[c]بسم الله الرحمن الرحيم
(*مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد*)
[/c]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
أربعة أصدقاء...
سجلوا ملحمة من تاريخ الصداقة القوية جداً...
وقد إشتهروا بألقاب من عمق شخصية كل واحد فيهم...
الأول......الربيع
الثاني......الكاذب
الثالث.....الأحمق
الرابع....الوافي
عجين غريب....كون أقوى صداقة في قريتهم أو مدينتهم...تحدث عنها الكبير والصغير....
وفرقت بينهم السنين....والحياة
وعند عودتهم
كانوا لا يلتقيان جميعاً.... بل إثنان في كل مرة...!!
في إطار هذه المُعطيات...
الربيع طعن الوافي بوجهه فأدماه كثيراً...إلا أن الجرح كان وجهاً لوجه...
ولم يتخلى عنه....بل ظل دوماً يبحث عنه ويسأل عنه وكأن يشعر بغلطته في حق الوافي....وكان الوافي يكتم جرحه وكأن شيئاً لم يحدث...
فالسنين غرست الصداقة بينهم...
الكاذب .....غدر بالوافي وحاك له مؤامرات قذرة وبجهالته كشف عن نفسه بطريقة لم يشعر بها أبداً...
بل وأستخدم أساليب كان يطورها له الوافي قديماً.....إضافة إلى كذبه..
وهاهو اليوم يستخدمها ضده...
وكان الوافي......في ردود أفعاله غريب حقاً...
ففي أول مواجهة بينهم بحضور جمع كبير...كان رد الوافي على الكاذب البدوي مُنمق وفيه كثير من الحكمة والحنكة التي إستغربها الجميع...!!!
الأحمق الأصيل....بنية التقريب بين طرفين كانا يبعدهم!!!
ينطبق عليه المثل (جا يكحلها عماها) وهو مشهور بهذا...
مضت سنين على صداقته مع الوافي الغريب....
ثم تصرف بحمقه المعتاد ليعبر عن فرحه في مناسبة للوافي فقلب الطاولة....فماتت المناسبة مقتولة بيده...
في لحظات خيانة لا يصدقها أحد من أهل القرية...
وحينما إلتقى مع الوافي بكى أمامه وبرر فعلته بأنه لم يعلم لِمَ فعل ذلك ؟؟!!!
طُعن الوافي في خُلقه ودينه...
طُعن الوافي في مبادئه وقيمه...
طُعن الوافي من أصدقائه الثلاثة....
الذين كانوا حديث القرية ومضرب المثل في الصداقة...
والآن أصبحوا حديث القرية ومضرب المثل في خيانة الأصدقاء..
سُمي الوافي بهذا الاسم لأنه لم يثبت أنه لم يكن غير ذلك !!
وسُمي الربيع بهذا الاسم لأن وجوده كالربيع...
وسُمي الكاذب بهذا الاسم لأنها صفته التي لم يتخلى عنها وهو بين أصدقائه
وسُمي الأحمق بهذا الاسم لأن الحمق طبعه حتى أنه قد يضر نفسه بحمقه
أهل القرية يعتقدون أن الأصدقاء الثلاثة خانوا الوافي...
ولكن الوافي الآن يعلم أنه لم يخونوه...
بل كانوا يمارسون معنى ألقابهم...ولكن هذه المرة ضده!!
وقد تكاتف القدر معهم بأن جعل طعناتهم له في نفس الزمن...
فالصفة كالميزان...لها كفتين...كفة تراها ...
وكفة يسكب عقلك معناها...وهذه لايراها المرء إلا إذا أستخدمت ضده
فهل نصف مدلولات الصفات لدينا مغلوطة؟؟؟؟
[c]---------
يظل *الكلام* ينساب حتى تنتهي الكلمة من وصف نفسها
----------[/c]
ثـامـر الـحـربـي