لقَدْ أَفَاضَ عُلمَاءُ السَّلفِ وَاسْتَفَاضَ في كُتُبِهِم بَيَانُ حَقِيقَةِ الرَّافِضِةِ وَحَقِيقَةِ دِينِهِم.
وَمِنْ ذَلكَ مَا قَالهُ شَيخُ الإِسلامِ ابنُ تَيمِيَّةَ رَحمهُ اللهُ فِي [مِنْهَاجِ السُّنَّةِ]:" وَالرَّافِضِةُ ليسَ لَهُم سَعيٌ إِلا فِي هَدمِ الإِسلامِ وَنَقْضِ عُرَاهُ وَإِفسَادِ قَوَاعِدِهِ".
وَقَالَ أَيضَاً:" وَلا يَطعَنُ عَلى أَبِي بَكرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا إِلا أَحَدُ رَجُلينِ: إِمَّا رَجُلٌ مُنَافِقٌ زِندِيقٌ مُلحِدٌ عَدُوٌّ للإِسلامِ يَتَوَصَّلُ في الطَّعنِ فِيهمَا إِلى الطَّعنِ فِي الرَّسُولِ وَدِينِ الإِسلامِ، وَهَذَا حَالُ المُعلِّمِ الأولِ للرَّافِضَةِ أَوّلَ مَن ابتَدَعَ الرَّفضَ وَحالُ أَئِمَّةِ البَاطِنِيَّةِ، وإِمَّا جَاهِلٌ مُفرِطٌ في الجَهلِ وَالهَوَى وَهُوَ الغَالبُ عَلى عَامَّةِ الشِّيعَةِ إِذْ كَانُوا مُسلِمِينَ فِي البَاطِنْ، ".
وَقَالَ فِي فَتَاوِيهِ:" قَالَ الإِمَامُ أَحمَدَ فِي رِسَالةِ عَبدُوسٍ بنِ مَالك، أُصُولُ السٌّنَّةِ ِعندَنَا التَّمَسٌّكُ بِمَا كَانَ عَليهِ أَصحَابُ رَسُولِ اللهِ وَالإِقتِدَاءُ بِهم، وَتَركُ البِدَعِ وَكُلُّ بِدعَةٍ ضَلالةٌ والسُّنةُ عِندَنَا آثارُ رسول اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلم والسُّنةُ تُفسِّرُ القُرآنَ وَهِيَ دَلاءٌ للقرآنِ أيْ دَلالاتٌ عَلى مَعنَاهُ وَلهذَا ذَكَرَ العُلمَاءُ أَنَّ الرَّفضَ أَسَاسُ الزَّندَقَةِ وَأَنَّ أَوَّلَ مَن ابتَدَعَ الرَّفضَ إِنما كَانَ مُنَافِقِاً زِندِيقَاً، وَهُوَ عَبدُ اللهِ بنُ سَبأ فَإِنَّهُ قَدْ قَدَحَ في السَّابِقِينَ الأَوَّلينَ وَقَد قَدَحَ فِي نَقلِ الرِّسَالةِ أَو في فَهمِهَا أَو فِي اتِّبَاعِهَا، فَالرَّافِضَةُ تَقدَحُ تَارةً في عِلمِهِمْ بِها وَتَارَةً في اتِّبَاعِهِم لَها، وَتُحِيلُ ذَلكَ عَلَى أَهلِ البَيتِ وَعَلى المَعصُومِ الذِي لَيسَ لَه وُجُودٌ فِي الوجُودِ" انتَهَى كَلامُهُ رَحِمَهُ اللهُ.
