[align=center]
شكاية ً من (( نبذهم )) يقول أحدُ الغجر :
ادفنوني واقفـًا !!
، فقد قضيتـُ العمرَ راكعـًا على ركبتيَّ ..
**
هذبوا رجالكم قبل أن تهذبوا نساءكم ، فإن عجزتم عن الرجال فأنتم
عن النساء أعجز !
..
أعجب ما أعجب له في شؤونكم أنكم تعلمتم كلَّ شيء إلا شيئــًا واحدًا
هو أدنى إلى مدارككم أن تعلموه قبل كل شيء وهو أن لكل تربة
نباتـًا ينبتُ فيها ، وَ لكل نباتٍ زمنـًا ينمو فيه !
..
وَ كلُّ نباتٍ يُزرع في أرض ٍ غير أرضه ، أو في ساعة غير ساعته،
إما أن تأباهـ الأرض فتلفظه ، وَ إما أن ينشبَ فيها فيفسدها.
( العبرات )
مصطفى لطفي المنفلوطي
**
بعنف معانقة بعد فراق ، تودُّ لو قلت (( أحبك )) كما لو تقول (( ما زلتُ
مريضـًا بكِ ))
..
قلت لها يومـًا : " لن أنتزع منكِ أعواد الثقاب، واصِلي اللهو بالنار من أجل
الحرائِق القادمة "
..
ليس الحب ، ولا الإعجاب ، بل الذعر هوَ أولُّ إحساس فاجأني أمام ذلك الكتاب.
" ليس الجمال سوى بداية ذعر ٍ يكاد لا يحتمل ". وَ كنتُ مذعورًا أمام تلكَ الرؤى
الفجائية الصاعقة ، أمام ذلك الارتطام بالآخر.
أيّ شيء جميل هو في نهايته كارثة . و كيف لا أخشى حالة من الجمال ..
كان يلزمني عمر من البشاعة لبلوغها .
..
لتشفى من حالة عشقيـّة ، يلزمك رفات حبّ ، لا تمثالاً لحبيب تواصل
تلمعيه بعد الفراق ، مصرًّ على ذيـَّاك البريق الذي انخطفت به يومـًا .
يلزمك قبر وَ رخام وَ شجاعة لدفن من كان أقرب الناس
إليك ..
..
إنَّ حبـًا نكتبُ عنه، هوَ حبّ لم يعد موجودًا ، و كتابـًا نوزِّعُ آلاف النسخ منه ،
ليس سوى رماد عشق ٍ ننثره في المكتبات ..
الذين نحبهم نـُهديهم مخطوطـًا لا كتبـًا ، حريقـًا لا رمادًا .
نهديهم مالا يساويهم عندنا بأحد .
..
ليس البكاءُ شأنـًا نسائيــًا .
لا بدَّ للرجال أن يستعيدوا حقهم في البكاء، أو على الحزن إذن أن يستعيدَ حقه
في التهكـُّم .
وَ عليك أن تحسم خيارك : أن تبكي الرجولة ، أم ككاتب كبير تكتبُ نصًّا بقدر
كبير من الاستخفاف وَ السخرية !
فالموت كما الحب أكثر عبثية من أن تأخذه مأخذ الجدّ .
..
الموت كما الحبّ، فيه الكثير من العبثية . كلاهما خدعة المصادفات المتقنة .
( عابر سرير )
أحلام مستغانمي [/align]