- الإهدائات >> BackShadow الي ابو فهد : وحشتنا يا عمدة ابوفهد الي : كل عام وانتم الي الله اقرب وعن النار ابعد شهركم مبارك تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال والله لكم وحشه ومن القلب دعوة صادقة أن يحفظكم ويسعدكم اينما كنتم ابوفهد الي : ابشركم انه سيتم الإبقاء على الدرر مفتوحة ولن تغلق إن شاء الله اتمنى تواجد من يستطيع التواجد وطرح مواضيع ولو للقرأة دون مشاركات مثل خواطر او معلومات عامة او تحقيقات وتقارير إعلامية الجوري الي I miss you all : اتمنى من الله ان يكون جميع في افضل حال وفي إتم صحه وعافية ابوفهد الي الجوري : تم ارسال كلمة السر اليك ابوفهد الي نبض العلم : تم ارسال كلمة السر لك ابوفهد الي : تم ارسال كلمات سر جديدة لكما امل ان اراكم هنا ابوفهد الي الأحبة : *نجـ سهيل ـم*, ألنشمي, ملك العالم, أحمد السعيد, BackShadow, الأصيـــــــــل, الدعم الفني*, الوفيه, القلب الدافىء, الكونكورد, ايفا مون, حياتي ألم, جنان نور .... ربي يسعدكم بالدارين كما اسعدتمني بتواجدكم واملى بالله أن يحضر البقية ابوفهد الي : من يريد التواصل معى شخصيا يرسل رسالة على ايميل الدرر سوف تصلني ابوفهد الي : اهلا بكم من جديد في واحتكم الغالية اتمنى زيارة الجميع للواحة ومن يريد شياء منها يحمله لديه لانها ستغلق بعد عام كما هو في الإعلان اتمنى ان الجميع بخير
إضافه إهداء  

آخـــر الــمــواضــيــع

النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: قراءة في .. && " الرحلـــــــة && .. لروميـــــــــــــــو

  1. #1
    تاريخ التسجيل : Jan 2005
    رقم العضوية : 2490
    الاقامة : في عوالم اخرى
    المشاركات : 176
    هواياتى : مراقبة الطيور ... وربما البشر
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 20
    Array

    قراءة في .. && " الرحلـــــــة && .. لروميـــــــــــــــو




    `··._.·الرحـلــــــــة `·.¸¸.·







    ذات سكون ليلي خانق وعلى وقع أهازيج بحر ثمل من شدة ما راقص نسائم صيفية لعوب , بـــــتُ أجول بناظري في ردهات حجرتي البيضاوية ..فى كل ما احتضنته من مراحل عمريالبائدة..... فوجدت مقياسي المتري المصلوب بذاك الجدار الزهري وكم كنت أود هزيمتهللابــد باستطالة تفضيه إلي خردة لانفع منها.. . تمركزت أمام شهادات تفوقي...لامست أحرف الفاء.. والراء والألف .. والقاف.... واااه مما اعتراني من آلم وددت تناسيه .....فعقرب بوصلتي المكانية سيصمت عن تحديد اتجاهاتي الاعتيادية... عن حجرتيومنزلي... عن أصدقائي وكورنيش المدينـــة.......فماهي إلا ساعات يمارس الزمن خنقهاواختزال ما تبقى لي بها قبيل ارتحالي إلى عاصمة النور والجمال ...أطلب قبسا من فيضنورانيتها...أطارد شهادة أكبر ولقباَ ما برح يداعب طموحاتي....


