- الإهدائات >> ابوفهد الي : كل عام وانتم الي الله اقرب وعن النار ابعد شهركم مبارك تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال والله لكم وحشه ومن القلب دعوة صادقة أن يحفظكم ويسعدكم اينما كنتم ابوفهد الي : ابشركم انه سيتم الإبقاء على الدرر مفتوحة ولن تغلق إن شاء الله اتمنى تواجد من يستطيع التواجد وطرح مواضيع ولو للقرأة دون مشاركات مثل خواطر او معلومات عامة او تحقيقات وتقارير إعلامية الجوري الي I miss you all : اتمنى من الله ان يكون جميع في افضل حال وفي إتم صحه وعافية ابوفهد الي الجوري : تم ارسال كلمة السر اليك ابوفهد الي نبض العلم : تم ارسال كلمة السر لك ابوفهد الي : تم ارسال كلمات سر جديدة لكما امل ان اراكم هنا ابوفهد الي الأحبة : *نجـ سهيل ـم*, ألنشمي, ملك العالم, أحمد السعيد, BackShadow, الأصيـــــــــل, الدعم الفني*, الوفيه, القلب الدافىء, الكونكورد, ايفا مون, حياتي ألم, جنان نور .... ربي يسعدكم بالدارين كما اسعدتمني بتواجدكم واملى بالله أن يحضر البقية ابوفهد الي : من يريد التواصل معى شخصيا يرسل رسالة على ايميل الدرر سوف تصلني ابوفهد الي : اهلا بكم من جديد في واحتكم الغالية اتمنى زيارة الجميع للواحة ومن يريد شياء منها يحمله لديه لانها ستغلق بعد عام كما هو في الإعلان اتمنى ان الجميع بخير ملك العالم الي : السلام عليكم اسعد الله جميع اوقاتكم بكل خير ..
إضافه إهداء  

آخـــر الــمــواضــيــع

صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة
النتائج 16 إلى 30 من 66

الموضوع: لمسات بيانية في نصوص من التنزيل

  1. #16
    الصورة الرمزية الأمــل
    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    رقم العضوية : 1360
    الاقامة : الإمارات
    المشاركات : 3,754
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 157
    Array

    (5) سورة الفاتحة........... (رب العالمين ) (1)






    أحبتي الدرر اليوم موضوعنا عن ( ربِّ العالمين ) من سورة الفاتحة
    لماذا قال الله تعالى : (ربِّ ) ؟ ولماذا ( العالمين ) بالذات؟

    1. لماذا ( ربِّ ) ؟

    قبل الخوض في تفاصيل لماذا ؟ ، لا بد من معرفة معنى الربُّ ..
    فالربّ: المالك ، والسيد ، والمرّبي ، والقيّم ، والمنعم .

    وربُّ العالمين : مالكهم وسيدهم ومربيهم ، والمنعم عليهم.
    ومالك الشخص وسيده ومربيه أحق بالحمد وأولى به من غيره .
    وبُدئ بالرب ، لأن له التصرف في المسود والمملوك والعابد بما أراد من خير أو شر.

    وهنا لِمَ اختار الله تعالى ( رب ) ، ولم يختر اسماً أو وصفاً آخر من أسمائه وصفاته؟؟؟؟ كما فعل تعالى في مواطن أخرى من الكتاب العزيز ، فقد قال في موطن : ( الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض )/ الأنعام ، وفي موطن آخر : ( الحمد لله فاطر السماوات والأرض ) /فاطر
    وقال في موطن ثالث : ( الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض )/سبأ.
    والجواب : أن كل اختيار يناسب سياق السورة التي ورد فيها ، فقد ذكر الله تعالى في سورة فاطر أنه فطر السماوات والأرض ، وابتدأها وأحدث ذواتها من العدم الصرف ، ثم ذكر أنه خلقها ، أي : قدّرها وصوّرها على غير مثال سابق. والخلْق في اللغة قد يكون بمعنى الإنشاء ، وابراز العين من العدم الصرف إلى الوجود ، وهذا لا يكون إلا لله [وقد] يكون بمعنى التقدير والتصوير ، لذلك يسمى صانع الأديم ونحوه الخالق ، لأنه يقدر . قال تعالى على لسان عيسى عليه السلام : ( أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير )/ آل عمران. أي: أصوّر وأصنع.
    فالله هو الموجد للسماوات والأرض ، وهو المصوّر المقدّر لها على غير مثال سابق ، وهو مالكها ومالك ما فيها .
    جاء في تفسير الرازي : أنه تعالى لم يقل : الحمد لله خالق العالمين ، بل (الحمد لله رب العالمين ) والسبب فيه أن الناس أطبقوا على أن الحوادث مفتقرة إلى الموجد والمحدث حال حدوثها ( خلقها) ، لكنهم اختلفوا في أنها حال بقائها ، هل تبقى محتاجة إلى المُبقي أم لا ؟
    فقال قوم : الشيء حال بقائه يستغني عن السبب ، والمربي هو القائم ببقاء الشيء وإصلاح حاله حال بقائه. فقوله : ( رب العالمين ) تنبيه على أن جميع العالمين ، مفتقره إليه حال بقائها ، والمقصود أن افتقارها إلى الموجد في حال حدوثها ، أمر متفق عليه. أما افتقارها إلى المبقي والمربي حال بقائها هو الذي وقف فيه الخلاف ، فخصه سبحانه بالذكر ، تنبيها على أن كل ما سوى الله فإنه لا يستغنى عنه لا في حال حدوثه ولا في حال بقائه...

    هذا إلى جانب أن قوله تعالى : (رب العالمين ) مناسب لقوله فيما بعد : ( اهدنا الصراط المستقيم ) ، لأن المهمة الأولى للمربي هي الهداية ، ولذلك اقترنت الهداية بلفظ الرب في القرآن كثيراً . من ذلك قوله : ( قل إنني هداني ربي إلى صراطٍ مستقيم)/الأنعام ، (إن معي ربي سيهدين )/الشعراء. (عسى ربي أن يهديني سواء السبيل)/ القصص. وغيرها.

