سماءُ كلِّ شيء أَعلاهُ مذكَّر السَّماءُ سقفُ كلِّ شيء وكلِّ بـيتٍ
وقال الزجاج
السماءُ فـي اللغة يقال لكلّ ما ارتفع وعَلا
قَدْ سَما يَسْمُو وكلُّ سقفٍ فهو سَماءٌ ومن هذا قـيل للـحسابِ السماءُ لأنها عاليةٌ،
والسماء: كلُّ ما عَلاكَ فأَضَلَّكَ؛ ومنه قـيل لسَقْفُ البـيت سماءٌ
السماءُ التـي تُظِلُّ الأَرضَ أُنثى عند العرب لأَنها جمعُ سَماءةٍ وسبق الـجمعُ الوُحْدانَ فـيها السماءةُ
أَصلُها سَماوةٌ وإِذا ذُكِّرَت السماءُ عَنَوْا به السقفَ
ومنه قول اللَّه تعالـى {السماء {مُنْفَطِرٌ به}؛ ولـم يقل مُنْفَطِرة الـجوهري
السماءُ تذكَّر وتؤنَّث أَيضاً؛ وأَنشد ابن بري فـي التذكير
فلَوْ رفَعَ السماءُ إِلـيه قَوْماً
لَـحِقْنا بالسماءِ مَعَ السَّحابُ
وقال آخر
وقالَتْ سَماءُ البَـيْتُ فَوقَك مُخْـلقٌ
ولَـمَّا تَـيَسَّرَ اجْتِلاءُ الرَّكائبِ(1)
والـجمع أَسْمِيةٌ سُمِيٌّ سَمواتٌ سَماءٌ؛
السماء السَّحابُ السماءُ الـمطرُ مذكَّر
يقال ما زِلنا نَطأُ السماءَ حتـى أَتَـيْناكُم أَي الـمطر ومنهم من يؤَنِّثُه وإِن كان بمَعنى الـمطر كما تذكَّر
السماءُ وإِن كانت مؤنَّثة كقوله تعالـى السماءُ {مُنفَطِرٌ به}؛ قال مِعَوِّدُ الـحُكماءِ معاويةُ بنُ مالِكٍ
إِذا سَقَطَ السماءُ بأَرضِ قوْمٍ رَعَيْناه وإِن كانوا غِضابا(2)
ويُسَمَّى العشبُ أَيضاً سَماءً لأَنه يكون عن السماءِ الذي هو الـمطر
كما سَمَّوا النبات ندًى لأَنه يكون عن النَّدى الذي هو الـمطر ويسمَّى الشحمُ ندًى لأَنه يكون عن النبات؛
قال الشاعر
فلـما رأَى أَن السماءَ سَماؤُهم أَتـى خُطَّةً كان الـخُضُوع نَكيرها
أَي رأَى أَن العُشبَ عُشبُهم فخضع لهم لـيرعى إِبلَه فـيه
وفـي الـحديث صلّـى بنا إِثْرَ سَماءٍ من اللـيل أَي إِثْر مطرٍ
سمِّي الـمطر سَماءً لأَنه يَنزِلُ من السماء وقالوا هاجَتْ بهم سَماء جَوْد فأَنَّثوه لتعَلُّقِه بالسماء التـي
تُظِلُّ الأَرض (1)