقى مجاهيل خلف حواسبنا الآلية ..
7- خواطر :
أ- إبتعد عن الخوض في أعراض العلماء، فلحوم العلماء مسمومة، هم حماة هذا الدين بعد الله، فإن سقطوا سقطنا معهم وهي خطة اعدائنا بجميع طوائفهم، فإتق الله فيهم فإن إختلفت معهم في مسألة لاتنس إتفاقك في معهم في باقي المسائل، كما لا يخفى للعلماء نظرة قد تخفى عليك فما يسؤك الآن قد يسرك لاحقا، فلاتُنصب نفسك حكما عليهم، فمهما بلغت لن تصل إلى ماوصلوا إليه -معذرة إن كان في لهجتي حدة- فرأيت ان هذا الأمر تفشى حتى في من يُحسبون من الأخيار ولست بهذا أقصد الطائفة المعروفة، فرأيت لزاما علي التذكير بهذا وهو ليس بخاف عليكم، فإن اختلفت مع عالم إسأله وتبين منه وإعرف وجهة نظرة وكن عونا لأخيك ولاتُعن عليه، وأقصد بهذا العلماء الربانيين وليس ممن مواقفهم معروفة، ثم إن اختلفت مع أحد منهم فليكن بعلم وأدب ولين جانب
ب- لنتعلم كيف نختلف مع العلماء، هل بلغت مبلغ علمهم ؟ هل يسندك دليل ؟ هل خالف الجماعة ؟ هل حاورته ؟ وهل وهل أسئلة كثيرة إطرحها على نفسك قبل أن ترقى هذا الأمر، وأحذر من دعاوى الشيطان، واحذر من دعاوى الحق المراد بها باطل كالتي نراها تتردد كثيرا في المنتديات مثل لارهبانية في الإسلام، أو الرجال ُتعرف بالحق لا الحق يُعرف بالرجال، فهذه وإن كانت دعاوى حق لكن قد يُراد بها باطل
ج- نفسيتك :
ماهي حالتك النفسية عند طرحك لرد أو لموضوع ؟ النفسية أمر مهم جداً عند الكتابة فهيء نفسك، فإن كنت غاضبا لا ترد ولاتطرح موضوعا وأستعذ بالله من الشيطان الرجيم بل ودع المنتدى وعد عندما تجد نفسك مُهيأً لذلك، فما ستخطه يداك في لحظة غضب قد يدمر مابنيته في زمن طويل، ناهيك عن أن تكسب عدو أو تفقد صديق،فيقل قدرك وتنقص قيمتك، وهذا ليس هذا خاصا بالغضب فقط بل عاما لمن هو لم يكن مهيأً نفسيا
د- كيف نختلف :
قيل أن الخلاف لايُفسد للود قضية، وهذا حقيقة، فمابالك إن كان يجمعنا دين واحد وهم واحد وغاية واحدة، أليس ذلك حقيق بأن يُبقي على أواصر الأخوة والود ؟ فإن إختلفت مع أخيك في أمر ما لاتنسى إتفاقك معه في باقي الأمر، فتعلم الأخذ والعطاء، فلاتكن لينا فتُعصى ولاقاسيا فتُكسر، ولاتُهول الأمور وتعطها أكبر من حجمها (تجعل من الحبة قبة) ! بل كن بقدر وما يُناسب الأمر
ه- التثبت (كيَسٌ فطِن وليس كيس قطن !)
نحن هنا -وهذا لايخفاكم- في هذه الشبكة لا يعرف بعضنا البعض -في الغالب- إلا من خلال هذه الشبكة، وموقعنا موقع جلل فنحن هنا في منتدى إسلامي وليس منتدى للفسق والمجون، فالتثبت امر مهم لأنه أمر دين، فالأمر ليس (منقول) أو (حدثني به الثقة عن الثقة) فمن أنت ومن المنقول عنه ومن الثقة عن الثقة ؟ يا إخوان التثبت أمر عظيم، فمنقول ليس بكاف والثقة عن الثقة ليس بسند، كما أن ليس كل مصدر حتى وإن كان معروفا يُعتبر مصدرا كبعض الصحف والمواقع وغيرها، هذا من جهة الناقل، أما من جهة المتلقي (فلاتطير بالعجة!) كما يقولون ماكذب خبر، فما أن وجد هذا النقل حتى صب جام غضبه فيُرعد ويُزبد سرعان مايتبدد هذا عندما يكتشف زيف النقل والناقل، ثم نحن هنا في شبكة مفتوحة للرائح والغادي فهناك المدسوس وهناك من له مآرب مما لايخفى عليكم فتنبهوا بارك الله فيكم وكونا حذرين
و- الردود :
ماذكرت سابقاً حاول أن تكون مُهيأً نفسيا قبل أن ترد، فإن يسر الله ذلك فالحمدلله توكل على الله، أخلص النية في ردك وإبتغي به وجه الله، لاترد على الموضوع بنية مُسبقة عن الكاتب فترد عليه كونه إختلف معك في نقطة، أو كونه لم يعجبك موضوع له في الماضي، طهر قلبك، لاتحقد، لاتغضب، رُد بما ويتناسب مع الموضوع، إنتق كلماتك وعباراتك لاتكون فضاً، إكسب الناس
8- على الهامش :
أ- لاتُكثر من المنقول، حاول ان تكتب بنفسك طور مهاراتك
ب- لاتُكثر من المواضيع، فيزهد بالكثرة القُرآء، كما تُغضب غيرك ممن قد بذل وقتا وجهدا في كتابة موضوع وإذا بمواضيعك أو منقولاتك قد قذفت به إلى آخر الصفحات !
