تاريخ التسجيل :
Jan 2005
رقم العضوية : 2490
الاقامة : في عوالم اخرى
المشاركات : 176
هواياتى : مراقبة الطيور ... وربما البشر
MMS :
الحالة
غير متصل
معدل تقييم المستوى : 20
Array
أستاذي الجليل البقالي
أشكرك أستاذي لما طرحته هنا من فكر راقي ..
و إسمح لي بعرض وجهة نظري الشخصية ...
النص يعد نموذجاً لما انطوت عليه قسوة التقاليد وتأثيرات الثقافة الموروثة .. ومامن شك في أن
الكاتب قد صور هذا اللون من الظلم في أبشع صوره ..
أما أن تفتش فيه على باب الخلاص من تلك المظالم فمن قبيل تحميل المفردات فوق ماتستطيع تحمله ،
فالنص من أوله لآخره ـ من وجهة نظري البحتة ـ يعد شكوى أنثى مظلومة تعاني قهراً تحت وطأة الاعراف القبلية ،
ولكنه شكوى بليغة ومؤثرة بما أودعها فن كاتبنا المبدع .. وبما أسبغها به من حماسته واندفاعه .
أرى أن الكاتب في هذا النص قد كانت تسيطر عليه طبيعتان متفوقتان :
طبيعة الفن الوجداني المرهف الحس والشعور ، وطبيعة المرشد والمصلح .
الأول : لا ينفك ينسج عالمه من نفسه مثلما تنسج دودة القز فيلجتها من خيوط في أحشائها ،
فإذا راح يعالج عالماً غير عالمه ، أعوزته المقدرة على حبك الحوادث وتصوير شخصية النص وحالاتها حبكاً وتصويراً ...
يتناسبان مع الواقع المحسوس ، حتى وإن كانت الغاية التي يهدف اليها فوق الحس و أبعد من الواقع .
والتاني :
دأبه التفتيش عن مواطن الضعف والوجع في شخصية النص .. حتى إذا ماوقع عليها ، إنطلق يشجب ويبكت ويؤنب ...
إلي أن ينتهي بأن يصف مايعتقده الدواء الأوحد والأنجح .
فالكاتب هنا بخلقه لشخصية النص ، لم يكن إلا بغرض أن يجعل منها مطية لقلمه ليفتن ماشاء له ...
في وصف الصراع الدائر والثورة على كل ماهو موروث ... ، وتجسيد مشاعر أنثى تعيش ذلك الصراع ...
غلب عليها التوجع والتأسي ... بغرض إلقاء نوع من المواعظ عن قساوة القبيلة .. وجمال الحب .. والحرية والمساواة وما إليها .
ــــــــــ
بالنظر للنص :
هنا الأنثى تخوض صراعها لإثبات الوجود .. وتحقيق الذات .. ويعرض النص صوراً لذلك التمرد
فكيف يكون كل هذا رهن بالآخر ؟؟ !! ... فكل هذا لا تستطيع تحقيقه بذاتها و إنما إعتماداً على الآخر فهي تنتظر وتستصرخ و تستحث " خذني .. خذني "
فالنص بما يحويه من صور تضج بمنتهى التمرد والقوة .. لا يتناسب مع الرجاء الذي يسري على لسانها في فعل الأمر " خذني " ...
فمن وجهة نظري أري أن الأمر هنا غرضه الرجاء ...
الفكر المطروح في هذا النص أجده متناقضاً ـ في حال كانت ليلى هذا الزمان تناشد الآخر ـ
" إنني متمردة على كل شيء ... "
فكلماتها هنا تنم عن قوة نابعة من ذاتها .. من داخلها .. ، كما أنه صورها في موضع آخر أنثى تتحلى بكل مظاهر القوة في ..
" لغم مختبيء بين أضلعي " فكيف له أن يجعل كل تلك القوة ... عاجزة وقاصرة على تحرير ذاتها بذاتها ؟؟؟ !!!
هو هنا لم يبدل ماكان ... ربما صاغه بما يتناسب والشعارات الشائعة في عصرنا الحالي عن تحرير المرأة ...
والعبارات التي كثر ترديدها عن كيان المرأة وإستقلاليتها ما إلي ذلك ، إلا أنه جعل تحققه رهن ومتوقف على عودة الغائب .. الفارس المنقذ ...
