لاشك في أن السبب الرئيسي في عدم اتخاذ الكتابة هواية عند الكثير
من الشباب يرجع إلى الفكرة التي يذيعها بعض الكتاب عن أن الكتابة موهبة ،
إذ أن ذلك جعل الشباب يفهم إما أن تكون الكتابة موهبة أو لا تكون ،
ولذلك فإن كثيرين منهم لا يحاولون الكتابة إطلاقاً .
وإذا حاولَ البعض ذلك فإنه لايستمر في المحاولة لمدة طويلة . وإذا كان بعض
كبار الكتاب قال بذلك ، فإن بعضهم الآخر يقول بأن الموهبة في الكتابة لا تمثل إلا
جزءاً من عشرة أجزاء . وأما التسعة الأجزاء الأخرى فتتمثل في ممارسة
الكتابة نفسها في صبر لا يعرف الملل . و الشيء الذي لا ريب فيه أن الكتابة
عادة تكتسب بالممارسة كما تكتسب أي عادة أخرى . فنحنُ لم نعرف في تاريخ
الكتابة الطويل ، كاتباً قد ولد وهو قادر على الكتابة دون أن يحاولها ويمارسها .
وإذاكان هناكَ من يقول بأنَ الكتابة صعبة ، فإن صعوبتها تأتي من أنها تفكير ، والتفكير صعب
ولكننا حين نتعود عليه فإنه يغدو سهلاً ميسوراً .
وما يصدق على التفكير يصدق على الكتابة كذلك إذ أنها بالممارسة الطويلة
تصبح لا صعوبةَ فيها .
ونحنُ نستطيع أن نتعود على الكتابة باتخاذها هواية نمارسها في أوقات فراغنا كما نمارس أي هواية
أخرى . وقد نجد صعوبة في البداية ولكننا حين نستمر ، فإننا نتغلب على هذه الصعوبة .
للكاتب عبدالله أبوالعنين .من كتاب ( الخطوة الأولى ) شهادات في التجربة الإبداعية .
تركي الماضي .