استشهد الأسد داد الله رحمة الله
{وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} (169) سورة آل عمران
{فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} (170) سورة آل عمران
اللهم تقبله من الشهداء واسكنه الفردوس الاعلى مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا
اللهم الحقنا به عاجلا قبل اجل يا رب العالمين
إذاً فقد رحلت أخيرا ، وتركتنا .. غادرت أطيافك مروج ( هلمند ) وارتحلت عن
سهول ( زابل ) وهجرت فيافي ( خوست ) .. رجل .. تدلّت مقاليد حياته من
مأسورة رشاش ثقيل .. كل ذكرياته تختزلها نيران السواتر المتقاطعة ..
أفعمت مفهوم البطولة بمعاني حية ثرة .. واختبئت في جبينك قمم
الشجاعة الفذة ..
وجه بسمرة تراب أفغانستان وعمامة معقودة على عجل ولحية
دونما تشذيب .. أهذا أنت أم أنت الطالبان ؟ لست أدري !!
ضاعت الفواصل والحدود بين المعقول واللامعقول ، تداخلت الأسطورة
مع رتابة الحياة فولدت رجال من نار وحمم ، من غيرة وشمم ، جئت من العدم ، ولكن
عزائنا أنك لم تذهب للعدم ..
دادالله : أتسمعني الآن ؟ أم تراك لاهٍ عن ندائي في مقعد الصدق عند المليك المقتدر ؟
لو أنجبت نسائنا من أمثالك – بغزارة- لكنا اليوم نقيم الحد على بابا الشؤم في باحة
الفاتيكان ، ونعزّر كوندي وبوشها المأبون في مبنى الكابيتول هيل ، ونرجم بلير الخسيس
في عشرة داوننغ ستريت ، فيما تُلمّع سبايا اليهود جزمات حربنا .
إذهب فداك الشوق ، ولترقد رقدتك الأخيرة ، آن للعين التعبى أن تلوذ بشئ من الراحة ،
وحان للجسد المكدود أن يستكين ، ولكن ، وقبل الرحيل ، دعني ألثم الجبين الوضّاء
بقبلة الأجلال والأكبار .