صباح آخر يغيّب صوته..
أي ملامح ليوم جديد!!!
تأخذني الذكرى لأيام خلت فأجد نفسي في(أنت في منطقة مفقودة).
تبا لحضوره...حضر لنستطعم المعنى الحقيقي للغياب
أبدا لم يكن حضوره كرما...
فقط ليخبرنا بأن ماقبله جفاف ..ومابعده جفاف.
(المقعد)
هدوء في كل مكان الا من وقع بصري..اتأمل حروفه فأجده...ولا أجده
الأحد2/3/1972
المدفأة ..مطفأة
المقعد...خال
الأحد2/5/1972
الباب الخشبي...مغلق
والمزلاج...مدلاج الى حده الأقصى
الأحد الأخير16/5/1972
وقبل خروجي ...ثوان قضيتها اقرأ فيها الفاتجة على روح
واسطة العقد.
من يخبره بأن فادي مازال ممسكا بالسماعة منذ يوم السبت22/5/1972!!!!
نفوج رائحة القهوة من(للصباح...فقط)
بالتأكيد قهوته المفضلة التي قال عنها
(القهوة المعتقة بالهال...تسكرني تراثا ولا أشربها)
جده تحت نخلته المقربة-يسبح الله...أصبحنا وأصبح الملك لله
(وديك جدته)مازال محافظا على جماله.
يلوح في الأفق خيال رجل....أقتربت منه....عرفته:
-الى أين يا حطيئه؟؟
-الى الماضي.
-ولما؟؟
-لأخبرهم عن ماض مستقبلي...وعن رجل أوجدني من عبق التاريخ ليرحل هو.
قال ذلك وهو خارج من أسوار(الى الحطيئة...برا به).
أي بر قابع خلف تلك الأسوار!!!!
خرير الماء او صوت الأرض..وان كان بلا لون فهو يغريني
كل مارتشفت منه رشفة..أرتويت عطشا:
اهداء الى لؤلؤة السماء
حين تجرد الماء من لونه...وأهداها ذلك اللون
أصبحت هي بلا لون...
وصرت انا الماء...
قال الماء:لا أقبل
قلت:السماء تمطر
قال:دمعا لعينيك؟؟
قلت:الأرض موعدنا
قال:خيلك وماتجني يديك.
قاتل الله العطش.
قررت الإستراحةتحت ظل الأشجار تلك...أستوقفتني أسوار جميلةمن(استفهامات
الممات)
على جزء منها رسالة معلقة...
نفس الرسالة التي وضعها على المقعد المجاورله
وتمنى حينها أن تكون صاحبة الرسالة بجانبه.
شاركته نفس الشعور...كم تمنيت أن تكون صاحبة الرسالة أمامي لأسألهاعنه.
فتحت الرسالة فوجدتها ناصعة البياض!!
زال العجب عندما تذكرت أنه لم يذكر شيئا من تفاصيلها.
في استراحتي مددت يدي أقطف ثمرة من غصن متدلي:
عاهدتك أني سأتركك اذا غدرت بي..
فغدرت..
ولم أستطع تركك
في كل لحظة اكتشف فيها نقظك للميثاق...أعطيك فرصةأخرى..
فمنذ عرفتكوانا في كل لقاء..أعطيك فرصة و....أعطيك فرصة
كلما عزمت الى لقائك-ياحبيتي-
أقسمت بين يدي الله أني سأتركك للأبد...فاذا مالقيتك...
أقسمت بين يدي الله ثم بين يديك...
أني سأعود اليك!!!
الى متى الخيانة؟؟
والى متى وانا في حبك أهان؟؟
لابد وأن أخرج بإجابة..
إجابة نهائية
فإن لم تجيبي.فإني سوف أضطر..
أضطر لأعطيك فرصة.
ماأطيبها من ثمرة.
مازال هناك متسع من الوقت لتناول ثمرة أخرى قبل السير الى الحديقة:
لن أدنو من حدائق النساء!!
ليس لأن السور شائك..
أو لأني لا أملك مفتاح باب السور..
بل لأني أعشق الصبابة
أرى الجمال ولا أحب أن ألمسه
يسكبني(روع)الجمال في كأس...
وتشربني الصبابة.
أي أرض تنبت أفكارا مثل هذه!!!
إزدانت الحديقة جمالا على جمال بإضافة بعض اللوحات
أولى اللوحات:
في ضاحية لندنية..
فتى أسمر..
هندامه أنيق....فجأة
سقط الفتى..وهرب الهندام!!!
إضاءة
العبودية مستمرة..مهما دعى الغرب الحضارة
آخر اللوحات:
خيول واجمة بعد معركة طاحنة..
قتلى...جرحى..
وهناك على ربوة تل..
وقف طفل
لا تدمع عيناه!!
لأنه أمام لوحة.
سأنتظر هنا ...سأنتظر الى أن تدمع عينا الفتى أو يرجع صاحبي.
صوت الصباح.
الم يخبرك( ثامر) بأن (الفقد)ظاهرة فيزيائية
إبرة البوصلة...تشير دائما باتجاهها
و..الم يخبرك (ثامر)أنك في وسطها!!
(سراب وغيمه)أو غيمة وسراب..
ايحاء خلاصته....حضورك والغياب.
صوت الصباح...
مدينتك تشكر الله... لهطول المطر..
ونحن هنا....من الجفاف ندعو الله ونبتهل.
أشرأبت أعناق حروفنا لرؤيتك...
وسيوف اليأس تسابقك العناق...فما أنت فاعل؟؟؟
بانتظار الجواب.