حمدا الله على سلامة وصولك ابن العميد
ومبروك مني أنا أيضاُ للغالية رشا حتى وصلنا إلى هنا
- الإهدائات >> | |
إضافه إهداء |
حمدا الله على سلامة وصولك ابن العميد
ومبروك مني أنا أيضاُ للغالية رشا حتى وصلنا إلى هنا
الموت .. نهايتنا نحن الشعراء
إن نصمت تقتلنا الغصة والأحزان
إن نتكلم يدهمنا سيف السلطــــان
(18)
ما أجمل رائحة الشمس
ما أروع صوت الزهور
ما أحلى لون النسيم
كلا لم أجن بعد
ولكن حواسى تغيرت كما تغير كل شىء فى حياتى
لقد غمرت السعادة كيانى لتحملنى معى لعالمها الذى لم أره قط
عالم يبتسم فيه الأمل وتتحقق فيه الأحلام ويرفرف فوقه الحب
فُتحت أمامى بوابته الوردية
ودعتنى للدخول
وقد أوصدت خلفى ألف باب ألم ودموع وإخفاقات ومقت للكيان الذى يحتوينى
وقد بدأت حقا أحب نفسى كما أحبها الأمير
تعلمت كيف يصير الكون أكثر جمالا إذا أردت ذلك
تعلمت كيف أجلب الربيع إلى كل مكان أذهب إليه
تعلمت كيف تتفتح الأزهار من بين يدى
وكيف تشرق الشمس من ابتسامتى
ويطل القمر من عينى
تعلمت الكثير والكثير
محوت سنوات من القسوة على ذاتى ببضعة أيام من الحب والتقدير لها
أعتذر لكِ يا نفسى .. فقد كنت أكبر عدو لكِ .. كنت أكرهكِ فكيف تمنيت أن يحبك أحد؟ .. كنت الجلاد الذى آلمكِ بسياط الكره والنفور وعدم الثقة
فاغفرى لى أرجوكِ
بتلات الورد تتساقط عن وجه الزمن تحمل أيام مضت
وما بقى الكثير
لقد اقترب الموعد
ودنت السعادة
وقلبى لم يستعد بعد لحمل كل هذا القدر منها
رفقا بى يا دواء القلوب
فقلبى الصغير قد اعتاد الألم واستكان للجراح
ولسوف يؤلمه مذاقك الجميل إذ أخذه دفعة واحدة
رفقا بى أيتها السعادة
هل ترون حجرتى الصغيرة الضيقة
لقد صارت أكثر ضيقا من فرط ما احتشدت بها هدايا الأمير
حقائب ملونة كثيرة تحوى كل ما تتمناه فتاة على وجه الأرض
أضعاف أضعاف ما جلبته الجنية الطيبة لسندريلا
إن أميرى أكثر كرما منها
فساتين حريرية فاتنة.. أحذية لم أكن أجرؤ على تأملها فى واجهات المحلات
ترافقها حقائب لا تقل عنها أناقة وتألق
عطور لا تعرف من أى زهور سحرية صنعوها
ومساحيق تجميل تفوق فى روعتها ما رأيت فى ذلك المحل الشهير
الآن بامكانى التهام طلاء الشفاه اللذيذ دون خوف
مــــــــــا أجمــــــــــل الحيــــــــــــــــاة
مــــــــــا أجملهـــــــــــــــا
(19)
جاء الموعد
الذى كُتب فى القدر قبل أن أوجد
جاء الموعد
الذى كان بانتظارى سنوات عمرى الماضية
جاء الموعد
الذى ظننته لن يأتى قط
تبدل الكون حولى
كل شىء يبتسم لى .. يهنأنى .. يشاركنى سعادتى
الزغاريد تنطلق دون انقطاع من كل بيت فى حيّنا
وأكواب الشراب الأحمر تدور لتروى كل من يمر بنا
وفتيات الحى تحلقن حولى يقبلننى ويسرقن (قرصة فى ركبتى) كما هى العادة
وأنا لا أكف عن الابتسام فى وجوه الجميع
والبكاء فى الحمام أو فى غرفتى أو فى أى مكان لا يحتوى سواى
لا .. ليس حزنا أبدا
إنها دموع الفرح كما وصفوها
وربما هى دموع من رحمة حلت بى بعد قنوط شديد استغفرت ربى عليه كثيرا
هيام القبيحة كما كنت أراها دوما
هيام التى لم تجرؤ على الحلم بالزواج حتى من كواء الحى
هيام التى عاشت ألعن سنوات طفولة حيث تجنبتها الفتيات
وعانت أفظع سنوات مراهقة حيث تحاشاها الفتيان
وقررت ابتلاع ما بقى لها من عمر فوق وجه الحياة كدواء مر