وَجَاءَ فِي [المُنتَقَى مِن مِنهَاجِ الإِعْتِدَالِ]:" وَمِن جَهلِ الرَّافِضَةِ أَنَّهُمْ يُوجِبُونَ عِصمَةَ وَاحِدٍ مِنَ المُسلِمِينَ وَيُجَوِّزُونَ عَلى مَجْمُوعِ المُسلِمِينَ إِذَا لم يَكُنْ فِيهِمْ مَعصُومٌ الخَطَأَ، وَقَدْ ذَكَرَ غَيرُ وَاحدٍ أَنَّ أَوَّلَ مَن ابتَدَعَ الرَّفْضَ وَالقَولَ بِالنَّصِّ عَلى عَليٍّ وَعِصمَتِهِ كَانَ زِندِيقَاً أَرَادَ افسَادَ الدِّينَ وَأرَادَ أَنْ يَصنَعَ بِالمُسْلمِينَ كَمَا صَنَعَ بُولُصُ بِالنَّصَارَى، وَأَكبَرُ دَلِيلٍ عَلى بُطلانِ أَصلِ هَذَا المَذهَبِ وَخُرَافَتِهِ أنَّ عَلِيَّاً رَضِيَ اللهُ عَنهُ تَبَرَّأَ مِنهُ وَمِنْ أَصحَابِهِ بَل وَعَاقَبَ مَنْ يَعتَنِقُهُ كُلٌ بَحَسَبِ بِدعَتِهِ، فَمنْ كَانَ يَسُبُّ الشَيخَينِ أَبَا بَكرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا يُجلَدُ حَدَّ المُفتَرِي، وَمَنْ غَالى فِيهِ حَرَّقَهُ بِالنَّارِ".
ثَالِثَاً: إِنَّ جَمهَرَةً مِن عُلمَاءِ السَّلفِ رَحِمَهُمُ اللهُ تَعَالى بَيَّنُوا لنَا القَولَ الفَصْلَ فِي حُكمِ الشَّرعِ عَلى الرَّافِضَةِ وَهُوَ القَولُ بِكُفرِهِمْ وَوُجُوبِ قِتَالِ مَن أَظهَرَ بِدْعَتَهُ مِنهُمْ خَاصَّةً وَإِنْ كَانَ بِطَائِفَةٍ مُمْتَنِعَةٍ مِنهُم، وَ في تَكفيرِهم وَ وجوبِ قِتالِهم أدِلَّةٌ منَ الكِتابِ وَ السُّنَّةِ.
بَلْ حتّى كُتُبُ الرَّافِضَةِ أنفُسِهِم تنقِلُ لَنا الرواياتِ في تبرُّؤِ آلِ البيتِ مِنهُم، ونِسبةِ ذلك إلى النبيّ صلى الله عليه و سلَّم، وَ إِخراجِهِم منَ الإسلامِ.
فَأمَّا الأدلّة من الكتابِ:
فقولًهً تَعالَى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ} [الفتح:29]، قال ابنُ كثيرٍ رَحِمَهُ الله: وَمِنُ هَذِهِ الآيَةِ انتَزَعَ الإمامُ مالكٌ رَحِمَه الله في رِوَايَةٌ عنهُ بِتَكفيرِ الرَّاوَفِض، الذين يَبْغَضُونَ الصَّحَابَةَ رَضيَ الله عنهُم، قالَ لأنَّهُم يُغيظُونَهُم، وَ مَنْ غَاظَ الصَّحَابةَ رَضِي الله عَنهُم فهو كافرٌ بِهَذِه الآيةِ، وَ وَافَقَه طائفةٌ مِنَ العلماءِ رضيَ الله عَنهُم علَى ذلِك.
وَ قالَ القُرْطُبِيّ رَحِمَهُ الله في تَفْسِيرِه: رَوَى أبُو عُرْوَةَ الزُّبَيْرِيّ مِنْ وَلَدِ الزُّبَيْر، كُنَّا عِند مالكِ بن أَنَس، فَذَكَرُوا رَجُلًا يَنتَقِصُ من أصحابِ رسولِ الله صلَّى الله عليهِ وَ سَلَّمَ فقرَأَ مالكٌ هَذِهِ الآيةَ: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ...} [الفتح:29]، حتَّى بلَغَ.. {يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ} [الفتح:29]، فقالَ مالكٌ مَن أصبَحَ منَ النَّاسِ في قَلْبِهِ غَيْظٌ عَلَى أحدٍ من أصحابِ رسولِ الله صلَّى الله عليهِ وَ سَلَّمَ أَصَابَتْهُ هذهِ الآيةُ [ذكَرَه الخطيبُ أبو بكرٍ].
قلتُ -و القولُ للقُرطُبِيّ- لَقَدَ أحسَنَ مالكٌ فِي مَقَالَتِه، وَ أصَابَ في تَأويلِه فَمَنْ نَقَّصَ واحِدًا منهُم، أَوْ طَعَنَ في رِوَايَتِه فقد ردَّ على اللهِ ربّ العالمينَ، وَ أبْطَلَ شَرائِعَ المسلمين. انتهَى كَلاَمُهُ رَحِمَهُ الله.
