تاريخ التسجيل :
Jan 2005
رقم العضوية : 2490
الاقامة : في عوالم اخرى
المشاركات : 176
هواياتى : مراقبة الطيور ... وربما البشر
MMS :
الحالة
غير متصل
معدل تقييم المستوى : 20
Array
أستاذي الجليل البقالي
أدخلتني قصتك في متاهة ..
متاهة ألاف الأسئلة التي نبشت نصك ؛ تبحث عن إجابات ...
متاهة إنبهار سيدي ... وليست متاهة تيه ...
القصة مصاغة بدرجة عالية من التكثيف والعمق ...
تثير الكثير من التساؤلات .. والقضايا بذهن المتلقي ،
و تكتنز أفكاراً .. ذات أبعاد إقتصادية و إجتماعية و سياسية ....
كشفت رؤية الكاتب العميقة للحياة .. والواقع المعاش
القصة تحكي حياة كاملة لوطن ومواطنين ، خلال حقبة من الزمن
تُحكى القصة بلسان الراوي ، حيث يقوم الراوي بتعرية واقع .. الوطن
وقضية الإغتراب أو الهجرة بدوافعها ونتائجها ، كما تتعرض لمسمى " الحلم المأمول "
الذي ينشده كل مهاجر .. قاصدا بلاد الضباب ، كما تعرضت لتبعات الإستعمار ...
الكاتب لم يقدم القصة للقراء ، في لحظة سكون إستاتيكية جامدة ، بل اختار أن يلتقطه في
حركة ، ليكشف التيارات الفاعلة ... وبكافة تأثيراتها ومؤثراتها ... ، ويوضح مكامن القوة والضعف ،
ويؤرخ للأمكنة بكل مايجيش بها من ... ( قسوة .. / عنف .. / وقهر ) ...
ـ ـ ـ ـ
محاور القصة
الوطن وعراقيل الحياة الإقتصادية فيه :
شيدت القصة في رؤياها ... أركان عالم الوطن ، ليس هو العالم المنشود ، أو الوطن الحلم ..
المرسوم في الخيال ، والمستدل عليه من الشعارات .. التي تصوره جنة فردوس ، حتى و إن خلا من ...
معالم الجنان ...!! ، وطن الوعود .. والأماني ...
ليفيق ويصطدم أمام عقبات الحياة الإقتصادية الموغلة في التعثر ، والتي لا طائل له بتبعاتها ،
فضيق العيش فيه تدفع مواطنيه للهجرة بحثاً عن .. بارقة أمل ؛ لتحقيق الأحلام المأمولة " أحلام البسطاء "
... وقد حالف الكاتب التوفيق بدرجة عالية ... في عرض ذلك المحور .. ، بصورة مكتملة " للشيخ بوشتي " ..
من استمع لنداءات وطنه بالبقاء ، وتخلى عن أحلامه الشخصية وضحى بالفرصة .. للنفاذ من عنق زجاجة ...
ضيق ذات اليد في الوطن ، و أمات أحلامه بالهجرة .. ليعيش وطنه ..
وقد استعرض الكاتب صورة لحياة الشيخ ، على أرض وطنه .. وعلام حصل بعد أن قدم من تضحيات ... !!!
" ماذا صرت ؟ حطابا، وحين تلاشى ما تبقى من قوتك صرت متسولا ."
ـ ـ ـ
أحلام ماقبل الهجرة :
فالمواطن عندما تضيق به الحال داخل وطنه .. ، ويضيق به وطنه ، تنازعه أضغاث الأحلام .. ربما يعطيها ..
ملامح الأحلام المأمولة " أحلام البسطاء " .. ربما ليغذي نفسه ببارقة أمل لتكون الزاد لاستكمال الحياة ،
بعد أن تخلى عنه وطنه ؛ حتى لا يتوغل الحقد بداخله على وطنه ، فيسعى لتحقيق حلمه تعانقة الآمال الكثر ،
ويأبى أن يثنيه أي سبب على التراجع .. أو تنازعه أدنى رغبة في ذلك ، واضعا نصب عينيه قصة الشيخ بوشتي ..
فهو يأبي أن يؤول حاله لما آل له حال الشيخ .. ، لذا فهو سيمضي ويحتمل مهما كانت العقبات والتي هو على دراية كاملة بها ..
" العيون التي ستنظر الي بريبة كلما طالعها وجهي . والقناص المتغطرس الذي سيتربص بي الدوائر .
والأيادي التي سرقت منا بلا حساب و التي ستنعتني بالسرقة بالرغم من أن العرق
الذي سيتصبب مني لن ينشف قبل أن اصرف الأجر الذي سأحصل عليه " .
ـ ـ ـ
الممارسات العنصرية والقتل المباح في بلاد المهجر
بلاد الحلم المأمول .. قد تعرض لها الكاتب بصورة غاية في التأثير ...
جسدت واقعا معاش .. للغالبية العظمى ممن رحلوا .. بعد أن ضاقت بهم رحاب وطنهم ،
وكيف أن التهم تتلبسهم بلا بينة .. !!
وكيف أن الأحكام تطلق عليهم .. بلا محاكمات .. أو بمحاكمات متجنية ..!!!
وكيف أن القهر يلاحقهم من الداخل والخارج ... !!
ـ ـ ـ
قضية الاستعمار :
وماخلفه من نكبات ... على الأوطان التي كانت محتلة من قبله ،
كيف أنه نهب خيراتهم ، وتركهم بلا موارد إقتصادية ، مما اضطر مواطنيهم للهجرة لبلاد ذات المستعمر !!!
وهم يعلمون أن ماذهبوا ينشدونه .. بالعمل و الكد ، ماهي إلا ثروات أجدادهم التي نهبت قبلا ...
ـ ـ ـ
المحور الأخير
حمل الكاتب على لسان شخصية القصة نوع من النبوءة .. " ما يهمني الآن هو أن تعرفوا أن دماءكم ستستعمل حبرا لكتابة التمائم و التعاويذ عندما يجف دمي. "
هو نوع من النبوءة بما سيؤول عليه الحال في بلاد الضباب .. بعدما ينتهوا من ممارسات العنصرية والقتل المباح ضد المهاجرين حتى ... ما ان ينتهوا من أمرهم .. وهنا تساؤل يطرح نفسه .. !!
ترى على من ياتي الدور ؟؟؟
فهم شعوب اعتادت تلك الممارسات .. لحد الادمان ..فتنبأ بأنهم سيمارسونها ضد بعضهم البعض .. ليتحول مجتمعهم إلي غابة يأكل فيه القوي الضعيف ..
حتى وإن كان من نفس النوع والفصيلة ...
يتبع
خالص مودتي
ها ميس