- الإهدائات >> | |
إضافه إهداء |
عندما تلامس عيناك وجه السماء فى الصباح .. فلتحمد الله لوهبك الحياة ليوم جديد ..
ولتبدأ من جديد .. فالحياة فرص مستمرة فلا تضيعها هباء ...*** أرجوكم إدعو لجدتى بالمغفرة والرحمة ***
(25)
لا أدرى كم بقيت متكومة فى مكانى أبكى وأرتجف بعد رحيل الأمير .. كل شىء ينهار من حولى .. الكون كله يتصدع .. الأرض تتشقق من تحتى .. والسماء تنزف .. لقد تهاوى عالمى بالكامل فى بضع دقائق فحسب .. ضممت نفسى بأطرافى الأربع المرتعشة ودفنتها فى الجدار الشاهق الذى أشعر بشفقته علىّ الآن .. وقد تقافزت الهواجس السوداء من رأسى كشياطين جهنم .. تتسلق الجدران .. تزحف على السقف .. تنبت من باطن الأرض .. وتلف كل ما حولى بلونها القاتم .. معلنة الحداد علىّ .. كيف عدتِ يا ناديــــــــــن؟ .. هل فررتِ من أعماق البراكين .. أم حملتكِ إلينا الصواعق؟ .. أم جئتِ من قلب الجحيم؟ .. ماذا تريدين من الأمير؟ .. كيف يمكنكِ خداعه من جديد؟ .. حقا مثلك لن تعدم الحيلة لذلك .. من تتعلم منها الشياطين
هل أسدلتِ شعرك الأشقر الجميل فوق عينيكِ الزرقاوين ورسمت فيهما الضعف والانكسار والحنين؟
هل ذكرته بحب السنين؟
هل ذرفتِ أمامه دموع التماسيح ومارستى طقوس الألم والأنين؟
أخبرينى يا ناديـــــــن
ومن أعماق قلبى انطلقت صرخة مدوية مزقت ستائر الليل وأفزعت الطيور من أعشاشها وأجفلت الرضع على صدور أمهاتهم وهزت أرجاء مملكة النور التى لن تعود أبدا كما كانت
لن تعود
************
أطلال متهدمة.. بقايا ورود ذابلة .. جذور أشجار مقطوعة .. سماء ضبابية حزينة قد هجرتها البلابل لتفسح المكان للبوم والغربان وقد صمت كل شىء استعدادا للهول القادم .. تلك هى مملكتى الآن .. مملكة النور قد تهدمت .. لم يبق منها أثر وهى الآن تليق بمأساتى بحق .. كيف جرؤت على الحلم بالسعادة الأبدية .. أى أبدية على الأرض الفانية أيتها الحمقاء .. كل شىء يفنى ويزول حتى الحلم .. لقد طال حلمكِ أكثر مما ينبغى .. لقد انتصف الليل منذ زمن .. وسندريلا قد نست نفسها مع الأمير .. وها هى تعود لمظهرها القديم ولحياتها التعسة من جديد .. لقد طمعتِ كثيرا يا حمقاء .. ذلك كله لم يكن لكِ من البداية .. فلترحلى الآن واتركى القصور لأهلها .. عودى لحجرتكِ الضيقة وتكومى فوق فراشكِ القديم وادفنى فيه أحلامكِ الوقحة التى تعدت حدودها كثيرا
عودى لعالمكِ يا هيام .. فقد انتهت الأحلام
(26)
زحفت نحو الفراش .. نحو البقعة التى كانت تحتويه منذ قليل .. تحسست مكانه وأنا أبحث عن أى شىء منه .. أمسكت بذرات الهواء أعتصرها بين يدى بحثا عن رائحته فيها .. ضممت قبضتى على الفراغ وأنا أهتف باسمه واستحلفه أن يعود لى
أنا أبكى يا أمير .. هل ترانى؟
أن أصرخ يا أمير .. هل تسمعنى؟
أنا أتمزق يا أمير .. هل تشعر بى؟
أنا أموت يا أمير .. هل ترضى لى هذا؟
لطالما مسحت عبراتى بأناملك .. ومحوت خوفى بحنانك .. وأزحت ألمى برعايتك
لمن تتركنى الآن يا أمير؟
أحتاجك لأتنفس
أحتاجك لينبض قلبى
أحتاجك لأعيش
عد إلىّ الآن .. أو عد لجثتى بعد قليل
ودفعت بى صرخة أخيرة إلى خارج حدود الوعى أو علها خارج حدود الحياة
استفقت فجأة وأنا أرجو الله أن يكون كل هذا كابوس طويل سأصحو منه الآن .. وانتفض لأجدنى غارقة فى تعاستى .. فى ضياعى .. فى ألمى .. حيث كل شىء كما هو .. مددت يدى أبحث عن مقبض هذا السكين الذى ينغمد نصله فى صدرى ممزقا ضلوعى مخترقا قلبى الذى ينزف دما .. ينزف حبا .. ينزف عشقا باتساع السماء وعمق مياه البحر .. الظلام يغلف كل شىء .. فقد رحل النور مع الأمير .. أين أنت يا أمير؟ .. أين أنت؟