    انتهى الحديث عن ( ربِّ ) ولنكمل الحديث في المرة القادمة عن (العالمين ) ... بإذن الله

    أجمل وأرق أمنياتي

    الأمــــل
    ***
    **
    *

    إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَٰكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (44)يونس.

    *
    **
    ***


    [align=center][/align]

  2. #17
    الصورة الرمزية الأمــل
    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    رقم العضوية : 1360
    الاقامة : الإمارات
    المشاركات : 3,754
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 157
    Array

    6) سورة الفاتحة...... ( ربّ العالمين ) (2)






    أسعد الله أيامكم بالخيرات،،،،

    أحبتي الدرر.... فلنكمل اليوم الحديث عن قوله تعالى: ( ربّ العالمين )؟ حيث تحدثنا في المرة السابقة عن سر اختيار الله تعالى للفظ (الرب ) دون غيره ، واليوم نتحدث عن ( العالمين ) ...

    [ALIGN=CENTER]فماذا يقصد بـ (العالمين)؟[/ALIGN]

    (العالمين ) : جمع عالَم ، وهو كل موجود سوى الله تعالى .
    وقد اختلف في دلالة الجمع هذه :
    :star: حيث رجّح بعض العلماء أن ( العالمين ) تفيد ذوي العلم خاصة ، أو المكلفين من الخلق بدليل قوله تعالى : ( ليكون للعالمين نذيرا )/ الفرقان. وقوله : ( إن في ذلك لآيات للعالمين )/الروم .ولا يكون نذيراً للبهائم والجمادات . وقال بعضهم : إن العالمين هم الأنس بدليل قوله تعالى : (أتأتون الذكران من العالمين)/الشعراء. وقوله : ( واتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين)/المائدة.

    :star: والبعض يرى أن جمع العالم ليشمل كل جنس مما سُمي به ، فإن للعالمين آحاداً كل منها يسمى عالماً ، فهناك عالم الإنسان ، وعالم الحيوان ، وعالم الحشرات ، وكل صنف وكل جنس يسمى عالما أيضا.

    :star: وآخرون يرون أن كل قرن وكل جيل يسمى عالماً أيضا ، فأهل كل زمان عالم فجمعه ، ليشمل كل الأجيال ، وأهل كل الأزمنة.

    :star: وقيل: جمعه لاحتمال أن ينصرف الذهن بلفظ ( العالَم ) إلى هذا العالم المحسوس " لأن العالم وإن كان موضوعاً للقدر المشترك ، إلا أنه شاع استعماله بمعنى المجموع كالوجود في الوجود الخارجي ، وقد غلب استعماله في العرف بهذا المعنى المحسوس ، لإلفِ النفس بالمحسوسات فجمع ليفيد الشمول قطعا" روح المعاني 1/78-79.

    والظاهر أنه يصح إطلاق لفظ ( العالمين ) للجيل الواحد ، أو الأجيال بدليل قوله تعالى : ( يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين)/البقرة.. فإن هذا التفضيل مخصوص بزمانهم، وقوله تعالى في مريم : ( وطهرك واصطفاك على نساء العالمين )/آل عمران. وذلك في زمانها خاصة ، وقوله تعالى : ( أتأتون الذكران من العالمين )/الشعراء. وذلك خاص بالذكور من أهل زمانهم . وقال تعالى : ( أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحدٍ من العالمين )/الأعراف. وهذا يشمل جميع الإنس من زمن آدم إلى زمانهم.

    وقد تشمل عموم المكلفين ، أو العقلاء على مر الأجيال ، وذلك نحو قوله تعالى : ( وما الله يريد ظلماً للعالمين)/آل عمران.
    وقد خص هذه اللفظة بعض أهل العلم بالمكلفين خاصة ، ورُدّ بقوله تعالى : ( قال فرعون وما رب العالمين ، قال رب السماوات والأرض وما بينهما إن كنتم موقنين )/الشعراء. ففسر رب العالمين بأنه رب السماوات والأرض وما بينهما وهو عام شامل لكل ما في الوجود.

    رأي المؤلف في الآية السابقة : يبدو أن هذا الاستدلال فيه نظر ، فهو لم يشرح كلمة (العالمين) ، بل بيّن صفة ( رب العالمين ) ، وقد يبين بتعبيرات مختلفة كلها صادقة علية ، فقد تقول : ما رب هذه الدار؟ فيقال لك : تاجر ، أو فقيه ، أو موظف . فليست كلمة (تاجر) أو (فقيه) أو (موظف) تفسيراً لـ (هذه الدار) ، وإنما هي بيان لحقيقة رب الدار.
    ولو أجاب موسى ، عليه السلام ، عن سؤال فرعون بقوله: ربٌّ قادر على كل شيء ، حيٌّ لا يموت ، لا يعجزه شيء ، يجازي المحسن بالجنة ، والمسيء بالنار، لكان صواباً ، ومعلوم أن هذا ليس تفسيراً للعالمين ، بل هو بيانٌ لصفة ربّ العالمين.

    :star::star::star::star: : إن (العالَم) يُجمع على العوالم وعلى العالمين ، والذي يبدو للمؤلف : أن العوالم يطلق على جميع العوالم من المكلفين ، وغيرهم من جمادات وحيوانات وغير ذلك ، وإن (العالمين) لا تطلق إلا على ذوي العلم خاصة ، أو على ما اجتمع فيه العقلاء وغيرهم ، فيغلب العقلاء .( تفسير البيضاوي، فتح القدير). ولا يُطلق (العالمون) على غير العقلاء وحدهم ، فلا يقال للحشرات والطيور (عالمين ) بل عالم أو عوالم ، ولكن يقال للبشر أو لجماعة من البشر أو لجيل من البشر ، أو للمكلفين من خلق الله من الأنس والجن على مر العصور (عالمين) كما ورد ذلك في القرآن الكريم ، ذلك أن الجمع بالياء والنون خاص بالعقلاء.

