- الإهدائات >> ابوفهد الي : كل عام وانتم الي الله اقرب وعن النار ابعد شهركم مبارك تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال والله لكم وحشه ومن القلب دعوة صادقة أن يحفظكم ويسعدكم اينما كنتم ابوفهد الي : ابشركم انه سيتم الإبقاء على الدرر مفتوحة ولن تغلق إن شاء الله اتمنى تواجد من يستطيع التواجد وطرح مواضيع ولو للقرأة دون مشاركات مثل خواطر او معلومات عامة او تحقيقات وتقارير إعلامية الجوري الي I miss you all : اتمنى من الله ان يكون جميع في افضل حال وفي إتم صحه وعافية ابوفهد الي الجوري : تم ارسال كلمة السر اليك ابوفهد الي نبض العلم : تم ارسال كلمة السر لك ابوفهد الي : تم ارسال كلمات سر جديدة لكما امل ان اراكم هنا ابوفهد الي الأحبة : *نجـ سهيل ـم*, ألنشمي, ملك العالم, أحمد السعيد, BackShadow, الأصيـــــــــل, الدعم الفني*, الوفيه, القلب الدافىء, الكونكورد, ايفا مون, حياتي ألم, جنان نور .... ربي يسعدكم بالدارين كما اسعدتمني بتواجدكم واملى بالله أن يحضر البقية ابوفهد الي : من يريد التواصل معى شخصيا يرسل رسالة على ايميل الدرر سوف تصلني ابوفهد الي : اهلا بكم من جديد في واحتكم الغالية اتمنى زيارة الجميع للواحة ومن يريد شياء منها يحمله لديه لانها ستغلق بعد عام كما هو في الإعلان اتمنى ان الجميع بخير ملك العالم الي : السلام عليكم اسعد الله جميع اوقاتكم بكل خير ..
إضافه إهداء  

آخـــر الــمــواضــيــع

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: اتقوا الله فى الدماء

  1. #1
    الصورة الرمزية Abu.ja3far
    تاريخ التسجيل : Dec 2008
    رقم العضوية : 48499

    :001: اتقوا الله فى الدماء




    اتقوا الله في الدماء

    كتبه : فضيلة الشيخ / هاني حلمي - حفظه الله -


    بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
    تطل علينا الفتن برأسها في هذا الزمان بشكل غير معهود ، وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال : " إن بين أيديكم فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من
    الماشي والماشي فيها خير من الساعي "
    [ رواه أبو داود وصححه الألباني ]
    وللأسف الشديد غاب العلم عن الكثيرين ، وطغت لوثة فكرية عند كثير من شباب هذه الأمة ، وصارت الحماس القلبي لا ينضبط بلجام الشرع ، ومن هنا وقعنا في الخطب ، وسفكت الدماء وظهر الفساد في الأرض ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .أقول هذا في ظل هذه المشاهد من القتل والاغتيالات التي صارت في أرجاء بلاد الإسلام ، يحمل لواءها شباب مغيبون عن الأحكام الشرعية ، تحركهم الأهواء ، وتزين لهم الباطل في صورة الحق الأبلج ، وليتهم اقتفوا هدي السلف في الفتن ، وليتهم راعوا الحرمات ، وليتهم استرشدوا بأهل العلم الثقات ، لكن حادوا وتمادوا والنتيجة مضلات الفتن ، نعوذ بالله من شرها .

    ولذلك اريد هنا أن أبين الحكم الشرعي في مسألة ( قتل المعاهد المستأمن ) وبيان كلام أهل العلم في ذلك .
    فاعلم - رحمني الله وإياك - أنَّ غير المسلم إذا دخل بلاد الإسلام بإذن الحاكم أو ولي الأمر فقد أعطي الأمان، حينها يكون هو وماله ونفسه وعرضه في أمان، فلا يجوز لأحد أن
    يتعرض له بقتل أو اغتيال أو تفجير، وهو ما يعرف عند العلماء بالمستأمن.

