[align=right]
الحمد لله الذي شرع الدين وحفظه وأشاده وزانه ، والصلاة والسلام على من أقام الشرع ومناراته وأركانه ، وعلى من تبعه بإحسان إلى يوم الديانة . وبعد ...
فممّا ابتليت به الأمة الإسلامية عبر تاريخها ثلة من ضعاف الإيمان والعزيمة ممن انهزموا في قلوبهم قبل أن أن ينهزموا بجيوشهم فجعلوا حياتهم مرآة لحياة الآخرين ، وجعلوا الديانات والنحل والملل بستانا يقطفون منها ما يشاءون ليزينوا بها حياتهم حتى غدت حياة الواحد منهم سلة مليئة بالديانات والملل والنحل .
وفي المواسم والأعياد نرى مثل هذه الظاهرة جلية في مجتمعاتنا المسلمة ، خاصة تلك المواسم العالمية التي يكثر فيها البهرج ، ويعلو فيها صوت اللهو الذي هو من سمات هذه الدنيا الفانية .
وفي كل عام ميلادي يواجه المسلمون تحديا عظيما من تحديات العصر ، وهو الاحتفال العالمي ببدأ السنة الميلادية الجديدة ، التي غدت بمهرجاناتها العالمية كالاحتلال العسكري الجرار الذي يجوب البلاد ولا يدع غادية ولا رائحة إلا وخطفها من بين أهلها ، فلا ترى في تلك المواسم إلا قتيلا في سبيل فرحتها
( الفرحة من أجل ليلة راس السنة ) ، أو جريحا من أجل لذتها ، أو صريعا مجندلا فداء نشوتها ، وليس القتيل والصريح والمجندل في الحقيقة إلا دين هؤلاء وعقيدتهم وثباتهم على دين الله تعالى وعلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم .
احتفال السنة الميلادية احتفال ديني مسيحي خالص ، أساسه إحياء ذكرى ميلاد يسوع المسيح ( وعذرا في استعمال لغة القوم حتى يتحسس القارئ حقيقة الأمر ) ، وفي احتفالاتهم السنوية إعلان صريح بالعقيدة المسيحية التي تغذي هذا الاحتفال ، وصارت احتفالات المسيحيين أو النصارى ببدأ السنة الميلادية يحمل زخما على مر العصور بحسب الأحداث التي غذت الصراع بين المسلمين والمسيحيين ، فبابا نويل الذي صار رمزا لهدايا الأطفال ما هو إلا راهب من الرهبان الذين أرسلهم البابا لجمع التبرعات لتمويل الحروب الصليبية ، والثلج والجليد ما هو إلا إيحاء إلى الجو الذي ولد فيه يسوع المسيح ! وشجرة الأرز وتعليق الأماني والآمال والهدايا عليها ما هو إلا ترميز للمثابة التي في قلوب المسيحيين والنصارى .
ثم تطور الاحتفال ببدأ السنة ليجر مع الخطأ العقدي الجسيم خطأ أخلاقيا أكبر ، يتمثل في الاحتفالات الماجنة التي تقام في ليلة رأس السنة، فشرب الخمور واختلاط النساء بالرجال وحصول الجرم الخلقي على وجه البسيطة في تلك الليلة صار أمرا لا ينكره إلا مكابر .
