تاريخ التسجيل :
Apr 2003
رقم العضوية : 1567
الاقامة : جدة
المشاركات : 2,038
هواياتى : استكشافُ أعماق أحمد !!!
My SMS :
MMS :
إم إم إس
الحالة
غير متصل
معدل تقييم المستوى : 159
Array
هيفائيات 1 : الابنُ الضال !!
[align=center]
ليلٌ يلفُ حبلَ الظلامِ الغارقِ في السوادِ على عنقِ الوقتِ لفَ لازِب , فالفجرُ يطلبه حثيثاً ولابدَ أن يطلُبَ هو النجاة منه ..
بابٌ مغلقٌ إلا قليلاً يسمحُ لمن خلفه باستراق النظر , عينان - خلتْ من كل تعبيرٍ إلا الترقبَ والحذر - تفعلُ ذلكَ , على السرير تهاوت خمسينيةٌ كومةً من ألم !!! , قالتْ موجهةً الحديثَ لمُسترقِ النظر :
لاأظنه سيعود لما نهيته عنه ثانيةً , فما فعلته معه كان قاسياً للغاية وسيردعه بالتأكيد , وبلهجة خلتْ من الثقة أضافت : أنا أعرف ابني جيداً ..
لم يُعرْ القابعُ خلفَ البابِ لحديثها أي اهتمام وواصل استراق النظر ..
عادتْ للحديثِ ثانية وكأن شيئاً لم يحدث :
قلقكَ على سامي أرجو - يادنيتي - ألا يُنسيكَ بقية أخوته ..
لم يلتفتْ نحوها وأجابَ باهتمامٍ مصطنعٍ :
ومابهم ؟!! لاأحدَ منهم فعلَ ويفعلُ مايفعله سامي ..
ردتْ وبحزنٍ واضح :
بالأمسِ حَضرَ خالدٌ للمنزلِ متأخراً وكان يترنح ويتمايلِ في مشيته , وعندما سألته عن حاله وأين كان ؟!! , أجابني متلعثماً وبلسانٍ ثقيل :
أنا متعبٌ الآن أرجوكِ أمي غداً أكملي المَحضرَ معي ..
ودَخلَ حجرته وأغلقَ الباب !!
تسارعَ تنفسُ مسترقِ النظر , وأطرقَ ببصره إلى الأرض ثم أعادها سريعاً نحو الممرِ الذي كان يُراقبه , وقال بصوت غريب :
لعله كان مُجهداً من السهرِ والتسكعِ في الطرقات ... سأنظرُ في أمره بعد أن أفرغَ من هذا السامي ..
أكملتْ حديثها بألمٍ امتطى صهوةَ صوتها :
وسناء ...
أتاها الردُ بمللٍ واضحٍ :
ومابها سناء ؟!! - وبتهكم - لم تجدْ حِذاءً يُناسبُ فستاناً ما سترتديه ؟!!!
أكملتْ بخوف وتردد :
سناء ... سناء ..
وقذفتْ ماعجِزَ لسانها عن البوحِ به بسرعةٍ بالغة كمن يُلقي حِملاً ثقيلاً على الأرض :
مررتُ بجوار حجرتها ليلاً , وسمعتها ... سمعتها تُحادثُ شاباً ..!!!
ألتفتَ نحوها بسرعة الضوء متسائلاً بحنقٍ شديد :
ماذا ؟!!!!!!!
ابتلعتْ ريقها وهمتْ بإعادة تفجيرِ القنبلة ثانية , وهم هو بها لوماً وتقريعاً لولا أن سِمعَ صوتَ بابٍ يُفتح ..
هرعَ إلى خندقه ثانية خلفَ الباب ..
فتحَ سامي باب حجرته وتوجه نحو دورة المياه وعادَ إليها ثانية بعد برهة , ثم مالبث أن خَرجَ منها مرتدياً ثوبه القصير وعمامته الناصعة البياض , وفتحَ باب المنزلِ وخَرج منه ..
ركلَ الأبُ البابَ بقدمه بغضبٍ شديدٍ وصرخَ على لاأحد :
أنتَ من أجبرني على ذلك ياسامي ..
رمى بنفسه على طرفِ السرير , رفعَ سماعة الهاتف وطَلبَ رقماَ , وماأن أجابه من على الطرفِ الآخر حتى اغرورقتْ عيناه بالدمع وقال بصوت متهدج يُصارعُ البكاء :
أريدُ الإبلاغ عن شخصٍ مشتبه فيه ...
وضعتِ الأمُ يدها على قلبها واستسلمتْ لبكاءٍ مُرٍ مرارةَ الفقدِ , وماأن أنهى مكالمته حتى أمسكت به وصاحت فيه :
أبلغتَ عنه !!!!!
كيف أطاعكَ قلبُك ؟ََََََ!!!
تركته عندما كان مُنحَرِفاً حقيقياً والآن عندما صارَ مُلتَزِماً تُبلِغُ عنه ؟!!!!!!
يالك من أب !!!!!!!
أجابها باكياً مشيراً نحو البابِ بيد ترتجفُ من الوجعِ :
أنا لم أنهه عن الالتزام بدينه أبداً , لم أنهه عن الصلاة , عن حفظِ القرآن ... لكنه تمادى في ذلك حتى بِتُ أخشى ..
لم تتركه يُكمِلُ حديثه وصاحت فيه بصوتٍ مُدججٍ بالحيرة والاستغراب :
وماذا في ذلك ؟!!! ماذا في ذلك ؟!!!!!!
مليارُ مرة قلتُ لك أنه لن يكون إرهابيا في يومٍ ما , وأبيتَ إلا أن تُصدقَ أوهامك ومخاوفك ...
أقسمُ بالله أن لا أمكثَ معكَ دقيقة واحدة لو أدخلوا سامي السجنَ بسببك ..
فتحَ البابَ مُسرعاً وخرج َ , وصوتٌ من بعيدٍ يقول :
الصلاةُ خيرٌ من النوم
الصلاةُ خيرٌ من النوم ..
.
.
أحمد النجار [/align]
التعديل الأخير تم بواسطة أحمد النجار ; 19-08-2009 الساعة 10:36 PM