هنا أراه متناقضا مع ماحاول ابرازه في أنثى هذا الزمان .. كيف أنها برغم ماأصبحت عليه من قوة وتمرد مازالت تنتظر المخلص ؟؟؟ !!!
فما وجه إختلافها عن ليلى بنت القبيلة ... ربما إختلافاً طفيفاً في أن ليلي بنت القبيلة عبرت عن رفضها وتحديها ...
لأسر القبيلة وقوانينها و أعرافها بما فيها من جور بأن جنحت إلي الذبول للخلاص من الحياة وقانون
القبيلة معاً .. بما يمكن أن نسميه إعتراض صامت .. ليس معنى هذا تأيدي لموقفها إلا أنني أحاول تقمص فكرها ..
أما ليلى هذا الزمان تعبر عن رفضها وتحديها بإظهار التمرد قولاً ... لا فعلاً
أي أنها فقط أفصحت عن مايعتمل بداخلها من رفض .. في صورة شكوى مجرد شكوى !!!!
أما في حال كانت ليلى هذا الزمان تناشد تغيراً ـ أي تحمل دعوى إلى تغيير أوضاع ـ
وتنشد وتنتظر ذلك الزمن الذي يأتي مغيراً أوضاع وثقافات موروثة ... تفرضها قوانين القبيلة ...
ربما هنا يقبل حديثها ....
إلا أن في كلا الحالتين ـ أجد تمردها قاصر على الأقوال لا الأفعال ... فقط وكأنها تشجب وترفض وتدين أوضاع ...
وتنتظر معجزة تغير تلك الأوضاع أو تخلصها مما هي فيه ...
ـ ـ ـ
أما عن إعلانها التمرد على وصفة شهرزاد :
فمن وجهة نظري الشخصية أرى أن شهرزاد بإعتبارها مثال لأنثى في زمن غابر .. تعد رمزاً للقوة الحقة
فقد صنعت خلاصها بيدها هي ...
ربما لم تشجب و تصرخ وتعترض ... وإنما قررت بداخلها أن يكون هناك خلاص ، و اعتمدت على ذاتها للوصول إلي ذلك الهدف ...
أما عن إختلاف الظروف .. والزمن .. وتعطل الـ ديك
فما كان ذلك سوى آداة ... أوجدتها شهرزاد .. إخترعتها ووظفتها للوصول لغايتها وتحقيق هدفها ..
هل أنثى هذا الزمن ... قاصرة .. عاجزة بعد كل ماوصلت إليه من رقي فكري ... عن أن توظف
أو أن تخترع آداة تمكنها من الوصول لهدفها ... وتحقيق غايتها ؟؟؟ !!!
ـ ـ ـ
كما أني أرى ليلاه هنا ... تائهة بين حقبتين من الزمن ..
زمن القبيلة وفرض قانونها ... وزمن التحضر والتمدين والمناداة بحرية المرأة وحقها في إثبات الذات
وتبوأها مكانة مماثلة لمكانة الرجل ...
فلا هي استطاعت أن تظل على ماكانت عليه خانعة مستكينة ... و لاهي استطاعت أن تفرض تمردها على القبيلة بالفعل لا بالقول ...
وعلى ذلك ظلت معلقة تائهة في متاهة الزمن ... وهاهي تنتظر الخلاص .. أو تنتظر الفارس المغوار
مازالت على ضعفها .. تنتظر من يلبي مطالبها ... كما اعتادت الأنثى ... منذ الأزل ...
ـ ـ ـ
أستاذي الجليل البقالي
مازلت .. وسأظل الدارسة في أروقة علمك ... وفكرك المطروح بمنتهى المنطقيه ...
والمحلل والمناقش لكل كبيرة وصغيرة ...
والمتوغل في براري النص ... يطرح أبعاداً تثير آلاف التساؤلات ...
كما يقدم تفسيراً ... يجلو الكثير من .. الإبهام
أشكرك أستاذي
لما طرحته هنا فهو بمثابة " سبوت " على معنى الكاتب الحق ...
وكأنما تعلمنا ... ( إطرح فكراً ... ثم جمله في نص وزينه بماتأتى لك من صور وجماليات )
دمت بألف خير أستاذي
خالص مودتي واحترامي وتقديري
هاميس