وَ كَذلكَ استدلُّوا منْ قَولِهِ تَعالَى: {وَلَوْلاَ إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ * يَعِظُكُمَ اللهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [النور:16-17]، قالَ ابنُ عبدِ القَوِيّ عَنِ الإمامِ أحمَد: وَ كانَ الإمامُ أحمدُ يُكَفِّرُ مَنْ تَبَرَّأَ منهُم -أيْ الصَّحَابَة- وَ منْ سبَّ عَائِـشَةَ أمَّ المؤمِنينَ، و رَمَاهَا مِمَّا بَرَّأهَا الله مِنهُ.. وَ كانَ يَقرأُ {يَعِظُكُمَ اللهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [النور:17].
وَ قَالَ القُرطُبِيُّ رَحِمَهُ الله: قالَ هِشامُ بنُ عَمَّار سَمِعْتُ مالِكًا يَقولُ: مَن سبَّ أبا بكرٍ وَ عُمَرَ أُدِّبَ، وَ مَنْ سَبَّ عَائِشَةَ قُتِلَ لأنَّ الله تَعالى يَقولُ:{يَعِظُكُمَ اللهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [النور:17]، فَمَن سبَّ عائشَةَ فقدْ خَالَفَ القرءَانَ، وَ مَن خَالَفَ القرءانَ قُتِلَ.
قالَ ابنُ العَرَبِيّ: قالَ أصحابُ الشَّافِعِيّ: مَن سبَّ عائشَةً رضيَ الله عَنهَا أُدِّبَ كَما في سائرِ المؤمنين، وَ ليسَ قولُه {إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [النور:17] في عائَِشَة؛ لأنَّ ذلكَ كُفرٌ، وَ إنَّمَا هُوَ كَمَا قالَ عليه السَّلام ( لاَ يُؤمِنُ مَنْ لاَ يَأْمَنُ جَارَهُ بَوَائِقَهُ) وَ لَو كانَ سَلْبُ الإيمانِ في سبَّ مَن سبَّ عائشَةً حقيقَةً، لكان سَلْبُهُ في قَولِهِ (لا يزنِي الزَّاني حينَ يَزْنِي وَ هُوَ مُؤمِنٌ) حقيقةً، قُلنَا: ليسَ كَمَا زَعَمْتُم، فإنَّ أهلَ الإفكِ رَمُوا عائشَةَ المُطَهَّرَةَ بالزِّنَى، فَكُلُّ مَنْ سَبَّهَا بمَا بَرَّأَها اللهُ منهُ مُكَذِّبٌ لله، وَ مَنْ كَذَّبَ اللهَ فَهُوَ كافرٌ، فَهَذَا طَرِيقُ قَوْلِ مَالِكٍ، وَهِيَ سَبِيلٌ لاَئِحَةٌ لِأَهْلِ الْبَصَائِرِ، وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا سَبَّ عَائِشَةَ بِغَيْرِ مَا بَرَّأَهَا اللَّهُ مِنْهُ لَكَانَ جَزَاؤُهُ الْأَدَبَ، انتهَى كَلاَمُهُ.
وَ قَولُه تَعَالَى: {فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاَءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ} [الأنعام:89]، و بقولِهِ تَعالَى: {لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} [البقرة:143]، يقولُ الإمامُ أبو المحاسنِ الواسِطيّ في استدلالِهِ من هذهِ الآياتِ علَى كفرِ من يُكَفِّرْ أوْ ينتَقِصْ من عدالةِ الصَّحَابَةِ الثَّابتةِ بالكتابِ، أنَّهُم يكْفُرُون؛ لتكفيرِهم لصحابةِ رسول الله صلّى الله عليه و سلَّمَ الثابتِ تعديلُهُم وَ تزْكِيَتُهُم في القرآن، في قولِه تَعالَى: {لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} [البقرة:143]، و بِشَهَادةِ اللهِ تعالَى لهُم أنَّهُم لا يكْفُرُونَ بقولِهِ تَعَالَى: {فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاَءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ} [الأنعام:89].
