[ALIGN=CENTER]بسم الله الرحمن الرحيم
الوصول إلى القمة[/ALIGN]
هذه عنوان محاضرة أقيمت في أحد المراكز الخيرية ...
كانت جدا رائعة ، وسأحاول بإذن الله سرد ما أمكنني كتابته أثناء المحاضرة ... فإن كان هناك خلل فهو مني ومن الشيطان ... ومنكم العذر ...
أولا : *& القمة مع الله &*
لكي نصل للقمة مع الله فإننا نصعد على درجات
أدناها درجة المعاقب .... كتارك الصلاة ..
أعلى منها درجة المحاسب .... كالمهمل لأداء الصلاة في أوقاتها ....
أعلى منها درجة المكفر عنه .... إن من يحافظ على أركان الصلاة وأوقاتها لكن هناك بعض من الوسواس أو التقصير غير المقصود فانه صلاته ووضوءه تعتبر مكفرات له ...
وفي القمة درجة المثاب .... وهي مرتبة عظيمة يكون فيها العبد هدفه الوحيد إرضاء الله وحده ومحبته ...
كان هناك رجل أراد أن يشتري عبدا فقال له عبده : سأكون لك نعم العبد على أن ثلاث أمور ... فقال له : ماهي ؟؟؟ .... قال له: أن أغيب بضع ساعات في النهار ، وأن يكون الليل لي ، وأن لا تسألني عن شيء ...
وفعلا تم الاتفاق بينهم .... فكان نعم العبد لسيده .... لكن الفضول تملك الرجل ... فصار يتتبعه ليقف على أمره ... فوجده في النهار يصلي بخشوع عجيب ... وبالليل كان يختلي بنفسه في مكان موحش وهو ساجد وفوقه قنديل معلق بين السماء والأرض ينير المكان حوله .... وفي اليوم التالي ، قال السيد للعبد : لقد رأيت ما كان من أمرك ، وأريد أن أسألك عن أمر القنديل ... فسكت العبد ثم رفع يديه إلى السماء وقال : يا ربي لقد انكشف السر الذي بيني وبينك ، فاقبض روحي هذه الساعة .... فمات من حينه .
الصلاة هي أعظم عبادة توصل بين العبد وربه
فالصلاة هي أم العبادات ... فهي جهاد باللسان والجنان والجوارح جميعها ... هي صوم فلا نأكل ولا نشرب في الصلاة ...... هي حج لأنها قصد إلى الله عز وجل ...
وفيها كمال العبودية..
كان عبد الله بن الزبير رضي الله عنه يصلي وإذا بقذيفة من المنجنيق تصوب نحوه ( أثناء حصار جيش الحجاج لمكة ) ومرت هذه القذيفة بين لحيته وسرته وحرقت ملابسه وهو لم يتحرك ...
وأحد الصحابة لدغته أفعى ستة لدغات قد تكون أكثر .... ولم يتحرك في صلاته فقيل له : لو تحركت حركة واحدة لقتلت من أثر هذا السم ...
عروة بن الزبير رضي الله عنه يطلب أن تقطع رجله وهو يصلي ...
القمة مع النفس ....
أدنى درجاتها ... القلب الميت
ثم ... القلب المريض
ثم ... القلب السليم
القلب الميت .... والعياذ بالله ، فلا ترضى به أبدا فهو كالبيت الخرب، فالتوبة التوبة والله يفرح بتوبة عبده ، فلماذا التأخير والتسويف ؟؟!!!
لا تقل أني لا أستطيع أن أكون كالسلف الصالح ... إذن انظر وتأمل حولك فهناك
من حمى قلبه من المحرمات فعاش .
ومن حماه من المكروهات فصح .
ومن حماه من الفاضل والمفضول فسلم وارتبط بالله.
