نـبِّـئْ لـمنْ يستأهلُ التنبيئا
و خُضِ الحياةَ عرمْرماً و جريئا
و تناءَ عَمّنْ كان عنْ شمْسِ الهُدى
طرْفاً ضريراً أكمـهاً مفـقوءا
و حذارِ مِمّنْ باتَ يصطنعُ الحجى
عُمْراً ، و كانَ ضميرُهُ مـوبوءا
في أنْيُبِ الأفعى السُّمومُ ، و لا تُرى
و يظلُّ فيها سـمُّها مـخبوءا
لإخيكَ أحْبِبْ ما تُحِبُّ و تشْتهي
و امْنَحْ و لا تكُ طامعاً و دنيئا
إهْدأْ .. فأنتَ منَ الترابِ خُلِقْتَ ، لَمْ
تُـخْـلَـقْ شِهاباً نيّراً و مُـضيئا
هذِّبْ فِـعـالَكَ فـالجليلُ مُقدّرٌ
ما كانَ مـنْها جـيّداً ورديـئا
فإذا رحلْتَ عـنِ الحياةِ و زهْوِها
لَمْ تلْقَ للدُّنيا الْعَشِقْتَ مـجيئا
أليومَ يُكْتبُ ما فعلْتَ و في غدٍ
سيصيرُ ما حصَّلْتَهُ مـقروءا
و غداً ستُنْبِؤنا الملائكُ من بنا
قدْ كانَ معْدنُهُ الصدئُ صديئا
و منِ الذي يَرِدُ المماتَ و كانَ في
ذي السيّئاتِ كتابُهُ مـملوءا
ربِّ ارْزِني إنْ كُنْتَ عنّي راضياً
فغداً يُجازي الرازئُ الـمرزوءا
إنْ كانَ تعذيبـي يُزيلُ خطيئتي
فعذابُ ذي الدُّنيا يصيرُ هنيئا
ربَّاهُ حاقَ الموتُ نفْساً قدْ عصتْ
و أتاكَ عـبْدُكَ مُذْنِباً و مُسيئا
هذا فـؤادي قدْ أقرَّ بـذنبِهِ
إنْ قُلْتُ أنّي كُنتُ منْهُ بـريئا
مهما استزانت لي الحياةُ و أسْهَبتْ
عُمْري مآلي أنْ ـ إليكَ ـ أفيئا
لا تكْوِ وجْهاً كانَ منْ نورِ الكتا..
.. بِ جبينُهُ مُغْرَوْرَقاً و وضيئا
فراس القافي 2000