وأيقنت أن لا حياة تنتظرها خارج جدران غرفتها
بعد كل هذا
يأتى الأمير الجميل الذى عشقته فى كل الحواديت
يتوجه نحوها متجاوزا كل الجميلات والفاتنات والمتأنقات
يمد يديه لها ويدعوها لمشاركته حياته
يدخلها عالمه السحرى ويهديها حبه ويتعهدها برعايته
هيام التى لا تملك الجمال ولا المال
التى لا تملك جاذبية خاصة ولا أسرة عريقة ولا مؤهل محترم
هيام التى لا تملك شىء
ماذا فعلت هيام لتستحق كل هذا؟
يا لرحمتك بى يا إلهى
كيف أشكركِ على نعمتكِ؟
كيف؟
فى المساء
سطعت الأنوار وغمرت شارعنا بألوانها البهيجة
وجلست أمام مرآتى أتأمل الصورة التى بداخلها
عروس كأجمل ما يكون
هل تروننى .. لا .. كيف .. هل تغيرت إلى هذا الحد؟
بالتأكيد
هذه ليست هيام
لقد ولدت من جديد .. وهى الآن أميرة
أميرة ترتدى ثوب أبيض فاتن يحبس الأنفاس انبهارا
ويعلو التاج رأسها يتلألأ كنور الشمس
وينافسه تألقا قرطين رائعين وقلادة جميلة
وتزين الابتسامة وجهها المشرق
لقد كان حفل من البريق يلهو هنالك
هل هذه أنا حقا؟ّ
أقول لكم سر
أنا من زينت نفسى هذه المرة
ألا تصدقونى؟
نعم أعترف أن المساحيق التى أهداها أميرى لى سحرية فعلا
ولكن ما هو أكثر سحرا أننى زينت نفسى التى أحبها هذه المرة فبدوت فاتنة
بينما حين حاولت تزيين نفسى التى أكرهها جعلت منها مسخا مضحكا
كم يغيرنا ما بداخلنا ويرسم نفسه على ملامحنا
لكنى تعلمت كيف أجعل نفسى جميلة من أجل عيون أميرى
الصخب خارج الحجرة يزداد وقد احتشد الجيران فى منزلنا الصغير
خالد وخلود ملاكىّ الصغيرين يبدوان فى أجمل صورة
بينما أمى لم تكف عن إطلاق البخور والتمتمة بكل ما بإمكانه أن يبعد الحسد والحاسدين
وهنا تنفست عبق الياسمين
وأرسل السوسن تحية
وابتسمت الجاردينيا مهنئة
فقد جاء الأمير
وكف قلبى عن الخفقان للحظة
حين رأيته أمامى وقد ابتسمت الشمس على شفتيه لتضىء المكان حولى
وتقدم نحوى وعينيه تلمع بإعجاب وسعادة
ابتسمت له وذاب كفى فى راحته وارتجف كيانى كله وأنا أخطو معه للخارج
حيث تعلقت العيون بنا وجلسنا على عرشين من الزهور
دارت عيناى فيمن حولى
ألف ابتسامة .. وألف تهنئة .. وألف زغرودة
كلها من الخارج رائعة ولكنى أعلم تماما
أن هناك كذلك
ألف نظرة حاسدة .. وألف مصمصة شفاه متحسرة .. وألف شهقة مستنكرة
أعرف أن الجميع يستكثرك علىّ يا أمير
أعلم أن جارتنا تلك تتمناك لإحدى بناتها اللاتى تصر على أنهن فاتنات الحى
وأعلم أن جارتنا هذه تتساءل عن سر رغبتكِ الانتحارية فى الزواج بى؟
وتلك هناك التى لم تكف عن معايرة أمى بى فى كل مشاجرة تفتعلها معها دون سبب
وأعلم أن هذه الفتاة تقتلها الغيرة وتتمنى أن تدفعنى من هنا لتحتل مكانى إلى جوارك
وتلك الفتاة هناك كانت تسعى لصداقتى لغرض واحد هو أن تبدو فاتنة إذا ما سارت إلى جوارى فى مكان ما تأكيدا لمقولة (وبضدها تتميز الأشياء)
أعلم كل هذا يا أمير
ولكنى أسامحهم جميعا
لم يعد بى ضغينة لأحد ولم يعد هناك مكان فى قلبى للكراهية
لقد احتلنى الحب بالكامل وطرد منى كل ما هو دونه
(صالحت بيك أيامى .. سامحت بيك الزمن)
كما تنشد كوكب الشرق
لقد سامحت بك الكون كله يا أمير
فلتشهد يا رب
وللأحداث بقية .........
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)