اخذت ارتجف وارتجف وقلبى يتمتم بكل ما يجلب السكينة فى ارتعاشته حتى برز أول خيوط النهار فى السماء .. جريت نحو النافذة أعب من هواء الصبح النقى وأنظر بأمل للنهار الذى يبدد الظلمة والخوف واليأس وانتظر فى صبر شروق الشمس لتهدى لى أول شعاع لها فوق الأرض .. عجبا ظننتها لن تأتى قط .. ظننتها ذهبت مع الأمير لتتركنى فى ظلام أبدى كالذى يجثم على روحى الآن .. ترى هل يحمل لى النهار أمل جديد؟ .. هل ستعود مملكة النور كعهدها؟ .. هل سيعود لى الأمير؟
جاءنى الجواب حين هب النسيم وغمرتنى رائحة الياسمين وفُتح الباب عن الأمير .. تسمرت فى مكانى لحظات .. كان مازال منهكا .. كان التعب البادى على ملامحه يشى بليلة مرهقة .. حتى وريقات الياسمين تبدو فى طريقها للذبول حزنا .. طارت عيناى نحوه وأفزعت عصفور جريح يحوم حوله .. تجمد السؤال على شفتى .. أين كنت يا أمير؟ .. أخبرنى أرجوك .. قل لى ما الذى يثقل نفسك الشفافة إلى تلك الدرجة؟ .. قل لى ماذا يمكننى فعله لأمسح عنك هذا الألم؟ .. سأفعله فورا حتى لو كان فيه موتى .. حتى لو سألتنى الرحيل عن مملكتك لأفسح المكان لأميرتك السابقة من جديد
سأفعل أى شىء .. لن تأخذنى الأنانية .. لن تأكلنى الغيرة .. لن أحقد عليك يا أمير .. فقد منحتنى الكثير .. أكثر مما أستحق .. سأرحل بهدوء فقط أخبرنى الحقيقة .. ولا تحاول أن تشفق علىّ .. لا تحاول إخفاء الحقيقة .. فمثلك لا يخدع .. لا يكذب .. ولا يخون .. أتوسلك يا أمير .. أخبرنى الحقيقة
بعثرت نظراتى فوقه .. بحثت عنها خلف العينين .. بين الشفتين .. فوق الجبين .. بحثت عنها خلف الضلوع .. بين الأوردة والشرايين .. فتشت بين كريات دمه البيضاء والحمراء عن نادين .. بالله عليكِ أين تختبئين؟ .. أعلم أنكِ هناك .. أسمعكِ تضحكين .. أشم رائحة عطركِ الخانق الثمين .. أرى نظرة شامتة فى عينيكِ الزرقاوين .. أعلم أنكِ منى تسخرين .. فقد استرددتِ ما كنتِ تملكين
أتعلمين؟
أنا لا أشعر بالحقد .. أتتعجبين؟
أنا لا أشعر بالغيرة .. أتندهشين؟
أنا لا أشعر بالكره .. أتُصدمين؟
لقد عشت ألف ألف حياة مع الأمير
وتذوقت ألف ألف سعادة مع الأمير
وتعلمت ألف ألف درس من الأمير
أخذت ما يكفينى لمئات السنين
وإن مت فلن أموت مرتين
أتغارين؟
فلتموتى بغيظكِ يا ناديـــــــــن
(27)
تقدم نحوى وعينيه ترحلان للسماء ثم ما لبثتا أن عادتا لتمسحان وجهى برقة وهو يقول
- تبدين مرهقة يا هيام .. ألم تنامى جيدا؟
تهدج صوتى وأنا أجيب
- وهل يمكننى النوم فى غيابك؟
- أعتذر لكِ .. فقد كان على الخروج سريعا
- ترى .. هل .. هل هناك شىء؟
- لا عليكِ .. سأذهب لأبدل ثيابى
أوقفته بيد مرتعشة وعيناى تحاول النفاذ لأعماقه وأنا أقول
- هناك ما تخفيه عنى يا أمير
نظر لى بصمت
- ألن تقوله لى؟
- ما الذى تريدين معرفته؟
- الذى يجعلك تخرج من بيتك فى منتصف الليل وتبيت ليلتك خارجه وتعود مرهقا تعبا حزينا هكذا
بعثر نظراته بعيدا وهو يقول
- هل يمكننى الاحتفاظ بهذا لنفسى؟
نظرت له فى ذهول .. هكذا ببساطة تنحينى جانبا .. تنفينى من حدودك .. تبعدنى عن مساحاتك .. تقتلعنى منك
- لا
قلتها بقسوة .. قلتها بغلظة .. قلتها بقلب أنثى جريح .. ونهر من حمم يصب فى أعصابى مخلفا شعورا لا يمكن وصفه
- هيام ............