    :star::star::star: فعلى هذا يكون قوله تعالى : ( الحمد لله ربَّ العالمين ) إما أن يعني : رب البشر أو المكلفين أو رب الخلق كلهم ، وغلّب العقلاء منهم . ولهذا التخصيص أو التغلب سببه ذلك أن الكلام في سورة الفاتحة خاص بالمكلفين ، فالعبادة والاستعانة وطلب الهداية إلى الصراط المستقيم ، وتصنيف الخلق إلى مُنْعَمٍ عليهم ، ومغضوب عليهم ، وضالين ، هو خاص بالمكلفين . فكان هذا الاختيار انسب شيء ، ولو قال : رب العالم أو رب العوالم ، لم يحسن هذا الحسن لأنه يشمل غير المكلفين.

    :star::star::star:هذا من ناحية ومن ناحية أخرى ، فإن فيه رداً على المغضوب عليهم ، ومنهم اليهود الذين يدعون أن الله رب بني إسرائيل خاصة ، وليس رب الخلق الآخرين من البشر فردّ عليهم بقوله : إنه رب العالمين جميعاً ، من سائر البشر المكلفين ، فحسن اختيار ( رب العالمين )من كل وجه.

    انتهى الحديث بالنسبة لـ (رب العالمين ) أتمنى لكم الفائدة ... ووفقكم الله لما يحب ويرضى...

    موضوعنا القادم بإذن الله سيكون عن ( الرحمن الرحيم ) و ( مالك يوم الدين).


    أجمل وأرق تحياتي
    الأمـــــل

  3. #18
    الصورة الرمزية الأمــل
    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    رقم العضوية : 1360
    الاقامة : الإمارات
    المشاركات : 3,754
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 157
    Array



    خطأ مطبعي....سامحونا

  4. #19
    الصورة الرمزية الأمــل
    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    رقم العضوية : 1360
    الاقامة : الإمارات
    المشاركات : 3,754
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 157
    Array



    أجمل تحية للدرر،،،،

    موضوعنا اليوم سيكون عن الآية ( الرحمن الرحيم) .

    [ALIGN=CENTER][ALIGN=CENTER](الرحمن الرحيم)... [/ALIGN][/ALIGN]

    ما (الرحمن) وما( الرحيم

    ( الرحمن) : فعْلان من الرحمة ، و( الرحيم ) : فعيل منها.

    :star: وصيغة (فعلان) تُفيد الدلالة على الحدوث والتجدد ، وذلك نحو عطشان وجوعان وغضبان ، ولا تفيد الدلالة على الثبوت ، وتفيد أيضا الامتلاء بالوصف.

    جاء في(تفسير القيم) : " ألا ترى أنهم يقولون غضبان ، للممتلئ غضباً ، وندمان وحيران وسكران ولهفان ، لمن مُلِئَ بذلك".

    :star: وصيغة (فعيل ) : تدل على الثبوت في الصفة نحو طويل وجميل وقبيح أو التحول في الوصف إلى ما يقرب من الثبوت ، نحو خطيب وبليغ وكريم.

    فجاء بالوصفين للدلالة على أن صفته الثابتة والمتجددة ، هي الرحمة للاحتياط في الوصف ، فإنه لو وصف نفسه تعالى بأنه (رحيم) فقط لوقع في النفس أن هذا وصفه الثابت ، ولكن قد يأتي وقت لا يرحم فيه كالكريم والخطيب ، ولو قال : ( رحمن ) فقط لظُنّ أن هذا وصفٌ غير ثابت ، كالغضبان والعطشان وهذا الوصف يتحول فيذهب الغضب ويزول العطش ، وكذلك الرحمة فجمع بينهما ليدل على أن وصفه الثابت والمتجدد هو الرحمة ، فرحمته دائمة لا تنقطع وهو من أحسن الجمع بين الوصفين ، ولا يؤدي الوصف بأحدهما ما يؤدي اجتماعهما.

    ووقوعها بعد كلمة ( الرب) أحسن موقع ، فإن هذا الرب الذي لا ربّ غيره ، والسيد الذي لا سيد سواه رحيمٌ بعباده ، فتنبسط نفوسُ العباد ، ويقوى أملهم برحمته ، وفيه إشارة إلى أن المربي ينبغي أن يتحلى بالرحمة ، وأنه لا ينبغي أن يقسو على مَنْ يربيهم ويرشدهم . كما أن فيه إشارة إلى الرحمة ينبغي أن تكون صفة الرب بكل ما تحتمل من معانٍ. فالمالك ينبغي أن يكون رحيما بما يملك وبمن يملك ، والمربي ينبغي أن يكون رحيماً ، والسيد ينبغي أن يكون رحيماً ، والمصلح ينبغي أن يكون رحيماً والقيّم ينبغي أن يكون رحيماً. فالرحمة ينبغي أن تكون وصف الرب بكل معانيها ، وقد وصف الله رسوله ، وهو المربي الأعظم والمصلح الأعظم بالرحمة فقال: ( لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عنتم حريصٌ عليكم بالمؤمنين رءوفٌ رحيمٌ).

    انتهى الحديث عن (الرحمن الرحيم) ..... والموضع القادم -بإذن الله تعالى- سيكون عن ( مالك يوم الدين) ، أسأل الله أن ينفعنا بالقرآن الكريم ... ويرحمنا برحمته التي وسعت كل شيء.

    أجمل تحياتي
    الأمـــــــ ــــــل

  5. #20
    الصورة الرمزية الأمــل
    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    رقم العضوية : 1360
    الاقامة : الإمارات
    المشاركات : 3,754
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 157
    Array

    (7) سورة الفاتحة ..... (الرحمن الرحيم )




    أجمل تحية للدرر،،،،

    موضوعنا اليوم سيكون عن الآية ( الرحمن الرحيم) .

    [ALIGN=CENTER][ALIGN=CENTER](الرحمن الرحيم)... [/ALIGN][/ALIGN]

    ما (الرحمن) وما( الرحيم

    ( الرحمن) : فعْلان من الرحمة ، و( الرحيم ) : فعيل منها.

    :star: وصيغة (فعلان) تُفيد الدلالة على الحدوث والتجدد ، وذلك نحو عطشان وجوعان وغضبان ، ولا تفيد الدلالة على الثبوت ، وتفيد أيضا الامتلاء بالوصف.