    فإن قيل: كيف يُعرف أن أُعطي الأمان، وأنه مستأمن؟

    فالجواب: أنه منحهُ تأشيرة الدخول سواء كانت للزيارة أو للإقامة المؤقتة خلال فترة العمل كل ذلك عقد أمان، وتقوم السلطات التي تمنحه هذا الإذن مقام ولي الأمر؛ لأنَّ هذه الأنظمة والاتفاقات اعتمدت بناءً على موافقة رئيس الدولة أو حاكم البلاد، فحينها لا يجوز قتل المستأمن لكونه أجنبياً أو نصرانياً أو أيّ ديانة أخرى؛ لأنَّ ذلك خيانة، والإسلام يحرم الخيانة، فكيف نعطيه الأمان ثم نقتله؟!

    وقد توعد النبي -صلى الله عليه وسلم- من يستبيح دماء المستأمن بعقوبة شديدة

    1- فمن قتل المعاهد في وقت أمانه وعهده لم يرح رائحة الجنة فعن عبد الله بن عمرو عن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «من قتل نفساً معاهداً لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاماً» [أخرجه البخاري ]
    وفي لفظ آخر عن أبي بكرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
    «من قتل معاهداً في غير كنهه ، حرم عليه الجنة » [ أخرجه أبو داود والنسائي وصححه
    الألباني]
    ومعنى قوله: «في غير كنهه»؛ أي: « حقيقته، وقيل وقته وقدره، وقيل غايته؛ يعني من قتله في غير وقته أو غاية أمره الذي يجوز فيه قتله» .
    وفي رواية قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من قتل نفساً معاهدة بغير حلها حرم الله عليه الجنة أن يشم ريحها» [ أخرجه النسائي وصححه الألباني] قال العلامة ابن حجر العسقلاني في تعريف المعاهد قال: «المراد به من له عهد مع المسلمين سواء كان بعقد جزية أو هدنة من سلطان أو أمان من مسلم»أهـ . [ فتح الباري (12/323 )]


    2- عن نعيم بن مسعود الأشجعي في قصة رسولي مسيلمة الكذاب لما أرسل برسالة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع رجلين أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لهما- حين قرأ كتاب مسيلمة: «ما تقولان أنتما»؟ قالا: نقول كما قال، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «أما والله لولا أن الرسل لا تقتل، لضربت أعناقكما». [أخرجه أبو داود
    وصححه الألباني]
    قلت: فقصة مسيلمة الكذاب الذي ادعى النبوة معروفة، ومع أن هذين الرجلين قد آمنا به -وهو كذاب- فقد كفرا بالنبي - صلى الله عليه- وسلم حينها، مع ذلك لم يقتلهما النبي ساعتها؛ لأنهما في وقت أمان؛ فهما رسولان من عند مسيلمة والمرسل له عهد أمان وسلام، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- التزم بالعهد، عهد الأمان لهما ولم
    يخنهما فتعلم


    3- عن ابن عباس قال: حدثتني أم هانئ بنت أبي طالب أنها أجارت رجلاً من المشركين يوم الفتح، فأتت النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكرت ذلك له فقال رسول الله: «قد أجرنا من أجرت، وأمنا من أمنت» . [ أخرجه أبو داود وصححه الألباني وأصله في الصحيحين]
    قوله: «أجارت رجلاً»؛ «أي: أمنته؛ من الإجارة بمعنى الأمن». قوله: «وأمنا من أمنت»؛ «أي: أعطينا الأمان لمن أعطيته» . [ عون المعبود]
    قلت: فأنت ترى أن أم هانئ -رضي الله عنها- أمّنت رجلاً من المشركين أي أعطيته الأمان بعد فتح مكة وقد أصبحت دولة إسلامية فأراد أحد الناس أن يقتله فأتت النبي -صلى الله عليه وسلم- تخبره بذلك فأمنه النبي -صلى الله عليه وسلم- فلم يتعرض له أحد بعد ذلك؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- هو ولي الأمر والحاكم ورئيس الدولة آنذاك، فلما أعطى لهذا المشرك الأمان لم يتعرض له أحد من الصحابة ولا من المسلمين فقد جاء في رواية أن أم هانئ قالت للنبي: «يا رسول الله زعم ابن أمي علي أنه قاتل رجلاً قد أجرته، فلان بن هبيرة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ»[ أخرجه البخاري ]


