[align=center]
الـيـومَ يـعـود
مرّ كأنه ليل سرمدي أبدي لانهاية له
مرّ وكأن الزمان قد توقف
ولكنه مرّ
مرّ بعدما أذاق قلبها المر
...... مرّ
لم تطق انتظار الشمس حتى تتكرم بالإشراق
ونهضت
عام مضى مذ فارقها حبيبها
كأنه أعوام
عام مضى من عمرها .....وبكل عمرها
من قال أن السنة اثنا عشر شهراً
من قال أن الشهر ثلاثون يوماً
من قال أن اليوم أربع وعشرون ساعة
من قال أن الساعة ستون دقيقة
من قال أن الدقيقة ستون ثانية
أي خلي قال هذا !!!!!!!
والله ماذاق طعم الفراق
والانتظار
والاحتراق
لو مر عليه مامر علي لقال :الثانية - فراقا - ستون حياة وتزيد
عامٌ مضى أنساها كل نعيم عاشته
كل فرحة عرفتها
كل جميل في حياتها
لم يبقَ لها إلا الفراق
كانا كعصفوري دوحة في جزيرة بعيدة ليس فيها إلا هذه الدوحة وبعض العصافير
خضراء
حمراء
زرقاء
كل ألوان العصافير ولا شيء غير العصافير
كانت البسمة بسمة
الضحكة ضحكة
الفرحة فرحة
قبل الفراق
عام مضى تركها حبيبها فيه للعلاج
أصرت على مرافقته
فهي لاتطيق الفراق
ولكنه وهو الحنون ما شاء لها الاحتراق
وما علم أن الفراق والاحتراق
متلازمان فلا فكاك ولا افتراق.......
كل ثانية في عامها المنصرم أطلقت عليها اسماً وصفةً
مرت كل الثواني
وانتهى الفراق
.
.
.
.
.
.
اليوم سيعود
مرحى مرحى مرحى
ووداعاً يافراق
نهضت
تُجهزُ العشَ الجميل لعودة الحبيب
تحادث نفسها
أُرتب البيت فقد كان يحب أن يراه مرتباً
كان إذا عاد من الخارج يبدأ بغرفة الجلوس
أريكته المفضلة
وتلك الطاولة الصغيرة حيث كان يمدد عليها قدميه
وتلك الوسادة البيضاء
وسادته المفضلة
كان يضعها على صدره ويحتضنها بذراعيه
(كم كنت أحسدها ..كم كنت أتمنى أن أكون مكانها)
وهذه وردة كبيرة بيضاء في المزهرية كما كان يحب
وهذا معطر الهواء الذي يحب
وهذه الموسيقى التي يحب
كان يحب الغرفة باردة فله حبيبي ما يحب
حياتي سيعود جائعاً بالتأكيد
فهو ماأحب الطعامَ خارجَ البيتِ قط
فسأصنع له كل ماكان يحب
طبقٌ من العسل مع قليلٍ من القشدة
قليل من الجبن الأبيض مع خبزٍ أسمر
وكوبٌ من اللبن ..وبعضٌ من رقائق الذرة دون حليب
وشاي بقليل من سكر ...
وكوب ماء البارد
( كم كنت أحسده عندما يلا مس شفتيه)
جاء دوري ......
ماذا سأرتدي؟؟
أوه
فستاني الأحمر
كان يحبه جداً
كان يداعبني قائلاً :
ما أجمل الأبيض مع الأحمر.....
وما أقبح الأسود مع الأحمر ...
والله افتقدك ياحياتي
والله لولا بقايا من ذكرياتك لكنت مت في أول لحظة فراق.......
أي تسريحة لشعري؟؟
كان يحب أن أجمع شعري للخلف
وكان يقول لي تسريحة (( ذيل الفرس)) أجمل تسريحة عرفتها ...
لن أضع أي مسحوق تجميل
ما كان يحبها
كان يقول لي دائماً أنت لاتحتاجين لها ..
لن أضعها
أي عطر أضع ؟
كان حبيبي يعشق
دهن العود
.
.
.
.
.
.
.
رن الجرس
انتفضت تلعثمت
حتى أنها ما عادت تذكر مكان الباب
ركضت في كل اتجاه
كادت أن تسقط
كاد الفرح أن يقتلها
كاد أن يفعل ما حاول أن يفعله الفراق
وداعاً للهم
للحزن
للسهر
للانتظار
والاحتراق
والفراق
عاد حبيبي عاد حياتي
عاد أغلى الأحباب
....
وضعت يدها على مقبض الباب
كان قلبها يريد أن يسبقها إليه..
ولكنها سبقته..وفتحت الباب .....
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
كان أخوها
نظر إليها وقد احمرت عيناه من البكاء
واربد وجهه ...
عرفت أن حبيبها ما عاد
ولن يعود
وضعت يدها على شفتيها
ما ذرفت دمعاً
ما لطمت خداً
ما شقت جيباً
ما صرخت
كل الذي فعلته
أنها سقطت
وحيثما رحل حبيبها
رحلت
أحمد النجار [/align]