    جاء في(تفسير القيم) : " ألا ترى أنهم يقولون غضبان ، للممتلئ غضباً ، وندمان وحيران وسكران ولهفان ، لمن مُلِئَ بذلك".

    :star: وصيغة (فعيل ) : تدل على الثبوت في الصفة نحو طويل وجميل وقبيح أو التحول في الوصف إلى ما يقرب من الثبوت ، نحو خطيب وبليغ وكريم.

    فجاء بالوصفين للدلالة على أن صفته الثابتة والمتجددة ، هي الرحمة للاحتياط في الوصف ، فإنه لو وصف نفسه تعالى بأنه (رحيم) فقط لوقع في النفس أن هذا وصفه الثابت ، ولكن قد يأتي وقت لا يرحم فيه كالكريم والخطيب ، ولو قال : ( رحمن ) فقط لظُنّ أن هذا وصفٌ غير ثابت ، كالغضبان والعطشان وهذا الوصف يتحول فيذهب الغضب ويزول العطش ، وكذلك الرحمة فجمع بينهما ليدل على أن وصفه الثابت والمتجدد هو الرحمة ، فرحمته دائمة لا تنقطع وهو من أحسن الجمع بين الوصفين ، ولا يؤدي الوصف بأحدهما ما يؤدي اجتماعهما.

    ووقوعها بعد كلمة ( الرب) أحسن موقع ، فإن هذا الرب الذي لا ربّ غيره ، والسيد الذي لا سيد سواه رحيمٌ بعباده ، فتنبسط نفوسُ العباد ، ويقوى أملهم برحمته ، وفيه إشارة إلى أن المربي ينبغي أن يتحلى بالرحمة ، وأنه لا ينبغي أن يقسو على مَنْ يربيهم ويرشدهم . كما أن فيه إشارة إلى الرحمة ينبغي أن تكون صفة الرب بكل ما تحتمل من معانٍ. فالمالك ينبغي أن يكون رحيما بما يملك وبمن يملك ، والمربي ينبغي أن يكون رحيماً ، والسيد ينبغي أن يكون رحيماً ، والمصلح ينبغي أن يكون رحيماً والقيّم ينبغي أن يكون رحيماً. فالرحمة ينبغي أن تكون وصف الرب بكل معانيها ، وقد وصف الله رسوله ، وهو المربي الأعظم والمصلح الأعظم بالرحمة فقال: ( لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عنتم حريصٌ عليكم بالمؤمنين رءوفٌ رحيمٌ).

    انتهى الحديث عن (الرحمن الرحيم) ..... والموضع القادم -بإذن الله تعالى- سيكون عن ( مالك يوم الدين) ، أسأل الله أن ينفعنا بالقرآن الكريم ... ويرحمنا برحمته التي وسعت كل شيء.

    أجمل تحياتي
    الأمـــــــــــــل

  6. #21
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    رقم العضوية : 1425
    الاقامة : الرياض
    المشاركات : 60
    هواياتى : كثييييييييييييييره
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 22
    Array



    [ALIGN=CENTER]اختي الكريمة الأمل

    موضوع شيق نتمنى استمراره .


    لك مني الشكر والتقدير واجرك على الله


    مع تحياتي[/ALIGN]
    ألــــفــــيـــــصـــــل

  7. #22
    الصورة الرمزية الأمــل
    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    رقم العضوية : 1360
    الاقامة : الإمارات
    المشاركات : 3,754
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 157
    Array



    [ALIGN=CENTER]اخي الفيصل ~~~ بارك الله فيك

    ساستمر بإذن الله ...

    خدمةً لكتاب الله....

    وخدمةً للدرر... وزوّاره..

    إن أمد الله في عمري ولم يمنعني مانع قاهر..


    لك أجلّ التقدير والاحترام

    الأمــــــــ ــــــل
    [/ALIGN]

  8. #23
    الصورة الرمزية الأمــل
    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    رقم العضوية : 1360
    الاقامة : الإمارات
    المشاركات : 3,754
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 157
    Array

    (8) سورة الفاتحة .... ( مالك يوم الدين) (1).




    [ALIGN=CENTER][/ALIGN]


    دمتم بخير أحبتي الدرر...

    الآية (مالك يوم الدين) هي موضوعنا لهذا اليوم، حيث سنتناول معناها
    والقراءة الثانية لها ( مَلِك يوم الدين ).والفرق بين القراءتين في المعنى.

    [ALIGN=CENTER] ( مالك يوم الدين)[/ALIGN]

    المعنى: مالك يوم الجزاء . وقرئ ( مَلِك) أيضا وهي قراءة متواترة واختلف في الأَوْلَى منهما ، فرجح بعضهم قراءة : (مالك) ورجح بعضهم قراءة (مَلِك).

    والحق أنْ لا تفاضل ولا ترجيح بين القراءتين ، فكلتا القراءتين متواترة عن رسول الله  وقد نزل بها جبريل من عند الرحمن ، غير أنّ لكل قراءة معنى كما هو معلوم وكل قراءة تستدعي أموراً ربما لا تستدعيها القراءة الأخرى.

    فالمالك قد يكون مَلِكاً ، وقد لا يكون .

    والملك قد يكون مالِكاً وقد لا يكون .

    وتصرف المالِك غير تصرف الملك ، ومما ذكر من الفروق بينهما:

    1) أن المالكية (مالك) سبب لأطلاق التصرف ، فالمالك يتصرف فيما يملك ما لا يتصرفه الملك من بيع أو هبة ، أو إيجار وغير ذلك ، وليس للملك أن يبيع رعاياه.

    2) " أن الملك ملك للرعية والمالك مالِك العبيد ، والعبد أدْوَن حالاً من الرعية فوجب القهر في المالكية أكثر منه في الملكية ، فوجب أن يكون المالك أعلى حالاً من الملك".والخلقُ عيال الله وعباده وليسوا رعاياه.

    3) " إن الرعية يمكنهم إخراج أنفسهم عن كونهم رعية لذلك الملك ، باختيار أنفسهم ، أما المملوك فلا يمكنه إخراج نفسه عن كونه مملوكاً لذلك المالك باختيار نفسه ، فثبت أن القهر في المالكية أكمل منه في الملكية".