    تذاكرسفري ملقاة فوق وسادة عانت الأمرين من ثورات أفكار يؤججها لهيب طموحات تزدان إشراقا بمخيلتي كلما ماتت على معصمي ساعة خائبة...., بالقرب من باب الحجرة....حقيبة من الحجم المتوسط....حاولت جهد أيمانها احتواء كل ذكرياتي .....ألا أنها بدت متخمة ..متعبة جراء تسلط أمي بإرغامها على ابتلاع كتل الثياب الشتوية !!!.. جواربمتعددة.... قمصان وأحذية.....درزينة أمواس وأدوات الحلاقة ...صابون وشامبو.... مناشف بل حتى بيوت الوسائد......لم تنسى شيئا.. البتة.......
    سنتان هي عمري الافتراضي وأصبح من أصحاب الدال...أربع وعشرون شهرا تفصل بيني وبين تقلد ذاك الوسامالأسطوري... أعود بعدها لموطني وأفرغ حصيلة جعبتي من علم سألعق الوحشة منأجله......يبدو الأمر فى غاية السهولة.. لكنه ليس بالهين....إذ..ماذا عن أمي تلك القابعة وحدها بين جدران هذا القصر .....هل سأقوى بعدا عنها....؟ هل باستطاعتها مكوثا فى ظل غياب أبي وسفره المتكرر.....لم نكد نراه الا نادرا...بات يجوب فيافي الكون ويمعن بالغياب عن منزله..عنــــا............... يمارس آدارة أمبراطوريته منوراء حجب لتمضى أشهر دون أدنى أتصال...مجرد رسالة على الأنسرمشين لتعلن عن زيادة جديدة فى جوف حسابنا الخاص.. ...تتزايد شكوك أمي بهجران متعمد أكدته الأيام بماتنامى لعلمها من زواجه باخرى حاول كل مابوسعه سربلته بغشاء من السرية...... لكن منذا الذي ينجح أمام حدس المرأة .......





    حانت ساعةالوداع...وفراق الأحبة ما فتئ يقسم ظهري الصلب ليحيله أشلاء من الوهن ...تفرست في أثاث حجرتي ... سريري... رسوماتي... ورفوف مكتبتي.......لم أرد تخطي عتبة الباب فآنا على يقين بأن أمي وراءه تنحب الدمعات تلو الأخرى......لم أشأ انتزاع قلبها معشهقات تحيل الصخر الأصم فتات......احتضنتها .....بكيت على صدرها وقبلتأرجلهـــــا.......أماه لماذا البقاء....؟؟؟....دعت لي بالتوفيق وبسمة وجلة تعلومحياها.........كل جيدا...ُبني...لاتفوت فرضا.... وحذارِِ من تيارات الهواء....عُـــــد .حاملا مشعل النور كيما تحقق ماعجزت أمك عنه.... بينما سأبقى بالقرب من صوت الله أكبــــر.......لا تكترث لي....ستكون معي الخادمة وجارتناالمخلصة......فقط أرجــــع لــــي ســـــالمــــــا( بنبرة بكائية )
    عرجبنــــا الســائق صوب المطـــار القابع فى أقصى الشمال ووجهتي بعيد لحظات... الغــــرب ... بكل حضاراته وبهرجته المادية.... ساد الصمت وجثم فوق الصدور وجوم يكاد يسحق الأضلع....بينما تمخر بنا السيارة ردهات الطريق المتسارعة بتزايد خفقات القلب.....أخذتُ أتأمل أعمدة الأنوار....الجسور الفرعية....تموجات الطريق عبر فضائات من رمال الصحراء......ولم أكد اخلصُ من تأملاتي الوداعية لكل ذرة تراب.. حتىافاجأ بوقوفنا... أمام صـــالة المغــــادرة للرحلات الخارجيـــة.... يالهذا السائق كم عذبني ببطئه فيما مضى.. وهاهو الآن يقود بأسرع مما عهدت....!