الآن تتدفق الحمم لتصهر الكلمات على لسانى وأنا أهتف به
- أخبرنى الآن الحقيقة
- لماذا تنظرين لى باتهام هكذا؟
- أوليس يوجد واحدا؟
- ما هو؟
ضغطت على أسنانى .. على حروفى .. وعلى أعصابى وأنا أردد
- الخيانــــــــة
نظر نحوى بفزع .. بينما نظرت له بثبات أنثى على وشك خسارة كل شىء ولم يعد هناك ما تخشى عليه الضياع
- هيام .. ماذا تقولى .. أى خيانة تلك؟
- أنا سمعت كل شىء وإن لم أقصد ذلك
- سمعتى ماذا؟
- سمعت حديثك معها
- معها؟
- نعم لقد اخترق اسمها أذنى كالطلقة وهوى على قلبى كالصاعقة
- هيام أنتِ ............
نزعت نظراتى من فوقه وصفعت بها الجدار بكل ما يعتمل فى نفسى ولعله تصدع من جراءها وأنا أقول
- لا تحاول يا أمير أنا متأكدة مما سمعته ولست فى حاجة للدفاع عن نفسك أمامى .. تلك حياتك ولك مطلق الحرية فى أن تحياها كما تحب ومع من تحب
دخل هو مجال رؤيتى من جديد وهو يتساءل
- ماذا تقصدين؟
- أنا راحلة من هنا فلم يعد لى مكان فى دنياك
تراجع خطوة للوراء ونظر لى بذهول وهو يقول
- هل تتخلين عنى يا هيام؟
واريت دمعة بكبرياء وأنا أجيب
- بل أعفيك من الشعور بالحرج
هز رأسه وهو يردد
- أنا لا أفهمكِ أبدا
- أنا لا أتمنى سوى سعادتك حتى لو كانت مع غيرى
- لا سعادة لى دونكِ
- أنا لا أملك لك شىء سوى قلبى وقد تنازلت لك عنه منذ عرفتك واعلم أن لا أحد يمكنه احتلال مكانك فيه
- إذن لم تريدين هدم كل شىء؟
- لتبنيه من جديد مع حبيبتك
- أنتِ حبيبتى الوحيدة ولا أرى سواكِ
- كفى يا أمير
- لم لا تصدقين؟
صرخت بقوة الألم .. بحرارة كل براكين الأرض .. باندفاع شلالات الكون
- لأن هناك ناديــــــــن
- نادين؟!
مزقنى كل حرف نطقه من اسمها .. كل حرف منه .. نار .. ألم .. دموع .. يأس .. ندم .. هذا هو اسمكِ يا نادين .. كتمت آه كادت تفلت منى وأنا أجيب
- نعم يا أمير .. لذا علىّ الرحيل
- أنتِ لا تفهمين
- ليتنى لم أفهم
- أنا أحبكِ أنتِ .. أنتِ وحدكِ
تعلقت بعينيه أبحث عن أمل يعيدنى للحياة من جديد قبل أن أقول بتردد
- وناديـــن؟
مسح دموعى الغزيرة وابتسم لى بحنان وهو يقول
- لقد طويت صفحة الماضى من حياتى .. لكنى سأخبركِ عن ما تريدين
- حسنا أنا أسمعك
أطلق تنهيدة وأغمض عينيه فى ألم قبل أن يقول
- يجب أن ترى بنفسكِ .. تعالى معى
وأخذنى من يدى وأنا لا أفهم شيئا حتى وجدتنى جواره فى السيارة وهى تنطلق بنا إلى حيث لا أدرى .. لم أفتح فمى بكلمة وأنا أفكر في هذا الذى يريدنى أن أراه وقلبى يتوجس خيفة وشعور بالغثيان يغمرنى ونيران حارقة تتأجج فى معدتى .. يا إلهى ما هذا الألم؟ .. شعرت بأننى أركب سفينة تتقاذفها الأمواج حتى أصابنى دوار البحر ومنعت نفسى من التقيؤ بصعوبة حتى توقفت السيارة أخيرا أمام فيلا أنيقة .. نزلت من السيارة وتبعت الأمير إلى الداخل .. كانت هناك حديقة فسيحة تناثرت فيها المقاعد وكان هناك بعض الناس ينتشرون فى الحديقة وقد استرعى انتباهى أنهم يرتدون جميعا زيا أبيض موحد مما يوحى بأننا فى مستشفى ما .. تعلقت بذراع الأمير وأنا أقاوم الدوار الذى يلفنى ويجاهد لينزع عنى وعيى .. حاولت سؤال الأمير عما نفعله هنا .. لكنى لم أستطع الكلام .. واصلت السير بصمت وأنا أشعر بشعور من يمشى على وسادات هوائية .. فأعلوا معها ثم أنخفض ويواصل كل شىء الرقص من حولى حتى توقف كل شىء .. حتى الهواء كف عن الصفير فى أذنى وكفت الطيور عن رفرفة أجنحتها ووقفت تتابع ذلك المشهد المذهل
كانت هناك على أحد المقاعد بثوب أبيض ناصع وقد أسدلت خصلاتها الشقراء على كتفيها بينما تحلق عيناها الزرقاون فى الفراغ
توقف قلبى للحظات وأنا أنظر لها فى بلاهة .. قبل أن أجر قدمى جرا لأقف أمامها .. كانت مازالت تحدق فى لا شىء .. ويبدو كما لو أنها لم تعد تنتمى لعالمنا قط .. مددت يدى نحوها متوقعة أن تنقض عليها فجأة .. ولكن شيئا لم يحدث .. حركتها يمينا ويسارا أمام عينيها الزجاجيتين اللتين طالما أطلقتا شرارتهما فى وجهى .. وصوبتا سهامهما النارية إلى كيانى لتصهرانى خجلا وألما .. بدت أمامى كطيف لا وجود له أو لعلى أنا تحولت لشبح غير مرئى ..