    4)
    " إن الملك يجب عليه رعاية حال الرعية ، قال : ( كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته) .ولا يجب على الرعية خدمة الملك .أما المملوك ، فإنه يجب عليه خدمة الملك .أما المملوك ، فإنه يجب عليه خدمة المالك وأن لا يستقل بأمر ، إلا بإذن مولاه".

    5) إن قراءة ( مالك) أرجى من قراءة (الملك) لأن اقصى ما يُرجى من الملك العدل والإنصاف وأن ينجو الإنسان منه رأسا برأس .أما المالك فالعبد يطلب منه الكسوة والطعام والرحمة والتربية ، فكأنه تعالى يقول : أنا مالككم فعليّ طعامكم وثيابكم وثوابكم وجنتكم.

    6) قيل : إن (مالك) أمدحُ لأنه يحسن أن يضاف إلى من لا يضاف الملك إليه نحو مالك الإنس والطير والحيوان ، ومالك الجمادات فهو أوسع لشمول العقلاء وغيرهم ولا يقال : هنا ملك.

    7) المالك أكثرُ سلطةً وتصرفاً فيما يملك من الملِك في الرعية ، ذلك أنّ الملكية تبقى في يد المالك إذا تصرف فيما يملك بجور أو اعتداء أو سرف . ولا يستطيع أحد انتزاع المملوك من مالكه.

    8) إن المالك أرفق بما يملك من المَلِك ، ذلك أن المالك ينظر في أمر ما يملك ، ويتعاهد أمره ، ويصلح خَلَلَهُ ، فمن كان منهم مريضاً عالجه ، ومن كان ضعيفاً أعانه ، وإن كان جائعاً أطعمه ، وإن وقع في بلاء خلّصه . وإن المالك يدافع عما يملك ويحميه ، ويحفظه من الاعتداء عليه ، وذلك ما لا يفعله الملك .

    فالقراءة بـ (مالك ) مناسبة للرحمة في قوله تعالى : ( الرحمن الرحيم ) ومناسبة ليوم الدين ، والخلق أحوج ما يكونون آنذاك إلى مالك أمرهم ، يرعاهم ويرحمهم . فالقراءة بـ ( مالك ) كما يقول صاحب ( روح المعاني ) : " أرفق بالمذنبين مثلي وأنسب بما قبله ، وإضافة إلى يوم الدين ليكسرحرارته".

    وقيل : إن الملك لا يكون إلا أعظم الناس وأعلاهم ، ولا يكون إلا واحداً ، في حين أن كل واحد من أهل البلد يكون مالكاً فيكون الملك أشرف من المالك.

    رأي المؤلف: يبدو له إنما أنزلت القراءتان لتجمعا بين معنيي المالك والملك ، فيكون مالكاً مَلِكاً ، وذلك نظير قوله تعالى : ( مالك الملك) . فالملك إنما هو للمَلِك لا للمالك ، كما قال تعالى على لسان فرعون : ( أليْس لي مُلْكُ مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي )/الزخرف.
    فجمع بين المالك والملِك ، وأفاد أن المُلك إنما هو مِلْكٌ له ولا يتأتى ذلك في قراءة واحدة.


    وقد تقول : لِمَ خصّ الملك بيوم القيامة ، ولم يذكر الدنيا؟

    الجواب:هوموضوعنافيالمرةالقادمةبإذنالله-.


    تقبلوا وافر احترامي وتقديري

    الأمـــــ ـــــل

  9. #24
    الصورة الرمزية الأمــل
    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    رقم العضوية : 1360
    الاقامة : الإمارات
    المشاركات : 3,754
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 157
    Array

    (9) سورة الفاتحة ....... (مالك يوم الدين ) (2).




    [ALIGN=CENTER][/ALIGN]


    دمتم بخير أحبتي الدرر...

    توقفنا في المرة السابقة عند السؤال:


    :star: (لِم خص الملك بيوم الدين ، ولم يذكر الدنيا؟)..


    والجواب :

    أنه تعالى قال قبلها : ( رب العالمين ) وهو يشمل الدنيا . وأن (يوم الدين ) يعني يوم الجزاء ، ولاشك أن مالك يوم الجزاء ، هو مالك ما قبله من أيام العمل ، وإلا فكيف يجزي على ما ليس ملكاً له ؟

    :star: وقد تقول : وَلِمَ قال : (يوم الدين ) ولم يقل ( يوم القيامة)؟.

    والجواب :

    * أنه قال ذلك" مراعاة للفاصلة وترجيحاً للعموم ، فإن الدين بمعنى الجزاء يشمل جميع أحوال القيامة من ابتداء النشور ، إلى السرمد الدائم ، بل يكاد يتناول النشأة الأولى بأسرها ، على أن يوم القيامة لا يفهم منه الجزاء مثل يوم الدين " روح المعاني.

    ثم إن الدين له معانٍ ، كالجزاء والحساب والطاعة والقهر ، فيجمعها في المعنى ، فذلك اليوم هو يوم الدين كله ، فهو يوم الحساب ، وهو يوم الجزاء ، وهو يوم الطاعة والخضوع لله ،وهو يوم يعز فيه أهل طاعته ، ويقهر أهل معصيته ، وهو يوم الدين ، أي : يوم إعلاء الدين ، وإظهار شأنه كما يقال : ( اليوم يومك)، أي: أنت صاحبه والظاهر فيه ، و( اليوم يوم المُجدين) إلى غير ذلك من المعاني التي تحتملها كلمة الدين ، ولا يؤدي نحو هذه المعاني : يوم القيامة.


    * *(يوم الدين ) أنسب لقوله : (رب العالمين ) لشمول العالمين على المكلفين ، وأنسب لأصناف المكلفين التي ذكرتهم السورة من منعم عليهم ، ومغضوب عليهم وضالين ، لأن من معنى (الدين) الجزاء والحساب والطاعة والقهر ، وهذه كلها إنما تكون لهؤلاء فهو أنسب من يوم القيامة الذي لا يُفهم من معناه اللغوي ما يفهم من يوم الدين ولشموله على أشياء لا تتعلق بالجزاء.فيوم الدين أنسب من يوم القيامة من كل ناحية .