    بيدي . ..جواز سفري..وتذاكر الطيران.. ...مضينا نتخلل جموع تتقاطر صفا لاحراك فيه أمام كاونترات الحجوزات....تتمازج المشاهد ويختلط كم المشاعر بين مودع باكِ وأخر باسم...عائلة بأكملها تلقى بثقلها على مقاعد الانتظار......وجوهيعلوها الوجل من فوات ميعاد رحلة وأقفال البوابات.....وأخرى ذابت أجفانها مناستبداد الإرهاق فغاصت بنوم عميق...... قمة التناقضـــــات...موانئ وداع وترحاب.......
    تخطينا حواجز التفتيش ...وجلسنا فى قاعة مسافري الدرجةالأولـــى....أدلفت أمي تعيد كم الوصايــــا بالاحتراس من غفلة الأيمان......والبعد عن كل مدارك الشيطان....خوفها ليس بالغريب .. فمنذ صغري وهي تهوى القلق علي...وفي خضم ترتيل كتاب الوصايا المائة يقاطعها صديقي العزيز..... الموظفبالمطار....ليودعني هو الأخر راجيا لي التوفيق والسداد.



    ......
    همس في أذني لا تخشى عليها.....لن أتوانى عن زيارتها برفقة زوجتي.. فقط ركز جهودك على ما أنتَ بصدده .... ُيعلن المذيع عن رحلتي..ويرجو الحضور صوب البوابة رقم 34استعدادا لقطع تذكرة الصعود الى الطائرة...... تنظر أمـــــي والأسى باديـــا فى حدقتها المتسعة....عنـــاق أخيـــــر وبكاء تدوي أصدائه بين الردهــــات.....ألوحوداعــــــا...
    لازلت ألوح بيدي....متناسيــــاَ زحام الناس وتدافعهم صوب البوابة....قلبي يكاد يتفطر كلما اقتربت من الموظف المختص....تشتت بصيرتي بين أمي القابعة فى الخلف مع صديقي وبين صفا يتحرك ويقف لااصطدم بجسد فتــــاة أمامــــي......سقتُ كامل اعتذاري وأسفــي..... لم تنبس بشفه.... رمقتني بنظرة امتعاض ثم أشاحت بوجهها مكتفية بذاك التقريع لفعلي الغير المقصود........


    عند بوابة الطائرة...تباطأ الجمع..فى الولوج ...ريثما يوجهونهم مضيفي الطائرة البشوشين...مقعدي يقبع بمقدمة الطائرة بالقرب من النافذة ..جلت ببصري علىالجالسين ....أحدهم ممسك بخليويه ويتوعد محادثه..... آخر تسمر فى مقعده وماج بسباته.......و..... مهلا.....اليست تلك صاحبة النظرة ......بلى هي..جالسة فىالجانب المعاكس تفصلنا مقاعد متوسطية .......ُملئت بفتيات جلسن فيها بينما لم تجدأحداهن بداَ من اناخة راحلتها بجوار مقعدي....مكثنـــا ما يربو على النصف ساعة حتىيكتمل بنا العدد وجدها الكابتن مناسبة لفحص أدوات عروسه الجبارة....



    .أقفلت الأبواب إيذانا برحلة ستدوم ما يقارب الثمان ساعات بدون توقف ....وما أن تحركت الطائرة صوب مدرجها حتى نزعن الفتيات قربي ماكان قبل برهة يسمى عباءه.......!! تعالت ضحكاتهن....بينما يستعد طائر الرخ ( الجمبو) لهرولته المجنونة مضاجعـــــاَهــــواء لاشك بأته خالي من عبق عطور رشح أنفي من فورتهـــــا.........
    ُأضيئت إشارة فتح الأحزمة....توجه المضيفون لتوزيع العصائر...تناولت كأسي وأنا أفكر في أمي...وكيف حالها الأن بعدي.؟ ولو أنني رضخت لامرها فى تزويجي لكانت العروس قربهاالان ... وفى غمرة أفكاري..تموج بي ذاكرتي فى ماحصل....تذكرت تلك الفتــــاه..... رباه...أنها متدثرة العباءة...ممسكة بالمصحف الشريف.......أخذت أناملها خلســـة وآخذها فى مطار النــــظر.....تصادمت الأعين.....ُفتنت بحسنها العذري ..هداني تفكيري على فتح كتابي لأنجو بجلدي من صورة ملاك هابط ...كانت حقـــا جميلة. حتىأنني ماعدت استوعب حرفـــــا... اذ ثمة شئ فيها يجذبني ..؟؟؟؟



