[align=center]
السحْرُ نجمٌ بعيد ..
سلاما لروحه أينما تكون،
البوح يا سمو النجوم مدى وطيور بيضاء مهاجرة
البوح أيضاً مجنون كجنون الفراشات بوهج النار
يطرن للحلم لينتحرن باللهب !
كانت المدينة تعج بالضجيج
وكانت روحي راحلة بأثر خيول الحلم المجنحة
صحراء شاسعة يملؤها الأقاح
وسلاما آمناً يرتسم على السفوح الممتدة .
يا نجم مساءات الوله ..
كيف للحلم أن يُرجعني للضجيج كلما صحا العقل بي؟
هل تلتمس المـوت الذي يمر بالمسافة الشاسعة بين
قلبي وعقلي ؟
يا نجمي ..يا بعيد
أيها الممتد ألقا من السماء لروحي
إلى متى تبقى الحلم الذي كلما اقتربت منه ينحسر بروح
الشمس ويبعد !
وتهزني الرَياح
وتتساقط الرؤى أملاً جنيا ..
وشوشة عابرة ؛
( هو جزءٌ من الشمس / ما الحلم إلا نورا يسكننا )
صوتٌ يعج بالغضب؛
( استقصي خطاه / أُسكنيه ولو كان نجما أو مدى)
نافذتي تطل على الجهات الأربعة للعالم
أغْلِقها كلما تسرب إلى مسامعي لغو الدنيا
وأفتحها للعالم كلما فُرشت الدروب بسجادٍ من خير وأمل .
من وراءها تدب الحياة بكل تناقضاتها فأحكم تربستها جيدا.
تمرها المدن المترفة بتبختر وبقناعة تدنو
منها الصحارى الحلم فيكون السحر قد بدأ .
قد يطل ذات صفو وجهٌ حائر منها يقرأ السكون فيعود لأحزان المغارب
وقد يكون نور وردة تذبل عبر طقوس الخريف الدائمة !
تتشبث بستار النافذة المترتق بألوان البؤس الباهتة وتنقرها كلما أطلت
حدود الشباك المتربة من بقايا الرياح .
كانت تلك الوردة تبحث عن حياة من خلال حياتهم ذوي الخطوات الأبدية.
تراهم بوضوح فتُفزع من بعض الوجوه الأخطبوطية حين تلتصق بشباكها
تُغلق النافذة حينما تستجدي الحلم بأن يسكنها
بأن يحملها لنجمها لترتوي من نداه ..
و
أيقظني طيفك
أكان مملوءا بالفجر أم الفجر امتلأ به !؟
الدرب طويل يمر بألوان اليوم العديدة ولا يبين
منك شيء !
أكاد ألمح طيفك بكل التفاته مباغته لي
وكأنك تسكن المدى الذي أتنفسه ولا أراك !
هل تخبئ ملامحك عني خلف هذه الألوان؟
اقترب وعلمني كيف للأنوار أن تحرس مقامك هكذا ؟
علمني بماذا تتغنى الليالي كلما اشتعلت خطوات السُّري؟
علمني إلي أي حدٍ تعشقني ؟
. . .
وأنا وأنا أيضاً
بلا حدود أعشقك
بلا موت أحياك
وبلا ارتواء أشرب عذوبتك.
بصوت همهمة الريَّاح تختلط أصواتهم
وقع خطىً ثقيلة وبظلٍ متموج تقترب عجوزا من نافذتها العتيقة
بيدها خبزا للتو استوى
رائحة الخبز الحار أرجعتها للبعييييد
لخبز التنور والحليب الحار ، لضحكاتٍ تدفئ ليالي الشتاء الباردة.
للخبز رائحة الذكريات ولخبز أمي حنين لا ينضب .
تقترب تلك المرأة المسنة بخطاها الثقيلة ورائحة الخبز تعتلي
سماوات الجوع والحنين والتعب
تقطع من الخبز وتناول الطفل المُتدحرج خلفها
بالكاد كان يخطو ذاك الطفل وبجوع بيّن التهم خبزته.