    :star: وقد تقول : لِمَ أضاف الملك إلى اليوم ، واليوم لا يملك وإنما يُملك ما فيه؟

    والجواب:

    أن ذلك لقصد العموم ، فملك اليوم هو ملك ما فيه ومن فيه . فمالكه مالك لما اشتمل عليه من أمور مادية ومعنوية ، فملكية اليوم هو ملكية لكل ما يجري ويحدث في ذلك اليوم ولكل ما في ذلك اليوم ، ولكل مَنْ في ذلك اليوم ، فهو إضافة عامة شاملة لا تقوم مقامها إضافة ، ونظيره في كلام الناس : ( خليفة العصر والزمان).

    جاء في (روح المعاني): "وتخصيص (اليوم) بالإضافة مع أنه تعالى مالك وملك جميع الأشياء في كل الأوقات ، إما للتعظيم وإما لأن المُلك والمِلك الحاصلين في الدنيا لبعض الناس ، بحسب الظاهر، يزولان ، وينسلخ الخلق عنها انسلاخاً ظاهراً في الآخرة : ( وكلهم ءاتيه يوم القيامة فردا)/مريم .وينفرد سبحانه في ذلك اليوم انفراداً لا خفاء فيه.ولذلك قال سبحانه : ( يوم لا تملك نفسٌ لنفسٍ شيئا والأمر يومئذٍ لله )/الانفطار.و (لمن الملك اليوم لله الواحد القهار)/غافر.

    انتهى الحديث عن (مالك يوم الدين) .. وموضعنا القادم – بإذن الله- سيكون عن الآية ( إيّاك نعبد وإيّاك نستعين).


    فائق احترامي وتقديري

    الأمـــــــــ ـــــــل

  10. #25
    الصورة الرمزية الأمــل
    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    رقم العضوية : 1360
    الاقامة : الإمارات
    المشاركات : 3,754
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 157
    Array

    (10) سورة الفاتحة ...... ( إيّاك نعبد وإيّاك نستعين ) (1) .




    [ALIGN=CENTER][/ALIGN]


    دمتم بخير أحبتي الدرر ،،،،،،

    موضوعنا اليوم عن الآية ( إياك نعبد وإياك نستعين)

    وأول سؤال يتبادر إلى الذهن هو : لم قدّم المفعول به (إيّاك) على الفعل ( نعبد ) والفعل ( نستعين ) ؟

    الجواب :

    قدم مفعولي (نعبد) و(نستعين) لقصد الاختصاص ، والمعنى : نخصك بالعبادة ونخصك بالاستعانة ، فلا نعبد إلا إياك ولا نستعين إلا بك إذ لا تصح العبادة إلا لله ، ولا تجوز الاستعانة إلا به ، وهو نظير قوله تعال : ( بل الله فاعبد )/الزمر. وقوله : ( ربنا عليك توكلنا )/الممتحنة.

    ولو قيل : نعبدك ونستعينك ، لم يُفِد نفي عبادتهم لغيره ، ولا الاستعانة بغيره ، وذلك نظير قولك : ( أكرمتك ) و ( إيّاك أكرمت) . فقولك : ( أكرمتك ) يفيد أن المتكلم أكرم المخاطب ، ولا يفيد أنه خصّه بالإكرام بخلاق قوله: (إياك أكرمت ) فإنه يفيد أنه خصّه بالإكرام فلم يكرم غير ه.


    سؤال: لم كرر تعالى كلمة ( إيّاك ) في فعل الاستعانة ، ولم يكتفِ بالقول : (إياك نعبد ونستعين)؟

    الجواب:

    :star: لأن التكرار في فعل الاستعانة يفيد التخصيص على حصر الاستعانة به (الله) ، فإنه لو قال إياك نعبد ونستعين ) لأفاد أنه يخصه بالعبادة ، ولم يُفِد أنه يخصه بالاستعانة نصّاً ، بل لم يعيّن الذات التي يستعين بها أيضا.

    :star: كما أنه لو اقتصر على ضمير واحد فقال : ( إياك نعبد ونستعين ) لربما أُفهم أنه لا يتقرب إليه إلا بالجمع بين العبادة والاستعانة ، فلا يعبد من دون استعانة ولا يستعين من دون عبادة ، وهو غير صحيح ، ونظيره أن تقول : ( إيّاك أعطي وأحذر ) فإن هذا قد يُفهِم أن الحذر يكون مع العطاء ولا يكون عطاء على وجه الاستقلال ، أو الحذر على وجه الاستقلال ، وربما أُفهم أيضا الاستقلال في العطاء والحذر . فإن قال : ( إيّاك أُعطي وإيّاك أحذر ) أفاد أنه يخصه بالعطاء ، وأنه يخصه بالحذر على كل وجه سواء اجتمع العطاء والحذر أو لم يجتمعا.
    جاء في روح المعاني: " في سر تكرارا (إيّاك) فقيل : للتخصيص على طلب العون منه تعالى ، فإنه لو قال سبحانه: ( إياك نعبد ونستعين ) لأحتمل أن يكون إخباراً بطلب المعونة من غير أن يعين ممن يطلب".

    :star: إن في التكرار من الاهتمام والقوة ما ليس في الحذف ، فقولك : ( إيّاك أحفظ وإيّاك أرعى ) أقوى من (إيّاك أحفظ وأرعى ) . جاء في ( التفسير القيم ) : " ففي إعادة الضمير من قوة الاقتضاء لذلك ما ليس في حذفه ، فإذا قلت لملك مثلاً : إيّاك أحب وإيّاك أخاف ، كان فيه من اختصاص الحب والخوف بذاته والاهتمام بذكره ، ما ليس في قولك: إيّاك أحب وأخاف". فاقتضى التكرار من كل وجه.