    حل المساء ونحن نخترق حجب الغيوم...كان الجميع متهالكا الا جمع الفتيات..لم يتوقف للحظة عن الثرثرة تقطعها ضحكات رقيعة...يعدن بعدها لسرد خططهن حالما نصل لباريس.....إحداهن تلهو بصبغ وجهها...!!! والأخرى تطلي أظافرهـــا واصفة موعداضربته مع عشيقها بينما تلك لم تخفت نيران معبدها ولم تدنسه بشنيع اللغو.... تحملقت فى محراب الذات لتسمو فوق جل الآنام..... بتُ مندهشـــاَ بين نقيضين أرادتهما ليالأقدار كي أٌقارن بينهما........تلك مكسوة بوهج نوراني لا اعلم كنهه... وأظنه العفاف.. أما الأخريات... فحسنوات يزدن بالمرء الأثارة.. والجمال يتعهد النظراتبفتنه محدقه...

    أقسمت على معرفة سر تلك الانثى......اذ لاغرو بأن هنالك قصة تخفيها....رباه هل تعلق قلبي بهـــا.؟؟؟..... ولمـــا لا... تلك أفضل التجارب لسبرغور اي أنثى.....فمنذ صعودها متن الطائرة لم تتحرك من مقعدها...تتناول طعامها بهدوء وسكون...تمضى جل وقتها بين سبحة ومصحف.....تنؤ بنفسها عن جاراتها بالتطلع خارج النافذة... لاحظتها حينما قدم لها المضيف وسادة أرخت عيناها من فرط حيائها.... لمحتها تدعي. بحرقة.. أتراها مريضة....؟؟؟لا أشك فى كون الحياة أعطتها صحة تبزغ منثنايا وجهها الدافئ الخالي من أصباغ الإنسان....... أذن مالذي يعكر صفوهــا .. أتتفكر بدراستها والغربة .؟والى ماذا تنظر ياترى هل يعجبها هدير المحرك... أم أشكال الغيوم وهي تتكاتف بنيانا واحدا ضد هجمة الجمبو ...؟؟؟ رباه ماذا حل بي.....؟؟ .....

    قطعت جارتي حبــل توحد أفكاري بانعكاس مرآتها الصغيرة على عيني حينماأرادت الـتأكد من وضعية الماسكـــارا خاصتها.. فكانت فاتحة الحوار بعد طول تجاهللتودد المرافق....سألتني عن سبب وجهتي... ذكرت لها بأنني مقدم على تحضير الدكتوراهفى جامعة السوربون..... سألتني عن محل أقامتي.... ولم أجب غير بمقتضب العبارة... وبأنني لن أجهد كثيرا فى إيجاد شقة خاصة...... عرفتني بأسمها... وأعطتني كرت يعنونشقتها ورقم هاتفها....اذ ذكرت لي وجود شقة خالية بالبناية المقابلة لشقتها فى شارع الشانزليزيــــه..!!! .. كنت أحادثها ودوامة الافكار تحاصرني بالقابعة هنالك ...أنتهى الحوار سريعا مع أعلان الكابتن عن وصولنا لمطار شارل ديقول فى باريس... بعد قليل سنهبط ..وسيكون بوسعي فك كل استفهاماتي عن تلك المرأة..؟



    هبطت الطائرة العتية بسلام....وبدأ الجمع بالوقوف بما فيهم فتياتناالمبجلات وثيابهن الشاكية جور الضيق وشدة الألتصاق...الأ أنني أثرت البقاء ريثما يخف الزحام..... هي الأخرى مكثت بمقعدها......تبادلنا النظرات...خفق قلبي بشدة.....أقسم بأنني أرى حمرة خدها.......خجلها أزاح عني وعثاء السفر ومّنطق فيفؤادي المثخن بالحسابات والأرقــــام كيانات لم أعهدها من قبــــــل.....هل هوالحب...؟ لا اشك فى براعة كيوبيـــــد وتسديد سهامه..... ماجت بمخيلتي صورعديدة...... طلبتها من نفسهــــا....مضينا صوب السفارة.... حتما يوجد بها مأذونشرعي.....أطفال يعيثون براءه....ويسعدون قلب أمي المنفطر على أحفادها..