    4- قال- تعالى-: { وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ } [التوبة: 6]
    فالشاهد من الآية قوله تعالى: «استجارك» أي: طلب الأمان واستأمنك، فأجبه أو أوجب طلبه، ثم قال -تعالى-: {ثم أبلغه مأمنه} أي: فإذا طلب الأمان وسمع القرآن وشيئاً من أمر الدين، بعد أبلغه مأمنه وهو آمن مستمر الأمان حتى يعود إلى بلاده . [ تفسير القرآن العظيم، لابن كثير (4/113) ]

    فالشاهد من الآية من طلب الأمان يعطى الأمان، ولابد من وفاء عهد الأمان معه حتى يعود إلى موطنه سواء لسماع القرآن أو لعقد عمل أو لتجارة. قال العلامة ابن كثير الدمشقي -رحمه الله-: «والغرض أن من قدم من دار الحرب إلى دار الإسلام في أداء رسالة أو تجارة، أو طلب صلح أو مهادنة أو حمل جزية أو نحو ذلك من الأسباب، فطلب من الإمام أو نائبة أماناً، أعطي أماناً مادام متردداً في دار الإسلام، وحتى يرجع إلى مأمنه ووطنه» أهـ .[ تفسير ابن كثير (4/114) ]
    وقال العلامة القرطبي : «قوله -تعالى-: {وإن أحد من المشركين}؛ أي: من الذين أمرتك بقتالهم، «استجارك» أي: سأل جوارك؛ أي أمانك وذمامك، فأعطه إياه ليسمع القرآن؛ أي يفهم أحكامه وأوامره ونواهيه، فإن قبل أمراً فحسن، وإن أبى فرده إلى مأمنه، وهذا مالا خلاف فيه والله أعلم.
    قال مالك: إذا وجد الحربي في طريق بلاد المسلمين فقال: جئت أطلب الأمان، قال مالك: هذه أمور مشتبهة، وأرى أن يرد إلى مأمنه.وقال ابن القاسم: وكذلك الذي يوجد وقد نزل تاجراً بساحلنا، فيقول: ظننت ألا تعرضوا لمن جاء تاجراً حتى بيع» أهـ . [ تفسير القرطبي (4/8/49) ]
    وقال القرطبي المالكي -أيضاً-: «ولا خلاف بين كافة العلماء أن أمان السلطان جائز؛؛ لأنه مقدم للنظر والمصلحة، نائب عن الجميع في جلب المنافع ودفع المضار» أهـ [ تفسير القرطبي (4/8/49) ]
    وقال العلامة موفق الدين عبدالله بن أحمد بن قدامة الحنبلي -رحمه الله-: «وجملته أن الأمان إذا أعطي أهل الحرب، حرم قتلهم، ومالهم، والتعرض لهم ويصح من كل مسلم بالغ عاقل مختار ذكراً أو أنثى، حراً كان أو عبداً، وبهذا قال الثوري والأوزاعي، والشافعي، وإسحاق، وابن القاسم وأكثر أهل العلم، وروي ذلك عن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه-» أهـ .[ المغني، لابن قدامة (13/75)]
    وقال ابن قدامة -أيضاً-: «ويصح أمان الإمام لجميع الكفار وآحادهم؛ لأن ولايته عامة على المسلمين» أهـ [ المغني (13/77) ]
    وقال -أيضاً- ابن قدامة: «ويجوز عقد الأمان للرسول والمستأمن؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يؤمن رسل المشركين، ولما جاء رسولا مسيلمة قال: «لولا أن الرسل لا تقتل رسلهم، لقتلوا رسلنا فتفوت مصلحة المراسلة ويجوز عقد الأمان لكل واحد منهما مطلقاً، ومقيداً بمدة، سواء كانت طويلة أو قصيرة» أهـ . [ المغني (13/79)]
    .

    .

