تاريخ التسجيل :
Jul 2003
رقم العضوية : 1644
الاقامة : مدينة القصة ـ بلاد الأدب
المشاركات : 57
هواياتى : القراءة-الفلك-الشطرنج-التاريخ
MMS :
الحالة
غير متصل
معدل تقييم المستوى : 21
Array
أشياء فــى القصة القصيرة
نشأت القصة القصيرة ، وتطورت خلال مراحل عديدة مرت بها ، حتى ترها وقد إختلفت كلية عما كانت عليه فى السابق .. فحين نشأتها مثلا لم تكن ذات ماهية محددة أو مقنعة بل أنها بدت أحيانا كرواية يهرب كاتبها من قسوة المد و التطويل وبناء الأحداث ، لذلك فالمتأمل للقصة القصيرة لدى كل من أقدم عليها قبل "حى أر موباسان " سيلاحظ تداخلات المقال والرواية والرسالة بجوانبها.
وحين نشأت القصة القصيرة فى الأدب العربى فى أخريات القرن الماضى كان الأسلوب رتيبا ، والعبارات مسجوعة كأسلوب المقامات تماما ، ثم يأتى التطوير على أيدى محمد تيمور الذى كتب أول قصة قصيرة عام 1927 بعنوان " فى القطار" ،وهنا أقول التطوير وليس النشأة وتهتم الصحف والمجلات وتنشرها لجذب القراء على سبيل التسلية.. ويظهر رواد القصة القصيرة العربية الحديثة كـ يحيى حقى ومحمود طاهر لاشين وعيسى عبيد وغيرهم وإتصلت القصة بهموم الإنسان العربى وآلامه وطموحاته.
الأسلوب
أساليب كتاب القصة القصيرة تختلف بالطبع عن أساليب كتاب الرواية أو المقال وما غير ذلك ، فنرى مثلا أن الأديب " يوسف إدريس " حين يحاول كتابة القصة القصيرة بمجموعته القصصية " لغة الأى آى" قد أنتقد بشدة من جانب د/حسين محمد حسين، وفؤاد قنديل حتى درجة البكاء فيوسف أدريس يكتب قائلا: المشاكل نحن نخلقها حين نفتقر إلى التفاؤل..والتفاؤل هو الإرادة..وبالإرادة القوية تصبح الحياة كالبساط الممهد "بساط الريح".عش واضحك،واطلب القمريأتيك.وكل ما فى الحياةآت لا ريب فيه. .. ويبدو أن أدريس قد تخلى تماما عن تلك الإشتراطات اللازمة للقصة القصيرة معتمدا على ما له من أسم أدبى و صحفى كبير ، لذلك نراه وقد واجه بقول د/حسين محمد حسين : قد يحتمل أسلوب يوسف إدريس الصحفى المقالة أو الخاطرة. أما القصة- وأدريس زعيم من زعمائها- فلا تحتمل هذه الأساليب الخطابية التى لا يمكن أن تصنع عملا أدبيا جيدا. ، ومن ذلك نستلهم أن هناك فرقا بين صوت الأديب وصوت الواعظ فالخطابية والتقريريرية تفسد على القصة القصيرة فنه.
ونخلص من ذلك إلى أن أسلوب الأديب أو كاتب القصة القصيرة يتميز بشئ من الوصفية التى تخلو من كل خطابية أو تقريرية. وأدوات الأسلوب عديدة، يظل أهمها
اللغة
واللغة كما سبق القول تختلف عما هى عليه بألوان الأدب الأخرى كالمقال والشعر والرواية .. وما إلى ذلك ، بل نراها
1) لغة تحفل كثيرا بالتصوير والوصف ، لكنه ليس التصوير المأخوذ عن البلاغيين وعن كتبهم بالتعلم بل التصوير المأخوذ من وعى الشعب والبيئة والمجتمع بعد تقطير لغتهم ومحاولة تفصحها
2) أنها تقوم بدورها فى تقديم الأحداث أو التمهيد لها
3) يقدم بها صورا للشخصيات الرئيسية أو الثانوية
4) لغة يمكن تضخيمها
لكن ما هو التضخيم ؟
هناك نوعين من التضخيم ، هما التضخيم الجزئى والتضخيم الكلى
التضخيم الجزئى
هو أسلوب فنى يلجأ إليه الكاتب لتضخيم أحدى اللقطات وتكبيرها حتى يكون أكثر دلالة وأبعد تأثيرا فى التعبير عن الواقع ، فمثلا حينما يحاول الأديب المصرى " فؤاد قنديل" أن يعرفنا بشخصية العسكرى الذى يتحدث كثيرا فى قصة ( عصر بهانه) نجده يقول قال العسكرى أبو لسانين ويتضح ما فى هذه الصورة من تضخيم وسخرية.
التضخيم الكلى
التضخيم الجزئى هو لقطة من مشهد القصة القصيرة أما حينما يمتد التضخيم ليشمل كل أرجاء القصة فهو التضخيم الكلى أو ( الجروتسك ) فلنقرأ معا أحد صوره لفؤاد قنديل
نزلنا مع الضيوف، كان علينا فقط أن نعبر الطريق العريض مشيا لنصل إلى مبنى مجلس المدينة حيث قلعة المؤتمر، مسافة لا تزيد على مائة متر، تقدم العلماءوالباحثون والخبراء ورجال الإعلام ، وما أن جالوا بضع خطوات حتى فوجئوا بعدد هائل من الحمير ، ولما حالوا أن يتعرفوا على آخر هذ1 الزحف لم يجدوا له آخر وتتابع أحداث زحف الحمير نحو العلماء حتى بدت الحمير متداخلة وملتحمة وممتزجة .. كائن واحد يتدحرج وتتلاطم أجزاؤه .. زحفت علينا الحمير .. كان الحل الأمثل أن يتراجع العلماء مؤقتا إلى الفندق ويحل محلهم الحمير والغرض من التكبير الكلى هنا هو الجملة الأخيرة من النص.
وللحديث بقية
ولكم كل الأمنيات الطيبة
لا تحسبوا رقصى بينكم طربا ...
فالطير يرقص مذبوحا من الألم ..