    توجهت الى الصالة وأنا من خلفهــــا يحذوني الأمل بأن تبقى معي الباقي من العمر... فأنا لاقوى بعيد كل تلك الساعات فراقــــها........ذهبت لتجلبأمتعتهــــا....تعمدت حملها عن صاحبة القد الرشيق...لاطفتني بأبتسامهعابرة........أجتزنا التأشيرات سويه...وعند اقترابنــــا من صالة الخروجللمطـــــار ..رأت رجـــــــلا يصطحب طفلتين وبمعيته أمراة باواخر العقدالثالث..... ركضت صوبــــه كأسرع من غزال فـــزَ لملاقاة الحبيب ......احتضنها بينذراعيه غطهــــــا مليـــــــا..قبلت الطفلين وغاصت بين صدر المرأة........لم أكدأرى وجهه فالشمس تتوهج بنورانيتها من خلفه ولم اسمع سوى همهمات .....أنتظرت حتى ينتهي عناق الغربـــــاء واشارات الايادي....ماأن هدأت عاصفة اللهفة حتى هممتُبالتقدم كي اسلم الحقيبة وأذ ينجلى وجه الحقيقة وينقشع غموض الملامح عن رسما أعيه جيــــدا اذ كيف لي أن أخطئه......

    قد كــــــان أبي ......وتلك الفتاةأختي الخرســــــاء...!!!!!!! انتهى





    بقــــلم روميــــــــــو
    حُــــــــررت فى 26 يونيو...2003

  2. #2
    تاريخ التسجيل : Jan 2005
    رقم العضوية : 2490
    الاقامة : في عوالم اخرى
    المشاركات : 176
    هواياتى : مراقبة الطيور ... وربما البشر
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 20
    Array

    قراءة في .. && " الرحلـــــــة && .. لروميـــــــــــــــو




    قراءة في .. && " الرحلـــــــة && .. لروميـــــــــــــــو




    هكذا بدأ الأمر ........



    فما أن يبدأ القارئ في قصة الرحلة ... سرعان مايجد نفسه منقاداً يلج عالمها الرحب ويعايش مشاعر بطلها ..

    ويرقب لحظات توتره وقلقه وسط لوحة فنية كبيرة متشابكة الأحاسيس .. زاخرة بالجماليات مضخمة بالألوان ..

    في بناء فني قوي يعزفه الكاتب ببراعة ليثير وجدان القارئ ويحرك فكره ...

    فالقصة ذات إطار أخلاقي .. تناقش قضايا إنسانية و إجتماعية وقد عنيت القصة بطرح عدة قضايا متشابكة ... على عدة محاور كالآتي :



    محاور القصة :



    1 - الاغتراب ومعادلته بكلمة فراق :

    تعكس القصة قضية الاغتراب وتسرد تحليلاً نفسياً بليغاً لمعنى الاغتراب ... في نظر بطل القصة ومعادلته بكلمة فراق ...

    وجاء الفراق في تحليله ... بعدة صور ...

    فراق مكاني ..... فراق لحاجاته و أشيائه الصغيرة ... لمنزله لحجرته ...

    فراق زمني ... وكأن الساعات تموت ..و كأن الزمن يتوقف به هكذا لحين عودته مرة أخرى ( كلما ماتت على معصمي ساعة خائبة )

    فراق نفسي .... فراق لكل ماأحبه واعتاده في حياته .. فراق عن أمه و أصدقاءه ...