    قلت: بعد طرح الأدلة وأقوال بعض أهل العلم حول حرمة قتل المستأمن يمكن تلخيص الموضوع كما يلي :

    1- للحاكم ورئيس الدولة أن يعطي الأمان لغير المسلمين بأن يدخلوا البلاد آمنين.
    2- تأشيرة الزيارة أو الإقامة، كإقامة العمل، وأداء مهمة يعتبر إذناً من ولي الأمر وحاكم البلاد.
    3- الإجراءات التي تقوم بها السلطات المختصة في دوائر الدولة الرسمية في إعطاء الإذن لغير المسلمين بالدخول سواء للزيارة أو العمل بمثابة الإذن من حاكم البلاد، بل هي إذن من حاكم البلاد؛ لأن الأنظمة في الدولة أقرت وصودقت من قبل الحاكم.
    4- إذا داخل غير المسلم إلى بلاد الإسلام بإذن الحاكم لا يجوز لأحد أن يقتله أو يغتاله أو يسرقه أو يعتدي عليه؛ لأنه دخل بعقد أمان وإذن، فمن اعتدى عليه فهو مهدد بالعقوبة المذكورة في الحديث السابق.
    5- الحفاظ على سلامة غير المسلمين والمستأمنين في الدولة مما يجلب الأمن للبلاد ويحافظ على استقرار الدولة، وسلامة أهلها وشعبها، ورخائها وتقدمها.


    إنَّ الإسلام حرم قتل الصبيان والأطفال وكبار السن والنساء في حالة الحرب مع الأعداء وهذه التفجيرات لا تميز الرجل من المرأة، ولا الطفل من الكبير البالغ، بل كل من صادف وجوده هناك فالموت حليفة.عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: «وجدت امرأة مقتولة في بعض مغازي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فنهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن قتل النساء والصبيان» [أخرجه البخاري]
    إذن في حال الحرب لا تقتل المرأة إذا كانت من غير المسلمين إلا إذا حملت السلاح وقاتلت، أما إذا لم تقاتل فلا تقتل، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن ذلك، فإذا كانت لا تقتل المرأة ولا الصبي في الحروب فكيف تقتل المرأة أو الصبي إذا أعطوا الأمان والعهد؟! فلا شك أن ذلك منكر عظيم، فإن هذه الاغتيالات لا تميز الصبي من البالغ ولا الذكر من الأنثى.
    .
    .
    وأقول ختامًا :
    من القواعد الصحيحة الشرعية في الشرع: «درء المفاسد مقدم على جلب المصالح» فهذه الاغتيالات، والتفجيرات تؤدي إلى عدة مفاسد
    منها: مضايقة من لا ذنب له من المسلمين ومن لا يحمل هذا الفكر، إنما يؤخذ بجريرة غيره.
    ومنها: زيادة الضغط على الحكومات الإسلامية .
    ومنها: تشويه سمعة الإسلام والمسلمين .

    فاللهم قنا الفتن ما ظهر منها وما بطن .

  2. #2
    الصورة الرمزية أبو مصعب السكندرى
    تاريخ التسجيل : Apr 2007
    رقم العضوية : 22864
    الاقامة : أرض الله
    المشاركات : 3,739
    هواياتى : قراءة القرآن والخطب والدروس
    My SMS : ذا جلست للناس فكن واعظاَ لقلبك ولنفسك ولا يغرنك اجتماعهم عليك فإنهم يراقبون ظاهرك والله تعالى يراقب
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 209
    Array



    نعم اخي الكريم لقد
    جاءت تفجيرات "حي الحسين" بالقاهرة لتعيد إلى الأذهان ذكريات مؤلمة استراح المسلمون من آلامها مدة من الزمن، ظننا وظن غيرنا أن تكرارها لم يعد احتمالاً قائماً! خصوصاً بعد مراجعات "الجماعة الإسلامية" وجماعة "الجهاد"، التي أوضحت قناعة من كانوا في الماضي يتبنون مثل هذه العمليات بانعدام الأساس الفقهي العلمي لها، انهم لايعلمون شيا عن االأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" و"فقه الجهاد في سبيل الله" و"مناهج التغيير"- ما في هذه العمليات من غدر ونقض لعهد الأمان الذي يدخل به السياح، ولو كانوا فجاراً أو كفاراً، إلا أنهم لم يدخلوا بلادنا بقوة سلاحهم، بل بأمان من المسلمين آحاداً ودولاً، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الْمُسْلِمُونَ تَكَافَأُ دِمَاؤُهُمْ وَيَسْعَى بِذِمَّتِهِمْ أَدْنَاهُمْ وَهُمْ يَدٌ عَلَى مَنْ سِوَاهُمْ) رواه أبو داود، وابن ماجه، وأحمد، وصححه الألباني

    "
    مَنِ المحتمل أن يكون وراء هذه العمليات؟ ومَنِ المستفيد منها؟ وكيف يتم العلاج حتى لا تتكرر مرة أخرى؟
    "

    .

