الوجيه، شكرًا
...
أديب عربي عرف بالكاتب الاجتماعي، عاش وفيًا لقضايا مجتمعه، يتعهدها بالتحديد وإبراز أسبابها ونتائجها، ويعنى بكشف ما أصاب الأمة من رذائل وعيوب.
وكان في كل ماكتب يهدف إلى سد الثغرة القائمة التي أخذت تتسع في المجتمع الإسلامي، ولبلوغ هذا الهدف رسم طريقًا واحدة هي عدم الرجوع إلى الماضي وتوقيف مجرى التطور، بل الاعتراف بالحاجة إلى التغيير، وربط هذا التغيير بمبادئ الإسلام. وكان في ذلك يرتسم طريق الشيخ الإمام محمد عبده، الذي هدف فيما هدف إليه دعوة الإصلاح إلى تحرير الفكر من قيد التقليد، وإصلاح أساليب اللغة في التحرير.
كان في كل ماكتب جماهيري الغرض، فقد كتب للعامة، لا للخاصة، وكتب للناس لينفعهم لا يعجبهم. وقد أعانه في عمله ثلاثة أشياء: أنه ماكان يتكلف لفظًا غير اللفظ الذي يقتاده المعنى ويتطلبه، وماكان يفتش عن معنى غير المعنى الطبيعي القائم في نفسه. وأنه ماكان يحمل نفسه عل الكتابة حملاً : (( كنت أرى فأفكر فأكتب فأنشر ما أكتب)). وأنه ماكان يكتب حقيقة غير مشوبة بخيال ولا خيالا غير مرتكز على الحقيقة.
وما كان يفتش عن معنى غير المعنى الطبيعي القائم في نفسه. وماكان يقيد نفسه بوضع مقدمة الموضوع في أوله، ولا سرد البراهين على الصورة المنطقية المعروفة. وماكان يلتزم استعمال ا لكلمات الفنية إلتزاما مطردا. لكنه كان يقحم أحيانا، مفردات صعبة، غير متداولة، فتبدد في ثناسا جملته الواضحة نقطة شاحبة، أو علامة شاذة.
وبقدر ماكان تعبيره طبيعيًا بقدر ماكان يعنى باللفظة، ويختارها لتكون ملائمة، قوية التأثير. بمعنى أنه جمع في كتابه الطبع والصنعة معاً، وهذا سر نجاحه وتفرده بأسلوب مميز.
كان معاصره إبراهيم عبدالقادر المازني ينتقد أسلوبه. وبالرغم من هذا فإن أدبه بأسلوبه العاطفي الحزين، أو أدبه الباكي من البصمات الواضحة على أسلوب من جاء بعده، وقد سميت مرحلة ما بعد الحرب العالمية الأولى باسمه.
كانت هذه مقتطفات من سيرة الكاتب، نشرت مقدمة عامة لرواية قام بترجمتها كاتبنا.
عنوان هذه الرواية قبل الترجمة " بول وفرجيني".
....
المعذرة على الإطالة، لكن حرصًا على الفائدة، ولأن الأديب يستحق أكثر من هذا
على فكرة السؤال سهل جدًا