أما تفصيلاً فنقول والله المستعان :
سبب تسميته بالمسيح :
لاأرى مجالاً لذكر هذا هنا ولكن بشكل سريع
هناك اختلاف في سبب تسميته بهذا الاسم
فمنها لأنه خرج من بطن أمه ممسوحاً بالدهن
أو لأنه كان يمسح الأرض أي يقطعها
ومنها أن المسيح الصديق
وقالوا هو بالعبرانية مشيحاً فعُرّب ......إلخ
وأودّ هنا أن أورد عقيدتنا في عيسى عليه السلام
وفي أمه الصديقة البتول مريم عليها السلام
بترتيبٍ وتبويبٍ
منبهاً أختي المجروحة على المواضع التي نرى أن الصواب
قد جانبها فيها فنقول والله المستعان :
أولاً : التبشير بميلاد عيسى عليه السلام :
{ إذ قالت الملائكة يامريم أ ن الله يبشّركِ بكلمة منه
اسمه المسيح ابن مريم
وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين }
ثانياً : إيتاؤه البيّنات وتأييده بروح القدس :
{ ولقد آتينا موسى الكتاب وقفّينا من بعده بالرسل
وآتينا عيسى ابن مريم
البيّنات وأيدناه بروح القدس }
{ تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله
ورفع بعضهم درجات
وأتينا عيسى ابن مريم البيّنات وأيّدناه بروح القدس }
{ وأذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيّدتك بروح القدس }
ثالثاً : تعليمه الكتاب والحكمة وإرساله إلى بني إسرائيل :
{ ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل }
{ ورسولاً إلى بني إسرائيل }
{ ثم قفينا على اثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم
وآتيناه الإنجيل }
رابعاً : أخذ الميثاق منه :
{ وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى
وعيسى ابن مريم
وأخذنا منهم ميثاقاً غليظا }
{ ورسولاً إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآيةٍ من ربكم
أني أخلق لكم من الطين كهيئةالطير
فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله وأبريء الأكمه
والأبرص وأحي الموتى بإذن الله
وأنبئكم بما تأكلون وما تدّخرون في بيوتكم
إن في ذلك لآيةً لكم إن كنتم مؤمنين }
{ إذ قال الله ياعيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك
إذ أيّدْتُكَ بروح القدس تكلّم الناس في المهد وكهلاً
وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل
وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني
فتنفخ فيها بإذني فتكون طيراً بإذني
وتبريء الأكمه والأبرص بإذني
وإذ تخرج الموتى بإذني
وإذ كففتُ بني إسرائيل عنك إذجئتهم بالبيّنات
فقال الذين كفروا منهم إن هذا إلا سحرٌ مبين
وإذ أوحيتُ إلى الحواريين أن آمنوا بي وبرسولي قالوا
آمنّا واشهدْ بأننا مسلمون }
ولي هنا وقفةٌ
مع أختي الطيبة المجروحة -إن أذنتْ بذاك - وأظنها ستفعل :
جاء في حديثكِ مانصه :
نحن نؤمن بشي ذكره القران عن المسيح وهو شي غريب جداً جداً
لم يحدث ان فعله اى نبيّ مهما علا قدره ومكانته ..
أسألكِ بربّ عيسى يامجروحة ألا تعلمين أن ابراهيم عليه السلام نبيّ ؟؟!!!
ألم يسأل أبراهيم ربه أن يريَه كيف يحي الموتى ؟؟
إليك هذه الأية من كتابنا العظيم والذي مانفكيتي تستشهدين به :
{وإذ قال إبراهيم ربّ أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى
ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعةً من الطير
فَصُرْهُنَّ إليكَ ثمّ اجعلْ على كلِّ جبلٍ منهنَّ جزءًا
ثمَّ ادعهنَّ يأتِينكَ سعياً واعلمْ أنَّ الله عزيزٌ حكيمٌ }
ثم قلتِ :
أنّ المسيح يخلق (وأذ تخلق من الطين كهيئة الطير بأذني
فتنفخ فيها فتكون طيرا بأذني )
كلمة يخلق هنا غريبة جدا حتى ولوكان بإذن الله
آن الله هو الخالق ولايعطى صفاته لمخلوق
فلماذا يأذن الله للمسيح بأن يأخذ صفةً من صفات الله التي ينفرد بها الله
وهي الخلق؟
لايوجد من يشارك الله فى هذه الصفة ترى من يكون الذي يخلق
حتى ولو بإذن الله ؟
انه خلق حياً من لاحيّ
وصدقني المسيح إلى
الآن يخلق فينا قلوباً جديدةً كارهةً للشر ومحبة للخير..