وَ أمَّا السُّنَّة:
فَبِمَا جاءَ في مَجْمَعِ الزَّوائِدِ بإسنادٍ حَسَنٍ، عن ابن عبَّاسٍ قَالَ: كُنتُ عِندَ النَّبِيّ صلَّى الله عليهِ وَ سَلَّمَ وَ عِندَهُ عَلِيّ، فقَالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وَ سَلَّمَ (يَا عَلِيّ سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي قَوْمٌ، يَنتَحِلونَ حبَّ أهلِ البيتِ، لَهُم نِبْذٌ، يُسَمَّونَ الرَّافِضَة، قَاتِلوهُم فَإنَّهم مُشْرِكون).
وَ مَا أخرَجَهُ الإمامُ أحمدُ في مُسْنَدِه، وَ البَزَّارُ عَن إبراهيمَ بن الحسنِ بن عَلِيّ بن أبي طالِب عَنْ أبيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قالَ عليُّ بن أبي طالب رضِيَ اللهُ عَنْهُ: قَالَ رسولُ اللهِ صَلَّى الله عليهِ وَ سَلَّم (يَظْهَرُ في آخرِ الزَّمان قَوْمٌ يُسَمَّونَ الرَّافِضَة يرفِضونَ الإسلامَ).
و العجيبُ أنَّ ذلك النَّبْذَ -أعني الرَّافِضة- قدْ نقَلَه أيْضًا أئِمَّةُ الرَّافِضَة في أًصُولِهِم المُعتَبَرَةِ عنِ الحُسَيْن بن عليّ بن أبي طالِب رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا.
فَقدْ نَقَلَ لنَا صاحبُ كتابِ (للهِ ثُمَّ للتَّاريخِ) عَنْ كِتَابِ الكافِي رِوايَةً عَنْ أبي عبدِ اللهِ عليهِ السَّلاَم، أنَّهم جَاءُوا إليهِ -أي الرَّافِضَةُ- فقالُوا لَهُ: إنَّا قَدْ نُبِذْنَا نَبْذًا أَثْقَلَ ظُهُورَنا، وَ ماتَتْ لَهُ أَفْئِدَتُنَا، وَ اِسْتَحَلَّتْ لَهُ الولاةُ دِماءَنَا.. في حديثٍ رَوَاهُ لَهُم فُقَهَاءُهُم، فقالَ لَهُم أبو عبدِ اللهِ عليهِ السَّلاَم: الرَّافِضَة، قالوا: نعَمْ، فقالَ: لا والله مَا هُمْ سمَّوْكُم، وَ لَكِنَّ اللهَ سَمَّاكُم بهِ.
وَ يَقُولُ السَّيد حُسَيْن بن مُوسَوِيّ مُعَلِّقًا علَى ذلِكَ: فَبَيَّنَ أبُو عبدِ اللهِ أنَّ اللهَ سمَّاهُمُ الرَّافِضَةَ وَ لَيْسَ أهْلُ السُّنَّة.
وَ مِمَّا اُستُفِيضَ مِنْ أَقْوَالِ السَّلَف في الحُكِمٍ بِكُفْرِهِمْ:
فَمِمَّا وَرَدَ عنِ الإمَامِ أحمدِ رَحِمَهُ الله، ما رَوَى الخَلاَل عَنْ أَبِي بَكْرٍ المِرْوَدِيّ، قالَ سألتُ أبَا عبدِ الله عَمَّنْ يَشْتِمُ أبَا بَكْرٍ وَ عُمَرَ وَ عَائِشَة، قالَ: (مَا أَراهُ علَى الإسْلاَمِ)، وَ قالَ الخَلاَل: أخْبَرَني عبدُ المَلِكِ بن عبدِ الحميدِ، قالَ سَمِعْتُ أبَا عبدِ اللهِ قَالَ: ( مَنْ شَتَمَ أخافُ عليهِ الكُفْرَ مِثْلَ الرَّوافِضِ ) ثًمَّ قالَ ( مَنْ شَتَمَ أصحابَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وَ سَلَّمَ لاَ نَأْمَنُ أنْ يَكُونَ قدْ مَرَقَ عَنِ الدِّين).
وَ جاءَ في كتابِ السُّنّةِ للإمامِ أحمَدِ قَولُهُ عَنِ الرَّافِضَةِ، هُمُ الذين يَتَبَرَءونَ مِن أصحابِ محَمَّدٍ صلَّى الله عليهِ و سلَّمَ، وَ يَسُبُّونَهُم، وَ يَنْتَقِصُونَهُم، وَ يَسُبُونَ الأئِمَّةَ إلا أَرْبَعَ، عَلِيَّا وَ عَمَّارَ وَ المِقْدادَ و سَلْمَان، وَ لَيسَتُ الرَّافِضَةُ من الإسْلامِ فِي شيء.
