[C]
الى جنان الخلد يام احمد
ايها الملاك الطاهر ....ايها الكيان الابي.....
تبكيك شراييني شلالات دماء تتحدر من علياء روحي لتسقط بداخل اعماق مهجتي
تبكيك روحي المثقوبة بسهام من سرقك مني
تبكيك عيناي التي لن تراك بعد الان .......
تبكيك..غرفتك .. اشياؤك ...عكازك الحديدي. .مسبحتك البيضاء...كرسيك المتحرك
..كلها تشعرني بوحشة الفاجعة التي اعتصرتني بل دمرت بيا مابقى من انسان.....
كيف اقوى بعدك عني يامن اظللتني بوارف النعيم .
.كيف استطيع دخول المنزل وان امر من باب غرفتي دونما ان اقبل وجنتيك وراسك ويداكي
كيف لي ان اصمت عن ممازحتك باحلى اسم( صلوحـــة)
كيف اقوى نسيان تسريحك لشعرك كل صباح وصبغة بالحناء تحت اشعة الشمس المخترقة نافذتك
كيف يغمض لي جفن وانا ارى فراشك خاويــــا
كيف تهجع نفسي للمبيت دونما سماع دقات الساعة لتذكرك باوقات الصلاة
كيف لي ان لا اراك تركعين الوتر وتترهبنين لخالقك حتى طلوع الفجر
كيف لي ان انسى صوت المذياع على قرآن يتلى فتلزم البيت سكينه ووقار
من سيثور بوجهي غضبا كلما تاخرت فى اللحاق بجماعة او تفويت فرض ...
من سيعظني بالجنة والنار وبيوم الحساب .....؟؟
لم اعتد سواك يدلني لبيوت الفقراء والمعوزين ...ولم اعتد سواك ارشادي طريق الخير
كيف سنحيا من دونك ..؟
كيف سنضع اقداح القهوة على المنضدة وكاسك الملون سيبقى فارغ..؟
كيف سيطل علينا فجر جديد دونما ان نكون بالشرفة سويا وكرسيك يشكو الم الوحدة ..؟
كيف ستبتهج قلوبنا بعيــــــد او افراح...؟
من ساقل الى مسجد النبي المصطفى كل خميس ....؟؟
وماذا عن رمضان وليالية المقبلات......؟؟؟ اواسنتناول افطارنا ام سنغص بدموعنا ..؟
مكانك خالي يامن نحت لفراقك وضربت الخدود
لم اتصور بيوم من ايام حياتي .. ان تكونين انتي الهدف التالي
لم اكن اتوقع ان ياخذك الموت على حين غره....
كنت اشعر ببركات السماء تتنزل علينا من فوق سبع بفضل مناجاه ودعوات
كنت احس بالامان لاكتنافك لي دوما بالمسح على جبيني وقراءه المعوذات
ان مرضت سهرتي الليالي قربي تتلين ماساعدتك به الايام من حفظ سور الوحي المحفوظ
وان سرني حدث ما سمعت انياط قلبك ترفرف من الفرحة لسعادتي
وان المت بي حشرجة بالفؤاد لبعاد ذاك الفتى المقطوفة وردته بيد مفرق الاحباب, رنوتي عليا بقبلاتك لتزيلي مابالفؤاد من خناجر اليتم وسيوف الوحدة وعاهدتني باانك دوما ستبقين الى جواري
فاين انتي الان ..؟؟؟؟
لازت غارقا فى تكذيب ماحدث ..؟؟؟احسبني فى احلك كوابيسي....فاارى المعزون يدخلون البيت تكتنفهم رجفة الفزع من خبر احال منزلنا ثكنة نواح تضج من نوافذه صرخات النادبات
اتسال من ذالذي اتى بهم ...؟؟.
كنت اعتقد بان هذا البيت الذي حسدنا الكثيرون على كبره والذي لايسكنه سوى ثلاثة سيضج يوما ما فرحا وستعلو زغاريد الفرح ارجاءه ا
كنت اعتقد بان ثالوثنا لن يهزم وباننا سنكون المركز لنشأ اخر تموج ارض البيت تحت وقع لعبهم وضحكاتهم وبان هدوء البيت وسكونه سرعان ماسيذوب امام شقاوة الملائكة الصغار
وكنت متيقنا بان الموت لن يضربنا مرة اخرى وبان غاراته علينا ازفت على الانتهاء
كنت احسبه نادم على فعائله بحياتي ,وان جرائره كافية لنسياني..
فقد سرق مني حبيبي ...وجدي وعمي....
وبان الثمن الذي لازلت ادفعه الي اليوم لايمكن معه الا ان يكف يده عني لما بيا من جراح لن تشفيها لحظات االسعادة كلها فى هذا الكون ...
