. . . .
الحياة......تبدأ بأول الصفر..... وتنتهي مع آخره...
تماماً كالهلال الذي يظهر بأول الشهر وآخره
ولا تستطيع تمييز الشهر إلا من شكل الهلال .....هل هو مفتوح من اليمين أم من اليسار؟
كذا الصفر......
فالحياة تنطلق من هلال الصفر الأيمن على خط الأعداد.....
وتنتهي هلالاً يتدافع بسرعة هائلة من خط الأعداد الأيسر
لتصطدم بالصفر.....الذي يبتلعها كاملة.....
الأمر يشبه كثيراً تلك المقولة العلمية عن نشأة الكون أنه بدأ بإلكترون واحد عبر الزمن كله من البداية ليصطدم بالنهاية
لتبدأ الحياة من الإنفجار العظيم !
فاللعبة....بدأت مكسورة...كالزمن !
وتلقفتها يد الراوي :-
"بدأ بي الصفر..... بعظمة الأنا....وأنها جنس لم يُقسم لسموه ورفعته....
فاحتار كل علماء الرياضيات في جنسه هل هو فردي أم زوجي ؟!
قرأت عن الغدر.....ولم أشعر به.....
شاهدت الأنثى..... ولم أحبها....
وكُل شيء......كان خارج عالمي.....
فقد بدأت صفراً.......
ما أنقاه !
فكل ما يضرب بالصفر صفراً.....ويشوه كُل عدد يحاول أن يعتلي الكسر فوقه....ليتحول لكمية غير معرفة !!
وإذا ما اعتلى هو الكسر......فكل ما تحته يتحول مثله......ولاء كامل لا يشوبه شائب !
قوة العدد.......تصل في كمالها....عندما تتحول كل طاقة إلى طاقة كامنة ...والحركة صفر !
هكذا هو الصفر......قوة تنفجر في أي لحظة......
حملت الصفر معي........
وقطعت مسافات بعيدة على خط الحياة...
عبرت أشد الأماكن ظلمة....بشجاعة واقتدار....
ولم يسقط جبيني لغير خالقي......
وصلت لمنطقة من المالانهاية..........حيث تنتهي الأعداد
في تلك المنطقة.......وجدت ( مزبلة ) العلم.....
تبرير فشل كُل رياضي.....وجدته بسيطاً.......ولكن لم يفكر به أحد....
تجتاحك لحظة باردة عند تعلمها.......ثم تبتسم وتمضي....
وكذا وجدت الصور الخيالية التي تحدث عنها علماء الفيزياء....
بعضها جميل......وبعضها قبيح متحرك !
عالم غريب لا تتخيله !
يختلف عن عالمنا هذا بأنه بلا لون........ ولا حدث.....ولا مشاعر...... ولا وقت
فقط حقائق...... وسلاسل من المشكلات
إذا ما نظرت إليها من بعيد..... ستتذكر كلمة ( مزبلة )
وإذا ما عبرتها لوجدت بها كل العالمين.....حتى هموم النملة !
وتتسارع الحقائق.........ويشارف العالم على النهاية !
وتتحول كل المفاهيم لأشياء غريبة !
الحب أصبح نداء الجسد للجسد....
رضا الوالدين.......أصبح سباقاً على العقوق
الأخ الحقيقي من يضرب الآخر......حتى يصيح آآآآآآخ !!!
الضيافة.......أن تُزين قُفل باب الدار....
كُل المفاهيم..... موجودة.......بأشكال مُغايرة
وقبل انتهاء العالم
وجدت أحدهم يبكي...
ما أن شاهدني حتى صرخ بي ( ما الذي تفعله هُنا ؟ )
أجبته....ولم أكن أعرفه (أحمل الأمانة ...وأبحث عن صاحبها )
تحول من بكائه إلى ضحك متصاعد
ثم قال ( لكل مِنّا إله....... فما أتعس إلهك....
ما أتعس إلهك.......
ما أتعسه!!
أعدت إليه الصفر
أعدت إليه الصفر....خيبة )
وظل يردد عبارته الأخيرة
حتى صدقته.....وعبرت النهاية
مُستغفراً...!..."
ومات الراوي....
حيث بدأ.....
هكذا......أصبح الصِفر يا أعزائي...وعزائي.....نظرية مُثبتة
نظرية أضعت من عمري سبع سنوات لأثبتها....
لم يصدقني أحد......... حتى حملت الصفر لأثبت قوته...
وبدأت به....وعبرت به خط الأعداد كاملاً.....وعبر عوالم جديدة......لأصل في الضفة الآخرى........
وأضعه من جديد.....
....
عجباً.....
لا أعرف أي شخص هنا.......؟
أين أصحاب الأسئلة ومن طالبوني بالإثبات.....؟
إياكم....أن تفعلوها....!!!
أحذركم !!!!
لا تسألوني الإثبات من جديد....!
فقد مات الراوي الأول والثاني
فالرواي مات
حيث بدأ.....
فوحدته التي تبنيه...هي تلك التي بناها....وحملها أمانة
وحدته الصفر....
بكل معادلات حياته....كان الصفر موجوداً.......وتحديداً بعد إشارة ( = )
.