[c]بسم الله الرحمن الرحيم
(*مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد*)
[/c] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
رفعت عيني عنهم
فقد مللت متابعة وجوه الإنسان وهو يكذب على الإنسان أو يوهمه بصدقه
نظرت للسماء....كانت غريبة
سماء....سحاب....نجوم.....شمس.. ..لاتتكئ على شيء ولكنها شامخة بلا مكان !!
وهنا أسفل نظري.....قومٌ بأماكن وبلا شموخ
أردت حقاً توحيد نظرتي بالزمكان......وبمَنّطَقة الحدث منطقة مكانية.....ولكن لاشيء أتكئ عليه !!!
تبسمت وتركت كل هذا
وإلتفت وبدأت أمشي ...وأمشي.....
توقفت عند تفرع من الطريق الأساسي.....وبدأت أفكر....أين أريد؟؟؟
أمامي شيخُ كبير مشى بقربي ثم إختفى مع التفرع....
كيف بشيخ كبير........أن يفرض الطريق نفسه عليه ؟؟؟!!!!
لماذا لم يشق طريقه كيفما أراد هو....وليس كما أراد الطريق؟؟
وأقسمت أن أتابع طريقي......لأرى أي عقل سينتهي له هذا الطريق....فحتماً هذا الطريق وتفرعاته ليست إلا أذرعة وأقدام رجل فرض سيطرته على هؤلاء...وهو بعيد ينظر إليهم ويضحك
وتابعت طريقي مع الطريق الأساسي.....تاركاً كُل تفرع لطفل أو إمرأة أو شيخ كبير
بالقرب من عيني كُنت أشاهد!!!!
هُناك ...... في الظلال.......كانت شمس فكري
كُنت أحتاج أن أعدو وأعدو.......لربما إبتعدت عن تلك التناقضات _ إن استحقت لقب المتناقضات _
بدأت المباني في العدو عكسي...للخلف
وكأنها تتوارى عن المستقبل خوفاً...أو هرباً....بينما كُنت الوحيد أتحرك للأمام
..............عدواً !!
ومن بين تلك النقاط التي كانت تهرب كانت هناك نقطة تعدو.....لا أعتقد
إنها تطير !!!!
إقتربت تلك النقطة...هرباً من أمامي....الذي هو خلفها.......وهرباً من السماء للأرض...
وكنت أنا نقطة اللقاء......!
وكانت مجرد حمامة............لا لون لها!!!
ألقت علي السلام وسألتني
الحمامة :- إلى أين يا مجنون؟
أنا :- إلى حيث تهربين؟
الحمامة :- ومما أنا أهرب؟
أنا :- من وجهتي ؟
الحمامة :-وبعد جُهد فسر الماء بالماء
أنا :-وهل في الدنيا كُلها....ما يشذ عن هذه القاعدة ؟؟؟؟
صمتت الحمامة قليلاً........ وبدأت تنظر إلي بعمق لم أكترث له
الحمامة :- ولماذا تعدو بهذه الطريقة المتعبة وأنت تفرد يديك ؟؟؟
ألا تعلم أن ذلك يزيد من إحتكاك جسدك في الهواء فيتعبك ويستنزف طاقتك ؟
أنا :- ولماذا تطيرين أنتِ بهذا الشكل أيضاً ؟!!
الحمامة :- .................
الحمامة :- يبدو أنك تتعمد إجهاد نفسك وأنا قد تعبت أتسمح لي بالإستراحة قليلاً على كتفك؟
أنا :- ذلك ما سيزيد سروري
الحمامة :- وقد إستكانت على كتفي / أخبرني .....أتعلم أن للجحيم أقدام ينتقل بها ؟
أنا :- لا أقدام بل إنها أجنحة يطير بها وكلابات ذات نتؤات تلتصق بها تلقف به القلب فتنزعه عن الصراط لتنكمش بسرعة كبيرة في قعرها....ولك تخيل كم هو الفارق بين سطح جهنم وقعرها؟
الحمامة :- ويحك !!!!......كيف تحدث أنثى بهذه الطريقة البشعة ؟؟
أنا :- وهل تفرق جهنم بين أنثى وأنثى ........كي تفرق بين أنثى ورجل ؟
لأول مرة رمقت الحمامة بنظرة إحتقار وبادلتني بالتهميش والتجاهل فعلي....
ولأول مرة أعيد تركيزي للطريق.......ما هذا !!!!
ما بال المباني أصبحت تفر من أمامي لأمامي...وكأنها تهرب مني ؟؟؟؟
ما أتعسني.....رغم سرعة عدوي.....إلا أنني وبهذه الحالة كأنني نقطة ساكنة إن كان المستقبل يعدو أمامي أيضاً هرباً
ويحي !!!
إن المستقبل يهرب من أمامي والماضي يهرب من خلفي....هالكٌ لا محالة
مكوثها على كتفي أفقدني تركيزي ورغبتي في الإنتقام.....
أي إنتقام؟؟؟؟؟؟
لقد نسيته...................
ويحك أيتها الإنثى......لإن حطت على كتف المارد أنسته كينونته
[ALIGN=CENTER]:star:وميض الإنفلات:star:[/ALIGN]
أنا طريق يعدو في الطريق.....أعرفتني....؟
.......................رجل فقد إحداثياته وهو في منتصف الطريق!!
[c]---------
شيء غريب.......أن يصبح الجنون...طبيعة !!
----------[/c]
ثـامـر الـحـربـي