.
[على قارعة العزلة .. مضى يقضم أظافر الفشل .. يتكئ صمت .. وقد فاته العمر انتظاراً لـ...ـمغفرة ]
..
قلت لك لن يمنحكَ الزمان عمراً ليس لك .. وانك حين تعتنق هاكَ الأحلام .. لستَ إلا كمن يسرّب من بين يديه عمراً يملكه .. ليلحق بآخر هو ابعد من ان يصله !
غرّكَ اني استكنتُ لصمتي أمـلاً في رجوح عاطفتك .. فنسفتَ من عالمي وجودك .. لتركض نحو حياة اخرى .. وتذروني انتظر موتك المحقق في اعماقي .. !
غرّكَ اني كنتُ ابني بيد الإصرار قلاعاً تمنع عن اشواقنا جحافل النسيان .. فظننتَ اني لن اهدم مابنيتْ .. غير انّ معول غيابك كان اقوي مني / ومنها فأحالها الى قصاصات حجارة .. وأحال عمراً جمعنا الى ذكرى .. وايامنا الى غياب ....... وغياب ........ ثم حفر ثقب صغير في جدار القلب سرّب مابقيَ من "حب" !
"حب" !!!!
الحب توحُّد .. وكنتَ انتَ الخارج عن القانون .. تقلب الموازين .. لتأتيني بـ "تضاد" كامل !
وكنتَ دائماً ماتختار الإتجاه المعاكس .. حين كنتُ آتيكَ من اتجاه "القلب" !
وحين كنتَ لي "الشمال" الذي تتجه بوصلتي اليه عشقاً .. آثرت الضياع في صحرائك دونما "بوصلة" !
وكنتُ في تلك الليلة ..
أُخيط بمغزل الأحلام معطفاً من نور .. احمي به ليالينا من ارتعاشات البرد ..
وعلى الضفّة الأخرى ..
كنتَ على غفلةٍ من قلبك / ومني .. تفصل عالمكَ عن عالمي .. وترسم حدوداً لم تكن يوماً بيني وبينك ... ثمّ ... تحمل حقيبة الغياب .. وترحل .. بلا صوت .. بلا وداع .. ودونما وقع خُطى !
و في الغد ..
"فجيعة" وجدتُها تشاركني وسادتي .. بعد ان زحف الفجر معلناً بدء عمري بدونك ..
كل شئ كان ينبئني بـ "غياب" !
الحجرات خالية منك / من صوتك / من انفاسك ..
لانبض .. لادفء .. لاحياة .. لاحياة .. لاحياة ..
فقط ظلام كثيف .. وصمت موحش يكاد يلتهم اسماعي !
منذ فجيعة رحيلك .. والشمس لم تعد تشرق في صباحاتي !
منذها .. وعتمة دامسه تعِدُني بليلٍ سرمديّ لاانتهاء له !
منذها .. وانا أُلقم غيابك بأسئلة مرعبة .. لـ يعود إليّ كل سؤال .. مغموساً بخيبة !
منذها .. وانا اموت في كلّ مرّة أحاول فيها احياء وجودك بأمل قريبٍ / بعودة !
وتوالى الغياب ..
وبحجم المسافة .. كان الخراب يكتسح عالمي ليحيله الى مدينة "خربه" .. وكان اليأس يبتلع كل الطرق التي تؤدي الى ازدهاركَ في اعماقي .. واصبح مابيني وبينك "هوّة" عميقة .. استنفذتُ لملئها كل الذكريات .. وكل الآمال .. وكل الحب ..
والآن ..
...... تعود ..
وتظن ان بإيابك سيعاودني الربيع .. وستورق الأغصان .. وستشرق الشمس .. وستخضّر مساحاتي التي خلّفها غيابك صحراء قاحلة ..............!!!
متأخراً اتيت !