يكاد كتاب كليلة و دمنة يكون من أكثر الكتب القديمة استعمالاً و تداولاً قديماً و حديثاً.
و قد عرّبه لنا عبد الله بن المقفع و كان قد أقدم على تعريبه لما رآه فيه من معلومات و حكم و أمثال
و لما ذكر فيه من أخبار أسلافنا و حكماء الدنيا و فلاسفتها. و كان أيضاً غرضه من تعريب هذا الكتاب
توعية العامة من ناحية و إصلاح ذوي السلطان من ناحية أخرى.
و بالمناسبة ، فإن مؤلف هذا الكتاب هو الفيلسوف الهندي بيدبا .
و قد أحببت أن أذكر لكم أصدقائي الدرر بعضاً من الحكم المأثورة و أقوال العلماء التي وردت فيه .
- قيل في أشياء ليس لها ثبات و لا بقاء :
ظل الغمامة في الصيف ، و خلّة الأشرار ، و عشق النساء ، و البناء على غير أساس ، و المال الكثير .
-------------------------------------------------------------------------------------
- لكل حريق مطفئ :
فللنار الماء و للسم الدواء و للعشق الفرقة ، و نار الحقد لا تخبو أبداً .
--------------------------------------------------------------------------------------
- قالت العلماء:
الزم السكوت فإن فيه السلامة ، و تجنب الكلام الفارغ فإن عاقبته الندامة .
------------------------------------------------------------------------------------
- و قالت العلماء :
الحكمة كنزٌ لا يفنى على الإنفاق ، و ذخيرة لا يُضرب لها بالإملاق ، و حلّة لا تخلق جِدّتها ،
و لذّة لا تُصرم مدتها .
--------------------------------------------------------------------------------------
- يقال في بعض الأمثال :
إنه لم يبلغ أحد مرتبة إلا بإحدى ثلاث:
إما بمشقة تناله في نفسه ، و إما بوضيعة في ماله ، أو وكس في دينه .
ومن لم يركب الأهوال لم ينل الرغائب .
-----------------------------------------------------------------------------------
- و قيل :
من رُزق العقل و مُنّ به عليه ، و أُعين على صدق قريحته بالأدب ، حرص على سعد جَدّهِ ،
و أدرك في الدنيا أمله ، و حاز في الآخرة ثواب الصالحين .
---------------------------------------------------------------------------------
- و قالت العلماء :
إن ثلاثة لا يجترئ عليهن إلا أهوج ولا يسلم منهن إلا قليل و هي:
صحبة السلطان و ائتمان النساء على الأسرار و شرب السم للتجربة .
--------------------------------------------------------------------------------
أدعوكم أصدقائي الدرر أن تقرؤوا هذا الكتاب و أن تعملوا بما ورد فيه من الحكم
فإنه و بالفعل من أعظم الكتب التي كتبها الحكماء و الفلاسفة
ادعوا لي أصدقائي الدرر أن أنجح هذه السنة في الثالث الثانوي العلمي
و لكم مني جزيل الشكر و أحر الدعوات...........