القلب المريض .... وهو غالبية قلوبنا .... ولتعلم أن القلب المريض هو الذي يوسوس له الشيطان ويحرص على غوايته لأن الشيطان لا حاجة له في القلب الميت ولا يقدر على القلب السليم ....
سئل ابن عباس لماذا اليهود لا يوسوس لهم الشيطان ؟؟؟ فقال : لأنه بيت خرب لا حاجة له فيه.
ولتعلم أيضا ... أن القلب المريض محط أنظار الله عز وجل وأن المرض يدوم حتى يوم القيامة فيحاسب على ما كان فيه من غل وحسد وحقد وحب للدنيا ...
ومرض القلب من أخطر الأمراض لثلاث أسباب:
1 – مخفي.
2 – وان عرف المرض فلا يقدر عليه لأنه يخالف الشهوة.
3 – وان خالف الشهوة فهو يحتاج لطبيب والطبيب سيكون بشر أي أنه أيضا قد يكون مريض مثله.
ولتعلم أن وظيفة القلب الأساسية ..... حب الله والقلب المريض لا يحبه ...
القلب السليم ( اللهم اجعلنا من أصحابه ) كقلب إبراهيم عليه السلام (وجاء ربه بقلب سليم )
وهناك قصة ذو البجادين ( البجاد = البطانية ) وهو غلام يتيم تولى تربيته عمه ولما جاء الإسلام أسلم وطلبت منه أمه أن يخفي إسلامه عن عمه المريض حتى يموت لكنه لم يطق الانتظار فأعلن إسلامه فغضب عمه وقال : سآخذ منك كل شيء أعطيتك إياه ، فقال الغلام : لنظرة إلى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب الي من كل مافي الدنيا ... فأخذ منه كل شيء حتى ثيابه نزعها عنه فقامت أمه إلى بجاد فأعطته اياه فشقه وأتزر بنصف وتغطى بالآخر وذهب للرسول صلى الله عليه وسلم . فسمي ذو البجادين وعندما استشهد في أحد الغزوات ، حفر الرسول صلى الله عليه وسلم قبره بيديه الشريفتين ثم نزل للقبر وتمرغ في ترابه صلى الله عليه وسلم ثم دفن الغلام , فصاح ابن مسعود ... ليتني صاحب هذا القبر ليتني صاحب هذا القبر ....
سبحان الله أين نحن من هذا النعيم ومن هذه القمم .... لا ترضى بأن تكون في منزلة المعاقب بل ارقى للدرجة الأعلى ثم الأعلى والأعلى حتى تصل إلى القمة ...
والله المستعان ...
أسأل الله أن ينفعنا بما ذكر وأن يرزقنا اتباع كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال ...
القمة مع الناس ....
فنحن مع هذه القمة على درجات ثلاث :
إما أن نكون داء (الشر غلب علينا أو دواء (سلبي لا خير ولا شر) أو غذاء (الخير غلب علينا)
الداء
وذلك إما أن تكون صاد عن الحق أو محبط للعزيمة أو دافع للباطل أو حاث على التنافس في الدنيا ....
هناك صحابية ذهبت لزيارة جارة لها ، وقامت بتحريض جارتها على زوجها ، فعندما عاد الزوج ، وجد زوجته متغيرة عليه ، فدعا على من خرّب عليه زوجته بالعمى ، فعميت من وقتها ، فعلمت أن ما أصابها كان بسبب دعاء الرجل عليها ، فذهبت له تسأله العفو وأن يدعو الله لها بأن يرد عليها بصرها بعد أن تابت ، ففعل ، فعاد بصرها .
الدواء
يكون مر الطعم ويستعمل في أوقات قليلة ...
كأن يكون كلامك غير محبوب للنفس لكنه شافٍ للقلب ..