مَنْ مِنْ كلِّ البشر سمحَ اللهُ له بذلك ؟
ان المسيح أقامَ امواتاً وشفى بُرصاً وصنع معجزاتٍ باهرةً
وليس هناك حاجة ملحة تستدعى أن يجعل الله المسيح يخلق ....
أفمن يخلق كمن لا يخلق (النحل 17)؟
فى مسالة خَلْقِ المسيح ذكر القران الخطوات آلاتية:
1- تخلق من الطين ( مثلما فعل الله فى خلقه للبشر) كهيئة الطير يستأذ ن الله
ثم ينفخ المسيح بنفسه (وليس الله)
وبنفخته هو (وليس الله) بنفخة المسيح هذه يصير الطين طيراً أي تمّ خلقه
3- وهذه الخطوات تدمر فكرة أنّ
المسيح لم يخلق بل أقول لك ونفخ ونفخته هي التي خلقت الطير
فان الذي نفخ ( وعملية الخلق أساسها هذه النفخة )
هوالمسيح وليس الله بحسب النص القرانى .. المسيح فقط استأذن الله ..
لكن الذى نفخ هو المسيح فهنا نرى أن نفس نفخة
المسيح للطين هي نفس نفخة الله للطين فصار آدم
هل تعلمين يارعاك الله مامعني كلمة الخلق ؟؟
الخلق يامجروحة هو إيجاد شيء على تقدير
أي إيجاد شيء في كان في ذهنك
أن تأتي به على هذه الحالة قبل أن توجده
أما أن كنت ستوجده كيفما اتفق وعلى أي حال جاء
فليس هذا خلقاً لأنّه بلا تقديرٍ
فالخلق لابد أن يكون مقدراً قبل الإيجاد بالطول والعرض
والعمق والهيئة .
والخلق على تقدير إيجادٍ من عدمٍ
فالكوب الزجاجي مثلاً حينما حصلنا عليه
هل كانت هناك شجرة تثمر أكواباً ؟؟
أم أننا أخذنا الرمال وصهرناها وصنعنا منها أكواباً لم تكن موجودة من قبل
فوجدت على تقدير ..
هذا خلق والله تعالى يخلق ويوجد على تقدير
فما الفرق إذن بين خلق الله وخلق البشر ؟
أولاً :
إن صنعة البشر حين يخلق فإنما يخلق من موجود
أما الله تعالى فحين يخلق فإنما يخلق من عدم
فالبشر يأخذون الموجود ويتصرفون فيه بالعلم حتى يكون شيئاًجديداً
بتقدير
والبشر لايستطيعون خلق كوب زجاجي بدون رمل
إذن فخلق البشر من موجودٍ
وخلق الله من عدمٍ
وكلاهما إيجادٌ على تقديرٍ
ثانياً :
الله تعالى يعطي خلقه سراً لايستطيع البشر إعطاءه لمايخلقون
يعطيه سر الحياة التي بها النمو والتكاثر .
فالبشر يستطيع صنع الكوب الزجاجي
ولكنه لايستطيع أن يصنع كوباً ذكراً وكوباً أنثى
ويزوجهما ليتناسلا ويتكاثرا
بل يوجد البشر الكوب كما هو
أي : لايوجده صغيراً ثم يكبر ....
أما صنعة الله فيعطيها الحياة
فهي تكبر وتتطور في مراحل وتؤتي مثلها .