وفي ظل الأزمة الحالكة التي تحيط بأمتنا المسلمة صار من نافلة القول أن نسرد الأدلة في تحريم الاحتفال بليلة رأس السنة ، وصار من سقيم القول أن نجتر أقاويل أهل العلم في جرم من تهادى مع النصارى في هذا الاحتفال لما فيه من تعظيم ليوم من أيامهم وعيد من أعيادهم مما يستتبع تعظيما لمعتقداتهم الذي هو الكفر بعينه ، أقول : صار هذا كله غير سائغ ونحن نرى هذه الدول التي تسحب العالم وراءها في احتفالاتها هي نفسها التي تسحل المسلمين وتقتلهم وتعذبهم وتأسرهم وتسجنهم وتمثل بجثثهم وتدمير مساجدهم وتحتل أراضيهم وتنهب ثرواتهم وتصادر قراراتهم وتحيك المؤامرات ضدهم ، إن الصورة غدت واضحة لكل ذي عينين ، وصار من غير المعقول أن نشرح ونشرح للمسلمين أن هناك مؤامرة تحاك في الظلام لهم ، لأن ما يحاك الآن للمسلمين صار يحاك في النهار والشمس في رابعته، وتصريحات أتباع المسيح ( الذي يحتفلون بميلاده كل سنة ) حادة وقوية في تدمير ما تبقى من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم ، إن الاحتفال بالسنة الميلادية الجديدة على غرار القوم أشبه مايكون بالرقص على أشلاء المسلمين الذين يقتلهم أتباع المسيح ، ألم ترو صلبانهم تعلو فوهات دباباتهم قبل دك الفلوجة ؟ ألم ترو قسسهم يتلون نصوص الكتاب المقدس قبل كل معركة ؟ ألم تروا الذي تولى كبر الحرب الصليبية يقول إنه ينفذ إرادة الرب ؟؟؟ فكيف تشاركونهم في احتفال يكرس كفرهم وظلمهم واعتدائهم ؟؟؟
لم يبق إلا أن نتأمل في صورة أبناء جلدتنا من المسلمين ممن يحتفلون بليلة رأس السنة الميلادية لنقول لهم : عودوا إلى دينكم يرحمكم الله .. ثوبوا إلى ربكم يرحمكم الله .. أصلحوا حياتكم ودنياكم يرحمكم الله ...
الشيخ رضا أحمد صمدي
السؤال: ما حكم من يحتفل بأعياد الكفار أو يهنئهم بها مع علمه بأن ذلك من خصائصهم كما هو حال أكثر المسلمين اليوم؟!
الجواب: الحمد لله والصلاة و السلام على من لا نبي بعده... وبعد:
فإن الاحتفال بأعياد الكفار أو التهنئة بها مع العلم بأن ذلك من خصائصهم لا يخلومن هذه الأحوال:
أولاً: إما أن يكون ذلك لمجرد موافقتهم ومجاراة لتقاليدهم وعاداتهم من غير تعظيم لشعائر دينهم ولا اعتقاد من المشارك لصحة عقائدهم (وهذا يتصور في التهنئة أكثر منه في حضور الاحتفال ) وحكم هذا الفعل التحريم لما فيه من مشاركتهم ولكونه ذريعة إلى تعظيم شعائرهم و إقرار دينهم .
قال كثير من السلف في تفسير قوله تعالى ((والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كرامًا)) إن شهود الزور هو حضور أعياد المشركين وقال صلى الله عليه وسلم ((إن لكل قوم عيدًا )) وهذا من أوضح الأدلة على الاختصاص.
ثانياً: وإما أن يكون ذلك لشهوة تتعلق بالمشاركة كمن يحضر أعيادهم ليشاركهم في شرب الخمور والرقص واختلاط الرجال بالنساء ونحو ذلك. وحكم هذا النوع التحريم المغلظ لان هذه الأفعال محرمة بذاتها فإذا اقترنت بها المشاركة في شهود زورهم كانت أعظم تحريماً.
ثالثاً: وإما أن تكون المشاركة بنية التقرب إلى الله تعالى بتعظيم ذكرى ميلاد المسيح عليه السلام لكونه رسولاً معظماً كما يحتفل بعض الناس بذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، وحكم هذا النوع انه بدعة ضلالة وهي أشد تحريماً وأغلظ ضلالاً من الاحتفال بمولد الرسول لكون صاحبها يشارك من يحتفلون بذلك معتقدين أن المسيح هو الله أو ابن الله - تعالى الله عما يصفون - وهذا مما أحدثوه في دينهم مما لم يشرعه الله تعالى ولم يفعله المسيح عليه السلام ولا غيره من الأنبياء وتعظيم الأنبياء إنما يكون بمحبتهم واتباع دينهم وليس بهذه الاحتفالات.
رابعاً:وإما أن يكون الاحتفال مقروناً باعتقاد صحة دينهم والرضى بشعائرهم و إقرار عبادتهم كما عبروا قديما بقولهم ((المعبود واحد وان كانت الطرق مختلفة)) وكما يعبرون حديثاً بوحدة الأديان وأخوة الرسالات وهو من شعارات الماسونية وأشباهها وحكم هذا النوع أنه كفر مخرج من الملة قال تعالى ((ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)).
وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه أجمعين
فضيلة الشيخ د.سفر الحوالي
تم نقـله ........ [/align]