وَ قَالَ الإمامُ البُخَارِيُّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى في خَلْقِ أَفْعَالِ العِبادِ: (مَا أُبَالي صَلَّيْتُ خَلْفَ الجَهْمِيّ وَ الرَّافِضيّ أمِ صلَّيْتُ خَلْفَ اليَهُودُ و النَّصَارَى، وَ لاَ يُسَلَّمُ علَيْهِم، وَ لاَ يُعادُونَ، وَ لاَ يُناكَحُون، وَ لاَ يُشَهَّدُونَ وَ لاَ تُؤْكَلُ ذَبائِحُهُم).
وَ قَالَ الإمامُ أحمَدُ بن يُونُس، الذي قالَ عنهُ الإمامُ أحمَدُ بن حَنبَلْ وَ هُوَ يُخاطِبُ رَجُلًا: ( اُخْرُج إلى أحمدُ بن يُونس فإنَّه شيخُ الإسلامِ)، قالَ - أي الإمام أحمدُ بن يونس- لَوْ أنَّ يِهُودِيًّا ذَبَحَ شاةً، وَ ذَبَح رافِضِيٌّ لاَكًلْتُ ذَبِيحَةَ اليَهُودِيّ، وَ لمْ آكلْ ذبيحَةَ الرَّافِضِيّ، لأنَّهُ مُرْتَدٌّ عَنِ الإسلامِ.
وَ قالَ الإمامُ بن حَزْمٍ رحِمَهُ الله تَعَالى في رَدِّهِ علَى النَّصَارَى الذين يَسْتَدِلُّونَ بِتَحريفِ القُرءان مِنْ أقْوالِ الرَّافِضَةِ، فقَالَ ( وَ أمَّا قَولُهُم - يُعنِي النَّصَارَى - في دَعْوَى الرَّوافِضِ تَبْديل القرءان، فَإنَّ الرَّوَافِضَ لَيسُوا منَ المُسلِمين.
وَ قَالَ شَيْخُ الإسلامِ بن تَيْمِيَّة رَحِمَهُ الله تَعَالَى في الصَّارِمُ المَسْلُول: (مَن زَعِمَ أنَّ القُرءَانَ نُقِصَ مِنْه آياتٍ، أوْ كُتِمَت، أوْ زَعَم أنَّ لَهُ تأويلًاتٍ باطنةً تُسْقِطُ الأعمالَ المَشْرُوعَة، فَلا خِلًافَ في كُفْرِهِمْ، وَ مِنْ زَعَمَ أنَّ الصَّحابَةَ ارْتَدُّوا بعدَ رَسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وَ سَلَّمَ إلا نفرًا قليلًا لا يبْلُغُونَ بِضْعَةَ عَشْرَ نَفْسًا، أضوْ أنَّهُم فَسَّقُوا عَامَّتَهُم، فَهَذا لاَ رَيْبَ أيضًا في كُفْرِهِ، لأنَّهُ مُكَذِّبٌ لِما نَصَّهُ القُرْءان في غَيْرِ مَوضِعٍ من الرِّضَى عَنهُم، وَ الثَّناءِ عَليِهم. بلْ مَنْ يَشُكُّ في كُفْرِ مثلِ هَذا فَإنَّ كُفْرَهُ مُتَعَيِّنٌ، فَإنَّ مضمونَ هذهِ المَقَالًة أنَّ نَقَلَةَ الكتابِ و السُّنَّةِ كُفَّارٌ أَوْ فُسَّاق، وَ أنَّ هذهِ الآيةَ التي هيَ: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران:110]، وَ خَيْرُهَا هُوَ القَرْن الأوَّلُ كانَ عامَّتَهُم كُفَّارًا أوْ فُسَّاقًا، وَ مَْضمُونُها أنَّ هذهِ الأمَّةَ شَرُّ الأُمَمِ، وَ أنَّ سابِقِي هذه الأمَّة هُم شِرَارُهَا، وَ كُفْرُ هذا مِمَّا يُعلَمُ بالاضطرارِ مِنْ دينِ الإسْلًامِ).
