كانت الساعة تقريبا السادسة والنصف
والشمس ترسل أشعتها الذهبية الجميلة مع أول يوم من أيام أبريل الجميل
والمحطة تعج بالطلبة والطالبات .. وأنا أفكر في درس النحو في هذا الصباح الرائع
لقد تأخرت هذا الصباح .. وكل باصات المدرسة قد ذهبت .. وسأكون مضطرة للصعود إلى الباص العام .. وهام الطلبة يتجمعون وسيصعدون أولاً ويجلسون .. والطالبات لا مكان لهم.
هاهو الباص قد حضر .. ويبدو أن حظي جيد هذا الصباح .. فقد صعدت وبهدوء جلست قرب أحد الطلاب ..
ومضى مسرعاً وأخذت في مطالعة كتاب النحو وأستمع إلى أغنية لا أحبها .. ملزمة أن أسمعها .. فهكذا عودنا سواق الباصات العامة التي تأخذنا إلى المدرسة.
أغلقت الكتاب ودون قصد ألتفت إلى الطالب الذي يجلس بقربي .. وتفاجأت بأنه يبكي ..
استغربت .. ما به .. مازال يبكي وبحرارة .. ناولته منديل كان معي ليمسح دموعه التي نزلت على خديه.
ماذا يبكيك ؟؟
سكت وقال بصوت متقطع .. أبي وزوجته
لماذا ؟؟
حكاية لا أنصحكي بالإستماع لها
أرجوك فقد كدنا نصل إلى المدرسة .. وسأنزل قبلك ..
حسنا .. توفت والدتي من سنتين .. وتركتني أنا وأخوتي الثلاثة .. وأصغرهم عمره ثلاث سنوات .. فتزوج والدي .. ولسوء حظه وحظنا كانت زوجته قاسية القلب أتعبتنا وأتعبته .. حاولت أن تبعدنا على أبي كثيراً وبدلاً من أن تكون لنا أماً ثانية .. كانت لا تشفق علينا .. وأصرت على أن تخرجنا من البيت مهما كان
وماذا حدث
طلقها والدي هذا الصباح
يا ربي .. طلقها
نعم
ورجع الصبي يبكي كالسابق وأنا نزلت في محطة المدرسة وإلى درس النحو .. بسرعة
نوااااار