والخلاصة:
أن الخلق إيجاد على تقدير
وهذا الخلق يوجد معلوماً
وهذا المعلوم مادّته موجودةٌ أم غير موجودةٍ ؟؟ا
الله تعالى يأتي بالشيء من العدم لامادة له في الأصل
والبشر يأتون بالشيء من مادةٍ موجودةٍ .
وأيضاً البشر حين يوجدون شيئاً يوجدونه جامداً
لاحياة فيه ولاقدرة له على الإتيان بمثله
أما الله سبحانه وتعالى
فيأتي بالشيء حياً قادراً على إيجاد مثله؟
إذن فقول الحق سبحانه وتعالى { فتبارك الله أحسن الخالقين }
يدل على أن الله سبحانه وتعالى لم يضن على خلقه بأن يخلقوا أشياء
أنتم تخلقون والله يخلق ولكن الله أحسن خلقاً
لأنكم تخلقون من موجود وخَلْقُكُمْ لايؤتي مثله
أما الله فيخلق من عدم وخلقه يُوْجِدُ المِثْلَ
فهو سبحانه أحسن الخالقين .
إذن قول عيسى عليه السلام { أخلق لكم من الطين كهيئة الطير }
عملُ في مقدور أيّ إنسان
بمعنى : يمكن لأي إنسان أن يأتي بقطعة من الطين
ويشكلها على هيئة طير ....
لكن عيسى عليه السلام قال : { فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله }
وهنا المعجزة { فأنفخ فيه }
وهنا سؤال :
هل ينفخ في الطين ..أو في الهيئة ..أو في الطير ؟؟؟
إن قلت في الطين فهو بعدما صار طيراً .
وقوله {فيه } في الطين أو في الطير و{فيها } للهيئة
وفي قصة مريم عليها السلام جاء الوجهان :
{ والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا }
{ ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا }
معنى { فيه } أي في الفرج
و{ فيها } أي في درعها
هل كان إعجاز عيسى أنه عمل من الطين كهيئة الطير ؟
لاكل واحد يستطيع ذلك .
فكأنه حين قال :
{ أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله }
إذن كونه طيراً جاء من النفخة
وهنا المعجزة
أما الأولى فمن الممكن أن يفعلها أي إنسان .
وقوله { بإذن الله } يجوز أن يعود على الكل...
ومادام الطير سيكون طيراً بإذن الله فما معناها؟
معناها : أنها ليست صنعته بل هي بإذن الله ..
أختي الطيبة مجروحة أسألك بربّ عيسى أخلق الله بنفخه لآدم عليه السلام
كخلق عيسى عليه السلام للطير ؟؟؟!!!!!!!
خلق الحياة في الصورة الطينية يا آنستي لايكون إلا لله وحده .....
أكان في آدم أو في الطير
وقد لاحظتُ أيضاً
أنكِ وفي طيّات حديثكِ تستخدمين
كلمة الخَلْقِ استخداماتٍ متضاربةً فقد قلتِ :
وصدقني المسيح إلى
الآن يخلق فينا قلوب جديدة كارهة للشر ومحبة للخير..
من من كل البشر سمح الله له بذلك؟
فأي خلق هنا تقصدين هل أوجد قلوبكم من عدم أم ماذا؟؟!!!!
أمأوجد فيها حب الخير بعد أن كان معدوما ؟؟؟!!!
أم ماذا ؟؟؟!!!
إذا كان ذلك كذلك فقد سمح الله للكثير من البشر بفعل ذلك
وقد جاء في كتابنا :
{ وتخلقون إفكا }
وهذا النسق يدور حول نفس مقصدكِ
ولكنه ينافي تماماً موضع الاستشهاد هنا ......