وَ قالَ أيضًا عن الرَّافِضَة، إنَّهُم شرٌّ من عامَّةِ أهلِ الأهواءِ، وَ أَحَقُّ بالقِتالِ من الخوَارِجِ.
وَ قالَ الإمامُ السَّمْعَانيّ رَحِمَهُ الله في الأنسَابِ: ( وَ اجْتَمَعَتْ الأمَّة على تكفيرِ الإماميَّةِ لأنَّهم يعتقدونَ تضليلَ الصحَّابَة، و ينكرونَ إجماعَِهَم، وَ ينسِبونهُم إلى ما لا يَليِقُ بهِم.
وَ منْ عَجيبِ التناقُضَاتِ و المفارَقَاتِ، أنَّ الحكومةَ السّعودِيَّةَ و قِس عَلَيْهَا غَيْرَها ممَّن كانوا يُنادونَ بالعدَاءِ و يُطلِقون التحذيراتِ من الخَطَرَ القادِمِ من الرَّافِضَة، نراهُمُ اليومَ يُقَرِّبونَهُم، وَ يجلِسونَ معهَم، وَ يَتَحَاوَرُونَ في مَجَالِسِ محاوراتِهِم الرَّسمِيَّة.
فَهَاهي لَجْنَتُهُم الدَّائمَة للبحوثِ و الإفتَاءِ، كانَتْ قد أفْتَتْ بتكفِيرِ الرَّافِضَة إثرَ سؤالٍ وُجِّهَ للجْنَةِ آنَذَاك من قِبِلِ سائلٍ يِقُولُ: أنا من قبيلةٍ تسكُن في الحدودِ الشَّمَاليَّة، وَ مخْتَلِطِين نحنُ و قَبَائلُ من العراقِ، وَ مَذهَبُهُم شيعةٌ وثَنِيَّة، يَعبُدونَ قُبَبَا وَ يُسَمُّونَها بالحسن، و الحسين، و عليّ، و إذا قامَ، قالَ يا عليّ، يا حُسَيْن، وَ قدْ خالطَهُم البعضُ من قبَائلِنا في النِّكَاحِ، وَ في كلِّ الأحوالِ، وَ قدْ وَعَظْتُهُم وَ لمْ يَسْمَعُوا، وَ هم في القرَايَا و المنَاصيب، وَ أَنَا مَا عندي أعظُهُم بعِلْمٍ، وَ لَكنِّي أكْرَهُ ذلكَ وَ لاَ أُخالِطُهُم، وَ قدْ سَمِعْتُ أنَّ ذَبْحَهُم لاَ يُؤْكَل، وَ هؤُلاَء يَأكُلونَ ذبحَهُم، وَ لاَ يَتَقَيَّدُوا، وَ نطلبُ من سماحتِكم توضيحَ الواجبِ نحوَ مَا ذَكَرْنَا.
فَكَانَ ردُّ اللّجنَة: إذَا كانَ الواقِعُ ما ذكرتَ من دعائِهِم عليًّا وَ الحَسَن، وَ نَحْوَهُم فَهُم مُشْرِكُونَ شِركًا أكبر، يُخرجُ من ملَّةِ الإسلامِ، فَلًا يحِلُّ أنْ نُزَوِّجَهُمُ المُسْلِمَاتِ، وَ لًا يَحِلُّ لَنَا أنْ نَتَزَوَّجَ من نِسَائِهِم، وَ لاَ يحِلُّ لَنَا أنْ نَأكُلَ من ذبائِحِهِم، قالَ اللهُ تَعَالَى: {وَلاَ تَنْكِحُوا المُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلاَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلاَ تُنْكِحُوا المُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللهُ يَدْعُو إِلَى الجَنَّةِ وَالمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آَيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [البقرة:221]، وَ باللهِ التوفِيقُ، وَ صَلَّى اللهُ على نبيِّنَا محَمَّدٍ، وَ على آلِهِ، وَ صَحْبِهِ وَ سَلَّمَ. اللّجنةُ الدائمَةُ للبحوثِ العلميَّةِ و الإفتاءِ.
