[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]تحية بعطر الكــــــــــادي للجميع
.
.
.[/grade]



نضال حمد:
ازددت معرفة بالمدينة التي تحتضنني منذ أكثر من 12 عاما، فقد عثرت هذا الصباح في شوارع الشبكة الالكترونية المتشعبة والكثيفة كغابة من السيقان، والمكتظة بالخيوط كبيت العنكبوت على خبر يقول ان اوسلو تتقاسم مع باريس المرتبة الأولي أوروبياً في غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار. طبعا هذه نتائج إحصائيات قامت بها مؤسسات اقتصادية دولية مختصة. في نفس الخبر وجدت ايضا ان العاصمة الدنماركية كوبنهاغن تقبع في المرتبة الخامسة بينما ستوكهولم عاصمة السويد أو أسوج بالعربية الفصحي، تحتل المرتبة السادسة عشر.




الآن قد يفهم القارئ لماذا يقوم النرويجيون بالتبضع يوميا في السويد، فالفرق في الأسعار كبير جدا ومغر.هذا ويعلق كاتب الخبر بسخرية فيقول لقد فرحنا، للمرتبة الأولي، لقد هزمناهم كلهم، عندنا أغلي بيرة وأغلي ثياب وأغلي سيارات ..

وأقول بدوري أنه عندنا كذلك أضيق واقصر واصغر وأغري بيكيني في اولمبياد أثينا.. وأقول كذلك بما أننا نعيش في أغني بلاد العالم وما دمنا في هذا المكان فيجب ان لا نُصدم بالأسعار التي تحرق بنارها الصغار والكبار.

أما وقد تحدثنا عن أغلي الأشياء والأسعار، أجد نفسي ملزما بإشراك القارئ في قضية البيكيني المثير، التي تشغل بال المجتمع والإعلاميين في النرويج منذ أيام، وهي قضية لباس منتخب فتيات النرويج لكرة الطائرة على الرمال أو الشاطئ، حيث احتج بعض السياسيين وأعضاء مجلس النواب على اللباس (البيكيني) غير المحتشم والقصير والضيق جدا لفتيات المنتخب، واللواتي رفضن ارتداء الشورتات وفضلن ارتداء البيكيني المثير والمغري.



فضلت البيكيني على الشورت
أظهرت الصور وشاشات التلفزة ان البيكيني الذي ترتديه نرويجيات اولمبياد أثينا يصلح لمجلة بلاي بوي ومجلات الإغراء والجنس أكثر مما هو صالح للرياضة. لكن رأي كاثرينا ماسيدي (27 سنة) إحدى بطلات الفريق النرويجي والمعنية بالموضوع مباشرة كان مخالفا ومعاكسا تماما، إذ أنها فضلت البيكيني السيكسي على الشورت العادي وقالت انه مريح أكثر أثناء اللعب وأضافت انه من الطبيعي أن يكون لعب الكرة الطائرة على الرمال أو الشاطئ بالبيكيني. كما أبدت احتجاجها على التفرقة بين الرجال والنساء في اللباس الرياضي، معتبرة أن الرجال (الرياضيون يلعبون تقريبا عراة) ولا يقيدون في لباسهم بينما النساء يتعرضن للمضايقات والنقد بسبب لباسهن.



زمان روما العظيمة وهذا الزمان الرخو
معها حق كاترينا، فما دامت تؤمن بالديمقراطية وزمن التعرية الإنسانية وتسليع المرأة والرجل في الرياضة وغير الرياضة، يمكنها اللعب ببيكيني يظهر حدود وحوافي عورتها على الطبيعة وعلي الشاشة المرئية. فهذا شيء يجعلها غدا نجمة عالمية على غرار نجمات كثيرات منهن من انطفأ نورهن ومنهن من استمر. وكاثرينا لم تبتعد كثيرا عن أصل المونديال أو الاولمبياد، فقد كانت الرومانيات في زمانهن يرتدين أثناء عرض المسرحيات أو الأدوار الرياضية لباسا شبيها بلباسها الآن. وهذا يجعلنا نفكر قليلا ونسأل أنفسنا عن الفرق بين زمان روما العظيمة وهذا الزمان الرخو ...

أما الذين صوتوا في استفتاء أجرته صحيفة داغ بلادي اليومية النرويجية بجواب لا بنسبة (85 %) على سؤال يقول: هل بيكيني كرة الطائرة على الرمال للبنات قصير؟ وعددهم أكثر من 19 ألف قارئ، هؤلاء هم صورة حقيقية لتوجهات الحياة غير الطبيعية في عالم أوروبي يدعي التقدم والمساواة والديمقراطية بينما يمنع ارتداء الحجاب، الذي يستر المرأة. ويحميها من عدوي التعري التي تجتاح أوروبا تحت يافطة وشعار الديمقراطية والحرية.



أوروبا بين البيكيني والحجاب

وما دمنا دخلنا في قضية الحجاب ومنعه في بعض الدول الأوروبية بتفاوت بين دولة وأخري، فهو ممنوع في تركيا بقرار عسكري مع أنها دولة إسلامية، وممنوع في فرنسا الحرية والمساواة والديمقراطية والإخاء بقرار سياسي. وقد تمنعه بلجيكا ودول أوروبية أخري، لكن ألمانيا تركت لمجالس وحكومات المناطق حرية اتخاذ القرار فيما يخص الحجاب. ومن نتائج هذه الحرية أن مواطنة ألمانية مسلمة تدعي إيمان زايد وكان اسمها قبل إسلامها ايريس بورتغي وهي جامعية ومعلمة مختصة في مجال العلوم الشرقية والتربية واللغة العربية، وتعيش في ولاية بادن فيرتنبيرغ، ومشهود لها ايجابيا على الصعيد الأكاديمي والمهني، حيث كانت تدرس في مدارس للأطفال المعوقين، وقد أحبها طلابها كثيرا حتي أنهم خرجوا في تظاهرة تأييد لها ولحجابها الموضوع تحت المجهر. هذه المدرسة المسلمة واجهت المحاكم والقوانين لفترة طويلة، وفي الختام خسرت المعركة العادلة، مما جعلها تأخذ قرارا جريئا وخطيرا قد يؤثر على مستقبل الجاليات العربية والإسلامية والأجنبية في علاقاتها مع الوطن الجديد ألمانيا. إيمان زايد تخلت بإرادتها وبقناعة عن جنسيتها وبلدها ألمانيا مقابل عدم نزع حجابها، وفضلت مغادرة ألمانيا نهائيا على ان تخلع حجابها، الذي اعتبرته مسألة دينية وليست رمزا سياسيا ..كما تدعي محاكم التفتيش في ألمانيا الجديدة



ولكم التحية،،،،،