. . . عملية الخبر... قراءة في حدث إرهابي . . .

[Sami96SA]

مساء الخير

مقال موجّه لكل من تعاطف ويتعاطف مع الإرهاب وقائده .. خذوا حذركم .. من أجل "وطنكم".




منذ اللحظات الأولى التي وردت فيها الأخبار عن عملية الخبر الإرهابية، استنفرت محطات التلفزيون الفضائية العربية والأجنبية طاقاتها من أجل متابعة الحدث وإبراز جوانبه المختلفة وما فيه من جديد على صعيد الجهة الفاعلة ومقولاتها أو التكتيكات أو الأهداف من وراء عمل جبان مثل هذا. ولم يكن صعبا على المراقبين المهتمين أن يدركوا أن بعض الجهات الإعلامية لم يكن هدفها معرفة حقيقة الحدث وأبعاده الحقيقية بقدر ما كان إثارة المشاعر وتهييج النفوس وتوجيه سهام غير شريفة، بما في ذلك الترويج لمقولات من قبيل ضرورة الحوار مع مثل هؤلاء المجرمين اتقاء لشرهم. ومع تتالي الأنباء ثم شهادات شهود العيان الذين قُدر لهم أن يكونوا جزءا من الحدث كرهائن أو ساقتهم أقدارهم لملاقاة أحد الإرهابيين والتحدث معهم بسرعة خاطفة، زال كثير من الملابسات التي استقرت في أذهان بعض مشاهدي القنوات الإخبارية.

فالحدث ببساطة ودون أي تنظير، عمل إرهابي جبان، وأهدافه واضحة وضوح الشمس، وتتمثل في عدة أمور جوهرية، مترابطة مع بعضها بعضًا، أولها ضرب الاستقرار الداخلي في المملكة، وثانيها إرهاب الوافدين لاسيما من الجنسيات الغربية ودفعهم إلى العودة إلى أوطانهم، وثالثها التأثير السلبي على الوضع الاقتصادي للبلاد، ورابعها توجيه رسالة إلى العالم بأن النفط خاصة والمصلحة الغربية عامة ليست مأمونة بعد.

هذه الأهداف ليست جديدة في حد ذاتها، فكثيرا ما تحدث عنها تنظيم القاعدة منذ زمن طويل، وفي منشوراته المختلفة التي ظهرت على المواقع الموجودة في الشبكة الدولية للمعلومات "الإنترنت"، التابعة له مباشرة أو المتعاطفة معه، تكررت هذه المقولات بكثرة استنادا إلى ما يصفونه مصدرين شرعيين، أولهما ما يصفونه حديثا نبويا شريفا يوصي بإخراج المشركين من جزيرة العرب، والثاني مبدأ الولاء والبراء، الذي يعدُّونه قاعدة شرعية غائبة عن حياة المسلمين، ومن وجهة نظرهم هو أحد أعمدة الإيمان الصحيح، ومن دونه لا يصح إيمان المسلم، بل يصير كافرا والعياذ بالله.


يتبع ...

[Sami96SA]

وفي كلا المبدأين ثمة تفسير يعمل به التنظيم يتصف بالتشدد والتطرف إلى حد الخروج عن الدين الإسلامي نفسه. حيث لا يعترف التنظيم بوجود دار العهد أو وجوب احترام عهود الأمان والاستئمان لمن هم غير مسلمين ويعيشون لسبب أو لآخر في بلاد المسلمين، ويرى أن العالم منقسم إلى طرفين، أحدهما دار الإسلام، وما عداه فهو دار الكفر التي يجب محاربتها إلى يوم الدين، ومن هنا جاءت رؤية التنظيم لمفهوم الجهاد باعتباره جهاد طلب وليس جهاد دفع، وأنه جهاد موصول إلى يوم الدين، ولا يرتبط بأشخاص بذواتهم. وارتباطا بذلك يرى التنظيم أن من يتعامل مع غير المسلم في أمر من أمور الدنيا يعد غير مكتمل الإيمان في أحسن الظنون ويحتاج إلى استتابة، ومن لم يتب، فهو خارج دائرة المؤمنين ويحق عليه القتل.

