[c]بسم الله الرحمن الرحيم
(*مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد*)
[/c]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
كُنت أسير دون هدف أو وجهة معينة ...
كُنت أسير لكي أسير ...
ربما كنت أقصد الابتعاد ،ولكن حتى الابتعاد ما زال معي...
فلن يكون هناك شاطئ آخر غيري ....لنفسي...
فتوقفت أمام حديقة صغيرة للأطفال وشعرت برغبة قوية لأن أدخلها ..
أردت أن أعدو إلى داخل الحديقة كما الصغار ...
ولكن يبدو أن نفسي أصبحت بهمومها حملاً ثقيلاً ،ألعاب كثيرة تحيطني وأطفال متفرقون وكأنهم اتفقوا على عدم الالتقاء..
اتجهت إلى تلك اللعبة البعيدة ...
كانت مجموعة من الكراسي الصغيرة المصفوفة بشكل دائري...
وكانت تقف أمامها طفلة صغيرة لم تتجاوز الخامسة من عمرها
صامتة...لا تتكلم ...
لمست كتفها الصغير برفق وحنان خشية أن أفزعها ...
التفتّ إليَّ بلا مبالاة ومسحة حزن تعتلي وجهها..
نظرتُ إلى عينيها الواسعتين ...
تجسدت البراءة في عينيها ...
ربتُّ على شعرها الناعم ...
ثم أمسكت أصابعها الصغيرة واحتضنتها ...
وقلت لها: ما اسمك ؟
الصغيرة : ((روان))
أنا : ما بك يا روان ؟
روان : (( لا أستطيع أن ألعب بهذه اللعبة وحدي...
هل تلعب معي ؟؟؟؟))
حملتها بيدي ووضعتها على أحد الكراسي...وجلست أنا بالآخر ..
وقالت لي..
روان : ( أتمنى أن أصبح كبيرة حتى ألعب وحدي )
نظرت إليها ...
وبدأ الغد يرسم نفسه بسرعة في مخيلتي..
غداً أيتها الطفلة ...
غداً ستعيشين ما أخفاه القدر عنك ....
غداً ستحوم حولك ذئاب وذباب ..
غداً يا طفلتي ...
ستكرهين ...
ستبكين ....
غداً..
ستحزنين ...وستمزقك القيود ..
غداً ستعرفين الصراع ...
وسيختفي من عينيك هذا الشعاع ...
وعندما تصلين وتسجدين...
ستدعين طلباً للرحمة من كل عذاب ...
غداً عندما يفتح للشر ألف باب...
وللخير فقط...هذا وذاك الباب ...
ستحبين....
نعم ستحبين ....
وستغنين كما العصافير الجميلة...
غداً...ستذيلين أشعارك بقبلة ..
من مبسمك الصغير..
وستتمزقين في الدواوين.. وقصاصات الورق
سيصبح ليلك طويل.....
وشمسك عنقود حزن كبير ...
عناقيده محمولة على أشعته الذهبية...
سيصيبك الأرق.....
كل هذا كان حواراً عنيفاً يمر في مخيلتي..
والدة روان (هيا يا روان )...
روان : (( لا أريد أن أكبر....
أريد أن أظل صغيرة يا عم.. بشرط أن أعتمد على نفسي للعب))
أنا : لا عليك ...
لا تكترثي...
فغداً....سيكون له غداً...
وحينها ...
ستحملك أقدامك إلى هذه الحديقة مرة أخرى ...
وستتحدثين إلى طفلة صغيرة ....
.............................. ......................
.............................. .......................
.............................. .......................
[ALIGN=CENTER] وميض الإنفلات[/ALIGN]
تم تعديل بعض أجزاء القصة بناءً على ملاحظات المبدعة الشمس فلها جزيل الشكر....
[c]---------
إن التعامل مع معطيات الذات بغض النظر عن المحيط هو قمة السيادة على الذات
----------[/c]
ثـامـر الـحـربـي