    فأدنى المسلمين -ولو كان عبداً، أو امرأة، أو فاسقاً- إذا أجار كافراً حربياً، ودخل بلاد المسلمين بهذا الأمان؛ لم يجز لأحد إخفار ذمته، فضلاً عما تتضمنه هذه التفجيرات العشوائية من إصابة المعصومين من المسلمين الذين تعج بهم طرقات المسلمين وشوارعهم وأسواقهم، من المصريين وغيرهم، فهي إذن تقتل مسلمين معصومين بالإسلام، وكافرين معصومين بالعهد والأمان.

    ولقد مثـَّلت هذه المؤلفات التي كانت تـُدرسها الدعوة لأبنائها في تلك المرحلة الأساسَ العلميَّ الذي بُنيت عليه حقيقةً -أو توصلت إليه في النهاية- مراجعاتُ "الجماعة الإسلامية" و"الجهاد"، وهذا من فضل الله على الإخوة في "الدعوة السلفية".

    "
    لما عَلِمَ العالَمُ جرائم اليهود التي زادت على جرائم النازية، التي طالموا تغنوا بها، وحلبوا أبقار العالم بالضغط عليها، حاولوا إظهار الإسلاميين في صورة سفاكي دماء
    "

    ثم بتشويه صورة المسلمين الملتزمين -أو الأصوليين كما يحلو لهم أن يسموهم- في مقابلة القبح، والخبث الحقيقي الذي ظهرت فيه صورة اليهود وحلفائهم أثناء معركة غزة، وكيف عَلِمَ العالَمُ كُلُّه حقيقتَهم التي زادت على جرائم النازية، التي طالموا تغنوا بها، وحلبوا أبقار العالم بالضغط عليها.

    فمحاولتهم إظهار الإسلاميين في صورة سفاكي دماء الأبرياء والعُزَّل، والنساء والأطفال؛ قد تغطي على الحقيقة العارية التي ظهرت، وأنهم هم الإرهابيون حقاً، بالظلم والعدوان، والكفر والطغيان، هم ومَن يعاونهم ويمدهم بالمال والسلاح والتأييد.

    ونقول: إن هذا الاحتمال لا يمكن إلغاؤه، ولا إهماله، ولا تهميشه، ويجب أن يعلم الشباب الذين يدخلون على المواقع المسماة بالجهادية أن احتمال اختراقها من عملاء اليهود، وتوجيهِ طوائف من الشباب -ولو كانوا في النهاية قلة قليلة- نحو تدمير مجتمعاتهم، وقتل أهليهم، وغيرهم من المعصومين؛ أمرٌ ليس بالعسير؛ فليحذروا من ذلك، وليراجعوا علماءهم ومشايخهم قبل الإقدام على أي خطوة جاهلة مدمرة لأنفسهم قبل غيرهم.

    والبعض يرجح احتمال كون إيران أو حلفائها وأتباعها من الشيعة المنتشرين بكثرة لم تشهد لها مصرُ مثيلاً من قبلُ، والذين يحاولون إثباتَ قَدَمٍ لهم في بلادنا، ويسعون إلى نشر فكرهم من الأبواب الخلفية، بل والأمامية، فالخلفية بإحياء التصوف الغالي، والأمامية بإعلان مذهبهم، ومحاولة فرضه كمذهب مقبول على عموم المسلمين، ومطامعِهم في السيطرة على مصر بزعم أنها كانت دولة لهم في يوم من الأيام، وهم بعد سيطرتهم على العراق قد تفتحت شهيتهم لدول الخليج، ومؤامراتُهم في السعودية لم تعد خافية على أحد، وتنظيماتُهم السرية والعلنية في مصر لا تحتاج إلى جهد كبير لإدراك وجودها.