كان هناك رجل اسمه بِشْر وكان غارقا في اللهو واللعب ، فمرةً جاء رجل لباب قصره ليلا فصار يطرقه، فسأله الرجل ( وكان عابدا) : أصاحب هذا القصر عبد أم حر ؟؟ فقال له : أنا صاحب القصر وأنا حر .. فرد عليه قائلا : بل أنت عبد ولو لم تكن عبدا ، ما ملكك الشيطان هكذا .
فوقعت كلمات الرجل في نفس بِشْر فتاب لربه ، وسمي بشر الحافي لأنه كان يمشي حافيا ، فلما سئل عن ذلك ،قال: صالحت ربي وأنا حافي .
ومرة كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يخطب في الناس فقال: لو أنني ملت برأسي هكذا ( يقصد أن يحيد عن طريق العدل والحق ) فسكت الجميع لهيبة عمر فلم يرد أحد ، فكررها مرة ثانية ، فقام شاب من الصحابة فقال: لقلنا بسيوفنا هكذا ، ورفع سيفه ، فقال عمر: الحمد لله من جعل في أمة محمد من يقوم اعوجاج عمر.
الغذاء:
وذلك أن تكون بلسماً للروح ، غذاءً لا يمكن لغيرك الاستغناء عنه ...
أن تكون منبع خير ، تدعو للمعروف ، كلماتك ذكرى ، هيئتك قدوة ، تعاملك بشرى .
كان هناك أحد الأساتذة يمشي مع تلاميذه في حي من الأحياء ، فألقي عليهم برماد من احدى المنازل ، فسقط معظمه على أستاذهم ، فغضب التلاميذ وثاروا ، فتبسم الأستاذ وقال : من استحق النار ( ويقصد نفسه) وصولح بالرماد فلا يغضب بل يرضى ويسعد ، فضحكوا .
القمة مع الاسلام
أنت مع الاسلام على درجات أدناها : المهمل ثم المقدّر ثم العامل ثم المخلص ثم المبدع.
المهمل : من لا ينكر منكرا ولا يأمر معروفا ولا يقوم بأعمال البر على شتى صورها.
قال سفيان الثوري : اني لأبول دما اذا رأيت منكرا ولم أغيره.
وأن الله عز وجل أمر الملائكة بأن يعذبوا قوما فقالوا : ان فيهم عابدا ، قال عز وجل: فابدأوا العذاب به لأنه كان يرى المنكر ولا يتغير له وجهه.
المقدر : هو من غضب لوجود المنكر وحزن لتفشي الفقر وانتشار الأمراض، لكنه لم يحرك ساكنا.
العامل :
هو من يأمر بالمعروف ، يتصدق على الفقراء ، ينشر العلم النافع ليرقى بالمسلمين ..... الخ.
أبو ذر الغفاري رضي الله عنه (رابع رجل في الاسلام ) نشر الاسلام في قبيلتي أسْلم وغفّار.
المخلص:
أن يضيف الى أعماله الدعاء للمسلمين وأن يسعى في سبيل خيرهم كسعيه لنفسه وأعظم .
تزوجت امرأة صالحة من رجل عاصٍ والعياذ بالله ، فحاولت نصحه وتقويمه بصبر واحتساب ولكن لا فائدة ، وأنجبت منه صبي أبكم ، فكرهه الأب لكن الأم حرصت على تربيته على تعاليم الدين القويم فنشأ نشأة صالحة ، وفي يوم ما دخل الأب على الصبي وو جده يبكي فتعجب وسأله عن السبب فأمسك بيده يجرها وفتح القرآن وأشار باصبعه الي قول الله تعالى : (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا) ، فعلم الأب أن ابنه يبكي على حاله من تقصير في الصلاة ، فتاب وعاد الى الله .
المبدع:
أن تكون دائم التفكر في هم الاسلام ، شديد الغيرة على مصالحه ، بذل الغالي والنفيس في سبيل الدعوة.
على يد أبي بكر الصديق رضي الله عنه ستة من المبشرين بالجنة وثلاثون صحابيا.
تحياتي وتقديري
أختكم : توفي