خامساً : عيسى عبد الله ورسوله وماهو بإله :
{ ورسولاً إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآيةٍ من ربكم
أنّي أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراً
بإذن الله وأبريء الأكمه والأبرص وأحي الموتى بإذن الله
وأنبئكم بما تأكلون وماتدّخرون في بيوتكم إن في ذلك لأ يةً لكم
إن كنتم مؤمنين }
{ يا أهل الكتاب لاتغلوا في دينكم ولاتقولوا على الله إلا الحق
إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه
فآمنوا بالله ورسله }
{ لن يستنكف المسيحُ أن يكون عبداً لله ولا الملائكةُ المقربون
ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعاً }
{ ماالمسيحُ ابن مريم إلا رسولٌ قد خلت من قبله الرسل وأمّهُ صدِّيقةٌ
كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الآيات ثم انظر أنّى يؤفكون }
{ ولما ضُرب ابن مريم مثلاً إذا قومك منه يصدون * وقالوا أألهتنا خير أم هو
ماضربوه لكَ إلا جدلاً بل هم قوم خصمون *
إن هو إلا عبدٌ أنعمنا عليه وجعلناه مثلاً لبني إسرائيل }
سادساً : نَفْيُ مقولة أن المسيح ابن الله :
{ وقالت اليهود عزيرٌ ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله
ذلك قولهم بأفواههم
يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنّى يؤفكون }
{فأشارتْ إليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا *
قال إني عبد الله أتاني الكتاب وجعلني نبيا }
{ ذلك عيسى ابن مريم قول الحق الذي فيه يمترون *
ماكان لله أن يتخذ من ولدٍ سبحانه
إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون *
وإن الله ربي وربكم فاعبدوه هذاصراطٌ مستقيمٌ }
وهنا لي وقفة أخرى مع أختي الطيبة المجروحة :
والله إني أعجب أشد العجب كلما قرأتُ قولكِ في بداية حديثكِ :
لاأعلم من أين يأتى المسلمون بأننا مشركين و أننا نعبد 3 إلهة !!
وأننا نقول أن الله قد اتخذ الصاحبة مريم لينجب يسوع المسيح .. إلخ
طبعـــاً ردّى و ردّ كل مسيحى هو :
أسألك بربّ عيسى يامجروحة أتعلمين أن ذلك حقاً وتتجاهليه؟؟
إن كان ذلك كذلك فهذه مصيبة عظمى وأنا لا أظن أن إنسانةً مثلك
قد تصل لمثل هذه الدرجة من التضليل والإدعاء
وحب التشويش على الغير ...
ولكنني ألمس في حديثك الصدق فأنت حقاً لست على دراية
وعلم بالنصرانية كاملة
فكيف تطلبين ممن يناقشك أن يكون على علم ودراية بالنصرانية ؟؟؟
الفاضلة المجروحة عودي إلى مصادركم ابحثي تقصّي استفسري
وستجدين كل ما انكرتِه حقيقة موجودة في الدِّين النصرانيّ
وأنا لن استشهد ببعض مراجعكم هنا وسأترك الأمر لكِ
ولأمانتكِ وعقلكِ وضميركِ
آنستي قد تجهلين هذه الأمور في النصرانية
إما عن عمدٍ من البعض أو عن غير عمدٍ
فكوني على ثقة يا آنستي
أن الكنيسة الأمّ (وأنتِ تعلمين أي كنيسةٍ أقصد )
قدقسمت النصارى إلى مستويات
كل مستوى يعلم من النصرانية مايبقيه قريباً منها ..........
نعم هناك طوائف من النصارى تقول بالتوحيد وانكار التثليث
وانكار ربوبية عيسى وتُسمّى حسب علمي بالموحدين فهل أنتِ منهم ؟؟
وإن كنتِ منهم فلماذا عممتي في البداية وقلتي :
ردى و رد كل مسيحىّ ؟؟؟
لا يوجد مسيحيّ واحدٌ يؤمن أنّ الله ثالث ثلاثةٍ فهذا كفر ..
غاليتنا أقسم بالله الذي لاإله إلا هو رب عيسى ومريم
أنّ من النصارى من يقول بألوهية عيسى
وأن الله اتخذ مريم صاحبة وأن الله واحدٌ وعيسى واحد وروح القدس
واحدٌ ولكنهم ثلاثةٌ في واحد
يطلقون على عيسى ابن الله ويعنونها ويقصدونها بأنّه ابن الله من مريم ..........
