أنا وأنت .. شيء واحد
إذا سمعت أن مسلماً جاءه مولدود ، أو أن مسلماً كثر عليه المردود ، أو أن مسلماً تبسم وعانق الورود ، أو أن مسلماً فرح فرحاً أشرق له الوجود ، لفرحت له أيما فرح ، ولسعدت بذلك أيما سعادة ، لو أن هذا الإنسان المسلم في شرق الأرض أو في غربها ، في شمالها أو في جنوبها ، في بطنها أو على ظهرها فرح فرحة أو تبسم ابتسامة فرح في يوم من الأيام لخير أصابه لفرحت له ، سواء عندي أكان هنا يجلس عندي أم كان في الهند أو السند .
ولو أني سمعت في يوم من الأيام أن مسلماً فقد حبيباً ، أو وقع مريضاً ، أو صار في هذه الدنيا وضيعاً ، أو فقد ماله ، لحزنت له حزناً حزناً ، ولاهتممت لهمه هماً هماً ، هذا والأمر عندي سواء أكان من فرنسا أو من النمسا ، أو كان مِن مَن بلده ينسى .
أتعرفون لماذا يا إخوتاه ؟ أتعرفون سر هذا الحب ؟ إنه الإسلام ، فيا إخوتي أحبكم في الله لأنكم مسلمون ، أحبكم في الله لأنكم موحدون ، إخوتي .. أسمى علاقة ربطت الناس ، وأذهبت عن القلوب الأدناس ، رابطة الإسلام .
إن يفترق ماء الغمام فماؤنا *** عذب تحدر من غمام واحد
أو يختلف نسب يؤلفْ بيننا *** دين أقمناه مقام الوالد