تلفت حولى .. هل ترونها أنتم أيضا أم أن هذا بعض هذيان .. بعض جنون
بعض أى شىء آخر خلاف الحقيقة
من أنتِ؟ .. أين نادين؟ .. أأنتِ نادين؟
هل أضحك؟ .. هل أبكى؟ .. هل أجن؟
ماذا أفعل يا أنتِ؟
أشرت نحوها وعقلى يصرخ فلم يعد لسانى فى نطاق الخدمة
أنتِ .. أنتِ يا من أحلتِ حياتى جحيما لا يطاق
يا من زلزلتِ الكون من حولى
يا من ألقيتِ بى إلى الكوابيس لتتقاذفنى فيما بينها
يا من جعلتنى على وشك هدم حياتى ووأد سعادتى الوليدة فى رمال الشك
لم تجلسين هكذا؟ .. لم تتظاهرين بالوهن والضعف وانعدام الحيلة؟ .. قومى من مكانكِ أيتها الحية الرقطاء وواجهينى .. أيقظى النمرة الشرسة التى تعيش تحت جلدكِ الناعم واجعليها تنشب مخالبها كما اعتادت .. لا تقولى لى أنكِ قد تحولتِ لحمل وديع مسالم بعدما ضاع منكِ الأمير .. لا تقولى لى أنكِ قد استدررتِ عطفه وشفقته عليكِ بإدعائكِ المرض ..
أن كان ابتعاده عنك يصيبكِ بالمرض .. فابتعاده عنى يصيبنى بالموت
وإن كان ابتعادكِ عنه يرسلكِ للجنون .. فابتعادى عنه يرسلنى للقبر
لا تقولى أنكِ تحاولى أن تسلبيه منى دون حرب عادلة معى
لا أيتها الأفعى أنا لن أسمح لكِ أبدا .. لن أسمح .........
وهنا بدا أننى استنفذت طاقتى بالكامل وبدأ وعيى يتسرب منى كحبات الرمال وسقطت أرضا وآخر ما علق بعينى نظرتها الخاوية من أى معنى وأى حياة
(28)
أوقفوا هذا المنطاد الذى يحملنى وتطوحه الرياح دون توقف .. يبدو كما لو أنه لا وزن لى أو أن قانون الجاذبية لم يُكتشف بعد .. أعيدونى إلى الأرض أرجوكم .. أريد أن أتوسد صدرها الصلب الثابت .. كفوا عن الدوران من حولى أيها الحمقى .. كفووووا
- كفى اااااااا
- هيام
فتحت عينى ببطء وأنا أشعر أن جفونى تزن أطنانا .. ما زال هناك بعض الغثيان وبعض الدوار وبعض من كل ما يمكن أن ينغص عليك حياتك
كنت ممددة على فراش مكسو بالأبيض وبجانبى الأمير تحمل عينيه نظرة قلق وإشفاق .. حاولت النهوض من مكانى
- أين أنا يا أمير؟
أعادنى برفق وهو يقول
- استريحى الآن ولا تجهدى نفسكِ
- هل حدث شىء؟
- لا تخافى .. أنتِ بخير يا حبيبتى
- حقا .. ما هذا الشعور العجيب إذن؟
- لقد أرهقتى نفسكِ كثيرا ولم تنامى جيدا بالأمس
- لا تذكرنى بالأمس أرجوك .. لقد كانت أسود ليلة فى حياتى
- لم؟
- ظننتنى فقدتك للأبد
- يا لطفلتى المذعورة الطائشة!
- كنت على وشك الموت يا أمير
- لا تقولى هذا .. لا طعم لحياتى دونكِ .. كم أتمنى أن تعلمى هذا دون أن أذكركِ به كل يوم
- هل أنت غاضب منى؟
- لم؟
- لقد جرحتك بكلامى المتهور واتهمتك بالــــ ......