وَ مِمَّا جاَء في كتبٌ الرَّافِضَة أنفُسِهِم في تَبَرؤِِ آلِ البيتِ، وَ الرّسولِ صَلَّى الله عليهِ وَ سَلَّمَ منهُم، وَ إخْراجِهِم من هذه الأمَّة:
مَا جَاءَ في كِتَابِ الاحْتِجَاجِ قَالَ الإمامُ زَيْنِ العَابِدينَ عليهِ السَّلاَم لأهْلِ الكُوفَة: (هَل تَعْلَمُونَ أنَّكم كتَبْتُم إلى أبي وَ خَدَعْتُمُوه، وَ أَعْطَيْتُمُوه من أنفُسِكُم العَهْدَ وَ المِيثَاق، ثُمَّ قَتَلتُمُوه وخَذَلْتُمُوه، بأيّ عينٍ تَنظرونَ إلى رسولِ اللهِ صلَّى عليهِ وَ سلَّمَ وَ آلِه وَ هُوَ يَقولُ لَكُم: ( قَاتَلتْم فِطْرَتِي، وَ انتَهَكْتُم حُرْمَتي، فَلَسْتُم من أمَّتي )
رَابِعًا: إنَّنَا حينَ نَسْتَشهِدُ بروَايَاتٍ وَ أَقْوَالٍ من كُتُبِ الرَّافضةِ المعتبَرَةِ المعتَمَدَةِ عندَهُم، فَإنَّنَا لا نقِرُّ بالضَّرورة بهذهِ الأقوالِ و الرِّوايَاتِ، وَ إنَّمَا نحنُ نَسْتَأنسُ بِهَا من بابِ (وَ شَهِدُوا على أنفُسِهِم)، وَ قدْ استَشْهَدنَا بكثيرٍ من هذه الرّوايَاتِ.
خَامِسًا: إنَّ جَرَائمَ الرَّافِضَة وَ خِيَانَاتِهِم عَبْرَ التَّاريخ، كانتْ كلُّهَا جَرَائِم من حيث المعتقد الدينيّ، لكِّنَنَا تنَاولْنا كلُّ منهَا بحسبِ جانِبِهَا، وَ بحَيْثِيَّاتٍ متعدِّدة، فَهُنَاكَ جرائمَ دينِيَّة مَحضَة تتعلَّقُ بجانبِ العِبادات، وَ شَعَائر لهدمِ الدِّين أو تحريفِه، وَ هُناكَ جرائم سِيَاسِيَّة من خلالِ الغدرِ و الاغتيالاتِ من الدَّاخِلِ، وَ المؤامرةِ مع العدوّ من الخارِجِ لزَعْزَعَةِ الدَّولَةِ الإسلاميَّةِ، وَ هُنَاكَ جَرَائمَ اجتِمَاعِيَّة وَ أخلاقِيَّة لِنَشْرِ الرَّذيلَة لتفكيكِ الأسرةِ المُسلِمَةِ، وَ تفكيكِ البُنْيَةِ التَّحْتِيَّة للأمَة الإسلاميّة باسم المُتْعَةِ في الدِّين فَذَكَرْنَا كلًّا في مَحَلِّه، وض هيَ في مَجْمُوعِها بالجُملَة لا تَخْرُجُ عَنْ كَوْنِهَا جَرائِمَ دينيَّة.
وَ بعدَ أنْ قَرَّرْنَا مَا سَبَقَ تَوضيحُهُ نَقُولُ؛ لَقَدْ رَصَدَ لنا التَّاريخُ منذ عهد الخِلافَة الراشِدَة مرورًا بالعهد الأمويّ، وَ العَبَّاسِيّ وَ العُثْمَانيّ، وَ حتَّى هَذَا العصر كَمًّا هَائلًا من خياناتِ القومِ و جرائمِهِم، وَ غَدَرَاتِهِم، لَوْ أرَدْنَا حصرِهَا استيفَاءًا، وَ تَتَبُّعُهَا استقْرَاءًا،لاحتَجْنَا لِمحاضراتٍ وَ مُحاضَراتٍ، بَل و إلى أسفار مُتَتَالياتٍ، وَ حسْبُنَا هُنا أن نَذْكُرَ وَ نُذَكِّر بجُمْلَةٍ من أَبْرَزِ خِيَانَاتِهِم، وَ جَرَائِمِهِم عبرَ التَّاريخِ من خِلالِ ذكْرِ ماضي خِيَانَاتِهم، وَ الرَّبطِ بَيْنَهَا وَ بَيْنَ حَاضِرِهِا، حَتَّى تَكُونَ الصُّورَةَ حاضرةٌ في أذْهَانِنا، لا مُجَرَّدَ سَردٍ تاريخِيّ من ماضٍ تَليدٍ مُنقطع عَن حَاضِرِهِ.