    سؤال: لماذا أطلق الله تعالى فعل الاستعانة بقوله : ( وإياك نستعين ) ولم يقيده بشيء كأن يقال : نستعيد على كذا ، أو على كذا ، فلم يقل مثلاً : نستعين على العبادة أو الطاعة ، أو ما إلى ذلك ؟

    الجواب :

    وذلك لأنه تعالى أراد بإطلاق الاستعانة الشمول ، لتشمل كل شيء يريده الإنسان ، ولا يخصها بشيء ، فهو يستعين بالله على العبادة ، وعلى طلب الرزق ، وعلى النصر على الأعداء ، وعلى أن ييسر له أموره ، وعلى أن يقضي له حوائجه ، فتشمل كل أمور الدنيا والآخرة .وقيل : لو خص الاستعانة بالعبادة والطاعة ، لبقي حكم الاستعانة في غيرها مجهولاً.
    جاء في (روح المعاني ) : " في سر إطلاق الاستعانة فقيل : ليتناول كل مستعان فيه ، فالحذف هنا مثله في قولهم : (فلان يعطي ) في الدلالة على العموم . وأيضا لو كان المراد الاستعانة به وبتوفيقه على أداء العبادة ، لبقي حكم الاستعانة في غيرها غير معلوم في أم الكتاب "

    أتوقف هنا ، لنكمل الحديث عن (إياك نعبد وإياك نستعين ) في المرة القادمة – إن شاء الله-.

    وافر احترامي وتقديري
    الأمـــــــــ ــــــــل

  11. #26
    تاريخ التسجيل : Dec 2002
    رقم العضوية : 1425
    الاقامة : الرياض
    المشاركات : 60
    هواياتى : كثييييييييييييييره
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 22
    Array



    [ALIGN=CENTER] تسجيل حضور ..


    اختي الكريمة نفعنا الله واياك بما تكتبين وجعله شاهداً لك لا عليك .

    لك مني الشكر واجرك على الله وحده .


    مع تحياتي [/ALIGN]

  12. #27
    الصورة الرمزية الأمــل
    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    رقم العضوية : 1360
    الاقامة : الإمارات
    المشاركات : 3,754
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 157
    Array



    [ALIGN=CENTER]أخي الفيصل..

    بارك الله في حضورك... ونفعنا الله بالقرآن الكريم

    أشكرك على تعقيبك الكريم ...

    وانتظر المزيد في هذا الموضوع -بأذن الله-

    أجمل تحياتي

    الأمـــــ ـــــل
    [/ALIGN]

  13. #28
    الصورة الرمزية الأمــل
    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    رقم العضوية : 1360
    الاقامة : الإمارات
    المشاركات : 3,754
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 157
    Array

    (11) سورة الفاتحة ..... ( إيّاك نعبد وإيّاك نستعين) (2)




    [ALIGN=CENTER] [/ALIGN]
    دمتم بخير أحبتي الدرر،،،

    نكمل اليوم حديثنا عن الآية ( إياك نعبد وإيّاك نستعين)..


    سؤال: لماذا قال سبحانه (نعبد) و(نستعين) بصيغة الجمع ولم يقل (أعبد) و(أستعين) بصيغة الإفراد؟



    الجواب:

    :star: إشارة إلى أهمية الجماعة في الإسلام ، فالدين الإسلامي ليس دينا فردياً ، بل هو دين جماعي ، وكثير من مظاهر الجماعية واضح فيه كصلاة الجماعة وهي تفضل صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة ، وليست المساجد إلا مظهراً من مظاهر الجماعية ، وهذه السورة التي تتردد في كل ركعة من ركعات الصلاة فيها إشارة إلى أهمية الجماعة ، بكلمة نعبد ونستعين واهدنا . والحج أكبر مظهر جماعي والزكاة والصدقات من أكبر مظاهر التكافل الاجتماعي .

    جاء في (تفسير الرازي) : " إن المراد من هذه النون نون الجمع ، وهو تنبيه على أن الأولى بالإنسان أن يؤدي الصلاة بالجماعة.....".


    :star: إن المؤمنين أخوة ، فلو قال : ( إيّاك أعبد ) لكان قد ذكر عبادة نفسه ولم يذكر عبادة غيره ، أما لما قال : (إياك نعبد ) كان قد ذكر عبادة جميع المؤمنين ، شرقا وغربا ،فكأنه سعى في إصلاح مهمات المسلمين".

    وجاء في (فتح القدير) : "والمجيء بالنون في الفعلين لقصد الإخبار من الداعي عن نفسه ، وعن جنسه من العباد . وقيل : إن المقام لمّا كان عظيماً لم يستقل به الواحد استقصارا لنفسه واستصغارا لها، فالمجيء بالنون لقصد التواضع لا لتعظيم النفس".


    سؤال: لماذا قرنت العبادة بالاستعانة ؟

    الجواب :

    ليدل على أن الإنسان لا يستطيع أن يقوم بعبادة الله إلا بإعانة الله وتوفيقه ، ولا ينهض بها إلا بالتوكل عليه ، فهو إقرار بالعجز عن حمل هذه الأمانة الثقيلة ، إذا لم يعنه الله على ذلك ، فالاستعانة بالله علاج لغرور الإنسان وكبريائه وهما داءان قتّالان "وليجمع بين ما يتقرب به العباد إلى ربهم وبين ما يطلبونه ويحتاجون إليه من جهته".


    سؤال: لماذا قُدِّمت العبادة على الاستعانة؟

    الجواب:

    :star: لأن العبادة علّة خلق الإنس والجن ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)/ الذاريات.وأنها الغاية من خلقهم ، وأن الاستعانة إنما هي وسيلة للقيام بها ، فكانت العبادة أولى بالتقديم لأن الغاية مقدمة على الوسيلة .

    في (روح المعاني) :" إن العبادة واجبة حتما لا مناص للعباد من الإتيان بها حتى جعلت كالعلة لخلق الإنس والجن فكانت أحق بالتقديم ".

    وجاء في ( التفسير القيم ) : " إن تقديم العبادة على الاستعانة في الفاتحة من باب تقديم الغايات على الوسائل ، إذ العباددة غاية العباد التي خُلِقوا لها والاستعانة وسيلة إليها".