عضضت شفتى ندما
ابتسم وهو يقول
- وهل أغضب لأن حبيبتى تغار علىّ؟
- أنا أغار عليك من نفسى
- وأنا أيضا
- أنت تغار؟! .. مستحيل
- ولم لا؟
- لأن لا يوجد من يمكنه أن يجعلك تغار
- بل يوجد
- لا أحد فى حياتى سواك أنت وأمى وخالد وخلود .. أنتم تحتلون حجرات قلبى الأربعة ولا يوجد مكان لسواكم
- إذن يجب أن تجدى حجرة شاغرة الآن
- لمن؟
- لمن سأغار منه
- وتريدنى أن أجد له مكان فى قلبى؟!
- نعم
- لا أفهم
- أعتقد أنه الوحيد الذى يمكننى الغيرة منه وحبه فى الوقت نفسه
- ما هذا اللغز؟ .. أنا لا أفهم شيئا
- هل ما زلتِ تشعرين بالدوار؟
- نعم
- والغثيان
- نعم .. ولكن ما علاقة ذلك بـــــ ...........
- باقى أن تشتهى شيئا ما لا يمكن إيجاده أبدا وسأذهب لآخر الدنيا لأجلب لكِ بعض منه
- ..........................
- يا إلهى ظننت النساء جميعا يفهمن فى تلك الأمور ولكن طفلتى الصغيرة لا تستطيع استيعاب ذلك
- ......................
- هيام .. ستصبحين أم بمشيئة الله وستهبينى أجمل هدية فى الوجود .. هدية صغيرة لا تكف عن البكاء وإفساد الثياب لكنها تعطى الحياة مذاق أجمل
- .....................
- هيام كفى عن التحديق بى كقطة مذعورة .. وأغلقى فمكِ هذا قليلا .. لا أريد أن يعرف طفلى بأن له أم بلهاء
هنا لم أحتمل المزيد وفعلت الشىء الوحيد الذى أجيده هذه الأيام واندفعت فى نوبة بكاء هستيرية من النوع القادر على عمل بحيرة صغيرة وسط الغرفة وفعل الأمير واجبه فى جلب كل مناشف الأرض لابتلاع بعضها دون جدوى
هل سأصبح أما حقا .. هل سيأتى أمير صغير يملأ حياتى صخبا وسعادة .. هل ستستقبل مملكة النور ولى عهدها؟ هل ستنبت جذورى فى أرضك يا أمير بعدما ظننت أنها أُقتلعت منها للأبد .. لا أصدق .. حقا لا أصدق
حمدا لك يا أرحم الراحمين
*************
غادرت المكان الذى علمت أنه مصحة نفسية تاركة ورائى الهواجس والشك ونيران الغيرة التى تحولت لرماد بعد انسحاب غريمتى الوحيدة من حياتى ومن الحياة ذاتها
وعلمت فيما بعد القصة كلها حيث وقعت نادين فى شراك نصاب بارع أوهمها بأنه شاب فاحش الثراء وأنه غرق فى حبها منذ الوهلة الأولى وقد أحكم شباكه حولها بشدة حين ظنت أنها من أوقعته بجمالها الصارخ
وما لبث أن أقنعها بمشاركته فى مشاريع وهمية ستدر عليهما أرباحا خيالية وبدأ فى إغراء غريزتها الطامعة فى المزيد من كل شىء
وقد كان أن سلبها كل ما تملك ومن ثم تبخر كليا ولم تعثر له على أثر قط وقد جن جنونها وهى لم تصدق أن تنال صفعتين متتاليتين على وجه غرورها وبدأ عقلها فى التهاوى إثر صدمتها المروعة
وفى نهاية الأمر حُملت إلى تلك المصحة النفسية وقد تحولت لنبات لا تتكلم .. لا تنفعل .. لا يصدر عنها ما يوحى بأنها على قيد الحياة وقد قام الطبيب الذى هو صديق للأمير بإبلاغه بالأمر فى تلك الليلة التى خرج فيها مسرعا بدافع من واجبه الإنسانى نحو مطلقته وقام بما يلزم وبما يليق بنبل أخلاقه وتكفل بنفقات إقامتها للعلاج بالمصحة رغم تأكيد الطبيب بأنها ستبقى على جمودها هذا ما بقى من حياتها .. ولم يكن الأمير يرغب فى معرفتى بالأمر لولا إصرارى على ذلك فى لحظات جنونى