ج- نسق كتاباتك، فلا تجعلها (كالعجينة) يصعب على القاريء قرآءته، إجعلها سهلة ميسرة (تفتح النفس!)
د- لاتُطل في موضوعك لحد الإملال وإن كان الأمر يقتضي ذلك فبإمكانك إنزال الموضوع على دفعات
ه- لاتُكثر من (القص واللصق!) نجد بعض الإخوة -وفقنا الله وإياهم- قد قص ولصق لك بحجم كتاب بل ودفعة واحدة !
و- لاتنس كاتب الموضوع من الدعاء أو من كلمة طيبة فهو من التعاون على البر والتقوى، كما ان بعض المواضيع قد تستدعي المناقشة او المداخلة النافعة فلا تكتفي بجزاك الله خيرا وبارك الله فيك
ز- إبتعد عن الجدال العقيم فهذا وجدته من اعظم الآفات في المنتديات، إذا وجدت موضوعا لايعجبك لاتدخل ولاترد عليه إلا في حال يقتضي بيان الحق ورد الباطل، كما يمكنك تلافي ذلك في مواضيعك بعدم الرد على من يحاول التشويش عليك أو النيل من موضوعك وهذا أمر يعود إليك ولكني وجدتها طريقة جيدة لتلافي الجدل العقيم وضياع الأوقات وإكتساب الأحقاد والضغائن
ح - لاتكن كالذباب، فلا تبحث إلا عن الأخطاء ومواقع الزلل، فتترك الخير كله وتجد خطأ هنا أو هناك فتُنظر في هذا الخطأ ولا أقصد بهذا الخطأ المُخل الناقض لعرى الدين بل هو اليسير المقبول والبعض -هدانا الله وإياهم- يترك الموضوع كله ويلبس ثوب النحوي فيُنقب عن أخطائك الإملائية والنحوية وقد تجده إرتكب خطأً في رده عليك !
ط-- لا تنصب نفسك حكماً على الناس، فهذا كذا وذاك كذا وهذا في جنة وذاك في نار، أنظر لنفسك وتعلم وأعمل فستعرف المُخطيء من المُصيب
ي- لاتكن مرحلياً كن شاملا لجميع الجوانب فإن ولى الناس قبلة لاتولها قد تستدعي بعض الأحداث المراجعة والتقرير لكن لاينبغي ان ينصب الإهتمام كله على هذه المرحلة، كن عالميا في رسالتك !
ك- لاتُكثر من نقل الاخبار والرؤى والأحلام نحن أمة عمل، نعم نُصدق لكن هذا لايستدعي ان نقعد مكتوفي الأيدي ننتظر
ل- لاتنس أن تحترم وتُقدر جهود من تولوا مُهمة الإشراف (علشان دهن السير!) أقول لا تنسوا ذلك يا اخوة فهم -والله- بحاجة لمن يعينهم وهم على ثغر فقد بذلوا أوقاتهم لخدمة الإسلام والمسلمين، فأنت تكتب وتذهب وهم باقون يفحصون ويمحصون لانهم مسؤلون أمام الله في مهمتهم، فكونوا عونا لهم
م- تذكر أن تبدأ موضوعك بالبسملة والسلام
* هذا ما تسنى لي كتابته، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
إبن رواحة،
(قايلة!) الأحد الثاني من غرة رجب 1426 للهجرة الموافق للسابع من شهر أغسطس لعام 2005.
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة BackShadow