وتطبيقا لمثل هذه المفاهيم المغلوطة وتفسيراتها المرفوضة من جمهرة وثقاة الفقهاء الأقدمين أو المحدثين معا، يرى التنظيم في عمليات قتل الأبرياء بدم بارد دون أدنى اكتراث للنفس البشرية التي عظمها الله تعالى وحرم قتلها إلا بالحق، ومن قبل أولي الأمر فقط ولأسباب شرعية ثابتة الأركان لا شك فيها، يراها بمثابة جهاد وإيمان كما حدث في الخبر ومن قبل في الرياض ومناطق أخرى من المملكة. وفي كل الأحوال تُلصق عمليات القتل الآثمة هذه بالدين الإسلامي وهو منها براء. والمؤكد هنا أن مثل تلك التفسيرات المغلوطة حين تجد من يقتنع بها أو يعمل بها فهو إما جاهل بحقيقة الدين وجوانبه الشرعية وموقع النفس الإنسانية منها، وإما قليل الحيلة وقع تحت تأثيرات أقوى منه معنويا وماديا لضعف في نفسه أو غياب في عقله.


يتبع ...

[Sami96SA]

ولعل الجديد الذي وسم عملية الخبر ما تعلق باحتجاز بعض الرهائن في أحد المباني، والتهديد بإيذائهم، واستخدامهم دروعًا بشرية لاسيما في اللحظات التي سبقت المواجهة مع قوات الأمن، التي استطاعت أن تحرر هؤلاء الرهائن وأن تعتقل أحد منفذي العملية. وتلك هي المرة الأولى التي يكون فيها رهائن. ومن يتمعن في وقائع العملية كلها يجد أن موضوع الرهائن ربما جاء جزءًا من تداعيات اللحظة وتطور العملية نفسها وما حدث فيها من قتل بعض الأجانب وسحل أحدهم. فضلا عن أن وجود سيارة مفخخة ضبطتها قوات الأمن وقد كانت معدة للتفجير في مجمع سكني، يعني أن العملية كانت تستهدف في الأساس تفجير هذا المجمع السكني.

ولا يعني ذلك أن عمليات احتجاز الرهائن ليست بعيدة عن فكر تنظيم القاعدة. فهناك كثير من المواد التي نشرها التنظيم تشرح كيفية تنفيذ مثل هذه العمليات، وكيف يتم التخطيط لها وكيفية التعامل مع الرهائن، ومتى يتم فك أسرهم ومتى يتم التخلص منهم، وغير ذلك من الاحتمالات. ووفقا لوقائع العملية وتطورها فقد تم احتجاز رهائن لفترة قصيرة، وتم توظيف ذلك للهروب من حصار قوات الأمن وليس من أجل التفاوض على مصير الرهائن أنفسهم. ومن هنا يبدو مهما جدا الاستعداد الجيد للتعامل مع مثل هذه المفاجآت لاحقا.

وحسب شهادات الشهود في عملية الخبر، فمن قاموا بها لم يتعد أحدهم العشرين عاما، وقائدهم كان في مطلع الثلاثينيات، وهو مؤشر على أن القاعدة الآن والتنظيمات المحلية التي ترتبط معها باتت في مأزق كبير، فهي تتجه إلى العناصر الشابة محدودة التفكير قليلة الخبرة بشؤون الدين وأحكامه الشرعية، كما أنها محدودة الخبرة بشؤون الدنيا والحياة عامة، ومن ثم يسهل التغرير بهم، إلى حد إقناعهم بالقيام بعمليات قتل وكأن الأمر مزحة أو عمل من أعمال المرح. في حين أن أحد منفذي العملية كان يتحدث الإنجليزية بطلاقة حين استجوب الوافدين ليعرف منهم من يحمل الجنسية الأمريكية والبريطانية وأين يعيشون، مما يكشف عن أنه متعلم بصورة جيدة، ولكنه لم يُحسن الاستفادة بهذا القدر من العلم من أجل نفسه ودينه ومجتمعه. ولعل ذلك يكشف كثيرًا من أوجه التقصير في نظم التعليم والتنشئة، وكم هي بحاجة إلى مراجعة وتطوير كبيرين. فعلوم العصر دون موجهات شرعية صحيحة وواضحة لا لبس فيها، تدعم القيم الإنسانية وتستند إلى إعمال العقل والفكر، يمكن أن تكون مصدرا للخروج عن الشرع واقتراف محارمه بكل بساطة.


