النبيلة : الفقيرة إلى ربها .
كتب أخي ابن حنبل فشفى ...
ثم إن فئة من العلماء يرى أن الآية نزلت في شعراء المشركين الذين استخدموا الشعر -كما ذكر ابن حنبل صاحبنا- لمعاداة النبي -صلى الله عليه وسلم- ودعوته .
ثم كان كل لون من ألوان الشعر القائم على أمر محرم أو الداعي إلى فتنة ونحوها يدخل في هذا الباب ...
أما الشعر فله المنزلة العليا في النظرة الإسلامية ، وقد روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قوله : " إن من البيان لسحرا وإن من الشعر لحكما " .
إذن خذي الأمر وأرجعيه لمقاصد الشريعة وتبين لك النتيجة .
أما مسألة الصدق في النص الأدبي ، فالصدق على أنواع فيه :
-الصدق الواقعي .
-الصدق الفني .
-الصدق الشعوري .
أما الصدق الواقعي فهو نقل الواقع كما هو ، وهذا يتجوز فيه الأديب ؛ لأنه لا بد من إعمال الخيال في النص الأدبي ، ليزيد من جماله ، وليخرج به عن الخبر البحت الذي يستطيعه أي واحد ، ولذا أثر عن بعض القدامى أنه قال : " أحسن الشعر أكذبه " ... أي الذي ذهب فيه صاحبه مذهب الخيال المضيف على النص شيئًا من جماله ، المخبر عن تمكن الأديب وتفوقه فنيًّا ، وحمل بعض العلماء المراد بالآية على هذا الشيء ...
وأما الصدق الفني فهو أن يراعي الأديب في نصه متطلبات وعناصر هذا العمل الأدبي ، فلا يخرج عليها خروجًا سلبيا ، ولا يهملها ولا يقصر عمله دونها ؛ لأن براعة الأديب تظهر من خلال تمكنه في هذه العناصر المطلوبة في الفن الذي كتب فيه ...
والصدق الشعوري هو خروج العمل الأدبي من خلال تجربة صادقة مر بها الأديب ، وهذه التجربة الشعورية شرط من شروط العمل الأدبي عند فئة من النقاد ؛ لأنهم يرون العمل الأدبي لا بد أن يكون وليد تجربة شعورية ، ولذا تجدين الغزل والرثاء ونحوهما من الوجدانيات تؤثر في المتلقي ما لا يؤثر المديح ونحوه أحيانًا ...
فهذا الشاعر الذي يكتب الغزل قد لا يكون صاحب تجربة واقعية في الحب ، لكنه من خلال نفَسه الشعري وموهبته الفذة استطاع أن يخلق حالة من خيال ، ويكسبها من الشعور ما يجعلها تؤثر في المتلقي ؛ لكونه يستند فيها على حوادث مشابهة أو ربما تخيلات في ذهنه فحسب ، ولذا لا يمكن أن نقول عنه أن يكذب ، كلا فهو صادق في شعوره ، ومقياس الصدق ما نجده من نظرة المتلقي واستحسانه لهذا القول ...
هذا رأيي على عجل ، وأعتذر إن وقعت في خطأ ...
بوركتِ ...