    وأجهزة إعلامهم، وخداعُهم للشعوب الإسلامية بأدوار البطولة في حرب تموز في لبنان، ثم في "جهاد الحناجر الأجوف" الذي قاموا به أثناء حرب غزة؛ مازالت تفتح لهم أبواباً في قلوب الجهلة الذي لا يعرفون حقيقةَ مذهبهم، ولا تاريخَهم في خيانة المسلمين، وموالاةِ أعدائهم من اليهود والنصارى والمشركين، ولا حقيقةَ أطماعهم في تدمير أهل السنة، وإذاقتِهم ألوانَ العذاب والهلاك.

    "
    والعجب أن تتزامن أربعينية الحسين المضخمة إعلامياً، حتى زعموا أن عشرة ملايين استقبلتهم كربلاء في هذه الذكرى! والمدينة لا تتسع لأقل من عُشْر هذا العدد،مع مظاهرات الشيعة بالمدينة المنورة بالهتاف المُنكَر: "لبيك يا حسين"
    "

    أضف إلى ذلك مواقف اتجاهات إسلامية ذات شأن منهم، في الترحيب بهم، وإظهار المودة والاحترام لهم، وادعاء أن الخلاف معهم خلاف فرعي لا يفسد للود قضية.

    كل ذلك يمثل خطراً هائلاً على مجتمعنا وأمتنا.

    والعجب أن تتزامن أربعينية الحسين -المضخمة إعلامياً بشكل مكشوف، حتى زعموا أن عشرة ملايين استقبلتهم كربلاء في هذه الذكرى! والمدينة لا تتسع -بالقطع- لأقل من عُشْر هذا العدد، بل وما دونه -مع مظاهرات الشيعة بالمدينة المنورة- بالهتاف المُنكَر: "لبيك يا حسين"، هيهات أن نرضى بالذلة- مع تفجيرات "حي الحسين"؛ ليكون كُلُّ ذلك زخمًا إعلاميًّا عالميًّا يطرق أسماع الناس في كل مكان؛ فيبحثون عن حقيقة المذهب، وما تعرض له الحسين -رضي الله عنه- من ظلم وعدوان، مما كان -في حقيقة الأمر- أعظمَ سبب لولادة هذا المذهب البدعي الغالي، وتغذيتِه عبر التاريخ؛ فلقد كانت بدايته تحت نفس الشعار: "يا لثارات الحسين".

    لقد تشيع الكثيرون بسبب قراءتهم لسيرة الحسين -رضي الله عنه- ربما أكثر بكثير من قراءتهم ومعرفتهم بسيرة علي -رضي الله عنه-، ولو تأملتَ لماذا لا يريدون الأخذ بثأر علي -رضي الله عنه- وقد قُتِل شهيدًا مثل الحسين؟ ولماذا لا يتنادون بالتلبية له؟ وهو أفضل من ابنه عندنا وعندهم! وعلمتَ أن قتلة علي لم ينتسبوا إلى السنة، بل إلى الخوارج، وهم منبوذون عند أهل السنة، في حين أن قتلة الحسين انتسبوا إلى السنة، وزعموا أنهم من أهلها، والسنة -بلا شك- منهم براء، ولكنَّ أهل السنة في الجملة لا يتبرئون من بني أمية في المجموع، وإنما يُخَطِّئون ويُجَرِّمون مَن قتل الحسين -رضي الله عنه- ومَن رضي بذلك، دون أن يقبلوا أن يكون ذلك ذريعة للطعن في معاوية -رضي الله عنه-، فضلاً عن غيره من الصحابة، وخاصة الخلفاء الراشدين -رضي الله عنهم-.

    "
    إن استفادة إيران من زعزعة المجتمعات السنية وتشويهِ صورة الملتزمين السُّنِّيِّين الذين هم العقبة الحقيقية أمام انتشار التشيع استفادةٌ واضحةٌ لا يمكن معها إغفالَ أن تكون مخابراتهم من وراء إغواء الجهال الأغرار بمثل هذه العمليات
    "

    ولو تأملتَ ذلك؛ علمتَ أنهم يقصدون إثارة عاطفة عوام أهل السنة ضد مذهب أهل السنة وطريقتهم، بزرع الكراهية في قلوبهم للصحابة -رضي الله عنهم-، بزعم أنهم سكتوا أو تسببوا في مقتل الحسين بإقرارهم بصحة خلافة بني أمية؛ فلا غرابة إذن في عدم الاحتفال بأربعينية علي -رضي الله عنه-، ولا بيوم مقتله، مثل الاحتفال بمقتل الحسين وأربعينيته بالمناظر الفظيعة التي يفعلونها لاستجلاب القلوب إلى ولاء المذهب الذي يريد الأخذ بثأر أهل البيت.