ترى هل ستصدقونى لو أخبرتكم أننى أشفق عليها حقا .. تلك القابعة هناك بثوبها الأبيض وملامحها الجامدة وقد ذهب عنها غرورها وتسرب منها كبريائها وهجرتها شراستها للأبد
لا يمكننى أن أحمل لها ضغينة .. لقد نالت عقابها من العزيز الجبار .. وليس لنا سوى أن نتعظ وندرك حقيقة ضعفنا البشرى ونكف عن التجبر فى الأرض التى لا تعرف لها سوى ملك واحد وكل ما دونه لا يعدو أن يكون سوى طعام ديدانها حين تبتلعه داخلها ليدرك حقيقته بعد فوات الأوان
نحن الضعفاء إليك يا قوى .. نحن الفقراء إليك يا غنى .. نحن الأذلاء إليك يا عزيز .. نرجو عفوك .. نبتغى مرضاتك .. نتطلع لجنتك .. فاقبلنا يا الله وأدخلنا فى رحمتك
كان قلبى يتمتم وعيناى تدمع ويداى تتحسس القطعة الدافئة الرابضة بين أحشائى ومزيج من الرهبة والخوف والسعادة والأمل والرضا والقلق يفعم نفسى والسيارة تنطلق بنا نحو مملكة النور التى تفتح ذراعيها لتحتوى ثلاثتنا بكل الحب
(29)
ألم .. ألم .. ألم
يا إلهى أشعر أننى أوشك على الموت .. ما تلك التقلصات البشعة؟ .. ما هذا الألم الشنيع؟ .. قبضات الألم تعتصرنى .. تنتزعنى من مكانى وتلطمنى بالسقف .. بالجدران .. تتقاذفنى فيما بينها ككرة مطاطية .. تنزع روحى منى .. ما أصعب خروج الروح من الجسد .. لكنها ليست روحى أنا .. هى روح أخرى .. غُرست فى أحشائى منذ شهور .. ورافقتنى بضع شهور .. وأسعدتنى بضع شهور .. وآلمتنى بضع شهور .. والآن تريد الخروج فى بضع لحظات فحسب .. مصطحبة معها ثلاثة كيلوجرامات من اللحم البشرى.. يا إلهى لم أعرف أن الأمر بهذا القدر من الألم القادر على تفتيت جبل .. كيف تحتمل النساء هذا .. ويجرؤن على تكراره أيضا .. أنا لا أفهم .. ليتنى سألت جارتنا تلك التى تملك سبعة أطفال .. يا إلهى كيف هى على قيد الحياة الآن .. وأمى .. آه يا أمى .. هل تحملتِ من أجلى وأجل الوغدين الصغيرين كل هذا الألم .. أكاد أتلاشى يا أمى .. أشعر أننى بضعة خربشات بقلم رصاص على وجه الحياة .. وهناك ممحاة عملاقة تتقدم نحوى.. أبعديها عنى يا أمى أرجوكِ .. ذلك المشاغب الصغير يلهو بها وسيمحونى تماما
رفقا بى يا صغيرى .. لا أحتمل كل هذا .. أعرف أن موعد خروجك للحياة قد آن .. ربما تكون قد مللت تكورك داخلى طيلة الشهور الماضية .. ربما وددت الخروج من ظلمات أحشائى إلى حيث النور .. ربما تشتاقنى والأمير كما اشتقنا لك .. ولكن على رسلك لست فى حاجة لكل هذا الصخب لأعرف .. أعدك أن نعمل على إخراجك بأمان إلى بيتك الجديد .. حيث سنلهو معا ونرعاك جيدا أنا والأمير وسأجلب لك لعبا كثيرة وسأحكى لك حكايات جميلة و ...........آآآآآه مهلا ماذا بك؟ لماذا تتعجل الأمور؟ .. حسنا سأحاول الآن لكنى لا أستطيع وحدى ساعدنى أرجوك
كان العرق يغمرنى ولا أكاد أرى أحدا ممن حولى الذين يرتدون الأبيض ويتكلمون دون انقطاع ويحاولون باستماتة إقناع صغيرى المشاغب هذا بالخروج ويسألونى أن أساعدهم .. يالحفنة الحمقى .. أنا لا أقو حتى على الصراخ .. ولا يمكننى فعل شىء لنفسى فكيف سأساعدكم بالله عليكم
وهنا وصل الألم لذروته وأطلقت صرخة من أعماق قلبى عصفت بما بقى من وعيى قبل أن يتناهى لسمعى صوت صغيرى وهو يحتج على انتزاعه بتلك الطريقة ويوبخ كل من حولى بصراخه المتصل فى وجوههم .. أحسنت يا صغيرى .. أحسنــــ ...............