    :star: إن العبادة قسم الرب وحقه ، وأن الاستعانة مراد العبد ، ومن الطبيعي أن يقدم العبد ما يستوجب رضا الرب ويستدعي إجابته قبل أن يطلب شيئا وهو التذلل لله والخضوع بين يديه بالعبادة ، فكان القيام بالعبادة مظنة استجابة طلب الاستعانة .

    :star: أن العبادة أكثر مناسبة للجزاء أعني قوله : (مالك يوم الدين ) والاستعانة أنسب لطلب الهداية ، فوضع كل تعبير مع ما يناسبه .جاء في (روح المعاني ) : " إنها – أي العبادة – أشد مناسبة بذكر الجزاء ،والاستعانة أقوى التئاما بطلب الهداية".

    :star: أن (إيّاك نعبد ) متعلق بألوهيته واسمه ( الله ) . و(إيّاك نستعين ) متعلق بربوبيته واسمه الرب ، فقدّم (إيّاك نعبد ) على (وإيّاك نستعين) كما تقدم اسم الله على الرب في أول السورة ".

    وبما أن (إيّاك نعبد ) هو قسم الله "فكان مع الشطر الذي هو ثناء على الله تعالى لكونه أولى به . و(وإيّاك نستعين ) قسم العبد فكان مع الشطر الذي له وهو ( اهدنا الصراط المستقيم ) إلى آخر السورة ".

    وهذا التعبير هو نظير قوله تعالى : ( فاعبده وتوكل عليه )/ هود.

    :star: هذا إلى جانب أن في تأخير فعل الاستعانة توافقاً مع خواتيم الآي في السورة . فاقتضى تقديم العبادة من كل وجه .


    سؤال: لماذا قال الله تعالى (إيّاك نعبد وإيّاك نستعين) بصيغة المخاطب ، ولم يقل إيّاه نعبد وإياه نستعين بصيغة الغائب؟

    الجواب:

    :star: أن هذا يسمى إلتفاتاً في علم البلاغة ، والالتفات قد يكون عدولا من الخطاب إلى الغيبة ومن الغيبة إلى الخطاب ،ومن ذلك قوله تعالى: ( هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين )/يونس.

    :star: وللالتفات فائدة عامة وفوائدها يقتضيها المقام ، أما الفائدة العامة فهي "أن الكلام إذا نُقِل من أسلوب إلى أسلوب كان ذلك أحسن تطرية لنشاط السامع ، وإيقاظاً للإصغاء إليه من إجرائه على أسلوب واحد".

    ومن فوائده التي اقتضاها المقام " أنه لما ذكر الحقيق بالحمد وأجرى عليه تلك الصفات العظام تعلّق العلم بمعلوم عظيم الشأن ، حقيق بالثناء ، وغاية الخضوع والاستعانة في المهمات فخوطب ذلك المعلوم المتمييز بتلك الصفات ، فقيل : إيّاك يا من هذه صفاته نخص بالعبادة والاستعانة ، لا نعبد غيرك ، ولا نستعينه ، ليكون الخطاب أدلّ على أن العبادة له ، لذلك التميز الذي لا تحق العبادة إلا به"(الكشاف).

    :star: أنه لمّا وُصف بأنه رب العالمين علم أنه حاضر في كل مكان وزمان وليس غائباً ذلك لأنه رب العالمين جميعاً فلا يغيب عنهم ،ولا يغيبون عنه ، فلما علم حضوره نودي بنداء الحاضر المخاطب .

    " ونظير هذا أنك تذكر شخصاً متصفاً بأوصاف جليلة مخبراً عنه إخبار الغائب ويكون ذلك الشخص حاضراً معك ، فتقول له : "إيّاك أقصد ، فيكون في هذا الخطاب من التلطّف على بلوغ المقصود ما لا يكون في لفظ (إياه)"(البحر المحيط).

    :star: أنه " ذكر ذلك توطئةً للدعاء في قوله :اهدنا"(البحر المحيط).

    :star: إن الطلب من الحاضر أقوى من الطلب من الغائب.

    :star: أن الكلام من أول السورة إلى هنا ثناء ، والثناء في الغيبة أولى، ومن هنا إلى الآخر دعاء ، وهو في الحضور أولى.

    :star: " إنه لمّا كان الحمد لا يتفاوت غيبةً وحضوراً ، بل هو مع ملاحظة الغيبة أدخل وأتم ، وكانت العبادة إنما يستحقها الحاضر ، الذي لا يغيب كما حكى سبحانه عن إبراهيم ، عليه السلام : ( فلما أفل قال لا أحب الأفلين )/الأنعام.لا جرم عبّر سبحانه وتعالى عن الحمد بطريق الغيبة وعنها بطريق الخطاب إعطاء لكلٍ منهما ما يليق من النسق المستطاب" ( روح المعاني).

    وقيل غير ذلك، والله تعالى أعلم.

    انتهى الحديث عن قوله تعالى : ( إيّاك نعبد وإيّاك نستعين ) ولنكمل حديثنا في المرة القادمة – إن شاء الله - عن الآية ( اهدنا الصراط المستقيم).


    أتمنى للجميع الفائدة ، ونفعنا الله بالقرآن الكريم .


    فائق احترامي

    الأمـــــــ ــــــل

  14. #29
    الصورة الرمزية ملك العالم
    تاريخ التسجيل : Aug 2002
    رقم العضوية : 897

    اررررررررررررررررررررررررررررر ررررحب




    موضوع جداً راااااائع

    وجزاك الله خير الجزاء



    ارق تحيه .,.,. ملك العـــــــ الوافي ــــــــــالم

    --


    التوقيع تحت الإنشاء

  15. #30
    الصورة الرمزية الأمــل
    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    رقم العضوية : 1360
    الاقامة : الإمارات
    المشاركات : 3,754
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 157
    Array



    [ALIGN=CENTER]أخي ملك العالم

    بارك الله فيك

    أشكرك على تعقيبك

    والأروع في الموضوع

    أن يستفيد الجميع



    لك كل الشكر والتقدير

    أختك الأمـــ ــل
    [/ALIGN]

صفحة 2 من 5 الأولىالأولى 12345 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة واحة الدرر 1432هـ - 2011م
كل ما يكتب في هذا المنتدى يمثل وجهة نظر كاتبها الشخصية فقط