    نعود فنقول: إن استفادة "إيران" و"الشيعة الرافضة" بوجه عام من زعزعة المجتمعات السنية في "مصر" و"السعودية"، وتشويهِ صورة الملتزمين السُّنِّيِّين الذين هم العقبة الحقيقية أمام انتشار التشيع في أوساط أهل السنة من خلال الأبواب الخلفية والأمامية كما سبق بيانه، ووأدِ أي احتمال تعاون في مساحة مصلحة متقاطعة بين كثير من "الإسلاميين" و"الأنظمة الحاكمة" في مقاومة التشيع الزاحف سرًّا وجهرًا؛ هي استفادةٌ واضحةٌ لا يمكن معها إغفالَ أن تكون مخابراتهم من وراء إغواء الجهال الأغرار من الشباب بمثل هذه العمليات.

    والواجب في مواجهة هذا الاحتمال فتحُ كل الأبواب أمام بيان حقيقة هذا المذهب الخبيث وتاريخه الأسود، وتعليمُ المسلمين العقيدة الصحيحة في "الصحابة" و"الإمامة" و"آل البيت"، وتفويتُ الفرصة عليهم في إيقاد مزيد من العداوة بين "الأنظمة" و"الإسلاميين" الرافضين لمذهبهم؛ فإن خطرهم من أكبر الخطر.

    ومن أعظم ما يمهد الطريق لهم في بلادنا العودةُ إلى ممارسات ظالمة ضد الإسلاميين؛ تعمق الكراهية والقطيعة، وتقلل مساحة التقاطع في الرؤية والمصلحة لبلادنا.

    ثم لابد أن تعيد اتجاهاتٌ إسلاميةٌ لا زالت تهون من حقيقة الخلاف والخطر -كـ"الإخوان المسلمين" وغيرهم- النظرَ في هذا الموقف، وتتخذ موقفَ علماء وأئمة أهل السنة من هذا المذهب المنحرف عبر التاريخ.

    والبعض قد يرى احتمال أن يكون الأمر "مفبركًا" من الأمن المصري؛ ليكون ذلك ذريعة لاستمرار حالة الطوارئ، وتبريرِ إجراءات القمع ضد الإسلاميين، وهذا نراه أضعف الاحتمالات؛ فإنه لا يوجد جهاز أمني يريد أن يظهر أمام العالم بصورة الضعف أو العجز عن حماية البلاد؛ ليبرر ممارساته التي لم يحتج عبر سنين إلى مبررات لها، ثم قد وضح للجميع تراجعٌ كبيرٌ عن مثل هذه الممارسات، والقناعةُ بأن أسلوب القمع والاعتقالات والتعذيب ليس بالذي يحل القضية، بل دائمًا يزيدها اشتعالاً، ولا شك أن أسلوب الحوار هو الذي أنتج مراجعات "الجماعة الإسلامية" و"الجهاد"، وليس الطوارئ والتشريعات المضادة للإرهاب.

    وعلى أي حال لابد أن تظل روح الابتعاد عن الإجراءات الاستثنائية هي التي ندفع في طريقها، ونمنع من توقفها، لتحسين العلاقة بين طوائف المجتمع كلها.

    ويبقى احتمال أخير:

    وهو أن تكون هذه العملية من تدبير مجموعات صغيرة من شباب "النت" الذين لا خبرة لهم، ولا علم ولا دعوة، كان التزامهم من خلال العاطفة المتأججة بالجهاد؛ لِمَا يرون من مآسٍ تحصل بالعالم الإسلامي، ومواقفَ متخاذلةٍ من كافة الدول أمام العدوان اليهودي الأمريكي ومَن يحالفهم، ولا يجدون سبيلاً للتعبير عن غضبهم من هذا إلا بمثل هذه العمليات التي يسهل الحصول على معلومات تنفيذها من شبكة الإنترنت، وهم لا يدرون مَن وراء هذه التوجيهات التي تأتيهم مُرسَلة أو مقيدة؛ فتقع هذه المصائب والمحن المؤلمة.