اوليس حريا به ان يخجل من صنيعه القديم فى ذبحه لنــاصر ذا العشرين ربيعا ..
ولكنني اصحو على بكاء امي الثكلا.. على عويلها ولطمها بالكفوف
(تركي جدتك ماتــــت .. الغالية ماتت...الحبيبة راحت وخلتنا )
اواااااااه.....كلمات كالصاعقة نزلت علي جسدي فاشتم منها الكون رائحة الاحتراق فى ايام الشباب فاصبح العود المخضر متفحما مكسور ا
ااااااه ياحبيتي... لم اتمالك نفسي من النحيب ....ولما لا ...فهي كل مااعيش له ومن اجله
قد فعلتها مرة اخرى ايها الموت ....وابيت الا ان تزيد فى اذلالي وتعظيم دائرة هواني وضعفي
اسالك بربك الذي سخر لك رقاب العباد......واوكل لك ارواحهم كي تجزها بسيفك البتار
مالذي تفعله بي......ولماذا تاخذ مني اعز مااملك
او ليس هدفك ذلي.....اذن خذ حياتي.. ولكن دع احبائي .....
لكنك لاتصغى الا لصمت القبور ...وتستعذب اصوات ضرب الصدور
دقائق معدودة ..مرت كالبرق بين وقوع الفاجعة وبين رؤيتي لمحبوبتي فى ذاك الركن الضيق فى ثلاجة المشفى ....
يالهي ..كيف اصور مشهدا نحت فى جسدي قبل روحي
فجسمها الهزيل المنحني جراء ثقل السنون ونهش الامراض ممد فى قبو تفوح منه رائحه الرياحين البرية والعطور المرمرية
ماذا عن وجهها ......اقسم بانه انصع من بدر التمام
واجلى بياضا من اسطع نجم فى ليالي الغرام
وماهي الا هنيهات معدودة وانتي بقرب حبيبك المصطفى وامام امامك المجتبا
صلينا وصلت الجموع لقرع جرس الفراق المحتوم ....وبلغت مني الروح حد الحنجرة
فعدت لاقادر ا على الكلام ولا على الاشارة.
شلل تام بكل اطرافي....بضع لحظات وددتها دهرا..
ومع تسليمه الامام ...نهض الجمع وبدأت رحلة الوداع تمضى فى تزايد واضطراد سريعين
لمن ناخذ سوى بضع ثوان لنكون امام قبرها المشرع فاهه اللعين ليلتهم جسدها الغالي
انزلوها رويدا رويدا ..حتى ان توسدت لحدها فاخذوا يبنون جدارا
تركت هناك وحيدة.....لا مال ولابنون .. لا ونيس ولا قلادة
بدأ التراب ينهال عليها من كل حدب وصوب .. حتى غطى الاجواء غباره
فاخلتط طعم التراب بحرارة الدموع للروح المنهارة
فى لحظة توارت عن الانظار.. صـــالحة المؤمنة المحتسبة الصبارة
بالقرب من قبر سيدنا عثمان بن عفان , اثرت الا جــــــــواره
وانفض الجمع بعدما دعوا لها بالغفران والفوز بالشفاعة
ماتت وبينها وبين زوجها بضعه اشبار
مثلما هو مات فى الثاني من صفر , ماتت هي فى ثمانية
وانسدل الستار على مشهد الوداع الاخير
ولازلت بغير مصدق موتها ... استحاله ..
تاهت روحي بين مدامع اذابت المحاجر
وبين علقم تجرعته بيد الزمان بعد اعتصاره
يقولون تصبر واحتسب ..ولايعلمون بداخلي
هرمت قبل المشيب فبت كجبل تصدع اساسه
فكيف لي براحة او هناء بعد فراقك ياصالحة
الف رحمة ونور تتنزل عليك يام احمد.....وباعد الله بينك وبين خطاياك كما بين المغرب والمشرق ومابين الارض والسماء....
اللهم اسكنها فسيح جناتك واجعل لها في قبرها نافذة على عدن مع الحبيب المصطفى وصحابته الكرام..
اللهم ارحمها وعافها واعفو عنها
اللهم تقبلها بالقبول الطيب وثبتها عند القول وعند الصراط المستقيم
اللهم ارفعها درجات العلى والبسها السندس واسكنها قصور الذهب والفضة
اللهم اغفر لها وتجاوز عن سيئاتها
اللهم نجها يوم الفزع الاكبر ...واجلعها ممن يشربون مع محمد ابن عبدالله شربة لاتظمأ بعدها
اللهم ارحمها يارب العالمين
اللهم اجمعنا بها اذا ماصرنا اليها
اللهم انها امتك ناصيتها فى يدك .. فارحمها برحمتك ياارحم الراحمين
وادخلها الغرفة مع الابرار الاخيار
[/C]