يتبع ...

[Sami96SA]

ومن أوجه التغرير الظاهرة، التي وضحت في سلوك منفذي عملية الخبر أمران، أولهما سؤالهم ببساطة عن غير المسلمين باعتبارهم الأهداف المرجوة من العملية والمطلوب قتلهم وترويع الآخرين منهم وإبعادهم عن أرض المسلمين حسب زعمهم. وثانيا نصحهم للمواطنين أو الوافدين الذين قابلوهم أو احتجزوهم وعرفوا منهم أنهم مسلمون، بأن يلبسوا ملابس إسلامية وأن يطلقوا لحاهم حتى يسهل التعرف على إسلامهم.

وفي الأمرين يظهر التعامل الشكلي والسطحي غير المعمق لقضية جوهرية تتعلق أساسا بجوهر الإيمان. فالتدين لديهم صار مجرد ارتداء ملابس على نحو معين وإطلاق اللحى. أما الجهاد فقد صار مجرد قتل أنفس بشرية جاءت لتفيد مجتمعات المسلمين بخبرتها وعلمها. وهي في أمان المجتمع المسلم ولا يجوز إيذاؤها ما دامت لا تخرج عن القواعد الشرعية العامة للمجتمع. وكلاهما اختزال مُخل بجوهر الإسلام الذي يربط الإيمان بحُسن العمل ولا يحاسب الناس على مظاهرهم أو ملابسهم أو طول لحاهم أو قصرها، فالكل سواء أمام الله تعالى، ولا فارق بين ذكر أو أنثي، أبيض أو أسود، عربي أو أعجمي إلا بالتقوى.

ويبقى التساؤل مطروحا، هل يمكن أن تؤدي مثل هذه العمليات الجبانة إلى الانصياع لمطالب التنظيم؟. الحق أن تجربة الجماعات الإسلامية العنيفة في كل من مصر والجزائر واليمن تؤكد على خلاصة واحدة ذات جانبين، الأول منها أنه مهما قامت هذه الجماعات بمثل هذه العمليات التي تستهدف المدنيين ومصلحة المجتمع بأسره ولا أساس شرعي لها، فإن مآلها الفشل الذريع طال الزمن أم قصر. وإن كل ما يمكن أن تحققه هذه الأعمال الجبانة هو بضع خسائر هنا أو هناك في الأرواح البريئة والمصلحة العامة للمجتمع، وأن تثير قدرا من البلبلة سرعان ما يزول. أما الجانب الثاني فيتعلق بقدرة المجتمع على لفظ هؤلاء، فكلما أثبت المجتمع تماسكه وقدرته الواعية على فرز الخبيث من الطيب، فسرعان ما ينتهي أمر هؤلاء المفسدين إلى غير رجعة.

انتهى

حسن أبو طالب
الاثنين 19 ربيع الآخر 1425هـ الموافق 7 يونيو 2004م العدد(1347) السنة الرابعة

[ابوفهد]

[ALIGN=CENTER]


القوة ابو احمد

والله لكم وحشه يا اهل البحار

ياليت دايم عندكم ارهاب علشان نشوفكم

تراي امزح عاد بعدين يقولون ارهابي

ابو احمد

بلادنا بامن وامان مادامت ترفع لواء التوحيد

ولن يفلح المفسدون في الارض من زعزعة الثقة بيننا

وحد الله والنصر من عند الله

المهم ماقلتي

حسن أبو طالب
الاثنين 19 ربيع الآخر 1425هـ الموافق 7 يونيو 2004م العدد(1347) السنة الرابعة

بالله في اي جريدة او مجلة هذا ؟

تحياتي

على فكرة مطلوب منك اجابات بالخاص اولا

والرجال ينتظر رسالتكم له ثانيا

والكبر والتغلي ماهو علينا يا ابو احمد ثالثا

وسلامتكم من كل شر رابعاً[/ALIGN]