    ونقول: إن هذا الاحتمال لا ينافي الاحتمالين: الأول والثاني؛ لسهولة الاختراق كما ذكرنا، وإن كان العلاج الأمثل له فتحَ المساجد أمام هذا الشباب، فوالله إنها لنصيحة إلى الجميع: إن من يتربى في المساجد يختلف تمامًا عمن يتربى في البيوت، وعبر الإنترنت.

    "
    من أكبر أسباب هذه التصرفات: إغلاقُ فرص العمل الإسلامي المتزن
    "

    إن من أكبر أسباب هذه التصرفات إغلاقُ فرص "العمل الإسلامي المتزن"، والذي لا يلزم أن يكون مواليًا للحكومات في كل المواقف!

    كما يظن البعض أنه بفتح المجال أمام الدعاة الذين يمدحون الحكومة، ويكونون: "مَلَكِيِّين أكثر من المَلَك"، ويتبنى التأييد لكل المواقف -حتى ما كان منها لا يحتمل ذلك- يظن أنه بذلك يحل المشكلة! بل هذا هو الذي يُفقِد هؤلاء الدعاة ما بقي من مصداقيتهم، وقناعةِ الشباب بهم. فهل كان للمؤسسة الدينية الرسمية دورٌ حقيقيٌّ في المراجعات، أو حتى إيقاف النزيف، فضلاً عمَّن هو أكثر ولاءً وموافقةً للأنظمة من هذه المؤسسات الرسمية؟!

    الجواب الأكيد: أنه لم يكن لها هذا الدور، وإنما قام به -في أوج الفتنة- الدعاةُ المُتَّزِنُون من سائر الاتجاهات، وقد كانت مدينة الإسكندرية مثالاً لا يمكن لأحد أن ينكره في أثر انتشار "الدعوة السلفية" بها وما حولها في تحجيم مثل هذه العمليات المُنكَرة، إن لم يكن اختفاؤها نهائيًّا؛ فالواجب أن يُحتذى هذا المثالُ في سائر المدن؛ فالثقل الحقيقي لن يكون إلا للدعوة الحقة.

    ونسأل الله أن يعافي المسلمين في بلادهم كلِّها من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يحقن دماءَهم وأموالَهم وحرماتِهم، وعَهْدَهم وذِمَّتَهم، ونسأله أن يمن على بلادنا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام، ويكفَّ عنَّا السوء والبلايا والمحن، إنه على كل شيء قدير، وأن لا يهلكَنا بما فعل السفهاء منا، إنه أرحم الراحمين وخير الغافرين.
    الاخ الكريم جزاكم اله خيرا علي النقل الطيب المبارك وجزء الله الشيخ خير الجزاء

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الدعوة قبل عهد الملك عبد العزيز رحمه الله تعالى
    بواسطة ابوالخير في المنتدى الــدرة الإسـلاميـة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 25-06-2006, 03:58 AM
  2. 100سنة ثابتة....!!!!
    بواسطة ابو دعاء في المنتدى الــدرة الإسـلاميـة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 06-04-2006, 03:51 PM
  3. الرسول صلى الله عليه وسلم يشرف منتديات الدرر
    بواسطة محمد المحيا في المنتدى الــدرة الإسـلاميـة
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 15-02-2006, 12:13 PM
  4. معجزات رسول الله الباهره للعقول....!!!
    بواسطة ابو دعاء في المنتدى الــدرة الإسـلاميـة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 12-11-2005, 07:57 PM
  5. ~بأبي أنت وأمي يا رسول الله (10) ~
    بواسطة الأصيـــــــــل في المنتدى الــدرة الإسـلاميـة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 25-10-2004, 03:15 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة واحة الدرر 1432هـ - 2011م
كل ما يكتب في هذا المنتدى يمثل وجهة نظر كاتبها الشخصية فقط