    وقد جسد الكاتب بشكل شديد التأثر ... بما سرده .. ماأوضح معنى الحروف الأرع لكلمة ( فـ ر ا ق )

    وكأنه يسجل مع كل حرف منها قمة مايعانيه البطل من ألم نفسي ....



    2 - الإنتماء : نجد أن الكاتب أورد شكلاً رائعا من أشكال الانتماء ... عمق صورته وحللها بشكل جديد وثري ... فبطل القصة هنا

    يصب جل انتمائه إلى أمه فالوطن في معناه النفسي والانساني عنده .. هو أمه وعالمه الصغير التي تمثل هي البؤرة فيه والمركز ...



    3 - بناتنا في الخارج : وقد قدم ذلك المحور على وجهين متقابلين لهذه القضية بما يبلورها ويضيء جوانبها ويجعلها تتسم بالشمول ...

    فقد عرض مثالين متناقضين لسلوك بناتنا في الخارج ... أحدهما البنت المتمسكة بعفافها وحجابها سواء كانت في موطنها أو في بلاد الغرب .. بلاد التحرر والحرية ...

    والآخر لبنات تجردن من كل ذلك بمجرد أن وطأت أقدامهن أرضية الطائرة .. وكأن العفاف والحجاب وكل هذا ماهو إلا رداء خارجي ..

    لا يليق إلا بموطنهم ... وانه كما غادرن موطنهن فإن عليهن مغادرته .. والتنصل منه .. وقد عمل الكاتب في سرده على الانتقال للمفارقة بين كلا المثالين على مرات عدة ..

    بشكل كان رائعا زاد من وضوح الفكرة .. وعمق أثرها في النفس ....





    ـ ـ ـ ـ



    يتبع







    هاميس

  3. #3
    تاريخ التسجيل : Jan 2005
    رقم العضوية : 2490
    الاقامة : في عوالم اخرى
    المشاركات : 176
    هواياتى : مراقبة الطيور ... وربما البشر
    MMS :
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 20
    Array

    قراءة في .. && " الرحلـــــــة && .. لروميـــــــــــــــو




    البناء الفني للقصة :



    أقام الكاتب بناء قصته على عدد من الأعمدة الفنية تخللها الوصف الرائع بحرفية واللغويات ذات التقنية الرفيعة ..

    فجاء بناؤها متناسقاً بهي ... كسبيكة ذهبية متقنة الصنع ... نقية خالية مما عداها من معادن إلا بنسب ضئيلة تزيد صلابتها ..



    ومن السمات المميزة لها :



    1 - استخدام الكاتب لمستويين للزمن :

    أحدهما التسلسل التاريخي وهو يستغرق رحلته .. بما حل بها من أحداث ... والثاني هو زمن القصة الفعلي ..

    والذي يربط فيه في بعض الأحيان بين الحاضر والماضي والمستقبل ويتميز بانتقالات زمنية إلى الماضي القريب أو البعيد .. كما نحو المستقبل .. كاشفا جوانبه في ومضات ..

    ساعده هذا التكثيف والتركيز في المستوى الأول للزمن أن يلج بسهوله برجعات إلى الوراء إلى المستوى الآخر للماضي .. تلقي أضواء مبهرة على وقائع معينة تكشف عن إجابة لأسئلة عدة ..

    كما أنه ولج بسهولة نحو المستقبل يتخيل .. كيف يمكن أن تكون حياة البطل عند ارتباطه بفتاته ..

    بما وفر في السرد الجذب والشد للمتلقي ..



    2 - وحدة التتابع لزاوية الرؤية :

    من خلال مخزون خبرات الكاتب .. أورد في سرده على لسان البطل .. موضحاً حبه العنيف لموطنه .. وكذلك تألمه السدبد لمفارقته ..

    وقد قدم الكاتب رؤياه الخاصة ... فكانت حجرة البطل رمزاً لعالم البراءة الأولى .. أو هي فردوس طفولته التي على وشك فقدها ..