وقف الطفل المليء بطهر السماء أمام نافذتها
نظر مليا / توقف عن مضغ الخبز الذي سكن فمه
تساءلت عينيه الساحرتين اللتان يشبها بحارالجزر البعيدة
" أ هو شبحا ذاك الذي يبتسم لي "
مد لها ما تبقى من خبزته. ربما أحس بأنها تذبل فحاول أن يُحييها.
تحاول أن تصل ليد الطفل لأن تلتمس روحه لأن تمسك النورلحظة.
فتأتي العجوز بلجة الأمواج لتبتعد بالطفل / النور .
في جنح الليل لم تسمع تلك الحالمة صهيل الأدهم ولم تحملها الشهباء
تلك المنطلقة عبر اللَّهاث لنجمها البعيد .
والشِعر المُرصع بالبلور الفاتن كالخيال الواثب حد الخرافة كان
مُحال قد صُبَّ من ظلام حجرتها الثرثارة.
لأن الفرسان الوليد وابن الورد عروة لم يباغتوا اللحظات ويغيروا
على البذخين بالسخف والـ"متكرشين" بالمتعة المنهمرة هنا..
ولأن الغنائم لم تسق للمتصعلكين البؤساء.
أتعرف يا نجمي كنت أرحل للحلم لأقرأ عنك
الصحاري كانت تحكي عنك
وكيف يلج نجم المساري لأحلام الجنيات
كيف يهب في ليالي الرِّياح للملمت التائهين
فيكون نوره أقوى من قصم الرِّياح
يرسم بالظلمة نورا بإثر نور فيهتدي به كل من تاه.
ياااا الله كل الأطياف هناك أسألها عنك / أينك ؟
أرجو ذاكرة العراء الفسيح لأن تحكي لي عنك
قالوا ..
سكنت روح طائرا كان ينشد المعالي فداهمته العواصف،
قالوا ..
أحزنك موت خباءٍ عتيق بعدما مرت به كل أيامه
صبوا عليه أصحابه جام لعناتهم وخلفوه وراءهم كسيرا.
وأنت لم تقل شيئا !
بعض أصوات العابرين من أمام نافذتها قد سكنت الظلام
ذاك الظلام الذي لا عيون ترى به .
يظل أصواتهم يتخبط في السواد فلا يعود وفي اشتداد البعد
قد تُذكر تلك الخطوات التي يشوبها الصوت الحاني ..
ويلح الحنين لكنه يهجع بكبتٍ خانق .
كصوته الذي رحل مع ترانيم الفجر ذو النور الناهض عبر
أميالٍ من دوراننا حوله .
يفووح شذا الرحب الإيماني في سنا صبحٍ وردي ،
يجر خُطاه ذاك المعبق بدفء الشيوخ ،
يبقى باسم الثغر أبدا برغم شريط حياته المعفر بالتعب .
ويلقى السلام على طفلته التي خلفها تتنفس أنفاسه
" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته "
يا الله قد أحس بها جدها وأتى من النورالبعيد
كانت تحاول أن ترد عليه بصوتها وروحها وأنفاسها
ترد على من أحس بها من وراء الطين والحزن والنوافذ الموصدة
ولكن الموت قد أخرسها وألف نافذةٍ قد أُغلقت أمامها،
ومضى عنها .. مضى يرتل آياتٍ من الذكر الحكيم ..نورٌ على نور
ويزيد نقاء الفجر نقاءا .
انكسارها يشبه انكسار ذاك الخباء العتيق .
كلهم يبتعدون
لا يحسنون قراءة صمتي ولا يعرفون بأني
مسحورةٌ بك .. ؟
بالنور الواعد بالحب الذي لا يموت
بالأمل المملوء بالحياة
أُريد أن أحيى ولكن بالموت بك ولو كنت تحيى بعطش الرمال
ولو كنت لفح الريَّاح الغاضبة على من يطأ الثرى بحوافر
الشيطان .
فقط أُريد أن أحيى بك .
قل لي ..
متى تُفتح النافذة التي تطل على الجهات الأربعة فتكون
كل الجهات أنت ؟ . [/align]
نـوّار