وهنا غاب كل من حولى عنى أو لعلى غبت أنا عنهم
حين أفقت كنت ممدة على الفراش وبجوارى الأمير يحمل أجمل ابتسامة فوق شفتيه
- حمد لله على سلامتك
- سلمك الله
نظرت حولى ووجدت المهد الصغير حيث يغفو عليه صغيرى فى سلام أشرت نحوه وسألت الأمير
- هل هو بخير؟
- بل هى بخير
- هى .. هل هى أنثى؟
- نعم
- حقا وكيف تبدو
- رائعة وتشبهكِ كثيرا
- ياللمصيبة
أشار بسبابته أمام وجهى كمن يوبخ طفلة صغيرة وهو يقول
- اممم هل عدنا من جديد؟
ابتسمت بخجل وأنا أجيب
- لا .. أعنى .. يا لفرحتى
ونظرت نحوها باشفاق وأنا أردد
- هل جاءت للدنيا هيام أخرى؟
- لا يوجد سوى هيام واحدة وكانت من نصيبى أنا لحسن حظى
- إذن هى من تكون؟
- اختارى لها اسم
- سندريلا
انسابت ضحكة جميلة منه وهو يقول
- وهل سنبحث لها عن أمير
فكرت قليلا قبل أن أجيب
- لا .. قد لا تجد أمير آخر .. ربما كان حظ أمها أفضل بكثير
- إذن فلنجعلها هى الأميرة
- أميرة
- ما رأيك؟
- اسم جميل .. أنت الأمير وهى الأميرة فمن أكون أنا؟
- أنتِ ملكتى ومولاتى وحبيبة قلبى
- كفى أرجوك لا قوة بى للبكاء الآن
- حسنا لا داعى لذلك
- أريد أن أراها
توجه نحو المهد الصغير وحمل الصغيرة بين يديه وقربها منى .. نظرت نحوها ولم أصدق أن ذلك المخلوق الرقيق كان بداخلى أحمله معى أينما ذهبت والآن وقد انفصل عنى وأصبح له كيانه الخاص
كانت تبدو جميلة حقا وقد أسبلت عيونها وراحت فى نوم عميق بعد عناء طويل مع هؤلاء المزعجين الذين ضايقوها بشدة اليوم وتذكرت صراخها فى وجوههم وابتسمت لها
مرحبا بكِ يا أميرتى الصغيرة .. تبدين قوية يا صغيرتى .. هكذا أريدكِ دوما .. سأمنحكِ كل ما حرمت نفسى منه .. سأجعلكِ تحبين نفسكِ كما أحبها خالقكِ الذى منحكِ نعمة الحياة .. سأعلمكِ كيف تواجهين الحياة ولا تتوارى عن عيون البشر .. سأعلمكِ كيف تثقين بنفسكِ وبقدراتكِ وبعقلكِ وبأحلامكِ .. سأعلمكِ كيف تطغى روحكِ الجميلة على ملامحكِ لتجعلكِ أجمل فتيات الكون .. ويوما ما ستقابلين أميركِ النبيل .. وستبنيان معا مملكة نور جديدة بحب وسعادة وإيمان
قبلت الجبين الوردى الناعم بشفتين مرتعشتين .. وشعور جديد لم أجرؤ على الحلم به يوما يدغدغ كيانى
ما أجمل إحساس الأمومة
حمد لك يا إلهى
(30)
كــــــــــــان يا مـــــــــا كـــــــــــان
فى هـــــــذا العصـــــــــر والآوان
عاشـــــــــــت سندريــــــــــلا
سندريــــــــلا .. كانت فقيــرة
سندريــــــــلا .. لم تكن جميلة
أو هكذا تراها العينــــــــــان
سندريــــــــلا .. لم ينقصهــــا الحنـــان
سندريــــــــلا .. لم تفتقــــــد الأمـــــــان
وعليهـــــــا لم يقسُ الزمــــــــــــــــــــان
لكنهـــــــــا لم تطلق لأحلامهــــا العنان
لم تحلم يوما بحذاء أو فســــــــتان
ولم تجرؤ على الذهاب لحفل الأمير
لم ترتدى فستـــــــــان من حريـــــــر
ولم تفقد حذاء البلور فى القصر الكبير
لكن الأميــــر عرف إلى بيتها الطريــق
وعشق قلبهـــــــــا الطيب الرقيــــــق
ودعـــــــــاها لتكون الأميــــــــرة
سندريــــــــلا .. الجميــــــــــــلة
هكذا تراها مرآتـــــها الأثيــــــرة
وهكذا يراهــــــــا الأميــــــــــر
وهكذا تحكى الأساطيـــــــــــــر
عن سندريــــــــلا والأميــــــــر
أو عن
هيــــــــــــــــام ونبيـــــــــــــــل
أغلقت كتاب الحواديت ونظرت لأميرتى النائمة فى سلام
وضع كفه على كتفى وهو يسألنى بخفوت
- هل حكيتِ لها حدوتة قبل النوم؟
التفت له وأجبته
- نعم يا نبيل
- نبيل؟!
- نعم
- وأين ذهب الأمير؟
- ذهب ليلحق بسندريلا
ابتسم وهو يسأل
- وماذا عن هيام؟
نظرت له فى امتنان وأنا أجيب
- هيام شُفيت من عقدة الأساطير لأن واقعها بات أجمل بكثير
أحاطنى بذراعيه ونظر لعينى وهو يهمس
- هيام .. أنا أهيم بكِ حقا
التمعت دمعة فى عينى وأنا أهمس بدورى
- وأنا أعشقك يا نبيل .. يا أنبل نبلاء الكون
خطوت معه نحو الشرفة وتأملنا المملكة الناعسة حيث تغفو الطيور فى أعشاشها .. وتضم الورود بتلاتها الناعمة .. ويطل القمر من فوق عرشه على مملكته السوداء وقد تراصت رعاياه من النجوم حوله تتلألأ على سبيل التحية
وقد سرت فى نفسى طمأنينة وخشوع لمالك هذا الملكوت الذى يغمرنا بنعمه التى لا حصر لها
أسندت رأسى على كتف أغلى نعمه علىّ .. وأسبلت عينى وشعور بالأمان يتغلغل فىّ ليحتل كل ذرة فى كيانى للأبــــــــــد
**************
تمت بحمد الله
**************
شكرا للجميع
من أسعدنى بتعليقه
ومن تابع بصمت
لكم منى ألف تحية
أسجل حضوري للمتابعة ... سأكمل من حيث توقفت لا أريد أن احرق المفاجئة لهذا لم أقرا النهاية إلى الآن ، وعزائي الفصول التي قرأتها من قبل !
