.
.
بأي الحروف نرثيك ...
وأي شيمك نتغنى ..
شيخنا وشيخ فلسطين القعيد.. أحق من يُرثى وأولى من يُنعى ..
أضحى مقعده مفخرة العالم قاطبة ..
لا جرحنا فيه يبرى إن لم نثأر له ..
رثاؤه لا يكتفي بالحرف .. وهو المقدمة أسأل الله ذلك ..
[ALIGN=CENTER] هم أكسبوك من السباق رهانا
د/عبد الرحمن العشماوي[/ALIGN]
هم أكسبوكَ من السِّباقِ رِهانا 000 فربحتَ أنتَ وأدركوا الخسرانا
هم أوصلوك إلى مُنَاكَ بغدرهم 000 فأذقتهم فوق الهوانِ هَوانا
إني لأرجو أن تكون بنارهم 000 لما رموك بها، بلغتَ جِنانا
غدروا بشيبتك الكريمة جَهْرةً 000 أَبشرْ فقد أورثتَهم خذلانا
أهل الإساءة هم، ولكنْ ما دروا 000 كم قدَّموا لشموخك الإحسانا
لقب الشهادةِ مَطْمَحٌ لم تدَّخر 000 وُسْعَاً لتحمله فكنتَ وكانا
يا أحمدُ الياسين، كنتَ مفوَّهاً 000 بالصمت، كان الصَّمْتُ منكَ بيانا
ما كنتَ إلا همّةً وعزيمةً 000 وشموخَ صبرٍ أعجز العدوانا
فرحي بِنَيْلِ مُناك يمزج دمعتي 000 ببشارتي ويُخفِّف الأحزانا
وثََّقْتَ باللهِ اتصالكَ حينما 0000 صلََّيْتَ فجرك تطلب الغفرانا
وتَلَوْتَ آياتِ الكتاب مرتِّلاً 0000 متأمِّلاً تتدبَّر القرآنا
ووضعت جبهتك الكريمةَ ساجداً 000 إنَّ السجود ليرفع الإنسانا
وخرجتَ يَتْبَعُكَ الأحبَّة، ما دروا 000 أنَّ الفراقَ من الأحبةِ حانا
كرسيُّكَ المتحرِّك اختصر المدى 000 وطوى بك الآفاقَ والأزمانا
علَّمتَه معنى الإباءِ، فلم يكن 000 مِثل الكراسي الراجفاتِ هَوانا
معك استلذَّ الموتَ، صار وفاؤه 000 مَثَلاً، وصار إِباؤه عنوانا
أشلاءُ كرسيِّ البطولةِ شاهدٌ 000 عَدْلٌ يُدين الغادرَ الخوَّانا
لكأنني أبصرت في عجلاته 000 أَلَماً لفقدكَ، لوعةً وحنانا
حزناً لأنك قد رحلت، ولم تَعُدْ 000 تمشي به، كالطود لا تتوانى
إني لَتَسألُني العدالةُ بعد ما 000 لقيتْ جحود القوم، والنكرانا
هل أبصرتْ أجفانُ أمريكا اللَّظَى 000 أم أنَّها لا تملك الأَجفانا؟
وعيون أوروبا تُراها لم تزلْ 000 في غفلةٍ لا تُبصر الطغيانا
هل أبصروا جسداً على كرسيِّه 000 لما تناثَر في الصَّباح عِيانا
أين الحضارة أيها الغربُ الذي 000 جعل الحضارةَ جمرةً، ودخانا
عذراً، فما هذا سؤالُ تعطُّفٍ 000 قد ضلَّ من يستعطف البركانا
هذا سؤالٌ لا يجيد جوابَه 000 من يعبد الأَهواءَ والشيطانا
يا أحمدُ الياسين، إن ودَّعتنا 000 فلقد تركتَ الصدق والإيمانا
أنا إنْ بكيتُ فإنما أبكي على 000 مليارنا لمَّا غدوا قُطْعانا
أبكي على هذا الشَّتاتِ لأُمتي 000 أبكي الخلافَ المُرَّ، والأضغانا
أبكي ولي أملٌ كبيرٌ أن أرى 000 في أمتي مَنْ يكسر الأوثانا
يا فارسَ الكرسيِّ، وجهُكَ لم يكنْ 000 إلاَّ ربيعاً بالهدى مُزدانا
في شعر لحيتك الكريمة صورةٌ 000 للفجر حين يبشِّر الأكوانا
فرحتْ بك الحورُ الحسانُ كأنني 000 بك عندهنَّ مغرِّداً جَذْلانا
قدَّمْتَ في الدنيا المهورَ وربما 000 بشموخ صبرك قد عقدتَ قِرانا
هذا رجائي يا ابنَ ياسينَ الذي 000 شيَّدتُ في قلبي له بنيانا
دمُك الزَّكيُّ هو الينابيع التي 0000 تستقي الجذور وتنعش الأَغصانا
روَّيتَ بستانَ الإباءِ بدفقهِ 000 ما أجمل الأنهارَ والبستانا
ستظلُّ نجماً في سماءِ جهادنا 000 يا مُقْعَداً جعل العدوَّ جبانا
.
.
لن تنساك البطولة با ابن ياسين
.وعلى مثله فلتبكِ البواكي ..
.
.
رحمك الله يا شيخنا وجبر فقدنا فيكِ بحماسة عظيمة كما كنت تناضل وتكابد ..
بحــارة