    كما استطاع الكاتب إثراء هذه الرؤيا أيضا من خلال منظور الطفولة البكر .. حيث تتبع الطفل أحلامه وآماله ولهوه ..

    ثم يلهث وراءه شاباص ناضجاً وقد إرتحل إلى بلاد الغرب ( عاصمة النور والجمال ) مطارداً لحلم أكبر ... طالما داعب طموحاته ..

    محاصراً بقوى الخارج الرهيبة التي تحرمه الاستمتاع بدفء الوطن ...



    3 - بساطة التركيب الفني :

    جاء البناء في القصة متناسقاً مع رؤيا الكاتب حين خلق توازناً ديناميكياً بين الأضداد .. الوطن والاغتراب / الواقع والخيال أو الأحلام ..

    فنتج بناء فني يتسم بالبساطة والتركيب في ذات الوقت .. ويمكن إيضاح هذا التزاوج المتتابع في :

    " اتسمت على معرفة تلك الأنثى ....... لم لا ..‍‍ ‍!! "

    " تبادلنا النظرات ... "

    " ماجت مخيلتي ... أحفادها "



    4 - صدق تجسيد أبعاد المكان :

    جسد الكاتب بصدق أبعاد المكان في مدينته .. وفي بيته .. حيث نمنم تفاصيل المكان بلوحات حية من مخزون مشاهدات البطل .. في مدينته وبيته ..

    ولتتبع عددا من المشاهد ...

    " بت أجول بناظري في ردهات حجرتي .... شهادات تفوقي "

    " تفرست في أثاث حجرتي .. سريري ...... رفوف مكتبتي "

    " بينما تمخر بنا السيارة ردهات الطريق .... رمال الصحراء "



    5 - إبراز المفارقة بين مثلين من أمثلة المجتمع ..

    تكشف عن بعض المفاهيم الخاطئة الراسخة في عقول بعض فتياتنا .. وقد حفل أسلوب الكاتب في السرد بالسخرية والاستهجان على لسان البطل .. من سلوك تلك الفئة .. كما حفل بنظرة تقدير و إعجاب للمثل الذي على طرف النقيض ..

    " بت مندهشاً بين نقيضين أرادتهما لي الأقدار كي أقارن بينهما .... بفتنة محدقة "



    6 – من خلال الحبكة وتصاعد الأحداث :

    ألقى الكاتب بالحالة الغامضة أو الموقف المجتزأ .. ثم مضى في الكشف عن الجزيئات الأخرى ..كاشفاً شيئاً فشيئاً ..

    عن ملامح الشخصية الفاعلة في الأحداث ( الفتاة ) .. وعن تعاقب المتواليات السردية والوصف ليتصاعد الحدث في النهاية ويبلغ ذروته ...



    7 - البداية والنهاية :

    البداية .. كانت إفتتاحية القصة ملائمة تماماً وناجحة جداً فقد بدأها الكاتب بالسرد على لسان الراوي وبطل القصة ...

    لمقتطفات من ذكريات طفولته .. يسردها واصفاً ارتباط تلك الذكريات بالمكان الذي هو فيه ( غرفته ) بما أطفى جو من التشويق و الإثارة ..



    النهاية ... والتي يكمن فيها فيها التنوير النهائي وهي اللمسة الأخيرة التي تمنح الكشف عن الشخصية أو المعنى

    وقد جاءت النهاية مفاجأة ... حيث يفاجئ السارد القارئ .. بحل غير متوقع .. أرى أن النهاية جاءت موفقة ..

    عكس مايرى البعض أنها ربما فيها الكثير من المبالغة .. واللامنطقية ..

    لأن الكاتب قد سبق ولمح على لسان البطل في جزء متقدم من السرد .. عن تيقنه التام هو وأمه لحقيقة زواج أبيه من أخرى ...

    كما أنها أوضحت أو بررت سر تعلق البطل بالفتاة .. ذلك التعلق الغريب والغير مفهوم ..

