[align=center]
لا تسألوا الأشجار عن جذوعها
لا تسألوا البحار عن منابعها
لا تسألوا الأجواء عن غيومها
لا تسألوا البراري عن رمالها
فالطبيعة سيدة نفسها
ولا تخضع إلا لخالقها
لا تسألوا القلوب عن جروحها
لا تسألوا العقول عن ذهولها
لا تسألوا النفوس عن ضياعها..
فجل الوجوه ملطخة بالأصباغ،
جل الكرامات ترفض الانصياع،
فيضغط الخوف ويجور الضياع..
لا تسألوا لمادا أصبحنا كالببغاء
لا نحسن سوى فن الإصغاء
ضاعت منا البداية..وضاع الانتماء..
فأصبحنا في عقور ديارنا غرباء،
في أرض كانت لنا وعاء
أصبحنا غرباء،
أصبحنا غرباء
ولم يبق لنا غير الحبر سقاء
وزنزانات جلودنا حواء..
لا تسألوا لمادا يكتسي بعضنا العراء
ويمتطي بعضنا ظهور الأبرياء..
فتنصهر الأحداث في خفاء
وتتبخر الكفاءات في الأجواء
وتودع الدنيا الصفاء..
لا تسألوا عن دوافع النهب والاستيلاء
فهي عنوان الرفض والاستياء
من أرضية نخرها المرض والبلاء
فأصبحت عظام المرء تقدم في وجبات المساء
وفوق الموائد الباردة في الغداء..
لا تسألوا عن شارعنا الغارق في الأوحال
وعن وقوفنا الشارد كأعمدة الكهرباء
ننتظر نزول الغيث من السماء..
ونحزن لجفاء فصل الشتاء
لا تسألوا عن أوكار الظلام..
فقد نسيت المواعظ لغة الكلام
وأضحى شبابنا يلتعط الأوهام
فلا من ينبذ الخطيئة،
ولا من يخترق الظلام..
لا من يحترف القصيدة
ولا من ينشد السلام
فكلنا نيام، كلنا نيام،
فإلى متى سنبقى ركاما..؟
ككومات العظام.[/align]