السلام عليكم جميعا..
مما ينسب للشافعي - رحمه الله- قوله:
ما في المُقامِ لذي عـقـلٍ وذي أدب ... من راحةٍ فدعِ الأوطانَ واغتـرِب
سافرْ تجدْ عِوَضـا عمن تفارقُــه ... وانْصَبْ فإنَّ لذيذَ العيشِ في النَّصَب
إني رأيتُ ركـودَ الـماءِ يُفســدُه ... إن ساحَ طابَ وإن لم يَجْرِ لم يَطِب
والأُسْدُ لولا فراقُ الغابِ ما افتَرَست ... والسهمُ لولا فراقُ القوسِ لم يُصِب
والشمسُ لو وقفتْ في الفُلْكِ دائمةً ... لملَّها الناسُ من عُجْمٍ ومن عـرب
والتِّبرُ كالتُّـرْبِ مُلقىً في أماكنـِه ... والعودُ في أرضه نوعٌ من الحطب
فإنْ تَغَرَّبَ هـذا عـزَّ مَطلَبـــُه ... وإن تغربَ ذاك عـزَّ كالذهــب
ومنه:
سأضرِبُ في طولِ البلادِ وعرضِها ... أنالُ مرادي أو أموتُ غريبـا
فإن تَلِفَتْ نفسي فلله دَرُّهــــا ... وإن سلمتْ كان الرجوعُ قريبا
ومنه:
ارحلْ بنفسك من أرضٍ تُضام بها ... ولا تكنْ من فراقِ الأهلِ في حَرَق
فالعنبرُ الخامُ روثٌ في موطنـِـه ... وفي التغربِ محمولٌ على العُنـُق
والكحلُ نوعٌ من الأحجارِ تنظُـره ... في أرضه وهو مرميٌّ على الطُّرق
والكحل نوع من الأحجار تنظـره ... فصار يُحمل بين الجَفْن والحَـدَق
ومنه:
تغرّبْ عن الأوطان في طلب العلا ... وسافر ففي الأسفار خمسُ فوائدِ
تَفَرُّجُ همٍّ واكتسـابُ معيشــةٍ ... وعلمٌ وآدابٌ وصُحبةُ ماجـدِ
وختاما, يأبى - رحمه الله- إلا "التحطيم"
, ويقول:
إن الغريبَ له مخافةُ سارق ... وخضوعُ مديونٍ وذِلةُ مُوَثَّق
فإذا تذكرَ أهـلَـه وبـلادَه ... ففؤادُه كجَنــاحِ طيرٍ خافِق
شكرا, والسلام عليكم.