رائع ما خطت يمينك
منذ بدات القراءة لم استطع التوقف
ذكرتيني في ايام المراهقة كنت ما انام حتى انهي قصص عبير اللي عندي كلهم...(الحمد لله الذي تاب علي من قراءتهم واكرمني بقراءة..)
واصلي اخية امتعينا
انتظر جديدك
رب ثبت فؤادي وامح عني الخطايا
اللهم احفظ لي ابني مصعب و ابنتي مروى من كل سوء واجعلهما من حفظة كتابك ومن علماء امتك
قولوا امين]
لقد تصاعدت الروح الأدبية كثيراً في الفصول الأخيرة ، وكانت البلاغة سلماً نخطو عليها لنعتلي في كل مرة ، ما أجمل الأحلام ، إنها نعمة لو خلت الأرض كلها من النعم إلا هي ، فوجب على ذلك عبادة الخالق ! ، قد يتمتم أحدهم " لو " تفتح عمل الشيطان ، وسأقول إن الشياطين اليوم تفر من الإنس خشية أن يصبها مكروه !!! ...
حقاً لم أعد أدري هل سأمارس هنا الطغيان واتبجح ، إلاّ أنني لن أقتل الأحلام ، لن أكون ذاك الوحش الكاسر عديم الرأفة الذي يقتل نعمة الأحلام !
قصتك رائعة وارجو أختي رشا أن تأخذي بالإعتبار بأنني لستُ بأديب ولا ناقد البتة ، وأنا اتشرف بحضور متصفحك كقارئ ليس إلاّ ، ولكن لا أريد أن أحجب رائي الذي القيه عادة بتفاني ، ولا أريد أن يكون حضورك الأدبي الطاغي قيد بمعصمي ، لهذا دعيني اتحرر في السطور المقبلة .
يمكننا فقط أن نحلم ليس أكثر ، يمكننا فقط أن نلهو في أحلامنا ليس في الواقع !
تلفتي حولك جيداً أختي رشا ، إنظري للعالم وللناس ، لا أحد ينتظر ، الكل ببساطة يسرق الحب ، والنساء أصبحن سلعة متحركة يلهين بقلوب الرجال وعواطفهم لأجل جيوبهم ! والغبي " النبيل " وحده يسقط وتدوسه الأقدام ، وأول قدم قدم " حبيبته " ، أما الفطن " اللئيم " فهو يحصل على كل شئ مرة واحدة ، المتعة والنساء ويسرق الحب ويسرق حتى اللحظات الجميلة مع كل أنثى ، ما فائدة أن أموت نبيلاً تحت الأقدام !
لا لا سأغير رائي وسأموت لئيماً هذا أفضل !
بالنسبة لهيام هي تستحق السعادة لكن تظل في الأحلام أو في كوكب آخر غير الأرض .
مؤسف حقاً يا إلهي سامحني !
لا يفوتني في الأخير أن أظهر أعجابي بقدرتك الكتابية ، وتعبيرك الأنيق ، وتشبيهاتك البارعة ، لقد أصبت بالذهول كذا مرة حقاً أشكرك على الدقائق التي منحتنا إياها ، وتأكدي أن رائي في القصة لم يزل هو هو ، وإنما من حيث القصة والواقع فهناك تمرد مطلوب ، ولكن التمرد ينتهي بالأحلام !
التعديل الأخير تم بواسطة سامي عبدالباري ; 06-07-2010 الساعة 05:52 PM
رشـــا ..
جميل ما كتبت بالفعل ..
وجميل ما قرأنا ..
والأجمل أن يساوي هذا شيئاً لك ..
فقط أذكرك ..
مازلت عند وعدي ..
وفقك الله لكل الخير ..
تحياتي
الموت .. نهايتنا نحن الشعراء
إن نصمت تقتلنا الغصة والأحزان
إن نتكلم يدهمنا سيف السلطــــان
شكرا لمروركم الكريم
أسعدتمونى كثيرا
بارك الله فيكم
ام سلمان: شكرا لكلماتكِ الرائعة أسعدتينى جدا
صدق الوفاء: شكرا لمرورك العطر .. بارك الله فيك
أخى سامى: شكرا لتعليقكِ الجميل .. أسعدنى كثيرا .. دمت بخير
أخى ابن حنبل: شكرا لحضورك البهى .. تشرفنى متابعتك .. شكرا لاهتمامك
تحيتى
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)