عسى أن أجد

[محمد عادل]

قصة ( عسى أن أجد ) .. بقلم : محمد عادل عبد العظيم

أسير دون السير في مسار محدد !!!! ..

أنظر إلى كل ما حولي ..

أعمدة الإضاءة ..

الليل الحالك ..

الأحباء الذين تجمعوا ، ليبثوا عشقهم علناً أمام النيل ، والنيل ينظر لهم مُباركاً للعشق الذي يجمع هولاء ..

لا أعلم إلى أين تأخذني قدماي ؟! ..

كل ما أعلمه فقط أن ( لا شئ ) يسكن الروح ، والعقل ، والوجدان ..

ولمَ لا يسكن ، وهي لم تجد من يسكنه ؟! ..

عيناي تحاولان إختلاس النظر إلى اللحظات التي تجمع هولاء الأحباء ..

ولمَ لا تختلس ، وهي لم تجد شيئاً أفضل تفعله ؟! ..



أسير دون السير في مسار محدد !!!! ..

أُُفاجئ بكوني في محطة القطار ..

العديد من الوجوه ..

العديد من الأجساد تصطدم بك ، دون حتى أن تلتفت ..

ولمَ لا يقوم الناس بفعل ذلك ، وهم لم يجدوا الدنيا سوى سباق ؟! ..

سباق يرفع شعار البقاء فيه للأصلح والأقوى ..

أتخذ مقعداً وسط ذلك السباق ..



أنظر دون النظر في شئ محدد !!!! ..



- " هل لي أن أسألك أين أجد أمي ؟ "



طفلة بريئة ، ظهرت من وسط السباق المحموم ..

من الواضح أنها تائهة ..

الغريب أنها تسألني عن مسلك محدد حتى تجد والدتها ! ..

ليتها لم تسألني ، فأين لي بالطريق المحدد ، وهو غير محدد وسط طوفان البشر ؟! ..



- " سيدي .. ألم تسمعني ؟! .. من فضلك أين أجد الطريق إلى أمي ؟ "

- " ما إسمك يا صغيرتي ؟ "

- " إسمي ( ريم ) "

- " إسم جميل .. أنا ( أدهم ) "

- " إسمك أيضاً جميل .. إذن أنت ( أدهم ) ، وأنا ( ريم ) "

- " نعم ، هذا صحيح "

- " لمَ تجلس وحيداً ؟ "

- " لأنني .. لأنني وحيد "

- " لمَ ؟ "

- " في الحقيقة .. لا أدري .. هل قمت قبل ذلك بسؤال نفسك لمَ أنت سعيدة ؟ "

- " نعم ! .. لقد سألت نفسي "

- " وماذا كانت الإجابة ؟ "

- " لأنني .. لأنني سعيدة "

- " أرأيت ! "

- " أتعلم ! .. أنت شخص لطيف "

- " وأنت كذلك "

- " هل أنا بالفعل لطيفة يا سيدي ؟! "

- " بالتأكيد ، فمن يهتم بأحوال الآخرين هو شخصية محبوبة بين الناس "

- " وهل أنت تهتم بحا ل الآخرين ؟ "

- " بالتأكيد ! "

- " وهل أنت شخصية محبوبة بين الناس ؟ "

- " في الحقيقة .. لا "

- " إذن كيف لا تكون شخصية محبوبة ، وأنت تهتم بحا ل الآخرين ؟! "

- " أنت ما زلت صغيرة ، وحينما تكبرين ، ستجدين العديد من الأشياء التي لن تفهميها "

- " لن أفهمها ؟! .. كيف ذلك ؟! .. إن أمي تقول لي أنني ما زلت صغيرة ، وحينما أكبر سأفهم كل شئ "

- " هذا صحيح .. لكنك أحياناً ستجدين العديد من الأشياء التي لن تفهميها ، لذا ستضطرين إلى قبولها كما هي دون تغيير "

- " أنا لا أفهم !! "

