أول سطر من هذا الكتاب يسرقك فلا تجد نفسك إلا في آخر سطر منه ، من إسلوبه الممتع والمرتبط بعضه ببعض والشيق والمبني على حقائق تكون فيه البعض قوية ولا تكاد تصدق غيرها، إنه كتاب (الخديعة المرعبة) أو (الخديعة الرهيبة) هذا الكتاب الذي أحدث ضجة عالمية ، حيث أن المؤلف تيري ميسان أراد إثبات ثلاثة أشياء في هذا الكتب فقط هي : 1- أنه لم تصطدم أي طائرة مبنى البنتاغون ( كماهو عنوان الغلاف) . 2- أن هجمات برج التجارة والطائرة الرابعة التي سقطت في مدينة أخرى ماهي إلا هجوم أمريكي داخلي لا علاقة خارجية فيه ، أو بعبارة أخرى حبكة مخترعة . 3- أن ابن لادن عميل للولايات المتحدة الأمريكية وشريك سياسي تجاري لها . يرى المؤلف أنه لم تصدطم أي طائرة مبنى البنتاغون واستشهد لكلامه بأدلة قوية منها ما تخبطت به وزارة الدفاع في بيان كيفية الهجوم على مقر أقوى جيش في العالم وبعد ما يقارب الساعة من الهجوم على برج التجارة ، وأنه خلل ونكسة على هذه القوة العظمى ، وأيضاً ( وهو أقوى الأدلة لدى المؤلف) أنه لا يوجد أي أثر للطائرة التي اصطدمت بمبنى وزارة الدفاع ( البنتاغون) ، وقدم المؤلف دلائله في صور ومنها صورة الغلاف ، كما استدل بأن مبنى البنتاغون ليس بذاك المرتفع حتى يتمكن منه طيارون كمحمد عطا وزملائه باصطدامه!!! فلا يفعل ذلك إلا رجل قد حلّق على مبنى البنتاغون كثيراً ، كما هو رأي طيارين استشارهم المؤلف . أيضاً يستائل المؤلف : كيف يمكن لقوة عظمى يغيب عن أبراج مراقبة مقرها هذا الهجوم؟؟ حيث لا قيمة لتلك الأبراج وكميرات المراقبة في عجزها عن تسجيل أثر لهذا الهجوم في وضح النهار !!! ثم يقرر تيري ميسان الهجوم الغريب على برج التجارة وأن التوقيت بين الأولى والثانية لا يمكن حصوله إلا بمساعدة خيالية من المطارات وهي خدمة لا يمكن أن تقدم لجماعة خارجية كالقاعدة إلا بالحلم !! وأن انحراف الطائرة الثانية للاصطدام بالبرج الآخر لا يتقنه أي شخص متدرب على الطيران ، وأن الكم الهائل من المتغيبين في بداية الدوام ذلك اليوم شي يدعوا للتسائل !! وقد ذكر المؤلف عدة شخصيات كبيرة أمريكية كانت تعلم بوجود تهديدات أمريكية قبيل الهجوم بأيام . ماوراء هذه الأحداث من الهيمنة العالمية الأمريكية والغطرسة التي تتلون بلون إحلال العدالة والسلام هو الذي يجعل في الأمر ريبة!! أيضاً تحقيق الأهداف المنشودة من رواء هذه الهجمات هي التي تجعل القوة العظمى أمريكا ليست ساذجة إلى حد أن تطلب نفوذ لها في منطقة بحيرة قزوين وتمديد خط الأنابيب هناك من حكومة صغيرة ومعادية لأمريكا كطالبان !! شاه مسعود والأحداث : كلنا يعرف مدى معادات أحمد شاه مسعود لأمريكا ، وهو زعيم التحالف الشمالي ضد طالبان ، كيف يمكن أن ُيفسَّر قتله قبل الأحداث بأسبوع ، وتولي الزعيم الهزيل رباني الموالي لأمريكا ؟ إلا أن الأخير وجوده سيسهل عملية النفوذ الأمريكي السياسي التجاري في هذه المنطقة. لذا قتل أحمد شاه مسعود ثم نفذت الهجمات ، حشدت أمريكا نفوذها ، استولت على هذه المنطقة بمساعدة التحالف ، ثم السيطرة على فوهة بركان عمقه هو : إيران المهدِّد لها ولإسرائيل ، باكستان القوة النويية الإسلامية. أمريكا لم تعلن فورا أن المتهم الرئيسي هو ابن لادن ، مع أن العدو اللدود ظاهرا وصريحا هو ابن لادن، متظاهرة بتقديم أدلة قوية على الفاعل الذي ستقدمه أمريكا للعدالة . ابن لادن ليس إلا عميل : يقرر تيري أن ابن لادن عميل كبير لأمريكا ، وأخذ يستشهد في البداية بالأمور التجارية التي تصب مصالح أمريكا فيها ، وأن ابن لادن من الداعمين الأقوياء لدحض السوفييت المهددة لأمريكا فهو رجل يقدم خدمة لأمريكا ، وأن رئيس مكتب الاستخبارات الأمريكية زاره في مستشفى الجامعة الأمريكية بالامارات ....لماذا هذه العاطفة على العدو..؟! وهذا الزعم من المؤلف يرده أشياء كثيرة وكثيرة جدا ، إلا أن أجمل ما في الكتاب تقديمه لسيناريو حقائق الهجمات وكيفية تعامل الإدارة الأمريكية لها ، وكيف هو التخبط ، مستشهداً بقصص تحصل من السيناتورات والجنرالات دليل على التخبط في هذه الهجمات . وكل معلومة يدلي بها المؤلف إلا وتجد لها في الحاشية عزواً لموقع انترنت للبنتاغون أو لمواقع سياسية تثبت هذه القرارات . أيضاً لا ننسى دور الصور في هذا الكتاب . الكتاب يقع في 216 صفحة ، وقد ترجم في لبنان وفي مركز زايد وصدر بأكثر من ست لغات .
حقوق الكتابه للكاشف من موقع درب المحبه
صوره للغلاف