فَأَمَّا في عهْدِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَة؛ فقدْ بَدَت أولى جرائمِهِم وَ خِيَانَاتِهم، في عَهْدِ الخليفة العَادِل الرَّاشد الذي أعزّ الله بهِ الإسْلامِ؛ بِبَرَكَةِ دَعْوَةِ نبيِّنَا صلَّى الله عليهِ وَ سَلَّمَ لَهُ، عُمَرَ بن الخَطَّاب رضيَ الله عنهُ، مُتَمَثِّلَة الجانبِ السِّياسيّ منهَا خَاصَّة، إذ لمْ يَكُن الفِكْر و المُخَطَّطُ الرَّافِضِيّ تَبَلْوَرَ تَمَامًا، وَ قدْ مَثَّلَ هذه الخِيَانَة المَجُوسِيّ، الفَارِسِيّ أبُو لؤلؤَة، الذي كَانَ من سَبيِ فَارِسٍ بعد أنْ فَتَحَها اللهُ على المسلمين في عَهْدِ الفاروقِ عُمَر، فَمَا كانَ من هذا المَجُوسيّ الفَارسيّ بعدَ أنْ فَاضَ بالحقدِ قَلْبَهُ، وَ استَفَاضَ بالغدرِ هَمَّه إلاَ أنْ دَبَّرَ مؤامَرَةً معَ منْ يُقَاسِمونَه الكَرَاهِيّة وَ العداءَ لِهَذَا الدِّين، وَ هُمَا الهُرمُزَان وَ جُفَيْنَة، فَالهُرْمُزان الذي كانَ مَيْمَنَة القائدِ الفارِسيّ رُسْتُم في القادِسِيَّة، ثُمَّ هَرَبَ بعد هَلاَكِ رُسْتُم، ثُمَّ مَلَكَ خُوزِشْسْتان، وَ قَاتَلَ المُسلِمين، وَ لَمَّا رَأى عَجْزَه، طَلَبَ الصُّلْحَ فَأُجِيبَ إليهِ، وَ لَكِّنَّه غَدَرَ، وَ قَتَلَ المَجْزَأةَ بن ثَوْر وَ البراء بن مالكٍ، فَقَاتَلَه المُسلمونَ وَ أَسَرُوهُ وَ سَاقُوهُ إلى عُمَرَ بن الخطَّابِ، فَأَظْهَرَ الإسلامَ وَ حُسْنَ الطَّوِيَّة، وَ عاشَ في المَدِينَةِ.
وَ جُفَيْنَة النَّصْرَانيّ من أهلِ الحِيرَة، كَانَ ظِئرًا لسعدِ ين مالكٍ، أَقْدَمَه للمدينَة للصُلْحِ الذي بَينَنَا وَ بَيْنَهُم، وَ لِيُعَلِّمَ أَهْلَ المدينَةِ الكِتَابَة. وَ بالرّغمِ أنَّ أميرَ المُؤمنينَ، وَ جَميعَ المُسلمينَ أَحْسَنُوا إليهم إلاَ أنَّ الحقدَ المَجُوسيّ الفَارسيّ على الدِّينِ، وَ على دولةِ الإسلام، كانَتْ أَكْبَرَ بكثيرٍ من هَذَا الإحسَانِ، فَحَاكُوهَا مؤامرةً كُبْرَى، و خِيَانَةً في حُكْمِ الشَّرْعِ عُظْمَى، حَيْثُ سَنُّوا أوَّلَ سُنَّة سَيِّئَة في الإسلام، وَ أوَّلَ لَبِنَة أساسٍ من مُخطَّاطاتِ الرَّافضَة في مِجَالِ الغدْرِ و الخِيَانَة، أَلاَ وَ هيَ سُنَّةُ الخُروجِ على الحاكِمِ المُسلِم، وَ سُنَّةُ اغتيالِ الخليفِة، وَ الذي بموتِه أو بالخروجِ عليهِ تضطَرِبُ البِلادُ وِ يَفْتَتِن العِبادُ.
والله لا أخرج عن كل هؤلاء العلاماء وأعتبر الرافضة مسلمين
والحق ظاهر لكل ذي بصيره