إن كنتِ يامجروحة لاتعلمين فقد خدعوكِ - ورب عيسى - فأرجوك
أتوسل إليكِ
ابحثي تقصّي اسألي الثقات فتّشي بنفسكِ في جميع المصادر
والله لم نفترِ عليهم ولم نبهتهم ولم نتقوّل عليهم
فهذه اعتقادات القوم ولكنني كما اخبرتك سابقاً
فالقوم قد قسّموا اتباع مّلتهم إلى طبقاتٍ ومراتبَ
فمن أيّ مرتبةٍ ومن أيّ طبقة أنتِ؟؟؟؟؟؟
سابعاً : كفر القائلون بألوهيّة المسيح أو بالتثليث :
{ لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم
وقال المسيح يابني إسرائيل
اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يُشرك بالله
فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار
وما للظالمين من أنصار}
{ لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة
ومامن إله إلا إله واحد
وإن لم ينتهوا عما يقولون
لَيَمَسَّنَّ الذين كفروا منهم عذابٌ أليم }
{ ما المسيح ابن مريم إلا رسولٌ قد خلت من قبله الرسل
وأمّهُ صدّيقةٌ
كانا يأكلان الطعام
انظر كيف نبين لهم الأيات ثم انظر أنّى يؤفكون }
وهنا لي وقفةٌ ثالثةٌ مع الطيبة المجروحة :
سؤالٌ يطرح نفسه :
هل النصارى مشركون؟؟؟
والجواب :
أجمع جمهور العلماء على أن أهل ا لكتاب ليسوا بمشركين
وأنّ تعريف الكتابيّ :
هو من يؤمن بدينٍ سماويّ الأصل كاليهودية والنصرانية
فهو مؤمن -في الجملة- بالله
ورسالاته والدار الآخرة
وليس ملحداً أو مرتداً عن دينه ولامؤمنٍ بدينٍ
ليس له نسبٌ معروفٌ إلى السماء ..
وقد خالف هذا القول بعض العلماء
أمثال عبدالله بن عمر رضي الله عنه وأرضاه
ولكن الإجماع أقوى ...
ومن أجل هذا أباح الشرع وبضوابط وشروط الزواج من الكتابيات
وفي هذا كلام كثير لامجال لسرده هنا ..
ولكنني لاحظت أنك استخدمتي آيات القرآن الكريم
كدليلٍ عامٍ على صحّة مذهب النصارى
وعدم تعرضه للتحريف أو التغيير
وفي ذلك يا آنستي خلطٌ كبيرٌ وخطأعظيمٌ
فليس الأمر في الآيات على العموم
فكل الأيات التي ذكرتِ هنا كقوله تعالى :
{ قولوا آمنا بالذي أُنزل إلينا وأُنزل إليكم والهنا والهكم واحد}
فهذه الأية لم تَرِدْ على لسان النصارى فلا محل ولامنطق
في الاستشهاد بها ...
أما قوله تعالى :
{ اذ قال الله يا عيسى اني متوفيك ورافعك الي ومطهرك
من الذين كفروا
وجاعل الذين اتبعوك فوق الذين كفروا إلى يوم القيامة }
فهذا خطابٌ من الله لعيسى ولايعنى هذا الخطاب
نفي التبديل والتحريف والتغيير
في دين عيسى عليه السلام ..
أما قوله تعالى :
{ وليحكم اهل الانجيل بما أنزل اللهُ فيه ومن لم يحكم بما أنزل
اللهُ فاولئك هم الفاسقون }
ليتك قبل استشهادك بهذه الآية عدتِ إلى سبب نزولها
فهذه الأية تتحدث عن حكم خاص موجود في كتابهم المقدس
وإليك السبب باختصار :
نزلت في طائفة من أهل الكتاب حَكّمُوا رسول الله
(صلى الله عليه وسلم)
في بعض أحكام التوراة
وهم يرجون أن يحكم فيهم بخلاف ما حكمت به التوراة
فيستريحوا إليه فراراً من حكمها
قائلين بعضهم لبعض:
«إن أوتيتم هذا - أي ما يوافق هواهم - فخذوه
وإن لم تؤتوه - أي أوتيتم حكم التوراة - فاحذروا».
وأنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أرجعهم إلى
حكم التوراة فتولوا عنه،
وأنه كان هناك طائفة من المنافقين يميلون إلى مثل
مايميل إليه أولئك
المحكمون المستفتون من أهل الكتاب يريدون
أن يفتنوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
فيحكم بينهم على الهوى و رعاية جانب الأقوياء و هو حكم الجاهلية،
ومن أحسن حكما من الله لقوم يوقنون؟
وبذلك يتأيّد ما ورد في أسباب النزول أن الآيات نزلت
في اليهود حين زنا
منهم محصنان من أشرافهم ، و أراد أحبارهم أن يبدلوا حكم الرجم
الذي في التوراة الجلد، فبعثوا
من يسأل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
عن حكم زنا المحصن، و وصوهم إن هو حكم بالجلد أن يقبلوه،
وإن حكم بالرجم أن يردوه فحكم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
بالرجم فتولوا عنه فسأل (صلى الله عليه وآله وسلم)
ابن صوريا عن حكم التوراة في ذلك
وأقسمه بالله و آياته أن لا يكتم ما يعلمه من الحق
فَصَدَقَ رَسَوْلَ الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
بأن حكم الرجم موجود في التوراة
فهذا لايدلّ ياسيدتي أن جميع الكتاب صحيح فلا مجال
هنا للاستشهاد بهذه الأية
على ماذهبتي إليه من أن كل الدين النصراني صحيح .....
أما قوله تعالى :{ ليسوا سواء من اهل الكتاب امةٌ قائمةٌ
يتلون آيات الله آناء الليل
وهم يسجدون يؤمنون بالله واليوم الاخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر
ويسرعون فى الخيرات واولئك من الصالحين ) ..
فأنا والله ( واعذريني لأنني في الأساس معلمٌ للغة العربية )
أنا لاأرى مايفيدك في ماتذهبين
إليه في هذه الأية فأنت تريدين التعميم
أي أن كل النصارى كذلك والآية واضحةٌ جداً
فـ ( السواء ) مصدرٌ أريد به معنى الوصف أي ليسوا مستوين في الوصف
و الحكم فإن منهم أمة قائمةٌ يتلون آيات الله «الخ»،
و من هنا يظهر أن قوله: من أهل الكتاب «الخ»
في مقام التعليل يبين
به وجه عدم استواء أهل الكتاب.
أي أنه يوجد بين أهل الكتاب من هذه صفاته وليس كلهم .........
أما استشهادك بالهجرة للحبشة فأقول لك ياأنستي :
أجمع أهل العلم على أن النصارىليسو في الأصل مشركين
كما أوضحت سابقاً
والنصارى عموماً أقرب مودة لنا من المشركين ومن اليهود لقوله تعالى :
{ لتجدن اشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود والذين اشركوا
ولتجدن اقربهم مودة للذين امنوا
الذين قالوا انا نصارى
ذلك بان منهم قسيسين ورهبانا وانهم لا يستكبرون }
ولاحظي من التبعيضية هنا أي التي تفيد البعض وليس الكل ...
ثانياً :
هذه الحادثة لخصوص النجاشي وليس لعموم النصارى
وإلا لماذا اختار الرسول صلى الله عليه وسلم النجاشي دون غيره
من ملوك النصارى إذا كان الحكم واحد ؟؟؟
وسأورد لك القصة كاملة لتعلمي ما أقول :
عندما رأت قريش أنَّ أصحاب الرسول (ص) قد اطمأنوا واستقروا
في الحبشة،
رأت أن تُفسد عليهم مسعاهم وتعيدهم إلى مكة،
ولذا ارتأت أن ترسل رجلين قديرين إلى النجاشي.
وكان الموفدان هما: عمرو بن العاص، وعبد اللّه بن أبي ربيعة،
وحملا معهما الهدايا للنجاشي وبطارقته. وبدآ بالبطارقة، فسلما كلاًّ هدية
وقالا له: "إنَّه قد لجأ إلى بلد الملك منّا غلمان سفهاء،
فارقوا دين قومهم ولـم يدخلوا في دينكم،
وجاءوا بدين مبتدعٍ لا نعرفه نحن ولا أنتم،
وقد بعثنا إلى الملك فيهم أشراف قومهم ليردوهم إليهم ،
فإذا كلّمنا الملك فيهم فأشيروا عليه بأن يسلمهم إليناولا يكلّمهم ،
فإنَّ قومهم أعلم بما عابوا عليهم"، فوافق البطارقة على ذلك.