- " ستفهيمن .. حينما تصلي إلى عمر والدتك وعمري ، ستفهمين "

- " لكنك تقول أنه هناك أشياء لا تُفهم ، ويجب أن أتقبلها بدون تغيير "

- " ( ريم ) ! .. أنت كثيرة الأسئلة ! "

- " أمي تقول لي ذلك ! "

- " لكنك .. لكنك شخصية لطيفة "

- " هذا أيضاً ما تقوله لي أمي ! "

- " حسناً .. حسناً .. يبدو أنني لم أقل أي شئ جديد "

- " ( ريم ) ! .. هل أنت هنا يا حبيبتي ؟! "

- " أمي ! .. أنا هنا "

- " ( ريم ) ! .. يا صغيرتى .. لقد قلقت عليك كثيراً "

- " لقد كنت مع ( أدهم ) "

- " وأين ( أدهم ) هذا ؟ .. أهو أحد الأطفال الذين يذهبون معك إلى المدرسة ؟ "

- " لا .. لا .. إنه ذلك السيد المهذب ، الجالس هناك "

- " أهلاً بك .. لا أعرف كيف أشكرك ! "

- " إنني لم أفعل شيئاً سيدتي ! "

- " أشكرك مرة أخرى من صميم قلبي .. ( ريم ) ، ألم يحن موعد العودة إلى المنزل ؟ "

- " قبل الذهاب أريد أن أقدم شيئاً ( لأدهم ) "

- " لي أنا ؟! "

- " تفضل "

- " ما هذا ؟! "

- " كما ترى "

- " قطعة حلوى ؟! .. لكن ألا تحبين الحلوى ؟! "

- " بلى أحبها كثيراً .. لكني أحبك أكثر من قطعة الحلوى "

- " ( ريم ) .. لا أعلم ماذا أقول لك ! "

- " هل لي في شئ آخر ؟ "

- " بالتأكيد ! "

- " هل لي أن أطبع قبلة على جبينك ؟ "

- " على جبيني أنا ؟! "



وبسرعة البرق ، أجد هذه الطفلة البريئة ، تطبع أجمل قبلة على جبيني ، لتنصرف بعدها ، وكان آخر ما قالته لي :



- " أرجو أن أقابلك مرة أخرى ، وأنت لست وحيداً "



هكذا تنصرف هذه الروح الصغيرة ، لتترك لي تذكار صغير ..

قطعة حلوى ..

ومع قطعة الحلوى أمل في الغد ..

أمل في أن أجد من هي في مثل (ريم) ، بل من في مثل روح ( ريم ) ، فعسى أن أجد من في مثل روحها ..

نعم ! .. عسى أن أجد ..

تمت بحمد الله

[رشا محمود]

مرحبا بك أخى محمد وبمشاركتك

كثيرة هى الأشياء التى نبحث عنها

ونتمنى لو نقابلها فى الحياة

ورفيق فى مشوار العمر يشاركنا الفرح والحزن والحلم لهو أغلى الأمنيات

وكروح الرقيقة ريم .. نتمنى أن يكون .. وهنا يستحق أن نبحث عنه

جميل ما طرحته هنا

بانتظار جديدك

كل التحية

[شمس البحر]

مشكورررررررررررررررررررررررررر رررررررررررررررررررررررر

[محمد عادل]

السلام عليكم ..
عزيزتي رشا محمود ..
أتمنى أن تكوني بخير ..

لا أستطيع أن أقول أزيد مما قلتِ عزيزتي بشأن هذه القصة ، فهو دليل على مدى استيعابك للنص ، فشكراً لكِ ، وجزاكِ الله كل خير على كلماتك الرقيقة ..

****************************** ******

عزيزتي شمس ..
أتمنى أن تكوني بخير ..

أهلاً بكِ ، وإن كنت أتمنى رد مُفصل منكِ عن رأيك في القصة ..

تحياتي
محمد عادل