من عمق الصخب أتسلل .. إلى عمق الهدوء ... في ذات ذكرى ..
أقفز .. ألهو على ضفاف الألم .. وإن شاكتني وردة حملني إلى لمسها الفضول ..
أتمدد على تلك " النجيلة " التي من شدة اخضرارها مالت إلى السواد .. هي تماما كأشياء كثيرة في حياتنا من فرط زهوّها.. تبهت !
أدخل في معركة خاسرة مع الأرقام وأنا أعد النجوم .. التي رصّعت سواد صفحة السماء ..
..
.
إليك أيتها الذكرى .. أخطّ بوحي أم نزفي ..
أفتح لك بابًا أوصدته في وجهك .. خذي راحتك ..
أشعر براحة لوجودك بقدر ما أشعر بالتعب ..
ابقي معي فأنا أخاف أن أنسى .. أنّه مازال في الأمر ذكريات
أحيانا ..
يُجبرنا الغدر أن ننسى .. وإن كنا نملك طيبة كتلك التي في قلوب الكهول ..
.
.
في ذات حربٍ بين كبار ..
أصرخ .. لا وطن لي ولا ملاذ .. صغيرة أنا ولا أعي .. كيف يُسلب الوطن ..
وكيف يُعاد .. لست بتلك القوّة حتى أرفع سيفا
أكتفي بالنظر أو السّحر بلمعانه الذي يخترق جسدي ..
أو أبكي وأنا أمسك بطرف ثوب كهل .. يسير إلى قبره .. !
.
.
في ذات طفولة ..
حتى حلمي .. لم يعد لي الحق في اللهو معه .. بدعوى أني " كبرت " ..
حتى وإن كبرنا . ما تزال في دواخلنا طفولة غضّة .. مجنونة ..
كالشّغف إلى مصّ حلوى.. اللعب
العبث بكلّ شيء .. حتى " التهزيء " نشغف له في بعض الأوقات ..
ليتني أملك براءتهم .. تلك التي تجعل من نظراتهم .. سهامًا تشلّني
وتدفعني إلى البكاء على نفسي .. لأجري وأجري وأجري معهم.. مع أحلامهم
في مكان يجمع أحلام يوم ٍ وغد ..
إني صغيرة .. صغيرة جدًا غير أن الألم جعلني أنضج ولم أهنأ بلحظة تكافئ عمري ..
...
ليتني لم أنضج !
.
.
في ذات سعادة
لم يكن للصراخ طعمًا حلوا كهذا من قبل ... معكن أصبح لكلّ الأشياء ألوان ..
أرسم بأخوتكن حروف صفحات أسطورة ... وأشهد أنّ الكون يشهد حظّي بكن ..
أحمد الله مائة مرة ومرة ..على كلّ شيء وأي شيء ..
على هذه السعادة التي انتشى بها كل مافي أضلعي ...
الحمدلله !
.
.
يكفي .. أيتها الذكرى .. عذرًا فلم أعد أقوى ..
من خلف الغيوم
........................
السحابة البيضاء