أعدّ القرشيان الموفدان الخطّة بإحكام، واستطاعا أن يستميلا البطارقة إلى جانبهما،
وأقنعوهم بضرورة تسليمهم دون الاستماع إلى أقوال المهاجرين،
خاصة وأنهم قد أشاروا إلى أنَّهم لـم يلحقوا بدين الملك،
معززين خطّتهم هذه بأنهم فارقوا دين الآباء، ولم يدخلوا في دين الملك.
ولكن الهدايا التي سلّمها الموفدان للبطارقة لـم تؤتِ ثمارها عند الملك
عندما عرضا عليه تسليم المهاجرين، وحضّه البطارقة على ذلك،
ماأثار غضب النجاشي ورفض تسليمهم بقوله: "لا واللّه، إذاً لا أسلّمهم إليهما،
ولا يُكادُ قوم جاوروني ونزلوا بلادي واختاروني على من سواي،
حتى أدعوهم فأسألهم عمّا يقول هذان في أمرهم، فإن كانواكما يقولون
أسلّمهم إليهما، وإن كانوا على غير ذلك منعتهم منهما
وأحسنت جوارهم ما جاوروني".
ولـم يلبث النجاشي أن دعا المهاجرين لحضور مجلسه، وسألهم
عن طبيعة الدين الجديد، فتقدّم جعفر بن أبي طالب وقال:
"أيُّها الملك، كنّا قوماً أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش،
ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منّ االضعيف،
فكنّا على ذلك حتى بعث اللّه إلينا رسولاً منّا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته
وعفافه، فدعانا إلى اللّه لنوحده ونعبده، ونخلع
ماكنّا نعبد نحن وآباؤنا من دونه
من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلةالرحم،
وحسن الجوار، والكفّ عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش وقول الزور
،وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات،
وأمرنا أن نعبد اللّه وحده ولا نشرك به شيئاً،
وأمرنا بالصلاة والزكاة والصيام... فصدقناه وآمنابه،
واتّبعناه على ما جاء به من اللّه. فعدا علينا قومنا،فعذبونا وفتنونا عن ديننا
ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة اللّه تعالى.
فلما قهرونا وظلمونا وضيَّقوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا، خرجنا إلى بلادك
واخترناك على من سواك، ورجونا أن لا نُظلم عندك أيُّها الملك".
فطلب منه النجاشي أن يقرأ عليه شيئاً مما جاء به الرسول (ص) عن اللّه،
فتلا عليه جزءاً من سورة مريـم، فبكى النجاشي حتى اخضلّت لحيته،
وبكى أساقفته كذلك، وقال:
" إنَّ هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة ، انطلقا ،
فلا واللّه لا أسلّمهم إليكما".
لـم ييأس عمرو بن العاص، وعاد إلى النجاشي في اليوم التالي، وقال له:
إنَّهم يقولون في عيسى بن مريـم قولاً عظيماً، فأرسل إ ليهم فسلهم عمّا يقولون
فيه، فاستدعاهم وسألهم، فأجابه جعفر: " نقول فيه الذي جاءبه نبيّنا،
هوعبد اللّه ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريـم العذراء البتول"،
فتناول النجاشي عوداً وقال:
"واللّه ما عدا عيسى ابن مريـم مما قلت هذا العود"،
فأبدى بطارقته استياءهم، فردّهم وأعلن عن حمايته للمهاجرين
وقال لمن حوله:"ردّوا عليهما هداياهما فلا حاجة لي بها،
فغادر عمرو ورفيقه أرض الحبشة عائدين إلى مكة" خاليي الوفاض.
فماسر استياء البطارقة يامجروحة ؟؟؟
ألم اخبرك بأنك لابد أن تبحثي وتستفسري وتتقصي ......