تاريخ التسجيل :
Apr 2007
رقم العضوية : 22864
الاقامة : أرض الله
المشاركات : 3,739
هواياتى : قراءة القرآن والخطب والدروس
My SMS :
MMS :
الحالة
غير متصل
معدل تقييم المستوى : 209
Array
التعريف بالصخرة :
هي إحدى صخور مرتفعات القدس ، وتقع وسط فناء المسجد الأقصى ، ويبلغ طولها 18 متراً وعرضها 13 متراً تقريباً ، ويتجه جانبها المنحدر إلى الشرق ، بينما يتجه جانبها المستقيم المرتفع إلى الغرب ، وترتفع بعض نواحيها عن سطح الأرض بحوالي متر ، وشكلها غير منتظم ، أما محيطها فيبلغ عشرة أمتار ، ومن أسفلها فجوة هي بقية كهف عمقه أكثر من متر ونصف ، وتظهر الصخرة فوقه وكأنها مُعاَّقة بين السماء والأرض ، وهي محاطة بسياج من الخشب المنقوش .
بناء القبة على الصخرة :
ذكرت المصادر التاريخية أن بناء القبة على الصخرة يرجع إلى عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان حيث أمر سنة 66 هـ ببناء القبة على صخرة بيت المقدس تكنّ المسلمين من الحر والبرد وعمارة الجامع الأقصى – وقد كمل البناء سنة 70 هـ وقيل 73 هـ - وقد وكل عبد الملك للقيام بذلك رجاء بن حيوة ويزيد بن سلام مولاه ، وجمع الصناع من أطراف البلاد وأرسلهم إلى بيت المقدس ، وأرسل إليهم الأموال الجزيلة وأمر رجاء بن حيوة ويزيد أن يُفرغا الأموال إفراغاً ولا يتوقفا منه ، فبنوا القبة على أحسن بناء ، وفرشاها بالرخام الملون ، وحفّا القبة بأنواع الستور ، وأقاما لها السدنة والخدام بأنواع الطيب والمسك والعنبر والزعفران ، ويبخّرون القبة من الليل ، وجعلا فيها من قناديل الذهب والفضة والسلاسل شيئاً كثيراً ، وفرشاها والمسجد بأنواع البسط الملونة ، وكانوا إذا أطلقوا البخور شُم من مسافة بعيدة ، وكان الرجل إذا رجع من بيت المقدس إلى بلاده توجد معه رائحة المسك والطيب أياماً ، ويُعرف أنه أقبل من بيت المقدس ودخل الصخرة ، وكان في الصخرة من الفصوص والجواهر والفسيفساء وغير ذلك شيء كثير ، وبالجملة فإن صخرة بيت المقدس لما فُرغ من بنائها لم يكن لها نظير على وجه الأرض بهجة ومنظراً .
ويبلغ ارتفاع القبة حوالي 30 متراً .
ومع مرور الزمن حتى وقتنا الحاضر فقد عمل بعض ولاة المسلمين على ترميم هذه القبة وإصلاحها ، والمحافظة عليها .
مكانة الصخرة في الإسلام
قال تعالى : ( سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لله الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِراطٍ مُسْتَقيمٍ ) .
وقال تعالى : ( قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ في السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهِكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ) .
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستقبل في الصلاة بيت المقدس أول الأمر وهي قبلة اليهود ، وكان صلى الله عليه وسلم يحب التوجه إلى الكعبة فأنزل الله تعالى : ( قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ في السَّمَاءِ ) الآية ، فقال السفهاء من الناس وهو اليهود والمنافقون: ما صرفهم عن قبلتهم التي كانوا عليها ؟ .
وجاء في الصحيحين عن البراء بن عازب رضي الله عنه أنه قــال : ( صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً ثم صُرفنا نحو الكعبة ) .
وجاء في صحيح البخاري عن البراء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى إلى بيت المقدس ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً ، وكان يعجبه أن تكون قبلته قبل البيت ، .. ) الحديث .
والمقصود مما تقدم أن بيت المقدس كانت قبلة المسلمين الأولى ، ولكن هل المراد بهذه القبلة صخرة بيت المقدس بالذات ؟.
وللإجابة على هذا أقول : إن هناك آثاراً لبعض التابعين صرحت بذكر الصخرة وأنها كانت القبلة .
ومن ذلك ما رواه الإمام الطبري رحمه الله بإسناده عن عكرمة والحسن البصري رحمهما الله أنهما قالا : ( أول ما نُسخ من القرآن القبلة ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستقبل صخرة المقدس ، وهي قبلة اليهود ، فاستقبلها النبي صلى الله عليه وسلم سبعة عشر شهراً ... ) .
كما أن الإمام ابن كثير رحمه الله عند تفسيره للآيات السابقة قد جزم بأن تلك القبلة كانت الصخرة .
فقد قال رحمه الله بعد كلام تقدم : ( وحاصل الأمر أنه قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر باستقبال الصخرة من بيت المقدس ، فكان بمكة بين الركنين ، فتكون بين يديه الكعبة ، مستقبل صخرة بيت المقدس ، فلما هاجر إلى المدينة تعذر الجميع بينهما ، فأمره الله بالتوجه إلى بيت المقدس ، قاله ابن عباس والجمهور ) .
وقد أورد صاحب كتاب ( إتحاف الأخصا بفضائل المسجد الأقصى ) ما يفيد أن صخرة بيت المقدس كانت قبلة المسلمين ، وأن أنبياء بني إسرائيل كانوا يصلون إليها ، واستدل لذلك بما روى فتح بيت المقدس أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه استشار كعباً أن يضع المسجد ، فقال : أجعله خلف الصخرة ، فتجتمع القبلتان ، قبلة موسى ، وقبلة محمد صلى الله عليه وسلم ، فقال : ( ضاهيت اليهود ) .
وممن جزم من العلماء بأن القبلة الأولى كانت صخرة بيت المقدس ، وأنها كانت قبلة اليهود : شيخ الإسلام ابن تيمية ، وتلميذه العلامة ابن القيم رحمهما الله تعالى .
وأخيراً لاشك أن اعتقاد كون الصخرة خاصة قبلة المسلمين الأولى يحتاج إلى دليل قطعي يعتمد عليه ، ومهما كان الأمر ، فعلى افتراض صحة ذلك فإن الأمر لا يعدو القول بأن صخرة بيت المقدس كانت قبلة للمسلمين فترة وجيزة ، ثم نسخت بالكعبة .
وهذا هو ما يمكن إيراده فيما يتعلق بمكانة الصخرة في دين الإسلام
جزاكم الله خير الغالي الحبيب ابو فهد وربنا يجمعنا في المسجد الاقصي ويرزقنا الصلاه فيه قبل الممات