    ربما كانت النهاية مفاجئة .. إلا أنها من وجهة نظري الخاصة .. أجدها نهاية موفقة وفي محلها تماماً ...



    8 - العنوان :

    جاء العنوان بوصفه عنصراً مهماً من عناصر تشكيل الدلالة في القصة .. وجزء من أجزاء إستراتيجيتها متحري الدقة .. ونزل منزل من حيث دقته وفنيته وإيحاؤه ..

    وجاء كلمة واحدة ( الرحلة ) .. وقد مثل العنوان حقيقة ومجازاً في ذات الوقت ..

    فالعنوان يرمز أيضاً للرحلة التي إجتازها البطل منذ بداية طفولته وحتى وصل لما هو عليه الآن ...



    9 - الراوي :

    جاء الكاتب بالقصة على لسان الراوي .. وهو ذاته بطل القصة والشخصية المحورية في القصة .. فجاء السرد بضمير المتكلم ..

    كما عني الكاتب بشخوص القصة الآخرين .. الأم .. والفتاة رفيقة الرحلة .. فعني بإبراز الملامح الداخلية والخارجية لشخوصه بشكل موفق ..

    وبنى الكاتب القصة على السرد القائم على معرفة الراوي بكل شيء حتى معرفته بما يدور في خلد .. باقي الشخوص ... " تتزايد شكوك أمي بهجران متعمد ... ينجح أمام حدس المرأة "



    10 - لغة القصة :

    جاءت لغة القصة سلسة موغلة في العمق .. حفلت بروائع الوصق والصور البلاغية الممتعة ..

    وقد عني الكاتب بإستخدام الألفاظ الموحية .. وعني بالوصف الدقيق المنمنم .. الذي أضفى جمالاً ورقياً ...





    ـ ـ ـ





    روميو



    قصة ( الرحلة ) وكذا .. ( حينما أغتيل الياسمين ) .. من أجمل نصوصك القصصية على الإطلاق

    وقد سعدت كثيراً بقراءتهما .. وأتمنى أن أكون قد استطعت إلقاء بعض الضوء ..

    على تلك القطعة الأثيرة .. والتي استطعت بجميل سردك .. وروائع وصفك

    أن تستحوذ على لب عقولنا .. وتشد انتباهنا من البداية وحتى آخر حرف ...



    أمنياتي لك بمزيد من التألق





    خالص مودتي





    هاميس

  4. #4
    الصورة الرمزية ROMEO
    تاريخ التسجيل : Mar 2002
    رقم العضوية : 14
    الاقامة : Lonely Soul
    المشاركات : 3,579
    هواياتى : poetry_music_deep meditation
    MMS :
    إم إم إس
    mms-49
    الحالة غير متصل
    معدل تقييم المستوى : 64
    Array



    عذرا على التأخير وحتماً لي عوده

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. قراءة اللوحة التشكيلية وإشكالية تحديد المعنى والمبنى
    بواسطة زخـــات المطــر في المنتدى دُرة الأدب العربي والإبداع المنقول
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 25-12-2003, 04:11 PM
  2. && من أجلي &&
    بواسطة رحاب في المنتدى دُرة الأدب العربي والإبداع المنقول
    مشاركات: 28
    آخر مشاركة: 28-10-2003, 11:26 PM
  3. قراءة في سطــــــــــور عضـــــــــو ( 8 ) أهلا بك ..........
    بواسطة alkatb في المنتدى درة أعماق الدرر
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 08-08-2003, 05:59 PM
  4. قل لي .... من أنــــــت ؟!
    بواسطة alkatb في المنتدى اســتراحـة الــدرر
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-08-2003, 03:09 AM
  5. قل لي .... من أنــــــت ؟!
    بواسطة alkatb في المنتدى درة المشاركات المتميزة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-08-2003, 03:09 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة واحة الدرر 1432هـ - 2011م
كل ما يكتب في هذا المنتدى يمثل وجهة نظر كاتبها الشخصية فقط